أنثروبولوجيا العنف المسلط على الطفل في تونس حسب الفوارق بين الجنسين ـ الحبيب النّهدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

tacheتقديم عام:
نستنكر العنف ونحتج عليه ونطالب القصاص من فاعله ولكن في نفس الوقت نعنف غيرنا بدوافع مختلفة مرة تحت تأثير الغضب والنزعة العدوانية الانتقامية ومرة أخرى نتيجة توتر نفسي وتارة لضغوط ظروف الحياة الصعبة وطورا ضدّ الطفولة لغاية الردع والتربية وطورا آخر بدوافع لا تزال مجهولة.
فأشكال العنف وسياقاته متعددة تنتهي بنا إلى إدراك مفارقات: فالجائح يسرق ليأكل والحاكم يستعمل القوة  لإرجاع الحقوق لأصحابها والأب يضرب اُبنه خوفا عليه حتّى يتجنب سلوك مشين ففي هذه الأفعال استعمال لعنف مبرر قد يرى في الغير إن لم ينتبه للدافع قسوة وتعذيبا وتعدي على الذات البشرية. لهذا يصعب الإحاطة بالعنف خصوصا الناعم ولا مرئيّ ومورس بالطرق الرمزية"[1]
نحن هنا إزاء ظاهرة تكتسح المجتمع ككل وتتسع دوائره وتداخل عناصره[2] لتميز الإنسان بازدواجية معقدة ومتناقضة يلجأ في كل مرّة لتبريره حسب المقاصد والسياقات ويزداد التباسا عندما يوجه ضدّ الطفل وبما يحدث في علاقاته بأسرته من نزاع وصراع[3] ولا نستثني بما يصدر منه هو بالذات الذي يكون في بعض الأحيان يضاهي عنف الكبار.

ويجعلنا نتساءل: هل ضرب الأبناء حقّ طبيعي لوالديه؟ هل بالمكان التصرف معه بما يريانه أم بما يراه القانون؟ وهل للدولة الحق في تحديد واجبات الأبوين تجاه أبنائهما؟ وأي مرجعية تبرر العنف أو تجرمه؟ وما الذي يجعل العنف المسلط على الطفل في بعض الأحيان غير مراقب وغير مصرح به؟ وهل أن العنف المسلط على الطفولة يمارس على الجنسين بنفس الدرجة؟
مهما اختلفت حالات العنف ومدى درجة خطورتها على الطفل سنختصر على بعض منها[4] لأنّ المهم في آخر التحليل معرفة دوافعه الظاهرة والكامنة، الواعية واللاواعية، والمهيكلة والعابرة، المتؤدلجة والانفعالية، والمؤسسة رمزيا والمستحدثة، ونستطيع تعميم نتائجها في آخر التحليل الإفصاح عن تجربة ذاتية معاشة تحاول أن تدرك قصدية العنف من خلال الوضعيات المعاشة مستندين في آليات الفهم والتفهم على المقاربة الفينومينولوجية(الظاهرية) التي يرتكز "على الخبرة الذاتية للحياة اليومية للمرأة الضحية أو الطفل الضحية " وكذلك النظريات النسوية التي طورت مدخلا نظريا أطلقت عليه نموذج النوع –مع أخذ بعين الاعتبار مآخذنا النقدية - لتوضيح الفوارق الملحوظة بين مكانة كل من الرجل والمرأة وأن اختلاف أدوار كل منهما يرجع إلى الثقافة السائدة من خلال عملية التنشئة الاجتماعية وليس للخصائص البيولوجية"[5].
سأحصر مجال اهتمامي بالبحث في العنف المسلط على الطفل باعتماد متغير الجنس مفترضا أنّه كلما كانت الضحية بنت وتراجعت القيم اشدد العنف ضدها.
استنادا على مفاهيم إجرائية يتم النظر في قضية العنف قضائيا باعتباره وسيلة لحل النزاع بين الأفراد  بما يستوجبه القانون وهذا غير كاف لهذا سنعتمد مقاربة شمولية بالبحث في مظاهره وأسبابه ونتائجه وفي أبعاده الجذرية العميقة التي هي إناسية[6] وذات صلة بالبنى الذهنية والثقافية وليس حالة منعزلة وشاذة. وهذا يستوجب فهم المنطق الداخلي للفعل البشري وأهميته ضمن سياق ثقافي واجتماعي وفي أصل نشأته وكيفية الخروج من مأزقه للكشف عن خلفية تبريره .
من الضروري تضافر كل الاختصاصات ذات التوجهات النوعية والكمية لتجاوز الصعوبات والاحراجات المنهجية فاجتهدنا أولا في انتقاء عينة ممثلة من مجموعة وقائع سجلت خلال السنة الجارية يكفي معاينتها حتى نقف على بشاعة العنف المسلط على الطفل وخطورته، منبهين في نفس الوقت، إلى أن القضية ليست مرتبطة بتضخيم الظاهرة من عدمها، وإنما بمدى وحشية ما اقترف أمام البراءة ثانيا كما أن ما يعنينا بدرجة أعمق هي محاولات الفهم والتصنيف[7] والتحليل والتأليف دون أن ننساق وراء نظريات جاهزة مسبقا[8] فإذا كنا نمثل فردا من العائلة التونسية ونتعايش يوميا مع وضعيات بالإنصات إلى اعترافات ووقائع عاينّاها باستمرار [9] إلاّ أنه يجدر الانتباه هنا إلى ضرورة تجاوز صعوبة تجرد الباحث من ذاتيته في هذه الحالة وإلى مدى حرصنا على الحيادية وتجنب التحيز أو التأثير العاطفي بحيث نترك مسافة بين الذاتي والموضوعي في استقصائنا واستنباطنا لأفكار منطقية من الحياة المعيشية اليومية للفاعلين الاجتماعية ذات قيمة علمية ليس بنفس المعايير المتعارف وليها وهو ما يعني توسيع معرفتنا بالمجتمع من دون انتقاء منهج منضبط لا يسمد أمام تعقد الظاهرة. وبما أنّ المنهج العلمي هو أحد "احتمالات الحس العام المشترك مشفوع بتصميم حاد على ألاّ نبقي على الخطإ طالما هناك إمكانية لتجاوزه. وكما في كلّ عملية كشف واكتشاف، فالمنهج العلمي هو مزيج من الجدل الدائم بين الحقيقة والخيال، بين ما هو واقعي وما هو محتمل، وبين ما يمكن أن يكون حقيقيا وما هو حقيقي فعلا"[10]
تطمح هذه الدراسة إلى:
-         قراءة نقدية بيبليوغرافية[11] لدراسات أطلعت عليها جلّها تركز على الجانب القانوني والتشريعي وأن أشارت لدور التمثلات الجماعية في إنتاج العنف إلاّ أنها لم تتعمق في التحليل ولئن خصصت علاوة على ذلك اهتماما  بالمرأة في الوسط العائلي والاجتماعي إلا أنها لم تتوسع في العنف المسلط على الطفل وهذا ما أحاول تجاوزه وفق ما اعتمدته من تعدد المقاربات والمناهج في معالجة العنف الذي "يحدث داخل سياق اجتماعي[12] .
-         الخروج من مأزق الجدل بين طبيعة القيم الكونية والقيم الخصوصية للطفولة[13] حيث يكون معيار السلوك نسبيا ‘‘مؤذ’’ أو ‘‘غير مؤذ’’ استنادا على معطى ثقافي للتنشئة’’[14] فختان الذكور مقبول لدينا مرفوض لدى الغير/ختان البنات مرفوض عندنا في حين أنه مقبول لدى بعض الشعوب)[15] وما يعدّ في المستوى المحلي اختلافا مثل عادة "تصفيح" الأنثى قد نجده عند عائلة دون عائلة أخرى مجاورة لها وهي ممارسات تتم كتمان شديد بعيدا عن فضول الناس.
-         باعتبار أن الباحث كان طفلا مورس عليه عنفا مهما كان قاس أو غير قاس لأنّه يمس تفاصيل حياتنا ويشمل جميع الفئات دون استثناء. ففي تشخيص حالة الطفل المعنف يجب التعامل معه بوصفه فاعلا ومشاركا لنا فنستمع بانتباه لشكواه وأن حديث الصغار للصغار يقرب لنا إدراك  العنف كوعي محايث لتجربتنا الذاتية بعيد عن المنحى المتعالي بمقولات مجردة جوفاء وهو ما يعني تبسيط المفاهيم لجميع الأذهان.
-         الكشف عن أصل التمييز وطبيعته الرمزية باستجلاء الخاصية المعقدة للإنسان لأخلص إلى قراءة سوسيو-ثقافية للعنف المسلط على الطفل ومقترحا اُستراتجية عملية لنشر الثقافة الرمزية التفاعلية المبنية على التواصل والحوار وترسيخ مبدإ المساواة في التعامل مع الجنسين. بحيث لا يتم تجريم هذا العنف قانونيا فحسب بل أيضا تصريفه اُجتماعيا بوضعه في سياق رمزي ومقاصدي وشعائري (التضحية مثلا)[16] وفق آليات يمتص المجتمع من خلالها العنف ويحوله من أداة تدمير إلى قوة إبداع وإنتاج بما يؤسسه من طقوس واحتفالات تكوّن ثقافة اللاعنف انطلاقا من نزعة العنف نفسها.
-         الفصل بين عناصر المقال كان لضرورة منهجية بينما في الأصل هناك تداخل وتكامل.
القسم الأول: في تعريف العنف والعنفَ المبني على التمييز:
"البحث العلمي هو نشاط إبداعي يتكون دائما من قطبين متعارضين ومتكاملين في آن أحدهما تخيّلي والآخر نقدي"[17]
لغويا: العنف حسب اُبن منظور "الخوف بالأمر، وقلة الرفق به، وهو ضد الرفق وعنف الشيء، أخذه والتعنيف هو التقريع واللوم"
اصطلاحا: فيعني ''استخدام القوة بأشكال متعددة مادية ومعنوية ولفظية، منه الرسمي وغير الرسمي العقلاني واللاعقلاني العلني والسري''[18] .
قانونيا: العنف هو "أي اعتداء جسدي (اللكم، الضرب، الركل، الدفع، الصفع، الحرق، إحداث الكدمات، سحب الأذن أو الشعر، الطعن، الخنق، أو ربط وهز الطفل) أو جنسي (من أجل الاستثارة الجنسية) أو سوء المعاملة أو إهمال يتعرض له الطفل (عدم تقديم الطعام الكافي والملابس وإهمال نظافته وصحته وعدم توفير الرعاية وعدم إظهار المودة وعدم توفير التعليم وعدم مداواته وأخذه إلى الطبيب) [19] ويمكن ممارسة هذا الاعتداء في البيت أو في المنظمات أو المدارس أو في أي محيط يتفاعل فيه الطفل"[20] والعنف المعنوي والنفسي يقصد به (الشتم، السخرية، الإهانة، والإفراط في الانتقاد ومنع الاتصال مع الآخرين أو الإذلال أو النبذ الدائم.

العنف الموجه ضد البنت: المقصود به كلّ سلوك أو فعل أو اعتداء موجه ضدها على وجه الخصوص، يعد مظهرا تاريخيا للعلاقات القائمة على عدم المساواة مع الطفل، وهو عنف يرتبط بوضعها في المجتمع[21]." ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية الناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين المرأة والرجل في المجتمع والأسرة نتيجة النظام الأبوي بآلياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية"[22]
ليس العنف نتيجة للتمييز فقط ولكنه مُكوِن من مكوناته. ذلك أن المصطلح يستخدم لوصف الأعمال الضارة التي ترتكب ضد شخص بناء على الاختلافات التي تحدد اجتماعياً بين الذكور والإناث مثل الإجهاض الانتقائي بحسب جنس الجنين وتباين فرص الحصول على الغذاء والصحة والتعليم، والاستغلال والتحرش والاعتداء الجنسي، وجرائم الشرف وزواج القصر، وإساءة استخدام المهر/ثمن العروس، ، والعنف المنزلي، والحرمان من الميراث أو الملكية.[23]
العنف من المفاهيم الأكثر التباسا: لأنه يختلف باختلاف المرجعية المجتمعية وبحسب الخصوصيات الثقافية والدينية فإنّ ما يعنينا منه في كلّ ذلك هو ما كان سببه التمييز الإرادي بين الجنسين حيث نتبين من خلال المعاينة أن الطفلة يتم  تعنيفها لأنها أنثى وليس لسبب آخر ويتم ذلك في سياق اجتماعي مهيء لتتقبل هذا العنف بصفة لا شعورية منها[24] كما أنّه يستخدم باعتباره وسيلة لاستمرار هيمنة الذكور وفرضها، وليس على امرأة أو فتاة بعينها، ولكن على الإناث باعتبارهن جماعة بشرية كاملة. وباعتبار ذلك متأصلاً في عدم توازن القوى وعدم المساواة الهيكلية بين الرجل والمرأة. فالتمييز بين الجنسين يمثل عنصراً رئيسياً في ارتكاب جميع أشكال العنف ضد الفتيات.[25]
القسم الثاني : معطيات إحصائية نقديّة عن تقرير مندوب حماية الطفولة  ومدونة حوادث عنف مسلط على الطفل 2013

1)       معطيات إحصائية نقديّة

"ثمة ثلاثة أنواع من الأكاذيب: أكاذيب وأكاذيب لعينة وإحصائيات"[26]
بنيامين ديزرائيلي (Benjamin Desraeli)
في 2012 تعهد مندوب حماية الطفولة[27] ب 4439 حالة وشمل منها 57 % أي 2532 (ما يناهز 7 حالات عنف يوميا)[28] :
•        45.8 % إناث 580 ذكور 579 الإهمال (تقصير قيام الحاضن بواجباته تجاه الطفل في حالات الطلاق، الامتناع عن إلحاق الطفل بالدراسة، الامتناع عن الإنفاق والرعاية)
•        32.5 % إناث 416 ذكور 411 العنف المعنوي/النفسي (مخاطر الخلافات العائلية)
•        17.1 % إناث 205  ذكور 229العنف المادي/الجسدي (بالمنزل 198 حالة والأوساط التعليمية 85 حالة)
•        4.4 % إناث 88 ذكور 24العنف الجنسي (التحرش الجنسي 58.9% ، ممارسة معه 37.5 %)

ملاحظات حول المعطيات الإحصائية:
-         الحالات تتجاوز بكثير التي تعهد بها مندوب حماية الطفولة .
-         لئن بينت المعطيات الإحصائية تساو نسبي بين الذكور والإناث فإن الواقع مخالف لذلك ففي قراءة أولية لمشكل العنف على أساس التمييز لاحظنا أن الأنثى تعامل بطرق مختلفة عن الذكر وأغلب الحالات يتم التكتم عنها. لهذا لن نتحصل على بيانات دقيقة لأن العنف يتم خلف جدران موصدة.
-         غياب تحديد دقيق للمتغيرات، فهل أن العنف الجسدي المقصود يتضمن عنفا نفسيا وجنسيا؟ وهذا يعني وجود فصل بين المتغيرات النوعية وهو ما كان يتطلب توضيحا منهجيا مقنعا.
-         لم يتم التصريح بكل حالات العنف بما فيها التي لا يتم ذكرها sous enregistrement des événements نظرا لحساسية الموضوع والتي يرى البعض من الأفضل كتمانها. وكان من الممكن توخي بحث أكثر دقة وخصوصية يأخذ بعين الاعتبار ما هو غير قابل للتسجيل والإحصاء خصوصا وقد تم رفع الحظر عن المؤشرات التي كانت تستبعد في الإحصاء بما توفر من حرية أكاديمية في التعاطي مع هذه الإحصائيات.
-         لم يتم تصنيف العنف المسلط على الطفل وقياس مدى انتشار سوء المعاملة بصفة دقيقة (الجنس العمر الصحة)
-         صعوبة تحليل مدونة الحالات المتعلقة بسوء معاملات الطفل المسجلة لدى مندوب حماية الطفل أو المنشورة لدى المحاكم أو المنشورة في الصحف اليومية. [29] إذ تفتقر إلى عديد المعطيات الهامة من بينها:
-         تحديد مسؤولية  ممارسة العنف على الطفل من الأكثر من الآخر (معلم، أب، وكيل الطفل)
-         مستواهم التعليمي؟
-         حجم الأسرة؟
-         الفرق بين الوضع في المدينة والريف؟
-         المستوى المعيشي للعائلة (الغنى، الفقر)؟
-         عدم إدراج الانتحار باعتباره عنفا يمارس على الذات كما لاحظنا عدم إدراج الجرائم غير المنظورة التي تتم في المحيط الحميمي للأسرة (مثال: استخراج الجن من جسد الفتاة بالضرب أو استخراج الكنوز وممارسة الشعوذة)[30] وهي في اعتقادي ازدادت من خلال ما يتم نشره في قنوات فضائية وسببها عودة تقاليد وممارسات سلبية موغلة في القدم وفي المتخيل الجماعي.
-         التغافل عن ذكر العنف المرتكب لحماية الشرف وارتباطه بالإجهاض القائم على جنس المولود الأنثى حتى قبل أن تتم ولادتهن وللرغبة الكامنة في إنجاب الذكور. فلماذا لا يتم إدراج ذلك بوضوح في التقرير ولا نتقيد فحسب بالمفهوم التقني والقانوني للعنف؟.
-         لا يجب أن ننسى العنف الذي يتم بين الأطفال أنفسهم يكون نتيجة أفكار نمطية قائمة على التمييز بين الجنسين يتربى عليها الطفل[31] وبالتالي تحتاج منا تفكيك المنطق الداخلي لاستراتجياتها.
-         "عدم وجود قدر كاف من البيانات والإحصاءات والوثائق والبحوث المصنفة حسب نوع الجنس المتعلقة بالعنف الأسري، والتحرش الجنسي، وأعمال العنف ضد البنات سرا وعلنا بما في ذلك في أماكن يعرقل الجهود المبذولة لتصميم استراتجيات محددة للمتدخل"[32]
-         لا تفصح الأرقام عن حقيقة العنف المسلط على الطفل بل علينا أن نكشف عما خفي منه والاهتمام خاصة بوضعية الطفل بعد 14 جانفي 2011 إذ عانى الرعب والخوف .
نستنتج أن المعطيات الكمية غير كافية لوحدها في مقاربة العنف ولا بدّ دعمها بمقاربات نوعية تأخذ بعين الاعتبار البعد المجتمعي والتاريخي والثقافي والديني في دراسته.حسب الفوارق بين الجنسين.
2)      عينة من مدونة وقائع عنف خلال سنة 2013
أمام الصمت عن العنف ضد الطفل أشار أحد الباحثين  أن  قرابة ثلثي الإحصاءات التي بحوزته عن الدول العربية هي حصيلة تجميع وتحليل لمضمون الأخبار التي تنشرها الصحف."[33] لهذا ندعم دراستنا بما ينشر هنا وهناك من قضايا عنف ضد الطفولة إذ برزت في السنة الأخيرة عناوين مثيرة في مختلف الصحف اليومية نقدم البعض منها حتى نتبين بشاعة ما ارتكب في حق الطفولة في تونس.
وقد تم اختيار عينة بصفة عشوائية أثناء تصفح بعض وسائل الإعلام بصفة غير منتظمة ويتم تسجيل الخبر باختصاره على الموضوع والتساؤل عن طريقة تناوله مما يعني نسبية  الحوادث وأسبابها ونتائجها وأن كلّ ما في الأمر هي معطيات تخضع لمرجعية مصدرها وتحمّل المسؤولية على ناقلها ولكن المهم في المعلومة التي تقدمها أمام صمت الدوائر الرسميّة :
من النتائج الأولية التي استنبطناها من ملاحظتنا المباشرة للوضعيات والوقائع وكذلك من خلال حدسنا[34] وقراءاتنا للمعطيات الإحصائية والنوعية، التي مهما صحت، لا يمكن تعميمها لأنّها ستتحول إلى فرضيات لاختبارها من قبل مراكز بحوث توفر الإمكانيات المادية والبشرية للتأكد نهائيا منها أو نفيها:
-         الأولاد أكثر تعرضا للعنف من البنات
-         البنات يتأثرن عموماً بشدة أكبر الأولاد بفعل العنف الذي يمارس عليهن، وبخاصة الاعتداء الجنسي.
-         الأب أكثر ممارسة للعنف من الأم ومن الابن.
-         الأطفال بين 6 و 14 سنة أكثر تعرضا للعنف من غير دوافع حقيقة.
-         لا ترد الفتاة على العنف ولكن الفتى يرد بصفعة أكثر منها.
-         الأطفال من ذوي الإعاقات أكثر عرضة للعنف
-         الطفلة ذات الإعاقة أكثر عرضة للعنف[35] من الولد
عينة من مدونة وقائع عنف خلال سنة 2013
 امرأة تجمع بناتها الثلاث وتلقي بهن أمام القطار[36] - أب يقتل ابنه جرّا بالسيارة[37] الطفلة اغتصبها والدها[38] - العثور على طفل عمره 15 سنة مشنوقا في شجرة[39] - اغتصاب ابنة جاره ذات 5 سنوات[40] - حالة اغتصاب جماعية لفتاة لم تتجاوز 15 سنة - ثلاث تلميذات قاصرات هجرن الدراسة استعداد للحرقان- معلم متهم بالتحرش والاعتداء على تلميذتين[41] العثور على هذه الرضيعة حديثة الولادة مهملة داخل سيارة أجرة "لوّاج" بمحطة سيارات الأجرة [42] - اغتصاب طفلة عمرها ثلاث سنوات بإحدى رياض الأطفال - تحويل وجهة فتاة قاصر تبلغ من العمر 14 عاما و8 اشهر تحت طائلة التهديد تم الاعتداء عليها من طرف المتهمين الذين كانا بحالة سكرا[43] مواقعة كهل لابنة أخيه دون العشرين [44] التحرش بفتاة تبلغ من العمر أربع سنوات باستدراجها داخل محله التجاري[45] قضية التحرش الجنسي بمدرسة إعدادية بطبربة[46]اختفاء طفل في ظروف غامضة وعائلته تؤكد اختطافه[47] جثة طفل يبلغ من العمر حوالي 14 سنة تتدلى من شجرة زيتون[48]ما حقيقة التنظيم العالمي الABP المكلف باختطاف الأطفال من أمهات أجنبيات في تونس؟[49] توقيف فتاة قاصر لا يتعدى سنها 17 سنة تنحدر من مدينة طبرقة  لاستغلالها في نشاط الدعارة بالجزائر[50]. مراهقـان يغتصبان تلميذة عمرها 8 سنـوات ![51] البطالة تدفع مراهقا إلى الانتحار شنقا في إسطبل[52] منحرف يحول وجهة تلميذة لـ"اغتصابها" داخل ملعب بلدي[53] معلم يعنّف تلميذته بسبب "السلام عليكم"[54] طفل متهم في أحداث الشعانبي[55]زوج  ويذبح زوجته و أبناءه الأربعة(3و6 سنوات) تنجو ابنته (عمرها 9 سنوات) ويلقى نفسه أمام القطار[56] مفاحشة طفل عمره 12 عاما[57] تحرش بتلميذة 11 عاما [58]

يهتم الإعلام بهذه الحوادث فيجري تضخيمها للإثارة لكن بشكل يوحي بأنها تعبر عن استثنائية معزولة عن سياقاتها المؤسساتية والاجتماعية أو أصبحت تمثل جزء لا يتجزأ من المجتمع المعاصر بما يعنيه ذلك أنه "أمر واقع"
هذه العناوين للغلاف الخارجي للصحف تحدث صدمة معبرة عن دهشة واستغراب بالقول:"وين عايشين نحن’"؟ وقد يولّد الخوف وعدم الشعور بالأمان ويطلق صرخة إنذار أمام تعدد حوادث العنف ضد الطفل في الفضاء العام كما الفضاء الخاص بحيث تنفلت من كلّ معالجة جدية
ولئن بدأ الاعتراف بحجم الظاهرة والتعرف عليها وتقدير أسبابها"[59] فان التعامل الإعلامي مع قضايا الطفولة رغم أهميته وجرأته على كشف المستور إلاّ أنه حسب رأينا يمكن أن يكون أفضل لو تم الالتزام أكثر بأخلاقيات المهنة، إذ وظف البعض ذلك لإثارة الرأي العام دون التنبه للطرح العلمي للموضوع وخاصة فيما نشاهده بتلفزيون الواقع الذي يزعم أنه بوضعه علامة المنع لمن هم دون 12 نتجنب التشهير ولكنه رغم ذلك يستبيح أسرارهم ويفضحهم ولا رادع لذلك لا من قبل المجتمع المدني ولا من قبل مندوب حماية الطفولة فهل بهذا الأسلوب يمكن أن نصلح أوضاع الطفولة في تونس؟
القسم الثالث: في العنف الرمزي القائم على الفوارق بين الجنسين ودلالاته الاجتماعية
"لا تستخدم العنف مع الأولاد. اعمل لكي تكون التربية بالنسبة إليهم، فتكون أجدر بان نكتشف الاستعدادات الطبيعية لكل ولد" أفلاطون.
1)مقاصد تحريم وأد الأنثى:
عند عرب الجاهلية تجسد العنف ضد الأنثى في أبشع أشكاله وهو الوأد واتخذ تسميات مختلفة في مجتمعات أخرى. لقد عبر عنها القرآن بسؤال إنكاري فيه دلالة "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ"[60] والمبرر الوحيد للوأد هي لكونها أنثى لا تقاتل ولا تكسب وقد تقع في السبي عند الغارات فتجلب العار ، أو تعيش عالة على أهلها فتجلب الفقر .
ويصور القرآن الكريم كيفية تعامل الرجال مع هذا الحدث "وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ "[61] فالوأد يتم بصورة قاسية . إذ كانت البنت تدفن حية ! وكانوا يُفتنُون في هذا بشتى الطرق . فمنهم من كان إذا ولدت له بنت تركها حتى تكون في السادسة من عمرها , ثم يقول لأمها:طيبيها وزينيها حتى أذهب بها إلى احمائها ! وقد حفر لها بئرا في الصحراء , فيبلغ بها البئر , فيقول لها:انظري فيها . ثم يدفعها دفعا ويهيل التراب عليها ! وعند بعضهم كانت الوالدة إذا جاءها المخاض جلست فوق حفرة . فإذا كان المولود بنتا رمت بها فيها وردمتها . وإن كان ابنا قامت به معها ! وبعضهم كان إذا نوى ألا يئد الوليدة أمسكها مهينة إلى أن تقدر على الرعي , فيلبسها جبة من صوف أو شعر ويرسلها في البادية ترعى له إبله ! فأما الذين لا يئدون البنات ولا يرسلونهن للرعي , فكانت لهم وسائل أخرى لإذاقتها الخسف والبخس. كانت إذا تزوجت ومات زوجها جاء وليه فألقى عليها ثوبه. ومعنى هذا  أن  يمنعها من الناس فلا يتزوجها أحد "[62]
في القرآن ارتبط العنف المسلط على البنت بالمشهد الأخروي حيث يُطلب القصاص من المجرم في مقصد ترهيبي لمن يجرأ على إعادة نفس الجرم ولو بأساليب غير أساليب عرب الجاهلية ومن هنا نلاحظ قيمة الإيمان بالبعث والحساب في نبذ العنف كما صور القرآن نفسية القائم بالوأد فهو بين نارين الوجه مسودا ويتخفى عن الأنظار وفي هذا الأسلوب القرآني من شأنه أن يغير الممارسات والمواقف تجاه البنت فتكون المسؤولية بالأساس مجتمعية مرتبطة بالذهنيات التي لا بد من تحريرها[63]. ولن يكون ذلك ممكنا إلاّ "انطلاقا من قراءة مقاصدية تأخذ بعين الاعتبار واجبات التطوّر ومفهوم النص[64] فهذه الآيات القرآنية التي تدين العنف ضد البنت تكشف عن القمع المسلط عليها هي حقيقة مؤلمة تجعل من الأنثى سببا للفقر ومجلبة للعار وفي وضع حد لحياتها بالوأد تمثل وحشية ليس بعدها وحشية وفي كثير من المجتمعات اليوم تعود بتلك التصورات إلى الظهور. فالأنثى لا يرحب بمولدها كثير من الأوساط وكثير من الناس , ولا تعامل معاملة الذكر من العناية والاحترام "[65]
2) في العنف الرمزي المسلط على الأنثى واستراتجيات استعمالات اللغة:
2-1 في العنف الرمزي المسلط على الأنثى
ليست الخطورة في العنف المادي فحسب بل في الرمزي الذي هو الأخطر[66] ففي اُستعمالات اللغة اليومية نقف على ثقافة مجتمعية يتسرب من خلالها عنف مشروع ومبرر وفق أفكار للتمييز بصورة نمطية ما قبلية  ترتبط في اللاوعي بواجبات الطفلة،التي تضبطها البنى الذهنية للمجتمع [67] فما يقوم به الرجل من أعمال عنيفة يعتقد أنها من المقدسات وتتقبل الفتاة ذلك لأنه صادر عن سلطة معنوية من حقها ممارسة الإرغام والضغط عليها. وهذا ما نسميه بالعنف الرمزي[68] الذي هو جملة المؤهلات وأنماط التفكير التي تفرض سلوكا نمطيا ينشأ عليها الطفل دون قوة وتهديد بإرادة المعنف ففي عدم طاعة الأنثى للذكر عرضت نفسها للتعنيف الذي هو أحد أشكال التمييز والضغط التي تـمارس برضاء المعنفة والتي لا ترى فيه أي عنف ضدّها فنظرية العنف الرمزي "تعتمد على نظرية الاعتقاد وبعبارة أحسن على نظرية إنتاج الاعتقادات"[69] "هو أيضا غير مرئي"[70] "يملك قوة ما هو طبيعي أي قوة التعود بين الهابيتوس والعادة"[71] فالأب مثلا يعنف زوجته والأخ يتعدى على حرية أخته فيمنعها من اللعب أو مشاهدة التلفاز أو غيرها من سلب إرادة الاختيار وتقبل بذلك لأنها تعلمت أنه وصي عليها وهو أفضل منها وهو في مأمن من ملاحقة القانون ونتيجة فهم خاطئ لما ورد في القرآن من فكرة الضرب والقوامة والتي لم يتم وضعها في سياقاتها النسقية للفعل الديني[72]
2-2 استراتجيات استعمالات اللغة في ممارسة العنف الرمزي :
في الاستعمال اللغوي السائد يظهر العنف مختزلا في طابع حكمي يخفي عنفا رمزيا فتحدّد القنوات النحوية المسافات بين الجنسين لترسم تفوّق المذكر فتشكل معاني الكلمات من خلال استعمالاتها في علاقات السلطة المجتمعية وترتبط بين امتلاك الكلام واحتكاره وبين السلطة"[73] مما يجرح نرجسية الفتاة ويبرر التراتبية
 ففي الأربعة الأشهر الأولى باكتشاف جنس المولود يبدأ في الحين التمييز من خلال ردود أفعال متناقضة من شأنها أن تعمق الفوارق بين الجنسين فهي لحظة تأسيسية بامتياز لما سيأتي من تمييز في الدور والمكانة ذلك أن ولادة البنت في التمثلات الجماعية قد تعني الفقدان والفراغ باعتبارها ستتزوج يوما ما بينما ولادة الذكر تعتبر استمرارية وخلود وعِمَارة بيت ودعامة للعائلة.  أما في حالات أخرى قد يصل الأمر إلى حدّ التشاؤم أو التفاؤل بالطفل لأسباب إمّا "صحية أو لظواهر فلكية فإذا جاء يَتِنا أي خرجت رجله قبل رأسه كرهت ولادته وعدّت دليل فساد وعلامة سوء"[74]
ولقد اعتمادنا على عينة [75] جمعناها من الشارع التونسي مباشرة من أناس استعملوها وفيها ما وثق ونشر في كتب. وهو ما يشكل موروثا شعبيا يعد أحد الروافد الهامة في تحديد بنية الثقافة السائدة تبرز العنف الرمزي في التمييز بين الجنسين [76] فمن خلال تعابير متنوعة كوّنا متنا سرديا يستعمل وفق وضعيات وسياقات اجتماعية فهي يمثل ثقافة شفوية نابعة من المعيش التي تنمط المواقف وتصوغها وتحدد ردود الفعل إزاء الفتاة في المجتمع إذ. نستطيع أن "نكتشف أنه يحمل الكثير من المضامين التي تقنن وتكرس قيما ومعايير تدعو إلى قهر المرأة وتحجيم دورها وتحقير شأنها في الأسرة والمجتمع وتكفي الإشارة هنا إلى بعض الأمثال الشعبية التي تحمل مثل هذه المضامين التي تحدد قيمة المرأة في الأسرة ومكانتها خاصة الأسرة في المجال  الريفي"[77] 
فعدم توخي أساليب تربوية ناجعة يؤدي اللجوء لبعض الأمثال الشعبية التي تؤثر في الوعي والممارسة إذ مازال بعض المربين يرون للعقاب دورا في التربية والتحصيل المعرفي وأنّه منذ التخلي عن الفلقة والعصا والعقاب الجسدي كالحجز والتعذيب النفسي فقدت سلطة المربي وتراجع المستوى التعليمي فالضغط في التربية والضرب والتجريح للقيام بالواجب يرى البعض أنّها فاعلة في تحقيق أهدافها[78] ومن بين الاستعمالات لتبرير ذلك أن "لعصا خرجت م من الجنة" أو "العصا لمن عصا" أو "إذا ضربت وجع وإذا وكلت شبع" أو "حسبني بجلد" فليس هناك "أهمية للإقناع والمكافأة، ومن جهة أخرى يزيد من أهمية العقاب الجسدي(القرص الحرق، حك الفلفل الحار "احرقوا في صوابعوا "جسم مشوه أو عقل مبلد") والتلقين وضرب الأولاد طريقة مقبولة لضبط السلوك، وهذا يتم بأشكال مختلفة لكن أكثرها شيوعا هو الصفعة "أعطيه كف باش يتربى" التي قد لا تكون مؤلمة بقدر ما هي وسيلة إذلال وهذا ما يفسر فاعليتها فالصفعة يمكن توجيهها بسرعة ودون سابق إنذار والطفل المعتاد على هذا النوع من العقاب يرفع ذراعه فوق وجهه بصورة آلية عندما يتعرض لأي تهديد"[79]
وحرصا من الفتاة على أن تكون في مساواة تامة مع أخيها تعرّض نفسها للبخس والشتم وتستعمل ضدها ألفاظ تمس من كرامتها لا تسلم منها حتى وإن كانت رضيعة ففي حالات كثيرة نجد ظاهرة ملفتة للانتباه في الوسط العائلي وهي الدعاء عليها بعبارات عنيفة "يعطيك موت" "سكري فمك" اسكت سخطة "داء على لونك" وغيرها من العبارات القاسية هذا يندرج ضمن ما يسمى بالشخصية التونسية المستنفرة[80] التي تميل "إلى العنف اللفظي والإفراط في استعماله ويميلون إلى استعمال الشتيمة قبل الرّجال و"الدّعاء" من قبل النساء"[81]
تكمن مأساة الصمت الجماعي في كون الثقافة التقليدية ما زالت لا تميز بين الضحية والمعتدي في ما يعرف بقضايا "الشرف"، ولا ترحم صدمة الطفولة من الأحكام المسبقة والعار الواقع على الضحية وأهله وأقاربه، لا بل يصل الأمر في حالات مؤسفة لمنطق هدام يرى ضرورة غسل العار من الفتاة الضحية أو الطعن في الذكورية عند طفل مغتصب[82] ومن بين الحلول الجذرية التي يجب العمل عليها إعادة خلق فعال لهذه القيم" مثل الحياء والشرف[83] والمواقف الإيجابية تجاه مكانة الأنثى في الثقافة العربية الإسلامية [84] وهذا ما يفسّر أننا لم نتمكن حتّى الآن من تغيير العقليات ولم نتمكن من توخي أساليب علمية تواصلية تؤسس لقيمة اللاعنف[85].
ما تطرحه هذه الاستعمالات اللغوية هو قضية التزاوج بين الموروث والحداثي في شخصية التونسي ذلك أن الحداثة المعرفية  من ثقافة عصرية وقوانين مدنية تعايشت مع المخزون النفسي للجماهير على حد عبارة حسن حنفي[86] وحركت صورا وأفكارا بقيت حيّة وفاعلة في المخيلة وتمارس تأثيراتها في المواقف والسلوكات وخلقت ازدواجية المعايير والقيم في ظاهرة العنف المسلط على الطفل بحسب الفوارق بين الجنسين فأصبح يتصف بوحشيّة لم تشهد البشرية أعنفها.
من الممكن تحقيق الحداثة في مستوى التصور والسلوك إذا كانت لنا قدرة على تجاوز العوائق النمطية اللاواعية التي مازالت مترسبة في وعينا وشخصيتنا وفككنا سلطة التقاليد السلبية[87] وأعدنا الاعتبار للايجابي ذلك أن مرد العنف ليس في الثقافة الإسلامية بل هو في متبقيات منتجات الجهل وفي معوقات التخلف ترسخه قوى الاستعمار ماضيا وحاضرا فينا مما جعل هذا الغزو لا يمكننا من فهم منطق ثقافتنا بمنطق ذاتي

إن تيارات الحداثة لن تصمد أمام زلزال التقاليد إلاّ برؤية نقدية وبإدراك ايجابيات القديم فينا فنهذب لغتنا تجاه الطفل وتجاه بعضنا البعض فعوضا عن لغة السب والشتم تحل لغة التسامح والمودة والرحمة وهي لغة تكون بردا وسلاما على النفوس وتشكل منطقنا الداخلي لما تعنيه انتماؤنا الحضاري . إن اللغة عندما تستعمل حكما وتخلق تفاعلا رمزيا من شأن ذلك أن يجنبنا العنف.فلكي:
-         لا نحصد العنف علينا أن نزرع اللاعنف وذلك توزيع دائرة الرمزي الاندماجي للقيم والمبادئ في معيشنا اليومي. وكما أن السلطة التي تعطى للوالدين لا تمنحهما الحق في تعنيف الطفل وإنما حسن تربيتهم وخلق وضعيات تفاعلية تجلب اهتمام الطفل ليغير سلوكه بنفسه ودون تمييز بين الجنسين فهما يتمتعان بنفس الأهلية والمواطنة.
-         من استأنس العنف[88] ولم نسائله سيصبح عاديا ويدفع به إلى توخي أساليب أكثر تعذيبا وتدميرا وإذا لم نطوقه ونجرمه قانونيا فإننا إزاء قامع ومقموع لا يثير استنكارنا ويمر حدثا عاديا فتتناقله أجيال وأجيال لأن الطفل المعنف اليوم سيمارس نفس الأسلوب مع أبنائه[89]
-         يستطيع الكهل أن يواجه العنف بالاحتجاج لكن الطفل سيتحطم على صخرته؟[90] لأنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه والإفصاح عن آرائه ومخاوفه ويحتاج لذلك مساعدته للمطالبة بحقوقه توخي وسائل بيداغوجية باستعمال أشكال تعبيرية (الرسم، المسرح،الغناء،)
-         أن حقوق الطفل جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان باعتبارها قيم الحداثة والمدنية التي ضبطتها القوانين

-         تفكيك المخزون النفسي للجماهير الذي يتضمن تصورات متناقضة وسلبية وذلك إعادة بنائه.بما لا تتناقض مع القيم الأخرى التي ينشأ عليها مثل مفاهيم العفة والحشمة والشرف كما يستوجب وضع إستراتيجية سياسية [91] من خلال مقترحات عملية بما يساهم في وقاية الطفل ويحميه من كل تهديد بالإضافة للمرافقة الطبية والنفسية والاجتماعية له مما يقلل من ضرره. علينا أن نستر ضحايا العنف القائم على نوع الجنس وليس التستر لنرسخ الوعي بخطورته.
3)العائلة التونسية والعنف:
في المحيط العائلي ودور الحضانة ورياض الأطفال ومراكز الإيواء يعد العنف المسلط على الطفل مألوفا وعاديا وجائزا وكان من المفروض يكون عكس ذلك يجد الرعاية المادية والمعنوية فيشعر فيها بالأمن لتأكيد ذاته وهذا ما يجعلنا نتساءل: كيف الحميمية يتعرض الطفل في هذه الأماكن لسوء المعاملة؟ وهل هناك سلطة يُخول لها تعنيف الطفل؟
في أغلب الأحيان يعد العنف شأنا خاصا تمتلكه العائلة أو المربي لتأديبه ولا يحق لأي كان التدخل فيه، فأخلاقيا، لم يكن من الممكن، منعها ، كما تعتبر المنطلقات الثقافية والدينية  ذلك من مقومات ''سياسة الصبيان''[92] ولئن وجدت آليات حماية فإنها تقليدية ضمن العائلة الموسعة فيتدخل أحد لفائدة الطفل لحمايته فكان يلتجأ من يكون مهددا للاحتماء بجدّته أو جدّه أو أخته الكبرى أو أحد جيرانه مما يؤدي إلى فض النزاع بالحسنى والنصيحة والإرشاد والتوجيه وهذه الآلية الطبيعية للحماية تتوفر في العائلة الموسعة الممتدة لتماسكها وتضامنها العضوي[93].
أمام تراجع النمط العائلي الممتدد لفائدة العائلة النواتية وانشغال الوالدين بالعمل وما يسببه ذلك من إرهاق وتوتر ونفاذ الصبر يجد الطفل نفسه وجها لوجه مع شخص منفعل قاس ويكون لا حول له ولا قوة في مواجهة ذلك ولهذا السبب تتأكد الحاجة لدور المؤسسات المدنية ولقد وقد أشار هيغل إلى أن نشأة المجتمع المدني لم تكن إلاّ نتيجة تفكك العائلة وظهور الفردانية[94] وتعدّد الوسائط الاجتماعية في تحسيس الرأي العام بخطورته وكذلك تكفل الدولة والمجتمع بنشر التعليم وثقافة حقوق الإنسان وإصدار مجلة حقوق الطفل[95]  وسن قانون يجرم ضرب الأب لابنه [96]  والتي جميعا تمثل ضمانات تساهم في تقليص ظاهرة العنف فانتقلنا حينئذ من منظومة تقليدية عرفية إلى منظومة قانونية وجزائية تسمح بتدخل الدولة لفرض احترام حقوق الطفل وحمايته كما أن وسائل الاتصال الحديثة كشفت عن ممارسات سوء المعاملة للرأي العام مما ساهم في إبراز خطورة الظاهرة وتفشيها بعد أن كانت تتم في صمت خلف الجدران[97].
نستنتج أن مشكل العنف يهم الجميع دون استثناء العائلة وسائل الإعلام والمنظمات النسائية التي لم تعد تهتم بالعنف الأسري  المسلط على المرأة فحسب بل خاضت نضالات وحركات مناهضة للعنف المسلط على الطفل سواء بسواء وهذا ما شجع الباحثين على انجاز  دراسات سوسيولوجية تعتمد على معطيات إحصائية وأصبحت العائلة أكثر مرونة في تقبل العمل الميداني الذي يتجه لها لفهم ظاهرة العنف.
وبرغم ما عرفته العائلة من تغيّر بفضل القوانين والقيم والمبادئ  وبرغم مقاومة المؤسسات المدنية لتصدي للعنف وبرغم وجود آليات تحمي الطفل وبرغم حملات التحسيس والتوعية لم تتمكن من القضاء عليه بل خلقت نزاعا بين الابن ووالديه بتحكيم القانون فنما ما يفقد العلاقات الأسرية  الطابع الإنساني واستحالت المصالحة  مما ولد انعدام الأمن النفسي وتزايد الأمراض النفسية للطفل اليوم وتواصل الذهنيات التي اخترقت هذه المؤسسات الحداثية وعرقلت اشتغالها[98] وخاصة عبر المواقف المتشددة في التربية وكذلك محدودية اللجوء إلى آلية الوساطة مقارنة بالعدد الجملي للأطفال في نزاع[99] وليس من مؤشرات تدل على هذا سوى تزايد العنف في المجتمع التونسي فنادرا ما يتم تتبعه عدليا رغم تجريمه قانونيا[100]. برغم أن الآليات التي ضبطتها مجلة حماية الطفل تحتم ضرورة الإشعار عن الحالات التي يكون فيها الطفل مهددا. ذلك أن المجتمع الأبوي تؤثر فيه التفسيرات التقليدية والاجتماعية الموروثة في مواقف الأفراد تجاه الطفلة وتجاه قضايا الشرف والعرض.

إنّ بروز تغير مبني على القوانين بقت غير ذي فاعلية أمام تفكك البناء الاجتماعي التقليدي للعائلة ولم تعزز حمايته أمام تواصل الذهنيات في إنتاج العنف على أساس قاعدة الهيمنة الذكورية.التي تعد مكونا من مكونات المخيال العربي الإسلامي

4)في مظاهر الهيمنة الذكورية:
هل أن الهيمنة الذكورية ، قاعدة ثابتة في المجتمع التونسي ؟ وما الدلائل أن الأنثى أكثر تعرضا للعنف؟ وما أسباب ذلك؟وأي أساليب للحدّ من ذلك؟ لنحيط بما يحدث نضبط بعض هذه المظاهر في فقرات مختصرة:
4-1 ما زال قطاع هام يربط بين الوضع الخاص للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والأحوال الشخصية للمسلمين، ليعتد بقصة عائشة (رضي الله عنها) مثلا لتزويج بناتهن في سن مبكرة خوفا من الفتنة والمفاسد إذ. هذا الوضع يجبرهن الزواج ممن لا ترضينه فيحرمن من التعليم لاعتبارات اجتماعية خوفا من أن تكون سبب الفضائح أو خوفا عليها من الاعتداء وبالتالي بهذا الزواج تتحمل أعباء زوجة وأم رغم أن عمرها وبنيتها الجسمية لا تسمح بذلك.
4-2 أشنع أنواع العنف الجسدي والنفسي الاغتصاب التي تتعرض له الفتاة لأنّه يرافقها طول حياتها وقد تفكر في الانتحار وتنفذه بينما المجرم ويمكن أن يفلت ولا يحاسب وإن قبض عليه يقضي عقوبته ويخرج ولكن الفتاة تبقى دوما هي المجرمة لأنها في اعتقاد المجتمع شجعته على فعل ذلك من خلال لباسها أو تصرفاتها. فيكون العنف مزدوجا المجرم الذي اعتدى عليها وردود فعل العائلة المتشددة فيضيع حقها إما لعدم وجود قضةا مرفوعة أصلا أو لعدم تتبع الفاعل الذي قد يكون ذا نفوذ.فيتم إسقاط التتبع بمجرد أن يتزوج المجرم بضحيته (هدا ما جعل بعض المنظمات تريد إلغاء هذا التزويج ولكنه بالمقابل وهذا هو الأخطر قد يزيد من نسب القتل بعد عملية الاغتصاب مثلا فأين يكمن الحل إذن؟ ) عند الحمل خارج مؤسسة الزواج فإنّها تهدد بالقتل بينما يخفف العقاب على مرتكب جريمة الشرف مما  يبرر هذا العنف المسلط على الأنثى وتشجيعا على ارتكابه بالإضافة إلى تسليط العنف على الطفل المولود خارج مؤسسة الزواج[101] وننسى الفاعل الأساسي أمّا الأخطر هي قضية زنا المحارم خاصة في مواقعة الأب لابنته والتي تؤدي إلى تدمير شخصيتها وتسبب لها أعراض القلق والهذيان وصعوبة الاندماج وسببا في التأخر المدرسي ونزوع للانتقام من الأب المعتدي فبعد أن كانت ترى الطفلة في والدها النموذج والقدوة في لحظة فارقة يصبح هو مصدر ألمها فمن إذن بعد ذلك يستطيع أن يحقق لها الحماية والأمن ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحدّ فمن خلال "تلفزيون الواقع" يمكن أن ننقل صورة مرعبة عن تصرف بعض الأولياء مما يؤدي إلى أزمة في العلاقات يتحول الأب من مثل أعلى إلى وحش مفترس لبراءة اُبنته التي لا تتخيل يوما ما أنه سيكون هو مرتكب الجريمة مما يجعلها تفقد الثقة في أقرب الناس لها. والذي من المفروض أن يحميها ويحقق الأمن. .ولقد استنبطت بعض العائلات ‘‘التصفيح’’ بوصفه عملية سحرية تقوم بها الأم لحماية عذرية ابنتها قبل الزواج (جروح طفيفة على مستوى الركبتين) [102]

فالخطر الذي يتهدد الفتاة يتمثل في الحالة النفسية التي تفقدها الشعور بالأمن فهي دوما محاصرة ومهددة بان تكون رغبة جنسية محرمة ومجرمة مما يفقدها عذريتها ويجعلها تعيش الهوس مما يحد من طاقة حريتها وإبداعها وهذا الألم النفسي والخوف من المقادير يضعها أمام موقف حرج يجعلها مقيدة خجولة ومنطوية وهذا من شأنه أن يدخلها في دوامة من القلق وكل ذلك يمكن أن يكون أخطر من عملية الاغتصاب في حد ذاتها فالفتاة من خلال عملية التخييل تجد نفسها مثقلة بالخوف من عواقب تمنعها من الحرية والاندماج ومن تكون يوما من الأيام في وضعية مأساوية.
وسوف لن ينته هذا العنف بل يمكن أن يتواصل في السجن وفي مراكز الإيداع والإصلاح حيث  سمعنا عن حالات تحرش بالبنت خطيرة تؤدي للموت أو الإصابة بالأوبئة مثل فقدان المناعة المكتسبة ويولد الاضطرابات والوساوس وهذا ما يخلف عوارض نفسية تحتاج إلى المتابعة والرعاية.
4-3 في العائلة تكتفي البنت بالسمع والطاعة ولا تناقش لأن ذلك عيب أما الطفل فيمكنه أن يرفض أو يتمرد وقد يؤدي به الهروب من العقوبة إلى تسكع في الشوارع فيتمتع بحرية أوفر خارج المنزل بينما تتم مراقبة الطفلة مراقبة لصيقة ولا تتصرف إلاّ بعد أن تستشير. وحتى وإن سمح لها بالخروج فهي تتعرض لعنف الأخ أو الأب أو العم بمجرد الوقوف مع الذكور خاصة في الأماكن العمومية فما بالك عندما ترافقهم بل أكثر من ذلك لمجرد أنها ترتدي لباسا يكشف مفاتنها أو يكفي أن يصدر منها إثارة بسيطة فيتصدى لها الأب أو أخاها بالضرب والإهانة حتى لا يقدح في رجولتهما أو يقال عنهما "ديوثثان" لا يحركان ساكنا أمام أفعال البنت [103] بالمقابل فإن الطفل عندما نجده مع طفلة فإن ذلك يعد فخرا له وميزة تعبر عن رجولة ومن المفارقات في التعامل. العنف المسلط ضد الفتى عندما يتصرف خارج المنزل بما لا يليق ولا يتخذ هذا الإجراء ضد الفتاة لأنه من الأفضل في هذه الحالة أن ندع عائلتها هي التي تتصرف معها "عيب متضربش بنية الناس" لكن عندما تقترب تصرفات البنت من تصرفات الأولاد فالقسوة تكون أشد وتتخذ منحى تصاعديا تشفيا  أي أن العنف يكون حسب الوضعيات والسياقات العامة التي تضع فيها البنت نفسها فهل كانا لأب يضرب زوجته فإنّه لا يستطيع أن يمنع اُبنه من أن يضرب أخته فنحن أمام سلوك يعتمد فيه الطفل على تقمص دور الأب ومحاكاة أفعاله
4-4 رغم أن المدرسة فضاء حداثي وعقلاني تحكمه القوانين فالبنت مازالت  موضوعا للعنف" بمختلف أشكاله ومستهدفة بطريقة مزدوجة: أولا لأنّها طفل لا تجد الحماية التربوية في حياتها المدرسية وثانيا لأنّها أنثى تعاني من التسلط الذكوري الذي ما فتئ ينمي ثقافة مضادة للثقافة المدرسية قد تكون التلميذات إحدى فاعليها الأساسيين"[104] ففي بعض المؤسسات الخاصة بالطفولة تفرض التفريق بين الجنسين وما يثير التساؤل هو بروز فكرة نهاية الهوية الذكورية التي هي سبب في  العنف غيرة وانتقام تجاه الأنثى حيث أن غاية العنف إحكام مواصلة هيمنة السلطة الذكورية المهتزة على الفتاة. خاصة في المدارس والمعاهد والتي انتقلت للفضاءات العامة فلا يكفي القانون وحده لردعها ولكن  لا بد من التربية على قيم اللاعنف من خلال الأنشطة والوضعيات الدالة وايجابية تجاه الأنثى في المجتمع التونسي وأن يكون المربي في علاقة تشارك وليس في علاقة بسط نفوذ بحيث تجعل الحرية التلميذ يريد لهذا التصرف أن يتم بصفة تلقائية بينما يعتقد الأستاذ أن هذا موجه ضده فيغضب فيعنفه التلميذ وبالنتيجة يعنف هذا التلميذ زميلته الأضعف منه ف"العنف المدرسي امتداد لعنف مجتمع أشمل"[105]
4-5 في الأعياد يُشترى الإناث الدمى والبالونات بما يعني ذلك السلم والاحتفال يبينما يشتري الذكور المسدسات والألعاب النارية والسيوف مما يجعلنا نتساءل عن تأثير اللعبة الحربية في سلوك الأطفال هل عامل تصريف للعنف أم تنمية له؟ مما يؤدى إلى  "اتخاذ قرار يهدف إلى منع إشهار اللعب الحربية وبيعها"[106]
4-6 نتيجة طبيعية لاُستغلال الأسرة باعتبارها خلية للإنتاج الاقتصادي تواجه أزمة من أخطر أزمات التاريخ[107] تسمح لها باستغلال البنت اقتصاديا كالمعينات المنزليات[108] ذات الأجر الزهيد كما ان  العنف ليس مشكلا اجتماعيا أو مسألة حقوق إنسان فحسب إنما هو مشكل الصحة العمومية والكلفة المادية للعنف.التي تكون باهظة.فتؤثر على نفقات الدولة
4-7 في دراسة مازالت طور الانجاز محاولات الانتحار تكون أكثر عند الإناث بينما نسبة نجاحها ترتفع لدى الذكور ومن بين أسبابها الظاهرة الفشل المدرسي الذي يجب التنبه له حتى لا يتفاقم كما أن حالات اعتداءات جنسية التي تسبقه تكون وخاصة في الصغر ومن المقربين لأن في ذلك جرحا للنرجسية ترافق الطفل طول حياته وتدفعه لوضع حد لحياته ليتخلص من عقدة الذنب بحيث ليس الانتحار في وضع الطفل حدا لحياته وإنما هو رغبة في الرحيل مثل ردة فعل وهروب من الخوف والعزلة فهو لا يعني زوالا وإنما هو فعل في الحياة نفسها ف"الانتحار الفعلي غالبا ما يتم بدافع الحقد والانتقام من الشخوص "المعتدية" على الطفل سواء أكان اعتداء فعليا أو بالحرمان أو القسوة أو الإهمال الكلي بالخصوص الأطفال الذين يقتربون من دور المراهقة. ففي هذا الدور يتبلور إدراكهم لشخصيتهم ويقارنونها بغيرهم وبمحيطهم"[109] فسبب الانتحار يعود إلى أن الطفولة هي مرحلة أساسية في تكوين الشخصية وإذا ما تعرض خلالها الطفل إلى التعنيف والمس من ذاته ونرجسيتها يؤدي عادة إلى الانتحار وهنا نتبين خطورة العنف وتأثيره في نفسية الطفل. يسبب الفشل المدرسي الانتحار هو طريقة في الانتصار على اللايقين فيجب أن يكون فاعلا في خيبته عوضا أن يكون متحملا لها [110]
4-8 يتم التخلص من بعض الأجنة حتى قبل ولادتها لأنها من جنس الإناث لعدم رغبة في إنجابها فكيف ستكون وضعية الأنثى عندما لا تكون هناك رغبة في إنجابها نظرا لدقة الكشف الاكوكرافي échographie (الموجات فوق الصوتية) وفي صورة ما تم اختيار الذكور دون الإناث[111] وأمام اتساع عملية تغيير الخلقة[112]
ولهذا فإن الحرص على إنجاب الذكور يجعل كل الهواجس تنصب على مهاجمة الأنثى لاشعوريا فتتعسف العائلة على البنت وتجعل سلوكها يتجه نحو الذكور أو العكس مما يجعل شخصيتها في منزلة بين منزلتين كما يمكن للزوج أن يهدد زوجته بالطلاق إن هي أنجبت مولودا أنثى في المرة الثانية أو الثالثة رغم أن المسؤول علميا عن تحديد جنس المولود هو الأب. فهل من الممكن التخلي نهائيا عن إنجاب الإناث؟ نحن لسنا ضد طموح العلماء ولكن ندعو إلى ضرورة الحرص على أخلاقية العلم وعدم المس بالذات الإنسانية وكيفية التعامل مع ما توصل إليه التقدم العلمي مثل القتل الرحيم l’euthanasie [113] وتحديد جنس المولود مسبقا[114] فإذا لم تبنى المعارف العلمية على أخلاقية فإنها تهدد البشرية التي تفتقد إلى الضمير والمسؤولية
4-9 يجابه العنف عند البنت بالبكاء وطلب الاستعطاف بينما ليس من حق الطفل الذي يسلط عليه حتّى إنزال دمعة واحدة أو طلب الصفح لأن ذلك لتناقض مع صفة الرجولة فعليه التحمل والصبر وإلاّ "مش راجل يبكي" كما أن المجتمع يشفق على الفتاة ويحترمها من ناحية ولكن يعاملها بقسوة ويتدخل في حياتها الشخصية من ناحية أخرى إذ يتدخل أخوها الصغير في شؤونها فيحاصرها ويراقبها ويشي بها نكاية بها في بعض الأحيان فتبنى للفتاة هويتها انطلاقا من الهيمنة الذكورية  الفتاة تتساءل دوما لماذا أنا وليس أخي؟ فتكون الإجابة سريعة؟ أنت طفلة أم رجل؟" وحسب هشام شرابي يقع تمييز الطفلة عن الطفل بصورة أساسية من خلال إكسابها شعورا بأنها غير ضرورية وغير مرغوب فيها وكما يعلمها قبول وضعها كأنثى كما يرى أن الصبي يشعر باضطهاد أبيه وأن أمه تسحق شخصيته خاصة في العائلة المحافظة في حين تكون البنت محبوبة وتنتمي إلى فئة مختلفة عن الذكور فتلقى معاملة مختلفة [115]
4-10 يعد العيب جزء من الثقافة الشعبية ينشره الناس فيما بينهم باعتباره موروثا عن أصول اللياقة الاجتماعية الخاصة بالبنية التقليدية ويعتبرونه ملكهم لا ملك السلطة يعملون على تعميمه يوميا وباستمرار من أجل إعادة إنتاج شروط المعرفة الأخلاقية الأصلية"[116]  ولهذا خلافا للبنت الطفل لا يسأل عن تصرفاته اجتماعيا وفعليا إلا بعد أن يتزوج أما قبل الزواج فعمره يبرر تصرفاته كافة ولا يطاله العيب إلاّ في أمور لها علاقة بالمرض"[117]  فيتم "تعليم الطفل أصول التصرف أما الطفلة فيتم تنبيهها إلى مغبة التصرف حيث أن هناك ثمنا تدفعه فيما بعد لاختراق منهيات العيب لا يدفعه بالضرورة الطفل لذلك فالنبرة التعليمية هنا مختلفة نسبيا يتم التأكيد على الطفل أما الطفلة فيتم تنبيهها وتخوفيها بشكل مبطن إلى حدّ ما ويكبر هذا الحد كلما كبرت"[118]
إن الفتاة تخشى العنف لذلك تضبط سلوكها لاشعوريا مما يقتل فيها الحرية والانطلاق نحو الإبداع ويحد خيالها ولكن في بعض الأحيان ونتيجة لشعورها بأن أنوثتها تحميها من العنف فإنها تتجاوز المعايير والمرجعيات وتتصرف ضد الذكور مما يؤدي إلى عدوانية الذكور تجاههن فيكون العنف المسلط على الأنثى أكثر وطأة على منفذيه وعادة ما يخلف الندم والشعور بالذنب
4-11يستأنس الأطفال بسماع عبارة "أعطي حق النساء" "لا تأخذ حق النساء" لا تكن بخيلا في حق النساء" لكن بالمقابل سيعيشون وضعيات مأسوية مناقضة يشاهدونها أمام أعينهم تدفع بالنساء للتضرع للسماء  برفع الايادي للشكوى من المظالم بقولهن "ربي خذ حقي" فيقيم الأطفال حينئذ علاقة بين العدل والحقيقة من جهة وبين الدعاء من جهة ثانية ذلك أن دعاء الشكوى لله هو شعور المرأة ضمنيا بالضيم والضعف مما تنقل التباسا في تصور الطفل للمساواة بين الجنسين[119]
استئناف النظر:
"إن علاقة العنف بين أي طرفين لا تهدر إنسانية المعنوف به فحسب، وإنما إنسانية الطرفين معا، وفي المقابل فإن تحرير هذا الطرف أو ذاك يحرر –بالضرورة- الطرف الآخر وهذا هو الهدف الذي تعمل الدراسة على اختباره’’[120]
تحتاج هذه الدراسة مزيد التقصي حيث يمكن أن يتولى فريق بحث متعدد الاختصاصات تكوين مرصد تفاعلي من خلاله يكشف المناطق الأكثر أولوية في التدخل لفائدة ضحايا العنف ومعرفة أين يتجسد العنف أكثر؟ هل في العائلات المحرومة اجتماعيا واقتصاديا أم في العائلات الميسورة[121]؟ هل أن عمل الوالدين مؤشر على تنامي العنف ضد الأطفال هل يعتبر مؤشر التعليم كافيا لتقلص العنف تجاه الأطفال؟


الهوامش:
[1] بورديو (بيير) الهيمنة الذكورية  ترجمة سلمان قعفراني مراجعة ماهر تريمش المنظمة العربية للترجمة مركز دراسات الوحدة العربية الطبعة الأولى بيروت 2009 ص 16
[2]لتقيّدنا بإشكالية محددة على أن نتفرغ في وقت لاحق لانجاز عمل موسّع وشامل انظر النهدي (الحبيب): في انثروبولوجيا العنف المعيش. مجلة المقدمة الهوية والعنف الدار العربية للكتاب تونس 2010 سس: 69-79
[3]الحديث عن المرأة ضمنيا يعني الطفلة في التمثلات الاجتماعية. راجع وناس (المنصف) : الشخصية التونسية محاولة في فهم الشخصيّة العربية الدار المتوسطية للنشر تونس 2011 "فتوتر الأطفال والشباب هو دليل  كذلك على توتر الكهول خاصّة والأسر التونسية عامّة مثلما تبّينه أمثلة متعدّدة" ص : 163
[4]في سنة 2008 وقعت جريمتان أودت بحياة طفلين نعيم وسهير عمرهما 12 سنة
[5]إجلال إسماعيل حلمي العنف الأسري :. دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة 1999 صص: 85-86 صص: 49-50
[6]الطالبي (محمد):  أمّة الوسط الإسلام وتحديات المعاصرة سراس للنشر تونس 1996 صص 116-117
[7] راجع مدوّر (بيتر): الاستقراء والحدس في البحث العلمي. مرجع سبق ذكره .
"إن تصنيف الوقائع وتشكيل أحكام مطلقة تتناول أساس ذلك التصنيف يختزل جوهر غاية العلم الحديث ومنهجه وظيفة العلم إنما تقوم في الحقيقة في تصنيف الوقائع وتمييز أنساقها وبيان خصوصيتها" هذا المنحى في دراسة الواقع يبدو ضروريا حسب بيرسون" ص: 34
[8] نفترض أن أزمة العلوم الاجتماعية تكمن في الاستناد على إرث النظريات التي نتعلمها ونستعملها دون نقد وعلينا القطع مع هذا وننطلق من خصوصياتنا الحضارية والثقافية بما يحقق الموضوعية والإضافة التي هدفها التجديد وهذا احتاج منا برهنة واثبات في هذه الدراسة.
[9]يجب أن ندقق في العنف الممارس على الأنثى داخل العائلة والتي عادة ما تكون نفسها شاهدة عليه ويمكن أن يبث ذلك في وسائل الاتصال بما يؤثر في نفسيتها سلبا  Chabbi Labidi (Lilia) : L’histoire d’une vhû Hdah parole feminine Al Asria Tunis 1982 pp : 128
تمكنت في هذا الكتاب من الإنصات إلى شواهد لنساء ووثقتها وحللتها.
[10]راجع مدوّر (بيتر) : الاستقراء والحدس في البحث العلمي مرجع سبق ذكره ص: 60
[11] Les violences à l’égard des femme Actes du séminaire international de Tunis 11 , 12 et 13 novembre 1993 association Tunisienne des femmes démocrates 1995
Les cahiers des cercles Année 2006 la famille : une institution sociale en mouvance office National de la famille et de la Population centre des Documentations, des Archives et des Publication
مجلة المقدمة الهوية والعنف الدار العربية للكتاب تونس 2010
راجع ندوة العدد: ظاهرة العنف المدرسي بين الجذور والفروع مجلة الهوية الغرسة السابعة والثلاثون مكتب الشهيد دولة الكويت 2004 صص: 12-19
[12]لتوسع أكثر في الاتجاهات النظرية للعنف يمكن الرجوع إلى إجلال إسماعيل حلمي العنف الأسري : العنف الأسري. مرجع سبق ذكره.
الاتجاه البنائي الوظيفي والتفاعلية الرمزية والتعلم الاجتماعي ونظرية المصدر والتبادل ونظرية الصراع والاتجاهات النقدية والاتجاه الفينومينولوجي (الظاهري)
[13]التومي (محسن): تأملات في الأسس الفلسفية لاتفاقية الأمم المتحدة نوفمبر 1989 مجلـة الطفولــة العربيــة مجلة فصلية تصدرها الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية العدد الخامس عشر – يونيو 2003 إن خطاب حقوق الإنسان بوجه عام، وخطاب حقوق الطفل بوجه خاص، خطاب مفخخ ومحفوف بكثير من المزالق المنهجية و الأيديولوجية: فهو يقدم نفسه على أنه خطاب بريء، محايد كلي، مطلق و مجرد ويحاول إيهامنا بأنه خطاب كل إنسان وكل طفل مهما اختلف الزمان والمكان. لا إن نظرة نقدية تاريخية فاحصة تكشف عن طابعه النسبي وانغراسه العميق في التاريخ والثقافة والمجتمع، ذلك هو جوهر الدرس الهيغلي الذي غنمه ماركس من خلال نقده ل"مبادئ فلسفة الحق" لمعلمه. لم يظهر مفهوم "حق" أو مفهوم "إنسان" هكذا فجأة وإنما جاءا استجابة لتصورات اجتماعية واقتصادية وثقافية وتاريخية محددة. وبعبارة أخرى إن لكل مفهوم أرضيتها الابستيمية (فوكو).
Journal on Arab children (JAC) JAC. Vol 4 N°15 - June 2003.htm
[14]إجلال إسماعيل حلمي: العنف الأسري مرجع سبق ذكره صص: 85-86
[15]الحشايشي (محمد بن عثمان): العادات والتقاليد التونسية الهدية أو الفوائد العلمية في العادات التونسية دراسة وتحقيق تاجيلاني بن الحاج يحي تقديم محمد اليعلاوي سراس للنشر تونس 1994 "وعندنا الخفاض في النساء مكرمة، غير أنه ليس من عوائد أهل قطرنا، بل هو من عوائد المصريين كما بلغنا ذلك، وهو إزالة ما بفرج المرأة من الزيادة" ص: 67
[16] كيف نستطيع أن نفهم مواقع العنف ضدّ الطفل في النص القرآني؟ ففي القصص القرآني تلقي أم موسى رضيعها في اليم و"إذا خفت عليه فألقيه في اليم" (القرآن الكريم) فهل هذا الفعل يعد عنفا ضد الطفل أم لا؟ كما يقتل سيدنا الخضر صبيا من غير ذنب.كيف نستطيع أن نفهم ما ورد في سورة الكهف؟ "فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (76) فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (79) وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (82) (سورة الكهف) وينفذ سيدنا إبراهيم حلمه المتمثل في ذبح ابنه أما في قصة سيدنا إبراهيم "وَقَالَ إِنّي ذَاهِبٌ إِلَىَ رَبّي سَيَهْدِينِ ¤ رَبّ هَبْ لِي مِنَ الصّالِحِينِ ¤ فَبَشّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ ¤ فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السّعْيَ قَالَ يَبُنَيّ إِنّيَ أَرَىَ فِي الْمَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىَ قَالَ يَأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيَ إِن شَآءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ ¤ فَلَمّا أَسْلَمَا وَتَلّهُ لِلْجَبِينِ ¤ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَإِبْرَاهِيمُ ¤ قَدْ صَدّقْتَ الرّؤْيَآ إِنّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ¤ إِنّ هَـَذَا لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ ¤ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ " الصافات- 99 : 113 فالذي أسس للعنف هو حلم أراد أن يستجيب له سيدنا إبراهيم ولكن نظرا إلى أن هذا سيؤسس لشريعة قتل الأبناء لمحاكاة أفعال الأنبياء تدخل الله في سير الأحداث وفدى سيدنا إسماعيل بكبش عظيم وتحول الفعل إلى عيد. فهي من ناحية تؤكد طاعة إسماعيل لوالده ومن ناحية أخرى قدرة الشعيرة على محاكاة ما هو متعضر على قدرة البشر وفي هذا البحث النسقي في القرآن يمكن أن نقدم قراءة متكاملة حول ظاهرة العنف وقدرة النص القرآني على تحفيز العقل الجمعي على تدبر العلاقة بين العنف والمقدس يحيث أن الغيب لا يعلمه إلاّ الله وبالتالي هي مسألة غيبية لا يحيط بعلمها البشر:  فلماذا قتل هذا الطفل ألاّ يعد ذلك بمقياسنا عملا إجراميا لكن في علم الله سيكون في الغيب عاصيا لوالديه أما في ثانية فهي حفظ كنز الطفلين  بما فيه حفظ للحق الاقتصادي للطفل (الميراث) في هذا الصدد راجع Voltaire Zadig ou la Destinée Dar Wa Maktabat Al-hilal Byrouth Liban 2005 chapitre dix trentième l’ermite 207-209  الذي سرد قصصا محاكيا فيها ما ورد في سورة الكهف. راجع أيضا رينيه (جيرار):  العنف والمقدّس ترجمة سميرة رشا مراجعة جورج سلمان المنظمة العربية للترجمة مركز دراسات الوحدة العربية الطبعة الأولى بيروت 2009 "إن العنف إذا لم يقيض له الارتواء مضى يبحث عن ضحية بديلة دائما" ص: 19 "وبحسب أحد التقاليد الإسلامية أن الحمل الذي قدّمه هابيل هو نفسه الذي سيرسله الله إلى إبراهيم كي يضحي به بدلا من أخيه إسحاق (ويقصد إسماعيل= فيكون الحيوان المذكور قد أنقذ نفسين بشريتين على التوالي" ص: 23 "راجع أيضا سورين اباي كيركغارد العنف والمقدس من كتاب دفاتر فلسفية نصوص مختارة: العنف اعداد وترجمة عزيز لزرق ومحمد الهلالي دار توبقال للنشر المغرب الطبعة الأولى 2009 صص: 33 راجع أيضا عبد الوهاب (ليلى): العنف الأسري الجريمة والعنف ضد المرأة دار المدى للثقافة والنشر سوريا 2000 ص: 21 في المراحل الأولى لنشأة الأسرة الأبوية كان يملك حرية قتل أطفاله دون مساءلة أو محاسبة" بالإضافة إلى ذلك يمكن الإشارة إلى ظاهرة تقديم الأطفال كقربان للآلهة مثل ما عثر عليه في طوفات tophet بصلامبو بتونس راجع عمّار المحجوبي: ولاية افريقيا من الاحتلال الروماني إلى نهاية العهد السويري 146 ق.م 235م) مركز النشر الجامعي 2001 ص:  147"تراكم الأنصاب المخلدة لذكرى الذبائح والقرابين" "فعلى المتعبد أن يذبح شاه فدى لأبنه" ولقد أشار أحد الباحثين "أن القرطاجيين كانوا يدعونه قدس بعل حمون وفي الفضاء المقدس كانوا يقيمون شعائر تخصّ عبادة بعل حمون وتانيت صاحبته وقيل تجنيا عليهم إنّهم كانوا يقربون أطفالا لبعل على غرار ما ورد عن ابراهيم الخليل وابنه والواقع انهمك كانوا يرفعون إلى بعل أطفالا يموتون صغار السنّ...ففي اعتقادهم ان الاطفال الذين يموتون صغار السن او يجهضون لا ينتسبون لصنف الاموات بل اصطفهم بعل واستعادهم" محمد حسين فنطر الحرف والصورة في عالم قرطاج اليف منشورات البحر الابيض المتوسط مركز النشر الجامعي تونس 1999 ص: 51 وكذلك الشأن بالإلقاء صبية في نهر النيل كلّ سنة قربان لفضيانه انتشرت أيضًا عبادة الإله الروماني "ساتورنوس" الذي كان له تأثير كبير على معتقدات أفريقيا الرومانية، إذ يورد القديس ترتوليان أن الأطفال كانوا يقدمون علنا كقربان إلى ساتورن. ويميل بعض المؤرخين إلى اعتبار ساتورن الشمال أفريقي في جوهره امتدادا لعبادة الرب القرطاجي "بعل حمون
.http://ar.wikipedia.org/wiki/"
"عادة التضحية البشرية وخصوصا التضحية بالأبناء التي كانت سوابقها متجذرة في الشرق القديم من خلال التراث الأدبي لم تكن بمثابة طقس ديني فحسب بل كانت لهذه العادة أبعاد اجتماعية وسياسية أكثر مما يمكن تصوره بفضل ما يوفره الفحص الأثري حاليا، وإذا كان الشرق يمثل منبع القربان البشري فإن شكله النهائي وتثبيته كممارسة جماعية كان من ابتكار قرطاجة  إياد يونس  القرابين البشرية بالعالم الفينيقي – البوني من خلال التراث الأدبي والأثري
http://www.startimes.com/f.aspx?t=9146452
 "كانت ديانة قدماء المصريين كانوا يعتقدون أن إله المطر تلالوك يفضل ضحاياه من الأطفال . وكانت طقوس التضحية في مواعيد كانوا يحسبونها حسب النجوم لتحديد وقت خاص لكل إله .
http://ar.wikibooks.org/wiki/
راجع أيضا (الربيعو (علي): الأسطورة ايديولوجيا الرجولة لتبرير ثانوية المرأة تحول اليوتوبيا إلى إيديولوجيا صص: 88-89
[17]راجع مدوّر (بيتر) : الاستقراء والحدس في البحث العلمي مرجع سبق ذكره ص : 50
[18] راجع إجلال إسماعيل حلمي: العنف الأسري. مرجع سبق ذكره. صص:9-10
[19] تعريف الطفل قانونيا من لم يتجاوز ثمانية عشر سنة
[20]النشرة الإحصائية 2012 لنشاط مندوبي حماية الطفولة يونيسف الجمهورية التونسية وزارة شؤون المرأة والأسرة مكتب المندوب العام لحماية الطفولة. صص:20
[21]الإعلان العالمي لمناهضة العنف ضد النساء الصادر عن الأمم المتحدة،
[22]عبد الوهاب (ليلى): العنف الأسري مرجع سبق ذكره. ص: 20
[23] UNICEF/NYHQ2005-0972/Ron Haviv يونسيف حماية الطفل من العنف والاستغلال والإيذاء
[24]ما جاء في تعريف الإعلان العالمي لمناهضة كافة أشكال العنف ضد المرأة وهو " أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب في إحداث إيذاء أو ألم جسدي أو جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة " )الإعلان العالمي )لمناهضة كافة أشكال التمييز ضد المرأة، 1993
والتعريف الوارد في الاتفاقية ينص على أنه: العنف الموجّه ضد المرأة بسبب كونها امرأة أو العنف الذي (يمس المرأة على نحو جائر. ويشمل الأعمال التي تلحق ضرراً أو ألماً جسدياً أو عقلياً أو جنسياً، والتهديد بهذه الأعمال، والإكراه وسائر أشكال الحرمان من الحرية". توجهات السلطة اتجاه قضايا العنف ضد المرأة الخطة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة"
25-24، آذار 2010
راجع: أيضا Déclaration et programme d’action de Beijing Suivis de Beijing + 5 Déclaration politique et document final Nations Unies Département de l’Information Organisation des Nations Unies New York 2002
"الجنس للدلالة على الفروق التشريحية والفسيولوجية والاجتماعية والثقافية بين الذكور والاناث أو الجنوسية فتعني الأفكار والتصورات الاجتماعية لمعنى الرجولة والأنوثة"غدنر (انتوني) : علم الاجتماع (مع مدخلات عربية) ترجمة وتقديم فايز الصياغ بمساعدة كارين بيردسال  توزيع مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ط 1 2005 ص: 186
[25] Idem
[26]بيلاربي، كونسورتيوم بمساعدة من الاتحاد الأوربي الهجرة النسائية بين ضفتي المتوسط، مبرزة حركات الهجرة النسائية، .«.يوروميد للهجرة ٢  ص: 41
[27]إحداث سلك مندوبي حماية الطفولة بمقتضى القانون عدد 92 لسنة 1995 المؤرخ في 9 نوفمبر 1995 المتعلق بإصدار مجلة حماية الطفل "الفصل 28 مجلة حماية الطفل"
[28]النشرة الإحصائية 2012 لنشاط مندوبي حماية الطفولة يونيسف الجمهورية التونسية وزارة شؤون المرأة والأسرة مكتب المندوب العام لحماية الطفولة صص: 13-14-15 لا بدّ من الإشارة إلى: خطأ ورد في الصفحة الثالث عشر إذ أن العنف المادي والجسدي ليس 52.8 % كما ورد في التقرير وإنما هو 47.2 % 4875 وضعية تهديد خلال سنة 2010

[29]في هذا الصدد نود الإشارة إلى دراسة ميدانية طرحت مثل هذه القضايا ونقترح أن تنجز مثلها بتونس تتكفل بها دوائر مختصة في قضايا الطفولة.

République Algérienne Démocratique et populaire Ministère de l’Action Sociales et de la Solidarité Nationale L’enfant maltraité en Algérie (enquête) Alger 2001

[30]انظر النهدي (الحبيب): في انثروبولوجيا العنف المعيش مجلة المقدمة الهوية والعنف الدار العربية للكتاب تونس 2010 سس: 69-79 . للاشارة طلب مني صالح الحاجة مدير جريدة الصريح مدّه ببعض المقالات وبعد أن أجرت معي الجريدة حوار كان أول مقال حول انتحار الأطفال نتيجة الفشل المدرسي فاعتذر على نشره قائلا أن يوم العلم على الأبواب فكيف نشير إلى هذه المسألة الآن
[31]بالعامية يقال "عيب عليك راهي طفلة ما تضربهاش"
[32] Déclaration et programme d’action de Beijing Suivis de Beijing + 5 Déclaration politique et document final op.cit
[33] هيثم مناع  الطفولة المغتصبة : نشر في الفجر نيوز يوم 08 - 09 – 2010
نشير أيضا إلى الحوادث الخطيرة التي يتعرض لها الطفل كحوادث سير أو حوادث منزلية أو آلام المرض: عينة من الأمثلة: أرجوحة تقتل طفلة الـ8 سنوات. (الصباح تونس في يوم  الإربعاء 12 جوان 201) أمام مدرسة ابتدائية بملولش آخر يوم في حياة تلميذ( الصباح تونس في يوم   الأحد 30 جوان 2013 ).
 هل فكرنا أيضا في حوادث الغرقى في قنال مجردة إذ كل سنة يبتلع تلاميذ يؤتون للترفيه في نهاية السنة الدراسية؟ لماذا لا نقيم مهرجان طفوليا استعراضيا نقوم بمسرحة الخطر والتأكيد على البعد الرمزي في العملية مثل تغريق دمية وانتشالها وبالتوازي نقدم نصائح وتنبيهات عن مخاطر السباحة في هذا القنال (آخرها غرق تلميذ من المعهد الثانوي بالحرايرية 2 - طفل لا يتجاوز 14 سنة غريق آخر في قنال فوشانة جريدة (الصباح 04-09-2013) - غرق فتاة 17 سنة في شاطئ تازركة (الشروق 05 سبتمبر )2013 - وفاة طفل اثر صعقة كهربائية (الشروق 04 سبتمبر )2013 كما يمكن التطرق إلى الآلام التي يعاني منها الطفل جراء العنف المسلط عليه (الصرع، التوحد،.....)
Voir : Cahiers de l’enfance Revue de l’Institut Supérieur des cadres de l’enfance Numéro Spécial : les enfants à besoin spécifiques 2012/22 Ben Mohamed Khouloud enfants accidentés de la voie publique : clinique et prise en charge éducative pp ;27-34
Cahiers de l’enfance Revue de l’Institut Supérieur des cadres de l’enfance Numéro Spécial :2011/21 Ben Mohamed Khouloud : accidents de le voie publique et impact de la scène  traumatique sur des enfants pp :121-134
[34] راجع مدوّر (بيتر) : الاستقراء والحدس في البحث العلمي. مرجع سبق ذكره.
"لا شيء يدخل الذهن إلاّ عن طريق الحواس (وهكذا يذهب المبدأ في تأكيده)، ومع الحواس، إذا أحسن التقاطها في بساطتها الأولية، تبقى مع ذلك أساس كلّ معرفة حقيقية أو فعلية. هناك إذا ثقة مبدئية في معطيات الحواس، وثقة بالتالي في ملاحظاتنا وأحكامنا التي تقوم على أساس تلك المعطيات" ص: 35
وصل Maurice Halbwachs ''بين الحدسي (برغسون)، والخضوع لمتطلبات الوقائع الاجتماعية.'' راجع توطئة المترجم حسين حيدر هالبواك (موريس) : المورفولوجيا الاجتماعية منشورات عويدات بيروت – باريس ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر الطبعة الأولى 1986 ص: 7
[35] راجع الإعاقة والتمثلات الجماعية في المجتمع التونسي كراسات الطفولة مجلة المعهد العالي لإطارات الطفولة عدد خاص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة 2012 صص:9-34
[36]تونس في يوم   الأربعاء 22  ماي 2013
[37] الشروق 08 جويلية 2013 07 جويلية 2013
[38]البيان 11 ماي 2013 ص 11
[39]البيان الاثنين 1 جويلية 2013 قابس
[40]سميرة الخياري الكشو 12 جوان 2013
[41]الصريح الأربعاء 08 ماي 2013مّ
[42]يوم 12 مارس 2013.
[43]وتفيد الأرقام الرسمية بأنه تم رصد أكثر من 5900  إشعار بالاعتداء على الأطفال بطرق مختلفة سنة 2012، من بينها 500 حالة اغتصاب، منها سبع حالات بين الأطفال
[44]الشروق الأربعاء 31 جويلية 2013
[45]الخميس 14 مارس 2013
[46]تونس في يوم   الأربعاء 13 مارس 2013
[47]الصباح 18 أوت 2013
[48] وكالة تونس افريقيا للأنباء نشر بتاريخ الأحد, 03 آذار/مارس 2013
[49]الصباح 20 أوت 2013 ص:15
[50]الأربعاء 21 أوت 2013 الموافق ل 14 شوال 1434 العدد: 14163
[51]الشروق أون لاين28ماي 2013
[52]تونس في يوم   السبت 01 جوان 2013
[53]تونس في يوم   الجمعة 17 ماي 2013
[54]تونس في يوم   الثلاثاء 07 ماي 2013الصباح
[55] WebRadar 2013
[56]الشروق  04 -09- 2013
[57]  الشروق 06 -09-2013
[58] الشروق 06 -09-2013
[59]التليلي (جلال): الفتيات ضحايا العنف المدرسي: فئة ذات حاجات خاصة؟ كراسات الطفولة مجلة المعهد العالي لإطارات الطفولة عدد خاص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة 2012 ص: 104 راجع أيضا رمزي (ناهد=: أبعاد سلوك المرأة كما تقدمها قصص الصحافة النسائية الفكر العربي نيسان 1991 العدد الرابع والستون السنة الثانية عشرة المرأة العربية بين الذات والموضوع "المادة الإعلامية بمثابة الميدان الخصب الذي يخضعونه لدراستهم في محاولة منهم لتحليل وتصنيف" ص: 51
[60]سورة التكوير الآية 8 و9. وقال في موضع ثالث: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم).
[61]سورة النحل الآية (58) (59).
[62] قطب (السيد): في ظلال القرآن. دار الشروق الطبعة الثانية والثلاثون القاهرة بيروت 2003.
[63]محمد فكري الجزار: معجم الوأد. مرجع سبق ذكره.
[64]" الطالبي (محمد):  أمّة الوسط. مرجع سبق ذكره.  1996 ص: 116
[65] قطب (السيد): في ظلال القرآن. مرجع سبق ذكره.
[66]"الجرح يبرى يا صابر وتهول الضميدة وكلمة السوء ما تبرى تبات وتصبح جديدة" "اعرقكني وخلي باش تقابلني"
[67] UNESCO Pour l’égalité des sexes dans le langage composé et imprimé dans les ateliers de l’UNESCO 1999
[68] Approches Femme et Pouvoir collection dirigée par Fatima Mernissi Editions Le Fennec Maroc 1990 Bourquia (Rahma) : la femme et le Langage
"الحشمة ليس إلاّ نفي للذات والصمت" ص: 22
« ce mystère de l’obéissances » comme disait R. Caillois p : 16
[69]ستيفان شوفالييه كريستيان شوفيري: معجم بورديو ترجمة الزهرة إبراهيم الطبعة الأولى 2013 الشركة الدراسة السورية للنشر والتوزيع ص 220
[70]ستيفان شوفالييه كريستيان شوفيري: المرجع نفسه ص221
[71]ستيفان شوفالييه كريستيان شوفيري: المرجع نفسه ص222
[72]راجع الطالبي (محمد):  أمّة الوسط الإسلام مرجع سبق ذكره قضية تأديب المرأة بالضرب صص: 115-141 الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ  اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً (33) فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً (35) وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى سورة النساء 33-34 كما أورد الطالبي "وفي عصرنا هذا يندرج ضمن هؤلاء العلماء الناكرين لتأديب الزوجة بالضرب محمد الطاهر ابن عاشور" ص: 131 استنادا على  التحرير والتنوير الجزء 5 ص 44
خطبة الوداع (10 هجرية)أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد.
[73]Approches Femme et Pouvoir collection dirigée par Fatima Mernissi Editions Le Fennec Maroc 1990
Bourquia (Rahma) : la femme et le Langage p:15
[74]الجوزو (مصطفى): الأسرة العربية في الماوراء الأسطوري والسحري 96-104 الفكر العربي المعاصر 88/89 سنة 1991 ص: 103" النواصي وعتب والبعض من الذرية"
[75] هذه الاستعمالات تكون على شاكلة: "البنات زريعة إبليس" أي أنهن يكتملن بسرعة وتكن مهيئات للزواج. "بولبنات ما يبات هاني"  "الّي عنده البنات عنده الهم بالحفنات"اللي عنده طفلة في الدّار عنده لكدارأو كوشة من النار ""الولد يقعد ديمه صغير في عين والديه" "الليلة المشومة غلبت الليلة المباركة" إذا كانت البنت أصلح من الولد لاحظ الفرق في النظرة بين الذكر والأنثى" "موت البنات ستره" (ستره يحفظ الأسرة ويجنبها العار هذا الموقف يذكرنا بوأد البنات في العصر الجاهلي"يأخذ مرا صغيرة تآخذ الخير والذخيرة""شرط العازب عالهجالة ولي صبية نأخذ""اللي سعدها زمانها تنجب بناتها قبل صبيانها" "إذا كنت مسعودة وسعدك قوي بكري ببنت وثني بصبي" من بين المخاطر التي تنشأ من خلال التمييز بين الجنسين الإهمال السلبي "اخرتك رجل" "الكلام الوجاع هو النفاع""خوذ راي الي يبكيك وما تاخذش راي اللي يضحكك""اذا اوكلت شبع واذا ضربت وجع" "بعد الانثى على الذكر ما ترى شر"اللي بنته ايس من رقادها""ما يقعد في الدار كان العار" للبنات الابكار اللواتي لم يتقدم لخطبتهن أحد"النار ولا العار""اذا البنية دبات وحبات اسالوا امها آش خبات" ان البنت لا يهتم برعايتها احد ولا يعتني بتجهيزها سوى امها""لو كان بنت الغولة تجي قابلة وطبية حتى الضبع يولي حجام" "عيشة راجل هي المرأة المسترجلة "عيشة القادره هي المرأة الحسودة المتطاولة السليطة لا يستعمل الاسم لاشارة للمرأة فيقال "الدار" المرا" "هي" "ها"بينما "راجلي" "مولى بيتي"
هناك تشابه بين الأمثال الشعبية في مصر وتونس مما يؤكد القاعدة العامة للبنى الذهنية والعقلية للمجتمعات العربية للمقارنة راجع عبد الوهاب (ليلى): العنف الأسري الجريمة والعنف ضد المرأة دار المدى للثقافة والنشر سوريا 2000ص ص: 29 "أم الغلام تستاهل الإكرام" "لما قالوا لي ده ولد أتشد حيلي واتسند" "لما قالوا لي دي بنية اتهدت الحيطة عليه" "يا مخلفة البنات يا مخلفة الهم للممات" "اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24 ضلع" "موت البنت ستره" "جواز البنات ستره" "ضل راجل ولا حيطه" "أقل الرجال يغني النساء" جوز من عود خير من القعود" "خطبوها اتعززت وفاتوها اتندمت" ص: 28 "قعدة الحزانى ولا جواز الندامة" "شوروهم وخالفوهم" "شوره المرأه إن صحت تأخر سنة وإن خابت تأخر العمر كله"
[76]عيسى (قاسم بلحاج): الأمثال الشعبية في تونس دار بوسلامة للطباعة والنشر والتوزيع تونس 1988 و محمد العروسي المطوي ومحمد الخموسي الحناشي الأمثال الشعبية والحياة الاجتماعية دار الغرب الإسلامي بيروت بلا تاريخ  يمكن أيضا أن نقوم بتحليل للسرد المتعلق بالحكايات الشعبية والتي تتضمن مكونات المتخيل الجماعي حول المرأة ففي كثير من الحكايات ترتبط صورة الطفلة بالغول حكاية الغول والطفلة اليتيمة – العجوز والغولة – زوجة الغول الطفلتان والغولة العمياء راجع البقلوطي (الناصر): حكايات شعبية من تونس المعهد القومي للآثار والفنون تونس 1988.
للإطلاع على أهمية العلمية للأمثال الشعبية ومبررات استعمالها في علم الاجتماع يمكن الرجوع إلى دراستنا التالية الحبيب النهدي: "محاولة في دراسة المواقف أمام الموت من خلال الأمثال والتعبيرات العامية في مجلة Ibla 1-2004 صص: 205-39
Voir aussi Mohamed Alahyane La legende « Hammou ou Namir » ou Le pouvoir de la mère au Maghreb pp : 41-50 Approches Femme et Pouvoir collection dirigée par Fatima Mernissi Editions Le Fennec Maroc 1990
"إذا صرفنا النظر عن القيمة الجمالية والأدبية لأسطورية أو خرافة، ندرك بأنها شكل معبر بامتياز عن هموم المجتمعات ذات التقاليد الشفوية" ص :41
Sophie (Ferchiou) : L’aide internationale au service du patriarcat ; L’exemple Tunisien in Nouvelles question féministes Printemps 1983 N 3 
في السياق السلطة الأبوية واللامساواة بين الجنسين تكون "منقولة عبر التراث الشفوي عبر الأمثال، والأساطير والرموز التي تعيشها المرأة في علاقة مع الرجل  ص: 48
[77]عبد الوهاب (ليلى): العنف الأسري الجريمة والعنف ضد المرأة مرجع سبق ذكره ص: 27
[78]البشير الزريبي التربية التونسية في الأمثال العامية طبع وحفر الشركة التونسية لفنون الرسم.
[79]شرابي (هشام): مرجع سبق ذكره ص: 38
يقال عادة: "كان كنت تحبيني راك من المرة الأولى ضربتيني"
[80]الذوادي (محمود): الوجه الآخر للمجتمع التونسي الحديث دار تبر الزمان تونس 2006 صص: 65-85
[81] وناس (المنصف) : الشخصية التونسية مرجع سبق ذكره ص : 159  
[82]هيثم مناع  الطفولة المغتصبة : مرجع سبق ذكره
[83](بوحديبة) عبد الوهاب: لأفهم فصول المجتمع والدين مرجع سبق ذكره ص 171 Approches Femme et Pouvoir collection dirigée par Fatima Mernissi Editions Le Fennec Maroc 1990 Bourquia (Rahma) : la femme et le Langage
لا نقصد بالحشمة التي "ليس إلاّ نفي للذات والصمت" ص: 22
« ce mystère de l’obéissances » comme disait R. Caillois p : 16
[84]ومن بينها الأحاديث التي رغبت في حسن معاملة الأنثى والرفق بها "ما أكرم النساء إلاّ كريم ولا أماتهن إلاّ لئيم" حديث شريف ,أيضا "من كانت له ثلاث بنات أو أخوات فصبر على لأوانهن وضرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن" "من كان له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها وغذاها فأحسن غذاءها واسبغ الله عليه كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى الجنة" "من خرج إلى سوق من أسواق المسلمين فاشترى شيئا فحمله الى بيته فخص له اللاناث دون الذكور نظر الله إليه ومن نظر الله إليه لم يعذبه" نقلا عن إبراهيم (حركات): المجتمع الإسلامي والسلطة في العصر الوسيط إفريقيا الشرق بيروت لبنان 1998 ص: 48
[85]راجع غاندي: سياسة اللاعنف من كتاب دفاتر فلسفية نصوص مختارة: العنف اعداد وترجمة عزيز لزرق ومحمد الهلالي دار توبقال للنشر المغرب الطبعة الأولى 2009 "اللاعنف هو أكبر قوّة تملكها الإنسانية "صص: 72
[86]حسن (حنفي): التراث والتجديد موقفنا من التراث القديم المؤسسات الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع بيروت الطبعة الرابعة 1992 "فإن التراث في الحقيقية مخزون نفسي عند الجماهير (العامة) ص:15
[87] راجع عبد الله العروي : التقاليد وعملية تكوين التقاليد نموذج المغرب مجلة الملتقى عدد 2 السنة الثانية 1998 مراكش المغرب صص: 149- 157
نبه إلى الخلط الذي يقع فيه البعض بين التقاليد كواقع والتقاليد كقيمة مما يؤدي إلى تحليل التقاليد بالسلب والنفي دون تحديد الوهن الاجتماعي. أما إذا تم التفريق فسينظر للتقاليد كهيكل وبناء وبين التقاليد كايدولوجيا. وتساءل: هل من الممكن أن نفرض عليها مقولات العلوم الاجتماعية التي تطورت في اطر المجتمع الحديث ونبحث عن البيئة الاجتماعية التي ترتبط بهذه التقاليد؟
[88]راجع مدوّر (بيتر) : مرجع سبق ذكره.
"تشدّد نظرية الاستقراء على أولوية الواقع: أي أولوية المعطيات الحسيّة البسيطة غير المعقدة التي جرى تسجيلها بشهادة الحس هذا هو حال كارل بيرسون K. Pearson في إيمانه العميق بالوقائع" ص: 34
[89]مثال ما تم تداوله في وسائل الإعلام ذاك الأب الذي ذبح أبناءه الأربعة وانتحر بأن ألقى نفسه أمام القطار. فهل أصبح العنف عاديا لا يحرك ساكنا؟ وأين مكونات المجتمع المدني؟
[90]عندما حدثني آلاء (خمسة سنوات) عن العنف الذي سلط عليها في الروضة لم تتمالك عن البكاء ولم يكن بمقدورها أن تتكلم، اضطراب في النطق، وتلعثم. وهذه النتيجة الأولية للعنف فقدان القدرة على وصف ما جرى بالمقابل المروضة من سهل أن تتهرب من تحمل المسؤولية بالقول أن الطفلة تكذب عليها وتتعقد المسألة عندما يتدخل الوالدين في المشكل ويمكن أن نتجاوز ذلك ولكن يخلف جرح في نرجسية ذات الطفلة.
[91] Unicef op.cit
[92]"فينبغي لغنم الصبي أن يجنبه مقابح الأخلاق، وينكب عنه معايب العادات بالترهيب والترغيب والإيناس والابحاش وبالإعراض والإقبال وبالحمد مرة وبالتوبيخ مرة أخرى ما كان كافيا فإن احتاج إلى الاستعانة باليد لم يحجم عنه وليكن أول الضرب قليلا موجعا كما أشار به الحكماء فإن الضربة الأولى إذا كانت موجعة ساء ظنّ الصبي بما بعدها واشتد منها خوفه وإذا كانت الأولى حقيقة غير مؤلمة حسن ظنه بالباقي فلم يحفل به" الشيخ الرئيس ابو علي بن سينا "كتاب السياسة" تقديم وضبط علي محمد نشر بدايات للطباعة والنشر سوريا الطبعة 1 2007 صص: 83-84 راجع  أيضا أحمد المختار الوزير: آداب المعلّم مطبعة لاربيد تونس 1947
أساليب يعتقدون أنها مهمة في التربية"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فأنه أدب لهم’’ حديث شريف. فالتخويف بالعنف قد يكون أبلغ من العقاب نفسه راجع خالد أبو صالح العنف ضد الأطفال وموقف الإسلام منه مدار الوطن للنشر
راجع أيضا (القاسمي) أبو الحسن علي): الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين دراسة وتحقيق أحمد خالد الشركة التونسية الطبعة الأولى تونس 1986 وكذلك (القيرواني) ابن الجزار: سياسة الصبيان وتدبيرهم  تحقيق وتقديم محمد الحبيب الهيلة الدار التونسية للنشر 1968
[93]وناس (المنصف) : الشخصية التونسية محاولة في فهم الشخصيّة مرجع سبق ذكره.
"فمن معايب المجتمع التونسي الراهن هو اختفاء ظاهرة الحكماء الذين يحرصون على التوسط بالحسنى واعتماد المفاوضة" ص: 173 راجع أيضا في المرجع نفسه العنف المجتمعي قراءة في واقعة اجتماعية محددة العنف المدرس دليل تنشئة متوترة الشخصية الأسرية المتوترة صص: 179-193
راجع محمود الذوادي " التخلف الآخر:عولمة أزمة الهويات الثقافية في الوطن العربي والعالم الثالث" ، الأطلسية للنشر، أريانة، تونس 2002،  راجع أيضا الثالث   التخلف الآخر.. أزمات الهويات الثقافية في العالم قناة الجزيرة الاثنين 29/11/1425 هـ - الموافق 10/1/2005 م (آخر تحديث) الساعة 17:09 (مكة المكرمة)، 14:09 (غرينتش) مقدم الحلقة: خالد الحروب ضيوف الحلقة: البروفيسور محمود الذوادي: مؤلف الكتاب د. محمد بن مريخي: باحث أكاديمي تاريخ الحلقة: 20/05/2003 حيث أشار محمود الذوادي أنه اهتم في الفصل الخامس باستخدام الشتائم البذيئة،و الدعاء على الآخرين. في سياقات شعبية ومدلولات اجتماعية. يعني بذلك أنّه عندما نفحص في الحقيقة خطاب الدعاء، لأن هناك خطاب الدعاء يعني الدعاء على الفرد بالشر عليه نقول مثلاً يعني في.. في مثال تونسي يقولوا: الله يهلكه، الله معناها يهلك هذا الشخص، هذا طبعاً نوع من الدعاء، طبعاً الملاحظة الأولى أن هذا النوع من.. من الخطاب الدعاوي هو أولاً ينتشر أكثر بين النساء، يعني هذه الملاحظة الأولى، لكن هناك يعني الحالة الاجتماعية عند النساء اللي هي تؤهلهن -معناها- أكثر للاندراج في هذا، لماذا؟ لأنه مثلاً أحياناً، يعني نجد مثلاً أن المرأة عندما لا تستطيع أن تغير الأشياء بأم يدها فهي تلوذ إلى بعض الأشباح الخيالية سواء كانت يعني غيبية أو غير غيبية..
[94]ح.ف. هيجل: الأعمال الكاملة أصول فلسفة الحق الجزء الأول ترجمة إمام عبد الفتاح إمام مكتبة مدبولي 1996 "الانتقال من الأسرة إلى المجتمع المدني" ص: 428 من مميزات الحياة المدنية أن بعض العائلات  تشجع ابنتها على الانضمام إلى نواد تعلم الرياضة الدفاعية (الكاراتي –التكواندو) اعتقادا منها أن ذلك يمثل سلاحا للدفاع عن نفسها في الفضاء العام
[95]إصدار مجلة حماية الطفل بمقتضى القانون عدد 92 لسنة 1995 المؤرخ في 9 نوفمبر 1995 المتعلّق بإصدار مجلة حماية الطفل المصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل بمقتضى القانون عدد 29 لسنة 1991 المؤرخ في 29 نوفمبر 1991.
[96] - اتفاقية حقوق الطفل المعتمدة من طرف الجمعية العامة للامم المتحدة في 20 نوفمبر1989. صادقت تونس على اتفاقية تجريم جميع أشكال العنف المسلط على الطفل، وكذلك اتفاقية حقوق الطفل التي نصت بالمادة 37 على أن " تكفل الدول الأطراف ألاّ يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللانسانية أو المهنية...."كما تم إلغاء العمل بالفصل الذي ينص على  ‘‘تأديب الصبي ممن له سلطة عليه لا يستوجب العقاب’’ 319 من المجلة الجزائية وتم إقرار ‘‘15 يوما نافذة مع غرامة مالية كلّ ولي تونسي تسبب تورطه في استعمال العنف ضد أي ابن من أبنائه’’ مع تكرار سوء المعاملة.
[97] أغلقت وزارة شؤون المرأة 68 روضة وحضانة منها 52 أغلقت طوعيا و16 روضة لمخافتها كراس الشروط  في 2013
[98]راجع الوردي (علي): منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته الشركة التونسية للتوزيع 1988 ص: 291
"فالمتعلم مثلا قد ينادي أحيانا بتحرير المرأة وبالدعوة إلى مساواتها مع الرجل، وهو يكتب في ذلك المقالات ويلق الخطب ولكنه قد يغضب كلّ الغضب عندما يقال عنه أنه ضعيف يشاور المرأة في أموره أو أنّه كالمرأة لا يرد الصفعة بعشرة أمثالها’’"إن مركز الخلل الاجتماعي هو الذهنية البدوية التي لم تزل قارة في اللاوعي العربي توجه السلوك وتضبط حركة الفكر وتتحكم – عموما – بالوعي’’"
راجع أيضا محمد فكري الجزار: معجم الوأد النزعة الذكورية في المعجم العربي (في تحليل الخطاب – المعجمي) ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة مصر 2002  صص: 12-13
"إن قصورنا المعاصر عن تفهم ما هو البدوي هو نوع من امتداد هذا البدوي فينا بالرغم من كل ما فينا وحولنا من مدنيات لا مدنية واحدة لا حضارة وحيدة وربما كانت أكثر عناصر ذلك البدوي أهمية لما نحن بصدده ظاهرة القربان البشري ص:100
[99]النشرة الإحصائية 2012 لنشاط مندوبي حماية الطفولة مرجع سبق ذكره ص: 17
[100]حق الطفل في عدم التمييز (المادة 2 من الاتفاقية) الطفل من وجهة تعريف قانونية هو الذي لم يتجاوز 18 سنة
[101]نعته باللقيط والكبول وفرخ حرام ومنجوس وغيرها من النعوت التي تحطم ذاته حماية الأطفال المولودين خارج إطار الزواج الشرعي : القانون عدد 75 لسنة 1998 مؤرخ في 28 أكتوبر 1998 المتعلق بإسناد لقب عائلي للأطفال المهملين أو مجهولي النسب المنقح بمقتضى القانون عدد 51 لسنة 2003 المؤرخ في 7 جويلية 2003
[102]بدأت هذه العادة تتلاشى. تقطن الحاجة عائشة (68 سنة) بأحد الأحياء التابعة للعاصمة تونس مختصة في "التصفيح" ومرت على يديها جل فتيات حيها.جلست قبالة الحاجة عائشة فتاة لم تتجاوز السبع سنوات.كشفت عن ركبتها واعتصرها الألم حين أمسكت الحاجة عائشة ركبتها وجرحتها سبع مرات ثم غمست حبات من الزبيب في الدم الذي خرج من الجرح وقامت بإطعامها للفتاة قائلة في تلك اللحظة »بنتي حيط (أي حائط) وولد الناس خيط« في إشارة إلى صلابة الفتاة وقوتها مقابل عجز الفتى أول الشروط هو عمر الفتاة الذي يجب أن لا يتجاوز سن البلوغ. يرى الدكتور زهير.ت الأخصائي في طب النساء والتوليد أن عملية "التصفيح" ليست علمية فغشاء البكارة لدى الفتاة يفض بمجرد دخول أي جسم حاد« وأوضح عما يقال بخصوص عجز العريس ليلة الدخول أن ذلك يعود لأسباب نفسية. فالعملية الجنسية كلها تتم بأمر من الدماغ وبالتالي إذا كان الرجل في حالة نفسية متوترة فانه يعجز عن العملية الجنسية وفض البكارة يكون مستحيلا. من جهة ثانية هناك فتيات خلقن بغشاء سميك أو مطاطي وشعور المرأة بالخوف وعدم استعدادها يؤثران نفسيا على الزوجين. وتصاب أحيانًا بعض السيدات بحالة عكسية تمامًا مما يزيد في التشنج النفسي وهو ما يؤكد أن لا دخل لعملية "التصفيح" في فشل الزوج في معاشرة زوجته. وهذا ما يدعمه الميلي طبيب نفساني. يقول "غالبًا ما يكون السبب النفسي مصاحبًا للفتاة ليلة البناء، نتيجة لخوفها من أول لقاء جنسي. لذا على الزوج التريث والتزام الهدوء وضبط النفس، وإعطاء عروسته الطمأنينة الكاملة. فلا يروعها بل يغدق عليها من مشاعر الحب والحنان، لان الفتاة تكون في حالة نفسية يرثى لها."
نقلا عن جريدة الصباح تونس في يوم   الأربعاء 23 ديسمبر 2009 ذكرى بكاري التصفيح بين الأسطورة.. الوهم ... العلم والقانون"خيط وحيط".. فعلاقات مشبوهة... وطلاق للضرر
Ibtissem Ben Dridi : Le Tasfih en Tunisie un rituel de protection de la virginité féminine L’Harmattan Histoire et perspectives Méditerranéennes Imprimé en France juin 2004 154 pages
Voir aussi Ibtissem Ben Drid : « Est-ce que ça marche ? » À propos du tasfih, rituel protecteur de la vertu des jeunes filles tunisiennes halshs-00566279, version 1 - 15 Feb 2011
Pré-print de l’article publié en 2010 in L’Année du Maghreb, Volume VI, Dossier « Sexe et sexualités au Maghreb : essais d’ethnographies contemporaines », CNRS EDITIONS, p. 93-116.i
[103]"ديوث يخلي في بنتو تعمل آش تحب ملا عيب ومقل حياها والداها هما السبب"
[104]التليلي (جلال) : الفتيات ضحايا العنف المدرسي: فئة ذات حاجات خاصة؟ مرجع سبق ذكره ص: 103
[105]وناس (المنصف) : الشخصية التونسيةمرجع سبق ذكره.: 61
[106]محجوب (عبد الوهاب): السلوك العدواني نقله إلى العربية نورالدين كريديس المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة 2001 ص : 89 راجع الحشايشي (محمد بن عثمان): العادات والتقاليد التونسية مرجع سبق ذكره صص: 64-65-67 تبيان الفرق بين ألعاب الصبية والصبي
[107] بوحديبة (عبد الوهاب): لأفهم فصول المجتمع والدين الدار التونسية للنشر 1992 ص:218 انظر: حماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي : القانون عدد 62 لسنة 1995 المؤرخ في 10 جويلية 1995 المتعلق بالمصادقة على اتفاقية العمل الدولية رقم 138 بشأن السن الأدنى للشغل
[108] Voir Elaborée par Samira Ayed et Abdessatar Sahbani : les aides ménagères à temps complet Violences et non droits Projet « Répercussions économiques des violences sur les jeunes filles dans le grand Tunis 2008-2010 Association des femmes Tunisiennes pour la Recherches et le Développement (AFTURD) surtout les pages : 20-21-30
[109]الدباغ (فخري): الموت اختيارا دراسة نفسية اجتماعية موسعة لظاهرة قتل النفس دار الطليعة الطبعة 2 بيروت 1986 ص: 83
[110]تونس: انتحار طفل تقليداً لمشهد في مسلسل تركي قالت تقارير إعلامية تونسية، الجمعة، إن فتى في الـ12 من عمره، ونقلت لصحيفة "الصباح" التونسية عن والد الطفل قوله إن "ابنه انتحر في غرفته، بعد أن لف رقبته بحزام من ستائر الغرفة، وعلقّ نفسه وفارق الحياة على الفور،" في منزله بحي السلام بمنطقة القصرين. كما نقلت الصحيفة عن أم الطفل قولها إن "ما دفع ابنها إلى الانتحار هو محاولته محاكاة مشهد انتحار أحد أبطال مسلسل تركي يعرض حالياً. "وأظهر تقرير الطب الشرعي أن "عمليات التحري أثبتت عدم وجود أي أعمال عنف، أو كدمات على جثة الصبي، كما تبين أثناء معاينة الجثة انه لا يعاني أي مشكلات نفسية، ولا وجود لشبهة جنائية." (دي برس - وكالات)
[111] أثناء حملها الأخير وعد الزوج زوجته باقتناء سيارة لها إن كان المولود القادم من جنس الذكور وفي الأربع الأشهر الأولى تبين أنه فعلا من جنس الذكور فما كان من الزوجة إلاّ أن ضغطت على زوجها لاقتناء السيارة وإلاّ أجهضته فما كان من الزوج الرضوخ لطلبها.
[112]"لا بد أننا سمعنا عن قصص كثيرة يعيش فيها الذكور أو الإناث جانبا من حياتهم ثم ينتقلون إلى "الجنس الآخر" بعملية جراحيّة، فبعض البنات أو النساء يتحولن إلى ذكور مثلما يتحوّل بعض الذكور إلى إناث"غدنر (انتوني) : علم الاجتماع (مع مدخلات عربية) ترجمة وتقديم فايز الصياغ بمساعدة كارين بيردسال  توزيع مركز دراسات الوحدة العربية بيروت ط 1 2005 ص: 185
[113] Barbu (Philippe) : Pour ou contre l’euthanasie : Jeune Afrique N 1777 du 26 janvier 1995 pp ; 64-69
[114]راجع شيتلس (لاندروم) رولوفك (دافيد): كيف تختار جنس مولودك ترجمة سامي علي الفرس وإبراهيم سامي الفرس دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع الطبعة الأولى 1992 توصل إلى أن ضبط توقيت الاتصال الزوجي بالنسبة لوقت نزول البويضة ويرى أنها حققت نسبة نجاح وصلت 90 بالمائة في بعض التقارير ويستخدمها الآلاف رغم أن القرآن يرى أن ذلك ولكن هذه العملية تجري وفق سنن الله ودون تدخل في علمه "لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير" الآية 49 -50 سورة الشورى
[115]شرابي (هشام): مقدمات لدراسة المجتمع العربي دار الطليعة بيروت الطبعة الرابعة 1991 ص: 31
[116](معتوق) فريديك: مفهوم العيب في المجتمع العربي المعاصر الفكر العربي عدد 64 السنة 12 حيزيران 1991 ص:219
[117](معتوق) فريديك: المرجع نفسه ص 222
[118](معتوق) فريديك: المرجع نفسه ص 222
[119] Labidi (Lilia) ; Moralité Puplique ; Femmes et principes de justice Femme et droit Femme et modernité Actes de colloque organisé par le Ministère de la femmes et de la famille avec la collaboration du centre d’étude juridiques et judicaires Tunis  3 et 4 juillet 1997
[120]محمد فكري الجزار: معجم الوأد. مرجع سبق ذكره.  ص:13
[121]راجع التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع من خلال الرعاية والتربية في مرحلة الطفولة المبكرة حيث أكّد على خطورة الفقر والحرمان والانقطاع عن التعليم في تنامي العنف