أدب الخيال العلمي بين المصطلح والمقولة الإيديولوجية ـ سعيدة خلوفي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

abstract sci fi نعيش اليوم في عصر غدا فيه التقدم العلمي ظاهرة لافتة في حياتنا وصار على الأديب أن يعكس في أعماله صورا لذلك التقدم الحضاري،وقد ظهر أثر هذا في – أدب الخيال العلمي- الذي جمع بين العلم والخيال، إنه موضوع الساعة كما يقال، فضلا على مدى استجابة أعمالهم لهدا التقدم الحضاري الملقى على عاتقهم، وكيف يواكبون أحداث الاكتشافات العلمية في مجالات عديدة ، مما يزيح اللثام عن الإنسان وطموحاته وآماله، ومخاوفه.

فما هو هذا الأدب إذن؟يعد أدب الخيال العلمي من الآداب الهامشية التي لاقت انتشارا كبيرا في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي رغم عدم اعتراف المؤسسة الرسمية به، فرواجه كان أكثر في القرن العشرين تماشيا مع الثورات العلمية والتكنولوجية، ولقد عرف هذا المصطلح – الخيال العلمي- تداخلات وتقاطعات مع أجناس أخرى كالفنتازيا واليوتوبيا " فالفنتازيا تتقاطع مع الخيال العلمي في الأسلوب والمضمون، كما يتماس الخيال العلمي مع الفانتازيا عندما تكون الحكاية في المستقبل البعيد أو أن تقع في عالم آخر *-مثل حرب النجوم- حيث نجد مما وراء الطبيعة وأفكار علمية إضافية،أما تقاطع الخيال العلمي مع اليوتوبيات* فهو أمر معروف في الأدبيات المعاصرة، يرتبط الخيال العلمي غالبا بمعالجة مظاهر التطور التقني والاجتماعي، فتقوم اليوتوبيا على أفكار سياسية وفلسفية صريحة للمجتمع" [1]

وبهذه التداخلات شغل الباحثون أنفسهم في تحديد مصطلح الخيال العلمي، فلا يوجد حتى اليوم اتفاق على إمكانية تعريف الخيال العلمي، ولن نتورط نحن في الجري وراء هذا الكم الهائل من التعريفات لأن محاولة القبض عليها جميعها هو السراب والزئبقية، وقبل هذا نكتفي بطرح سؤالنا الموالي هل عبارة – الخيال العلمي تترجم عبارة
Sciencefiction  
.المعروف أن العبارة صنعت في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن (هوجر نسبارك) هو من نحت مفردة sciencefiction في سنة 1926 ثم استبدل بها science-fiction سنة 1929 ومنها ترجمت إلى اللغات الأخرى، وقد جاء في المعجم الأدبي " يشير مصطلح الخيال العلمي إلى المحكيات الروائية أو القصصية التي تتجلى فيها الافتراضات العلمية والتقنية من خلال البنية السردية، تتمحور حول حدث يقع عموما خارج عالمنا المكاني أو ألزماني"1.

ويورد الدكتور نبيل راغب قائلا:" الخيال العلمي يتناول المخترعات العلمية والاكتشافات التكنولوجية التي توصل إليها الإنسان ثم ليعدها إلى اختراعات واكتشافات لم تظهر – هي افتراضية بلفظة الموجة الجديدة- ثم يترجمها إلى قضايا إنسانية ومغامرات درامية وإيقاعات فلسفية تجعلها تتموقع في زمن كتابها لتشكل مشهدا من الأدب المعاصر لتأخذ مكانها في تاريخ الأدب عموما"[2].

أدب الخيال العلمي يتخذ ألوانا وأشكالا مختلفة إلى حد كبير فإن أي تعريف يبدو أنه يغطي جانبا واحدا وهو حديثه عن العلم، ولذلك أطلقت عليه مسميات عديدة منها: أدب الأفكار، أدب التوقع، أدب التأمل، أدب التغيير، ومنه نستنتج أن هذا -أدب الخيال العلمي- هو نوع من المصالحة ببين الأدب والعلم ، فأحدهما يقوم على الخيال بينما الآخر لا يقوم إلا على أساس التجربة واستقراء الواقع والانتهاء من ذلك كله إلى قوانين محددة ، مما يفتح أمامه بابا للتنبؤ بمحاذير المستقبل من جانب وإمكاناته الهائلة من جانب آخر، كما يرضي في القارئ ميله لأن يقرأ أدبا متصلا بقضايا عصره، ولهذا الأدب – الخيال العلمي- أنواع فما هي هده الأنواع؟.

أنواع الخيال العلمي:من أهم التقسيمات المتداولة هي تقسيم الخيال العلمي حسب الدقة العلمية للتنبؤات واستخدام القوانين والظواهر العلمية في الاستنتاج وهدا ما يفرق إلى أنواع من الخيال[3]

أ-الخيال العلمي الصعب:كتاب هدا النوع من الخيال العلمي يلتزمون بقواعد العلم بدقة شديدة ويحاولون الاعتماد على الدقة التقنية قدر الإمكان مما يؤدي إلى إهمال تطور الشخصيات وافتقارها للعمق اللازم، ويلاحظ الاعتماد على المواد العلمية البحثة مثل الكمياء والفيزياء وعلم الفلك، ومن أبرز الأمثلة لأدباء هدا النوع، جون فيرن قديما، وآثر كلارك حديثا، بالإضافة إلى الخيال الافتراضي، يعد من أصعب الخيال العلمي و أكثرها إرهاقا للكتاب والمؤلفين وحتى القراء، فهو خيال يكون أساسه مبني على قواعد ونظريات علمية أساسية مع شرح طويل ومفصل لتفاصيل دقيقة في هذه القصص عن هذه الأشياء وغالبا ما تكون عن المستقبل القريب.

ب- الخيال العلمي اللين:لا يتم الالتزام بحرفية العلم والدقة بقدر الاهتمام بالتشويق والإبداع في السياق القصصي

والاهتمام بالشخصيات وتطورها على مدار العمل، ويلاحظ ميله إلى العلوم الأقل مادية والأكثر اجتماعية مثل: علم الاجتماع والأنثروبولجيا، والعلوم النفسية، وأبرز الأمثلة لأدباء هدا النوع، هربرت ج ويلز قديما وروبرت هانيلاين حديثا، وهناك أنواع أخرى من تصنيفات الخيال العلمي مثل، الخيال العلمي الاجتماعي والخيال العلمي العسكري، والخيال العلمي الشهواني: وهو من أنواع الخيال العلمي الشائعة حدا لدى الغرب وتتحدث أغلب قصصه وأفلامه عن تطور عملية التكاثر الصناعية واضمحلال التكاثر بالاتصال الجنسي الطبيعي، أو استخدام بعض اللمحات الجنسية في القصص الخيالية أو الدخول في عوالم القصص الرومانسية التي تنشأ بين مخلوقات مختلفة العوالم والكواكب، وكيف تنشأ بينهما علاقات عاطفية وربما جنسية أيضا.

تكمن أهمية الخيال العلمي في توسيع القاعدة العلمية وجدب المواطن العادي للاستمتاع بالعلم واتخاذه أسلوبا في الحياة، وفتح نافدة على التقدم التكنولوجي في العالم بالإضافة إلى العاملين العقلي والخيالي الذي إذا حاولنا فصلهما فستحول أعمال هؤلاء الكتاب إلى أعمال عاقرة غير مثمرة، إذن هده الكتابات تحاكي واقعها وتجبر القارئ على المشاركة في عملية التأليف من خلال اندماج عاطفته وفكره معها.

فما هي ياترى وظائف أدب الخيال العلمي؟

هناك ثلاث وظائف رئيسية للخيال العلمي كما حددها لنا محمد العبد وهي كالآتي(1)

1-              الوظيفة الدعائية: وهي متصلة بجميع الأعمال الأدبية التي تدعو بطرق مختلفة إلى الإفادة بمنجزات العلم النافعة وإلى ضرورة وضع إمكانيات العلم في خدمة البشرية ورفاهيتها، وتتصل الوظيفة الدعائية لمواكبة أحداث الاكتشافات العلمية.

2-              الوظيفة الإنقاذية: وهي تدور حول جميع الوسائل التي تتخذها أشكال التعبير في الخيال العلمي لبناء موقف مضاد ورفض لما تأتي به بعض الاكتشافات العلمية من مخاطر وأضرار على البشرية، في هذه الوظيفة تسعى أدبيات الخيال العلمي إلى ترويض العقل الهمجي وكبح جماح قاطرة العلم الذي يهدد بسلطته على أمن العالم.

3-              الوظيفة التنبؤية: وهي تنطلق من التسليم بأن إمكانيات العلم النافع لا تنتهي ولا يمكن لها أن تكف أو تعجز عن صناعة مجتمع الرفاهية، في هده الوظيفة يطلق أدب الخيال العلمي العنان لخيالهم للتنبؤ بشئ من الاكتشافات الجديدة التي تحلم بها البشرية، ولعل الوظيفة التنبؤية هي الأوفر حظا في سرديات الخيال العلمي بعامة، وقد جعلت للخيال العلمي فرعا معروفا باسم أدب المستقبل.

فلماذا هذا التجاهل إن صح التعبير من طرف المؤسسة الرسمية؟.

وضعت المؤسسة الرسمية مقاييس تقوم من خلالها بتقييم أي عمل أدبي راق كاللغة المتعالية التي تسعى إلى التضليل والمراوغة، والمتلقي يكون مثقف وليس ساذجا، فاللغة هنا من أهم المعايير التي تميز من خلالها الأدب الرفيع من غيره وتهتم في أعمالها بالقيم الإنسانية الخالدة ، فرفض – أدب الخيال العلمي- من طرف المؤسسات راجع إلى أنها تقوم بإخضاع هذه الآداب – الهامشية- كمعايير الأدب الرسمي خاصة من حيث اللغة التي تعد من أهم الوسائل التي تقاس بها الوظيفة الجمالية."فالنقاد يعتقدون أن موضوعات العلم تحد من قدرة الكاتب لحد العجز على توسيع مجال الموضوعات التي يرغب في طرقها، ويجد نفسه في قبضة أسئلة لا يجد لنفسه بدا من محالة الإجابة عنها، وهي أسئلة تتعلق بقضية العلاقة بين الأدب كوسيلة للتسلية وإزجاء الفراغ أو كقوة محفزة على التفكير النقدي الخلاق وبين الأدب كوسيلة تثقيف وتعليم،زد على ذلك اعتقادهم بأن أدب الخيال العلمي يرتبط في الأذهان بالأسلوب المبتذل للكتابات التي كان يعتريها الضعف والركاكة وقلة العناية بدقة الأداء والتي لا تستثير اهتمام النقاد من دوي الذوق المدرب وأطلق عليها اسم الروايات الشعبية الرخيصة، صحيح أن الأدب الهامشي** يقدم المعرفة على حساب الشكل فالوظيفة الجمالية هو العلم ، بالإضافة لارتباطه بمشاكل الطبقة الاجتماعية البسيطة،ورغم هذا فإنه لا يسلبه دوره في نشر الثقافة وحتى النصوص الأدبية لا تخلو من جمالية ربما تكون أحسن من الآداب الرسمية، حتى أنها هذه النصوص لا تخلو من خلفيات اديولوجية، وهناك من نقاد أمثال سباستين مرسييه وفلكس بودان عزم هؤلاء على هجر المفهوم التقليدي ذي النزعة الإنسانية لدور الأدب في الحفاظ على كبت التراث المكتنزة بالفوائد، إن نوعا جديدا من القص بوسعه تغيير العالم بأن ينفث في صدر القراء الأمل في تحقيق طموحاتهم في مستقبل يترامى أمامهم فسيحا باهرا"(1).

ينطلق أدب الخيال العلمي من فرضية أدبية خيالية يطورها إلى فرضية علمية تتماشى مع معايير أي عصر ومعاييره الخاصة، بالتأكيد على أنها معايير فريدة قابلة للتغير خاضعة لنظرة معرفية يقول مونتني: "إن الثبات نفسه إلا لونا من الفتور"(2) ، ولعل أجمل مظاهر فعاليته وحيوته هو قدرته على بناء وتصوير العلم في صورة جنس أدبي يقوم على الأسرار والألغاز، أضف إلى ذلك لا يمكن تصور عالم أدب الخيال العلمي خارج نطاق الآلات والصناعات التي تنتجها ، فهو أدب العصر الصناعي حيث استطاع العلم خلال القرون القليلة المتأخرة أن ينجز الكثير من أجل تطور البشرية، وتنبأ بتحقيق اكتشافات مذهلة فبالحلم البسيط وبالحلم المدروس والتجريب مرة أخرى وضع الإنسان يده على سر الكون مما سهل له إمكانية إمساك الكون بقبضة من حديد.

وتعد روايات الخيال العلمي ميدانا جديدا يثبت لنا فيه هده المعجزة ويؤكد أن العقل الإنساني قادر ولو تخيلا على إعادة تشكيل العالم بوسائل التقنية الحديثة التي لا حد لها.

3-فما هو إذن مستقبل هدا النوع الأدبي الجديد  ؟.

تتزايد أهمية الخيال العلمي في عصرنا فثمة دلالات قوية على أن درجة رواجه قد ارتفعت ارتفاعا كبيرا في الأمم الصناعية الكبرى ( الولايات المتحدة، واتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية، اليابان) خلال المائة سنة الأخيرة وكذلك تأثير هذا الأدب في طبقات رئيسية للمجتمع المعاصر مثل خرجي الجامعات، والكتاب الشباب، وطلائع جمهور القارئين المتذوقين لمجموعة جديدة من القيم بالإضافة إلى تحول الذوق الأدبي فأصبح أيضا يعبر فيها عن المعتقدات الدينية والفلسفية والسياسية ، وتشير الإحصاءات القراءة في الأدب الغربي أن منتج الخيال العلمي في الرواية يمثل نسبة كبيرة من الكم الإجمالي للرواية،يمكن بالتالي أن نستنتج غلبة أشكال روائية جديدة ، وقلة المنتوج المعروض من الروايات الإنسانية الذي يسعى إلى أعماق النفس البشرية والعلاقات الإنسانية بين الفرد والجماعة، إذن هدا الاتساع والانتشار في العالم أصبح يفرض نفسه على النماذج الأدبية، وهو يعتمد العلم محورا فعالا في أحداثه وأبطاله ويلجأ بعض الكتاب المتميزين في فن القصة والرواية إلى الاستعانة بالعلماء لكتابة قصة أو رواية في الأدب العلمي حتى لا يساء إلى هذا الأدب وحتى يتميز العمل الأدبي بمنطقيته العلمية الضرورية هذا من جهة، ومن جهة أخرى لقد سهلت وسائل الإعلام كالتلفزيون والسينما من رواج هذا الأدب فالسينما تعتبر في لغة العلم من أهم وسائل الإيضاح والتقريب ولعل التطور الذي أصاب الصناعة السينمائية في السنوات الأخيرة، ساهم إلى حد بعيد من إنتاج أفلام علمية ممتعة تنقل المتفرج إلى أحداث الماضي الغابر والحاضر،وآفاق المستقبل وفي رأينا ستكون السينما أكبر مرشدة للعلم في المستقبل، حيث تفيد في إغناء الأرشيف الخاص بالأفلام الروائية العلمية التي ساهمت إلى حد كبير في تنمية روح الخيال العلمي والبحث في أمور لم يتوصل العلم لفك طلاسمها،والفيلم يعتمد على لغة السرد والإثارة، والوضوح في طرح الرؤى العلمية ويحاول الوصول بأفكاره إلى المتفرج ببساطة دون تعقيد فتنافس شركات إنتاج المسلسلات والأفلام تشد الناس إلى المستقبل، فينتقلون بأحلامهم إلى عوالم غامضة مجهولة في حكايات قد تبدوا خرافية، وقد نشطت فعالية الخيال العلمي حتى الصحافة إذ تنافس الكتاب في نشر القصص والروايات المسلسلة في مجلات متخصصة أصبحت من أهم الوسائل لإذاعة أدب الخيال العلمي فتناول السينما لأدب الخيال العلمي كان له دور في انتشاره،فلم يكتفي المشاهدون بمشاهدة الأفلام ،والقراء لم يكتفوا بالشراء فقط بل أطلقوا مواقع على الانترنت لمناقشة وتبادل الكتب وتحولوا لنقاد يقيمون هده الأعمال حيث تمخضت عن هده التطورات من ظهور مجتمع نقدي أثرى هذا الأدب الخيال العلمي من خلال تبادل وجهات النظر بين المجتمع الواحد "كما توجه الخيال مؤخرا إلى الأطفال إذ تخصص بعض الكتاب بكتابة أدب الخيال العلمي الموجه للطفل،وقصة الخيال العلمي قد تكون البديل الحقيقي لكل هدا الركام المطروح على الطفل بطريقة فجة لإدخال العلم بقوالب جامدة إلى رأسه الذي لا يتقبل حشر المعلومات العلمية مما قد يؤدي إلى انصرافه عن العلم أو عدم الاهتمام به، والعلم كما هو معروف هو لغة العصر والدور لأية أمة من الأمم لا يكون إلا بالعلم وإبداعاته في مختلف جوانب الحياة"(1)، ففي الخيال العلمي يستطيع طالب العلم أن يجد الحلول المناسبة انطلاقا من خيال خصب طليق يتمكن من تطويع الواقع وتحدي الممكن وتجاوزه بما يفتح أبوابا ويهيأ قدرات لم تكن في الحسبان لاشك يأتي بنتائج مدهشة وقصص الخيال العلمي تساعد على صقل المعرفة وتزويد القارئ بكثير من المعلومات، هذه هي آفاق أدب الخيال العلمي فهل من مزيد؟ يقول الكاتب الأمريكي ألفين توفلر Alvine tofler" إن قراءة الخيال العلمي أمر لازم للمستقبل"(2)، فأهمية أدب الخيال العلمي في الدول المتقدمة جعلته يتخذ منحى آخر فقد أصدرت جريدة الوحدة السورية مقالا بعنوان آفاق أدب الخيال العلمي والأبعاد السياسية حيث تقول مها مؤيد"....وقد تصاعد حمى وسخونة هده الأعمال الأدبية والفنية مع تصاعد الحرب الباردة وحملت في دلالاتها دلك الخوف من المعسكر الآخر الذي يسكن على نفس الأرض متحصنا خلف الستار الحديدي كانت هواجس الأمريكي السياسي من الغزو السوفيتي(...) ومن التهديد النووي،وكالعادة أمريكا بما لديها من وسائل الدعاية والإبهار تزيد من حدة هده المخاوف (...) وحرب العراق أكبر شاهد على دورها هذا وحتى بالنسبة للمعسكر الشرقي فقد عانى من ذلك الأمر وامتلأت الأدبيات بقصص مصاصي الدماء كتابة عن الرأسماليين الدين يمصون دماء البسطاء،وامتدت المخاوف إلى اليابان فامتلأت أدبياتها وأفلامها بالوحوش العملاقة والديناصورات القادمة من قلب التاريخ بعد أن أيقظتها الإشعاعات الدرية وجعلتها أكثر توحشا، ولقد حاول الكثير من الكتاب والفنانين التصدي لهذه الحمى...."(3)، والملاحظ في هدا المقال تناولت المؤلفة الدور المهم الذي لعبه ومازال يلعبه أدب الخيال العلمي ليس فقط في التنبؤات والانجازات العلمية، وحتى السياسة فأصبح وحسب رأينا أي أدب الخيال العلمي وكأنه بمثابة محلل سياسي عما وقع وسيقع في المستقبل من معارك ،وهذا ما يثبت فعلا أهمية هذا الأدب فهي نصوص بمثابة ألغام تنتظر الانفجار في أي لحظة فأغلب هذه الروايات –وإن كنت هنا أبالغ- أنها روايات مطعمة بمعطيات ثقافية وسياسية مما يسمح لها ويرشحها لدخول سباق مع الباحثين والعلماء وذلك لاهتمام هذا الأدب – الخيال العلمي- بقضايا المجتمع وإن عظمت، وهذا أيضا ما يفسح لها آفاق لا متناهية ،ويقول رائد الخيال العلمي البريطاني آثر سي كلارك "إن القراءة النقدية لأدب الخيال العلمي هي بمثابة تدريب أساسي لمن يتطلع إلى الأمام أكثر من عشر سنوات"(1)

وهنا نتساءل أيضا ما هي آفاق أدب الخيال العلمي والأبعاد النفسية؟ آو ألا يمكن استخدام مثلا الخيال العلمي أداة في العلاج النفسي؟.

لان الخيال العلمي وسيط ناجح لاكتشاف الذات واختيارنا لعلم النفس لأنه من احدث العلوم وأكثرها قربا من الأدب،وفي رأينا الشخصي يتعذر الفصل بين علم النفس والأدب فهي تعد أكثر الميادين غموضا وتشويقا أو على النقيض أكثرها رهبة، وتبقى الكتابة دوما هي القناة المحورية لنقل هذا الزخم من الأفكار قصد بث الوعي العلمي وتنبيه المجتمع لحقيقة ما ينتظره في المستقبل القريب أو البعيد.

فلهذا الأدب – الخيال العلمي- مستقبل حيث كانت الوسائل – السينما، التلفزيون، الصحافة، الإنترنيت- من الوسائل الهامة في ازدهاره بالإضافة إلى مجلات ودوريات ولقاءات وندوات تهتم بالخيال العلمي، ويختص ذلك " دعم مادي ومعنوي،طبع ونشر...الخ"، إنه جزء من البحث العلمي الذي يحفز الإنتاج والمنتجين هذا هو مستقبل – أدب الخيال العلمي- في العالم الغربي فكيف هو الوضع الآن على الصعيد العربي؟

هناك العديد من الكتاب المعاصرين في مجال الخيال العلمي أذكر منهم نهاد شريف وهو احد أهم رواد الخيال العلمي في العالم العربي، ومن المغرب أحمد عبد السلام...الخ، ولكن يمكن القول أن الأداء العربي في مجال الخيال العلمي مازال أداء متواضعا رغم أن الكتاب الذين ذكرتهم وصلوا إلى مكانة متقدمة بالنسبة للآخرين الذين يجربون الكتابة، فمازال هذا الأدب في مراحله الأولى والكم المنتج منه محدود، ولا يمثل أية مشكلة بل ندعو إلى الخوض فيه للأخذ من ميزاته التي تعد مزيج من الانفراج الخيالي والمزج بين الحقائق العلمية والحياة اليومية المتخيلة، ولكن هذا التشاؤم حول مستقبل الخيال العلمي يعتمد على الواقع الملموس يقول نهاد شريف: "إننا إذا تناولنا أدبنا العربي الحديث فإننا نشهد رواجا لأنواع شتى من القصص البوليسية والفلسفية والتاريخية والاجتماعية التقليدية وحتى القصص الرمزية مما يجيده كتابنا وتعرضه الآداب العالمية دون أن نرى اهتمام أولئك الكتاب – فيما عدا الندرة- بهذا النوع الحديث من الأدب،بينما يعرض عنه الناشئون العرب وتتهرب منه وسائل الإعلام الأهلية والحكومية"(1)، ولكن رغم هذا هناك بصيص من التفاؤل لهذا الأدب حيث يقول محمد نجيب التلاوي " على الرغم من التهديد بموت الخيال العلمي إلا أنني أتوقع أن مطلع القرن القادم سيشهد نهضة أدب الخيال العلمي..."(2)، وهذا التفاؤل ناجم عن تقنيات الاتصال المتطورة التي ربطت شبابنا بثقافة العالم،وانتشار شبكة الإنترنيت،وهذه الاختراعات ستحرك خيال المبدعين في استشراف المستقبل القريب.

يوصف الخيال العلمي بأنه الصورة المقروءة للأفكار فهل سيتربع عرش الرواية في المستقبل ويصبح أدب القرن الواحد والعشرون؟.

قد وجد هذا النوع من الأدب طريقة إلى قلوب القراء، ولقد عده بعض النقاد المتخصصين بأنه أدب من حكايات الغد،ولكن ماهو مستقبل هذا الأدب في ظل ما بعد الحداثة؟.

مقولة الحداثة مقولة فضفاضة،وسؤال ما بعد الحداثة بدأ مع وعي الإنسان وتطور بتطوره،ماذا بعد الحياة؟ بعد الشباب؟ بعد الليل؟ وقاد هذا السؤال الوعي الإنساني إلى فكرة الجدل، ولكن السؤال ما لبث أن دوي من جديد ماذا بعد الحداثة؟، وكان الجواب يمثل صدى السؤال نفسه، وهو ماذا بعد الحداثة؟.

"..إن انتشار العلم في الحياة البشرية يعد من الخصائص المكونة لما بعد الحداثي، فالتكنولوجيا صديق حميم شديد المباطنة عظيم الهيمنة تماما ليس من خارجنا، وإنما من تحت جلد بشريتنا، منذ برومتيوس وحتى اليوم وغدا، فحقبة الإنتاج والاستهلاك الفاوستي والبروميثي وربما الأدبي تحل محلها حقبة من الشبكات، حقبة نرجسية بالغة التنوع، وتتسم بكثرة الاتصالات والتداخل الذي يقترن بعالم الاتصالات فيصبح الكون الذي يحيط بنا بأكمله بمثابة شاشة تحكم، اعتبرت ما بعد الحداثة بصفتها – تعبيرا ثقافيا- مفهوم يشير إلى ردود الأفعال الإبداعية حيال هذا التحول التاريخي،حيث تشير ضمنا إلى مجموعة واسعة من تجارب جمالية وشكلية ومضمونية عبر عنها من خلال مجموعة كبيرة من المنتجات الثقافية من بينها العمارة، الرقص، النحت وبالطبع الرواية، حيث يقول جوناثان بنسيون benisonما بعد الحداثي في حد ذاته ... عبارة عن ظرف اجتماعي يتميز بتحول في تلقي الثقافة، فرواية ما بعد الحداثة واعية كتبت بأسلوب الخيال العلمي نوعا من التعليق على جوانب واقعنا المعاصر، كتبت الرواية بلهجة مصممة بعناية بحيث لم تسمح بأن ينسى القراء مطلقا أنهم يفكون شفرة نص روائي، أما ليوتار Lyotard يقصد بما بعد الحداثي هو أن نفقد إيماننا بالسرديات العظمى التي قدمت التوجه وأضفت الشرعية على التطور الغربي منذ عصر التنوير، وتضم هذه السرديات الكبرى الدين، التاريخ، التقدم، العلم فكتاب الحقبة ما بعد الحداثة يشككون في القواعد التي قبلها أسلافهم ببساطة، حيث يبدعون أعمالا من الخيال العلمي هو أيضا عن الخيال العلمي، فمصطلح الخيال العلمي كما يراها Csicsery Ronay لا يشير الآن إلى نوع أدبي فحسب بل أيضا إلى نمط من الوصف والتحليل الثقافي حيث أصبح الخيال العلمي جانيا من الوعي اليومي لناس يعيشون في عالم ما بعد صناعي شهود يوميين على تحولات قيمهم وظروفهم المادية عشية تسارع تكنولوجي يتجاوز أقصى تصوراتهم، ولعل هذه الحالة ما بعد الحداثة للخيال العلمي نفسه، والتي تشير إلى أسئلة مثيرة للاهتمام بشأن الوظيفة الثقافية المستمرة لهذا النوع الأدبي السردي المستقبلي، وتوصل بعض النقاد إلى أننا لن نجد التعبير الجوهري أو النهائي عن ما بعد الحداثي التكنولوجي مطبوعا في روايات الخيال العلمي على الإطلاق بل في الآثار المدهشة لأفلام الخيال العلمي"(1)

إذن يقدم "الخيال العلمي بدائل مريحة عن عالم الواقع، يجد قارئ الخيال العلمي مثل أي مدمن للمخدرات تبريرات ملحة لعادته، الخيال العلمي يعلمه العلم، الخيال العلمي يساعده على تفادي –الصدمة المستقبلية- الخيال العلمي يغير العالم إلى الأفضل هذا صحيح وهو نفس ما يفعله الكوكايين، وهذا ما يقوله كيسل فمستقبل الخيال العلمي في ظل ما بعد الحداثة تجسد لنا تقنيات السفر والاتصال عالية بسرعة، والعلاقات الافتراضية التي يعمل فيها الحاسب....الخ"(2)،فهل لهذا المستقبل من نهاية؟.

الخيال العلمي هو محصلة الخيال البشري في ضوء ما تتيحه الإمكانيات العلمية واحتمالات تطورها يتناول جميع الحقائق التي يقدمها العلم ثم يضيف إليها الخيال،فهو ضوء الكاشف للعلم، وكما ألهب الخيال العلمي عقول العلماء ألهب كذلك التقدم المذهل للعلم في النصف الثاني من القرن العشرين بدوره خيال الأدباء حتى ليتمكن القول أن هناك تفاعلا بينهما، وهكذا أصبح لدى أدباء الخيال العلمي ثروة علمية يرتكزون عليها وينطلقون منها إلى آفاق أرحب ، فهذا الأدب يجعل الإنسان أكثر إدراكا لوضعه الصحيح في المكان والزمان، ويجعلنا نحن كقراء نقتحم هذا العلم كما يقتحم الشاطر حسن المكان المرصود بحثا عن الكنز، وكما يطالب أدب الخيال العلمي القارئ والناقد والمؤلف ألا يكون الواحد منهم مجرد متخصص وله معرفة علمية، بل أن يكون أيضا ذا خيال تشهد حكمته بنضوج فكره النقدي والإبداعي.

فهذه الروايات تترجم المكتشفات والمخترعات والتطورات التكنولوجية التي على وشك الظهور أو التي لم تظهر بعد إلى مشكلات إنسانية فهو يلعب دور المنذر إزاء المستقبل البشري، وكأنه الراعي الحكيم – ترزياس- الذي تنبآ وهو أعمى بما ينتظر مملكة أوديب من خراب ولعنة أصابت المملكة، واختراق الحدود دون تفكير وهذا ما فعله بنا التقدم العلمي فينبهنا في معظم الأعمال الأدبية إلى أنه علينا أن ننظر إلى الحاضر دون فصله عن الماضي للوصول إلى المستقبل، ورغم أن الكتابات تجمع ما بين دفتيها التحذير والإنذار إلا أننا نكتشف فيها روح الأمل لدلك فإن أدب الخيال العلمي ليس تشاؤمي خالص ولا هو بالمتفائل تفاؤلا ساذجا ، إنه يتعامل مع التجارب العلمية تعامله مع قضايا الحياة اليومية،فيخدش أسرار حياء العلم ومكتشفاته ليقدمه لنا جاهزا، وهو في فضحه لهده الأسرار وعرضه لنا لتحليلها واتخاذ موقف اتجاهها وإنما يسعى لأن يثير فينا استشعار الخطر الذي يهدد عالمنا، بهدف الدفاع عن مستقبل الإنسان ودفاعا عن مصيره قبل أن يفوت الأوان .

ورغم هده الفوائد التي يحملها هدا الأدب إلا أن نسبة القراءة في العالم العربي تبقى نسبته محدودة، ولا تحمل وزنا كما يراها القارئ الغربي،فالسؤال الذي يراودني هو كيف يمكن استقطاب القارئ العري إلى هدا الأدب؟.

يمكننا استقطاب القارئ العربي بما يلي:

1-ترجمة هده الأعمال أولا بأول، ليستطيع القارئ أن يستوعب معطيات هدا الأدب وقيمته في استشراف المستقبل.

2-تدريس أدب الخيال العلمي في المناهج الدراسية وخاصة في الجامعات.

3-تشجيع الطلاب والقراء على التفكير فيما سيكون عليه المستقبل خلال الأعوام القادمة.

4-  وضع بعض المسابقات الثقافية في المدارس والجامعات، لتشجيع كتابة أدب الخيال العلمي سواء في القصة أو الرواية أو المقالة.

ولاشك أن هناك طرقا يمكن بها تنمية الخيال العلمي لدى أدبائنا، ويمكن أن تشمل مايلي:

أ‌   تشجيع الأدباء على التفكير والكتابة الإبداعية في خضم أحداث المجتمع المعاصر والمتقدم.

ب‌حث الأدباء على القراءة في آداب اللغات الأخرى وخاصة الأدب الغربي في مجال الخيال العلمي .

ت‌   تنظيم  بعض المسابقات ورصد بعض الحوافز المادية لتشجيع كتابة أدب الخيال العلمي في جميع المجالات.

وختاما نقول : إن تنمية أدب الخيال العلمي مرتبط دائما بعوامل حركة المجتمع وتطوره عبر الزمن، ولا شك أن هده العوامل سوف تدفع بالأدباء والمفكرين إلى مزاولة الأدب والفكر الذي يعبر عن توقعاتهم لما سيكون عليه المستقبل، وما أجمل قول الروائي والأديب نهاد شريف وهو رائد أدب الخيال العلمي في العالم العربي حيث يقول:

"إن أدب الخيال العلمي الذي يمثل اليوم صيحة الحديث وقمة الطموح الحضاري ،يجمع النقاد ودوي الرأي على أنه سيكون الأدب الأكثر ذيوعا وانتشارا وشعبية في المستقبل القريب،بل وربما كتبت له السيادة على سائر ما يقدم من آداب بدءا من القرن الحادي والعشرين وحبذا لو – أمكننا بوسيلة أو بأخرى- أرضاع صغارنا جرعات الخيال العلمي مع إرضاعهم وجبات اللبن الدافئة الشهية)(1)


البيبلوغرافيا

* روبرت سكرنروا وآخرون: آفاق أدب الخيال العلمي ترجمة حسن حسين شكري، الهيئة المصرية العامة للكتاب مصر (د،ط) 1996

*عبد الرؤوف ابة السعد، الخيال العام بين الخيال العلمي الأولي والخيال الأدبي وتأسيسه لثقافة طفل واعد،مكتبة نانسي دمياط مصر،(د،ط)،2004 .

*نبيل راغب: التفسير العلمي للأدب، الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان،ط1، 1997

   *IGOR ET GRICHKA BOG DON OFF.LA SCIENCE FICTION EDITIONS SEGHERS. PARIS.COLLECTION CLEF.1976.                                                                                                                     ..

*le dictionnaire du littèraire. Sous la direction de paul arom demis saint-jacques alain viala.presses    universitaires de France (PUF).2002.paris.                                                                            

* سارة: نهاد شريف رائد الخيال العلمي في الأدب العربي، مجلة الدوحة العدد110، فبراير 1985

* محمد أحمد مصطفى، أدب الخيال العلمي العربي:الراهن والمستقبل، مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب،العدد71،صيف خريف2007  

*ايستفان سيسري، روناي مونير، أدب الخيال العلمي والاتجاهات النقدية، ترجمة، أحمد هلال يس، مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب، العدد71، صيف خريف .2007  

*فيرونيكا هولنجر، الخيال العلمي وما بعد الحداثة، ترجمة، علاء الدين محمود، مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، العدد71،2007                                                  

*مها مؤيد: آفاق أدب الخيال العلمي والأبعاد السياسية، جريدة الوحدة قسم عالم الأدب

http://alwehda.gov.sy    

محمد العبد: الخيال العلمي إستراتجية سردية ،مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، العدد71، 2007 *

*محمد الكردي: الخيال العلمي قراءة لشعرية جنس ادبي،مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب،مصر العدد71،صيف خريف 2007

*:اليوتوبيات: هناك نوعان من اليوتوبيا

أ- يوتوبيا علمية: تحاول الاستفادة من التطورات العلمية بحيث يقدم عالما مبهرا من الناحية التكنولوجية مثال ذلك يوتوبيا هـ، ج، ويلز.

ب- اليوتوبيا المثالية: وهي التي تصور الإنسان بأكمل صورة، ويعتمد في بناء مجتمعه الفاضل على الثقة بأنه خير بطبيعته، وأنه لابد أن يحقق لنفسه ولغيره السعادة. أنظر: عزة غنام، الإبداع الفني في قصص الخيال العلمي،جامعة عين شمس،مكتبة الأنجلو المصرية، سنة 1988 ص:18..

**:الأدب الهامشي: دخل هذا المصطلح قاموس Le Robert ابتداء من سنة 1984 ثم قاموس الأدب الصادر عن دار La Rousse في 1986، وفي سنة 1992 أدرج المصطلح ضمن قاموس العالمي للأدب الصادر عن المنشورات الجامعية الفرنسية PUFs أنظر إلى:

*La Paralittèrature. Que sais-je ALAIN MICHEL BOYER.presses universitaires de France. Paris 1 ère ED.1992.page.18.-19                                                                                                                                      

إذا اعتبر الأدب الهامشي مقولة إيديولوجية أكثر منها مقولة جمالية، فذلك لأنه يتأسس على تقديم المعرفة والانتصار للفكرة على حساب الشكل، وقد ظهر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في النصوص الشعبية الشفوية وأدب الجوالين، أما ابتداء من أواخر القرن العشرين فقد اقتصر على الرواية البوليسية ورواية الخيال العلمي، والشريط المرسوم والرواية الوردية والرواية المصورة أنظر إلى:

DANIEL FONDAN7CHE.PARALITTERATURE.EDITIONS VUIBERT. PARIS France.2005.N1 P/17.

[1] : محمد الكردي: الخيال العلمي قراءة لشعرية جنس ادبي،مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب،مصر العدد71،صيف خريف 2007،ص-ص:29-30.

1:le dictionnaire du littèraire. Sous la direction de paul arom demis saint-jacques alain viala.presses universitaires de France (PUF).2002.paris.p=56.                                                                                                                                    

2:نبيل راغب: التفسير العلمي للأدب، الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان،ط1، 1997، ص: 364.

[3] :IGOR ET GRICHKA BOG DON OFF.LA SCIENCE FICTION EDITIONS SEGHERS. PARIS.COLLECTION CLEF.1976.P94-103.

(1) :محمد العبد: الخيال العلمي إستراتجية سردية ،مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب، مصر، العدد71، 2007، ص-ص:30-31.

:ايستفان سيسري، روناي مونير، أدب الخيال العلمي والاتجاهات النقدية، ترجمة، أحمد هلال يس، مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب، العدد71، صيف خريف 2007، ص-ص:107-111.(1)

: روبرت سكرنروا وآخرون: آفاق أدب الخيال العلمي ترجمة حسن حسين شكري، الهيئة المصرية العامة للكتاب مصر (د،ط) 1996،ص: 144.(2)

(1) : عبد الرؤوف ابة السعد، الخيال العام بين الخيال العلمي الأولي والخيال الأدبي وتأسيسه لثقافة طفل واعد،مكتبة نانسي دمياط مصر،(د،ط)،2004 ص:170

(2) : روبرت سكرنروا وآخرون، آفاق أدب الخيال العلمي، ص:107.

(3) : مها مؤيد: آفاق أدب الخيال العلمي والأبعاد السياسية، جريدة الوحدة قسم عالم الأدبhttp://alwehda.gov.sy  

روبرت سكرنروا واخرون افاق ادب الخيال العلمي ص 107.(1)

: محمد أحمد مصطفى، أدب الخيال العلمي العربي:الراهن والمستقبل، مجلة فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب،العدد71،صيف خريف2007ص:88.(1)

: م ن، ص ن.(2)

: فيرونيكا هولنجر، الخيال العلمي وما بعد الحداثة، ترجمة، علاء الدين محمود، مجلة فصول، الهيئة المصرية العامة للكتاب القاهرة، العدد71،2007، ص –ص:132-145.(1)

: المرجع نفسه، ص:134.(2)

: سارة: نهاد شريف رائد الخيال العلمي في الأدب العربي، مجلة الدوحة العدد110، فبراير 1985،ص:80.(1)

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟