السوق ..ـ قصة : رشيد بلفقيه

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasse03071غادر رحبة المواشي ، وزع ما يملك من مال على جيوبه احتياطا و هو يدلف إلى بقية "الرحبات" بالسوق الأسبوعي الشهير .. لم تمض سوى هنيهات حتى اختلط  بأرتال الناس و هم يدرعون الممرات الضيقة ذهابا أو إيابا و في جميع الاتجاهات ، يتأبطون قففهم و يسيرون كل يبحث عن ضالته  بين الخيام الموزعة في صفوف خططت كما اتفق  ، عقيرة الباعة ترتفع هنا و هناك :
-    كوَالة مبادئ .. كوَالة مبادئ ..
قصد رحبة اللحوم ، بحث مطولا عن قلب يكون وجبته للعشاء القادم لكنه لم يعثر على قلوب تستحق الاقتناء فابتاع راسا أو رأسين مجوفين و رطلا من اللحم ..
-    كوالة علوم .. كوالة ثقافة ..

السوق غاص بالسلع المزجاة ، المعروض بعضها بطرق تغري المشترين فيما كدس بعضها حسب مزاج البائع النكد ، لاحقته أصوات الباعة المنبعثة من كل الجهات  وهو يتنقل في الفضاءات المفتوحة بنظراته البدوية الحذرة المتوجسة من كل من التقت عيناه بعينيه ، قطع رحبة التوابل في اتجاه رحبة الملابس استرعى انتباهه حشد من الناس في حلقة حول قزم أمرد يبيع كلاما ..
-قرب ! قرب !  …اللي ما شرى يتنره ..
اقترب من الجماعة و ظل يزاحم الأكتاف حتى تبين  له العرض ، أحس بيد تعبث بجيبه الأيمن .. لحظات فقط ثم انتزع اللص ما به من دراهم . استدار و أمسك بخناق اللص رافعا عقيرته بالصراخ :
-    شفار ! ... شفار ! فلوسي ... فلوسي ...
استجاب العديد من "المتسوقين"  لنداءاته في رمشة عين ، و كاد يفرح باسترداد ما سلب منه ،  قبل أن يتحول إحساسه إلى دهشة تلاها رعب حقيقي عندما تنازعته الأيادي مفتشة بقية أنحاء جسمه منتزعة بالقوة ما لم يتمكن اللص السابق من نهبه .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟