الفضاءالطقوسي في القصة القصيرة المغربية ـ د. فاطمة تامر

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasse24025يتشكل الفضاء السردي من مجموع المكونات والعناصر التي تنضاف إلى الأمكنة ،مساهمة بذلك في بناء النص وتلوين أجوائه ،وتخطيط مسار أحداثه ، ورسم شخصياته وأبعاده الدلالية والجمالية.
وبما إن الإنسان -كما تحدد هويته الانثروبولوجية الانكليزية ماري دوكلاس - كائن طقوسي بامتياز فإننا سننطلق من المعنى العام للطقوس باعتبارها أنشطة عفوية أو شعائر مناسباتية،وإجراءات منظمة وفق ضوابط مكانية وزمانية،فردية وجماعية، ذات بعد احتفالي رمزي لغايات معينة(دينية-نفسية-روحية-اجتماعية-الخ)-
وسنقف عند تجليات الفضاء(1) الطقوسي (2)في بعض القصص المغربية القصيرة التي وفرت لنا مجالا خصبا لاستجلاء هذا البعد -من خلال مظاهر وحالات تتجاوز حد المألوف لتجاور الخارق و لتتاخم  أحيانا الغرائبية(3)و حتى العجائبية (4).وذلك من خلال العوالم الآتية:

-1-عالم الإبداع:

ايكاروس: لمحمد زهير
حكاية ا لشاعر فاضل المطري ،الناسك المعتكف في محراب القراءة والكتابة، يرويها صديقه/السارد:
(هناك أكثر من علاقة تجمع بين فاضل المطري والشموع )  بهذا الاستهلال وقبله العنوان(ايكاروس) يثير النص فضولنا لنلج عالمه المثير، الحافل بأسرار الكتابة وحالات الإبداع، وما يكتنفها من طقوس.
يضعنا المشهد القصصي العام والذي يضم شخصية السارد/الصديق، والشاعر فاضل المطري مدار الحكاية أمام أربع لحظات:

-اللحظة الأولى:حديث السارد عن صديقه المدرس الشاعر فاضل المطري وكشفه عن أسراره(يكتب القصيدة  بمشاعر محتدمة    فيقرؤها في وحدته لنفسه بصوت ساهر حزين عدة مرات  قبل ان يدني ورقتها من لهيب الشمعة الوسنان ويمتد لسان اللهيب شرها إلى جسد الورقة فتتوهج وتتلوى والنار تعتصر منها الحياة وتعتصر    حتى تصيرها رمادا هامدا له رائحة العرق والحبر والتياع الغربة وعطش الشعراء في صحاري الأرق  حينها يجمع الرماد ويضعه في الوعاء النحاسي جنب وسادته وينام)
-اللحظة الثانية:مناجاة السارد لصديقه معبرا عن استئناسه به في الغربة، واستفادته من مكتبته الحافلة بالنفائس، وطقوس قراءته+شعر لفاضل المطري تلاه على صديقه في عشية ربيعية وسط الحقل حول معاناة الكتابة والاحتراق بلهبها قبل إحراق الأوراق .
-اللحظة الثالثة:وصفه لغرفة الشاعر وحضور الشمع في تفاصيلها ، بقايا الشمع  وعلامات النار فيها واستزادته الشموع من صديقه ليقرأ الكتب في حضرتها عبر الفصول بين أحضان عزلته التي يحرص عليها +حواراتهما بين الحقول حول القراءة والكتابة.
-اللحظة الرابعة:مناجاة أخرى للشاعر تتضمن حديثهما الاسترجاعي عن ايكاروس بين التحليق والاحتراق، والشموع والكتب وغربة الصديق -بعد انتقال فاضل المطري  إلى  المدينة - رغم استقراره بنفس الغرفة ومعايشته للوعاء /الشمعدان وذكريات الشاعر وطيفه+ حلم الصديق/السارد بشعر لفاضل في ورقة سيحلم السارد ستلتهمها النار.
إن السارد يسترجع أيامه  رفقة صديقه الشاعر، المدرس معه في القرية ،والذي أثار استغرابه بنهمه للقراءة والكتب، وعلاقته الصوفية بالشمع، فعلى ضوئه يحلق عاليا في سماء الفكر والإبداع مثلما حاول" ايكاروس" التحرر والتحليق بأجنحة الشمع. لكن شد ما أثاره إحراق ما يكتب والاحتفاظ بالرماد في الوعاء النحاسي ،وجعله ديوانه الشعري وسيترك القمقم فارغا للسارد، عله يكتب أيضا بعد أن حثه على القراءة.
إن النار ،ضوء الشموع، والأسرار، الشعر والرماد والوعاء النحاسي ،كلها مجتمعة حولت غرفة المدرس إلى مكان طقوسي، صار فيه البيت محرقة للقصائد والوعاء حضانة لها.......
علاوة على الليالي المطيرة ،التي يدور فيها الحوار بين السارد وصديقه الشاعر" فاضل المطري" حول الشعر وكيف يحرق نصوصه، ويحتفظ بالرماد في الوعاء النحاسي الذي صار بمثابة الديوان الشعري الذي سماه"رماد الحبر   "
. ....يتشكل الفضاءالطقوسي  في غرفة ضيقة، من بيت قديم في قرية جبلية نائية من تجميع عدة تفاصيل ،واستدماج عناصر متناثرة تكتلت وانصهرت :لقد تحولت غرفة المدرس بالقرية إلى زاوية، شيخها المدرس الشاعر ومريدها زميله/السارد.الشيخ الذي يدفع مريده إلى الإبداع لاالى الإتباع،إلى التمرد لاالى الطاعة العمياء،إلى التغريد خارج السرب عوض الترديد الببغاوي،لذالك سيأخذ رماده معه ويهديه الوعاء فارغا. وانضافت الشموع التي تذكرنا بالمعابد والأضرحة إلى الشعر ووادي عبقر وما يسكنه من جن وربات الشعر والإلهام ،أما النار فتدلق أمامنا انهر الأساطير  علاوة على الرماد، مما يستدعي ليس فقط ايكاروس، وإنما ايضاالعنقاء والفينيق وبروميثيوس. كل هذا يلونه حضور الوعاء النحاسي بأطياف" ألف ليلة وليلة "حيث نترقب بين الحين والحين  انبثاق المارد من رماد القمقم/ الوعاء النحاسي ليبعث الروح في بقايا الشموع:
( على أرض الغرفة تجمدت  بقايا الشمع  النافق وعلى أغلفة بعض الكتب ، وعلى الطاولة المدرسية التي يأكل عليها فاضل المطري ...ويكتب ويصحح دفاتر تلاميذه ...وبعض ملابسه مثقوبة بلسعات لهيب الشمع وكذا حاشية نومه وغطاؤه)....وتتواتر العديد من الإشارات التي تؤكد العلاقة الأسطورية بين الشاعر والنار .(بيني وبين النار ميثاق ،فلا أتخلص منها ولا تتخلص مني)وحين يسأله صديقه عما يريد ه من السوق الأسبوعي يجيبه(لفيفة من الشمع) وعندما يلاحظ استغرابه يتابع:قلت لك :(الشموع رموز)
ينساب السر السحري إلى الصديق -بعد عودة الشاعر إلى المدينة- واستقرار ه في الغرفة فيناجيه( عدت طائرا ابيض يخفي جناحيه الشمعيين ، سكنت البيت الذي كنت تسكنه ) لكنه حول الوعاء النحاسي شمعدانا تحترق فيه الشموع بدل الحروف، بينما القمقم ألف الأشعار وتعود على الأوراق والحبر والتهام الأوراق المشحونة بالتجارب والمشاعر الجياشة.
وفي ليلة صقيعية يزور طيف الشاعر الصديق /السارد كدفء يسخن الغرفة/عبقر الشاعر/لنتدرج معهما مدارج الأحوال والمقامات الصوفية ممتطين صهوة هذا الحوار العرفاني والمناجاة الوجدانية:
(اذكر انك حادثتني عن ايكاروس....
( اذكر انك قرأت علي قصيدة شبهت فيها امرأة بشجرة شمع، فقلت لك:ستكون امرأة ثلجية في الشتاء...سرابية في الصيف.. فكيف ستحضنها’فقلت لي:تبصر الحالة بالإحساس لا بالحس، بالخيال لا باللمس..ولم أجادلك..فالشموع في ذلك رموز تسكنك، حتى إني لأراك طائرا ابيض بجناحين من شمع أخشى عليهما قيظ الصيف اللافح).
طقوسية العالم القصصي إذا ثمرة لعدة مقومات يتداخل فيها العرفانئ الشعري بالا سطوري ،المنطوق والمفهوم ,المضمر والمصرح به مما حول بيتا  عادياالى فضاء طقوسي بامتياز، تؤثثه وتدعمه مجموعة من المكونات:
-الحدث الرئيس المغرق في غرائبيته ورمزيته:كتابة نصوص شعرية وإحراقها ووضع رمادها في قمقم  لتبقى الكتابة مشروعا مفتوحا لايتوقف وتوصية الصديق بإكمال المهمة.
الأفعال :أفعال الشاعر وعلاقته بالنار والشمع- عشق النار والشمعدان للأوراق التي تتضمن شعرا- وصف الغرفة وأثاثها الذي يحمل اثر النار-زيارة طيف الشاعر للصديق في اليقظة والحلم-انتقال العدوى إلى الصديق
.و الأمكنة تراوح بين انفتاح الحقول في القرية وانغلاق فصول الدرس التي قد تتحول إلى غرف للسكن وإيواء المدرسين  طارت بنا القصة في سماوات الأسطورة وعوالم الكتب الفسيحة المؤثثة بالأفكار  والمشاعر والتأملات.(البيت-القرية-الحقول) أما زمنيا فقد انتقلت بنا  عبر دورة الحياة:
 (الليل-النهار-الشتاء المطير-في عشية ربيعية-بداية الصيف-نهاية عطلة الصيف........)
لكن الزمن النفسي للشاعر منفتح راغب في الامتداد عبر الصديق الذي يريده استمرارا لانسخة عنه.
-الكائنات والأشياء: ايكاروس -امرأة ثلجية-طائر ابيض بجناحين من شمع-شجرة شمع-الوعاء النحاسي-الحبر الرمادي- الكتب المتنوعة-الأوراق...
علاوة على الأسلوب الشاعري الباذخ الزاخر بالصور الشعرية المتجلية من خلال:
-الاستعارات: الليالي الكئيبة-ضوء مترنح-لهيب وسنان-يمتد لسان اللهب شرها إلى جسد الورقة-رماد الحبر-عطش النار-ذبالة الشمعة تحتضر-
-التشابيه: زهور اللوز نجوم تتلألأ  في الغصون-كذالك يزدهي اللوز في عيني لكنه في حضني سراب-النار تأكل ارق الشموع كاحتراق الحروف-امرأة كشجرة شمع-عدت طائرا ابيض -أراك طائرا ابيض بجناحين من شمع   )الخ
-الرموز (الماء-النار-اللهب-الشمع-ايكاروس-الحبر -الوعاء النحاسي -الرماد)
 كل هذا يتعزز بالمراوحة بين ضميري المتكلم /أنا /والمخاطب /أنت/ والغائب/هو....وتقنية المناجاة والالتفات والاسترجاع والتداعي والحلم....و ا أشعار فاضل المطري، مما جعل قصة "ايكاروس" ترنيمة صوفية/طقوسية تعرج بنا في دنيا الاشراقات وسماوات الإبداع.

-مدخل عن العطش لاحمد بوزفور:
في نص ميتا قصصي، حيث الكتابة القصصية موضوع ذاتها ،و يندرج ضمن مايطلق عليه" القصة/المقالة"،يستدرجنا الكاتب إلى عوالم الإبداع وطقوس الكتابة في مختلف مراحلها. لنرافقه في رحلة الكشف عن سر الإبداع وتفاصيل مخاض الكتابة ،انطلاقا من زرع النطفة مرورا بالتكوين، مصاعب الوحم، وأعباء الحمل ومستتبعات ثقله، ووصولا إلى أوجاع الطلق ونزف الوضع، والنفاس وتلقي الوليد واستقبال شكله وجنسه ومدى شبهه بالآخرين واختلافه عنهم.
.وعنوان" العطش" يشير في معناه الحقيقي وأبعاده المجازية إلى مروحة من المداليل،العطش إلى الماء والحياة والانوجاد والارتواء بماء الإبداع والكشف والبحث الدؤوب .ويسرح بخيالنا منذ البدء بين قطبي الظمأ والارتواء:الفيافي والصحاري القفار،الواحات والجنان وكل العوالم والفضاءات المائية.
 يتحول الكاتب /القاص إلى ناقد منظر للعملية الإبداعية انطلاقا من الاكتساب والتعلم(  مرورا بعملية الجمع والتحصيل والتشبع وتشرب تجارب الآخرين والمحاكاة والتقليد وانتهاء إلى نخل هذا التراكم واستخلاص الشخصية الإبداعية الخاصة. وسنحاول الوقوف عند الكلمات /المفاتيح التي تدلنا على هذه المراحل والطقوس المصاحبة لها مستأنسين بالجملة الاستهلالية لكل مقطع محاولين مقاربة ما توحي به:
1-في البداية نأكل خبز الشعير دون أن نسمي،لانعرف الاسم :مرحلة الجمع والاكتساب
2-ونبلغ سن التناول   نتقدم إلى الاسم الأعظم   ندخل الهيكل: يبدأ اكتشاف المشهد الأدبي والساحة الثقافية
3-وهاهو البحر في سن النضج فلنشرب حتى نرتوي وهيهات :البحث عن الذات والصوت الخاص والحيرة ( وهذا أقصر المقاطع)
4-الآن وقد اهتديت  أحب أن أتيه  أحب أن اسقي شياطيني:الصراع مع التقاليد ومحاولة التمرد
5-من كل هذا أبدا  :التشكيل والحفر والنحت لإثبات الذات
-6-قال جحا إن "الصمعة" بئر مقلوبة  كلا ليس في هذه الصوامع ماء:النقد الذاتي والمراجعة.
حاولنا الوقوف عند الجمل الاستهلالية لكل مقطع لاستشفاف ما يصوره من مراحل الكتابة.
وقد حاول القاص/الناقد ملامسة فعل الكتابة ،وميلاد النص-القصة ،مما جعلنا نقف  على أسرار تكوينه وتفاصيل تشكيله وطقوس ميلاده،ونستمع إلى نبضاته، وأولى خطوات حبوه إلى أن يصير كائنا اسمه "النص" /القصة
لذلك يتداخل في النص حقلان دلاليان متشابكان معجميا واستعاريا ورمزيا:
حقل إبداعي:
(- بديعة التقليد-بديعة الصنع-القصة-تحكي-لغتي-أجزاء القصة-الكتابة-اللغة-الأسماء-الخلق-حكاية-دراما-رومانسي-رواية-الخ.....)
حقل طقوسي بمختلف مرجعياته:ديني-أسطوري-سحري :
 (الهيكل-الاسم الأعظم -المعبد -حبات المسبحة-العفاريت-الخفافيش -الشياطين-غيلان الظلام-يد الكاهن -الزيت المقدس -سكين العقيقية-الصراط-البئر-الماء السري-الرقم7:في ليفة الصوف التي تنسج سبع جلابيب  وحبة القمح التي تصنع سبعة أرغفة-النار-الطين--السقيا-الخ)
يتعالق الحقلان في حميمية تعكس جوهر الإبداع كعملية معقدة مركبة تحيط بها الأسئلة وتكتنفها العديد من الأسرار.
هكذا تضعنا مقومات الفضاء ألطقوسي في واحة الإبداع وسط صحاري الواقع وصهد فيافيه حيث البحث لمواجهة العطش عن خرير الأنهار  وهدير الموج وترانيم الجداول، انبجاس العيون،مداعبات الرذاذ، دغدغة الزخات وقبلات قطرات الندى، ورشات الشآبيب.
لقد حاول الكاتب-بحدس المبدع ووعي الناقد- القبض على الضوء الهارب والغزالة الشاردة" لحظة الإبداع" مصورا صراع الأنا، مع اللغة ومع المواضيع، مع الموروث والتقاليد، مع المعاير الكتابية وسياقات التداول وشروط وأدوات القراءة،بين الإتباع والإبداع،  القاعدة والانزياح، في فضاء طقوسي استدعى له كل ما ارتبط  بعملية الكتابة منذ القدم وماله علاقة بالعالم الميثولوجي والديني.
إن النصين -كلا بطريقته الخاصة-لامسا معاناة الكتابة:إنها مخاض واحتراق ،اكتواء بنار الوعي الشقي ،رغبة جموح في الشدو خارج السرب .حفر ونحت وبحث دؤوب وليست استنساخا للجاهز المألوف وتكرارا ببغاويا للمتداول المعروف،عطش ابدي إلى الكمال ، وعدم الاستكانة إلى الرضى وال الهام واهتمام، موهبة، ومعرفة,انخراط في بحر الواقع لرصده ،وعزلة في أقاصي التأمل لأخذ المسافة الكافية للكتابة . لذلك ظل عالم الكتابة غابة أسرار و""حقل ألغام "وكشفا للعوالم الخفية مما يقربه فعلا من عالم الطقوس والأساطير.
الإبداع بمختلف أشكاله وصيغه وأدواته خلق وإنتاج وإضافة عوالم أخرى جديدة إلى واقعنا انه
فعل طقوسي مركب، محتاج لريشة الفنان ومشرط الجراح وقلم الكاتب وقبعة الساحر ومجس المعالج ومرصد الرقيب و منظار الرائي لسبر أغواره وإنارة عتماته

-2*عالم السحر:
-نساء من زمن ولى:لعبد الواحد كفيح
في نص" نساء من زمن ولى " يستضيفنا الكاتب إلى مأدبة طقسية دسمة بالتدريج، دليلنا فيها طفل صغير، في منطقة  يغطيها الحر والصهد  بلا شواطئ ولا مكيفات،
  السارد/الطفل الذي كانه في الزمن الذي ولى ،يستثير فضولنا بعنصرين:بالعالم النسائي الحافل بالطقوس والأسرار، خاصة إذا تم رصده بمنظار المذكر ،ثم الزمن الماضي وما يستحثه في أعماقنا من رغبات دفينة، لتقليب صفحاته وكشف غرائبه، بحكم المسافة الفاصلة بيننا وبينه زمانيا ومكانيا. ويأخذ بأيدينا ليفتح بوابة عالم طقوسي، تفوح روائحه انطلاقا من البيت ’فالأم التي تطلي شعرها بالحناء تفعل ذالك لتنتعش وتتخفف من وطأة الحرارة    - وطلاء الشعر بالحناء طقس مقدس متعارف عليه  خاصة أيام الجمع والمناسبات الدينية-. ثم تعطي الطفل ما تبقى كي يرشه على ضريح  تريد الأم أن تتقاسم ودفيناته بركة" نبتة الجنة" الحناء
:( في سنوات بعيدة جد متقدمة من عمري, حيث سنوات الحر والقيظ والجفاف وحيث لا أثر آنذاك لمبردات ولا مكيفات وفي عز القيلولة كانت أمي كسائر نساء حارتنا تبرد قنتها بخليط حناء ما تفتأ في بعض الأحيان, طلبا للبرودة, والانتعاش أن تمرغ جسدها بالكامل وفي أحايين كثيرة كانت تطلب مني أن أحمل ما زاد عليها من خلطة الحناء في إناء وأرش بها جدران وباب ضريح (مواليات حفير) القريب منا.).
..بهذا المفتاح يدخل بنا السارد الضريح واصفا إياه ومعرفا به وملتقطا بدقة متناهية مايجري داخله ويقال تحت سقفه....كل الجزئيات مشاركة في تأثيث المشهد الطقوسي:(ضريح طاعن في القدم،قيل لسبع نساء أخوات صالحات عابدات قضين دفعة واحدة ودفنن هناك متوحدات في قبر واحد حيث أضحى مزارا نسويا بامتياز)وقد سمي المزار بأميرات المكان"مواليات حافير"أي  صاحبات الحفرة
ثم تشرع كاميرا السارد في نقل الأشياء:القبر مغطى بكتان اخضر
وصف الزائرات، وصف الضريح ،ونقل أقوالهن التي تزاوج بين البوح والرغبة في المزيد من الخبرات
حضور الرجال كموضوع للسحر الذي يطوع أكثرهم عنادا أو العطار وفقيه الحارة الساحر وحفار القبور زوج إحدى الزائرات
) récit de paroles plus que  récit d'actes(
إن النص محكي أقوال  أكثر مما هو محكي أفعال ، لان السارد/ الطفل ينقل ماتبوح به النسوة من أسرار واهتمامات وانشغالات ،وهموم وكيفية تدبير مشاكلهن مما يشي بمستواهن وبصورة محيطهن الصغير والكبير حيث تغشى عيون الناس  حجب الجهل والقهر والضعف ليتم الاستقواء-حتى لدى بعض الفئات المتعلمة- بطقوس معقدة يتشابك  فيها المقدس بالمدنس .الديني بالأسطوري، الزماني بالمكاني لذالك يضعنا المحكي أمام مشهدين طقوسيين:
الطقس البيتي :الذي سيعيشه الطفل حين تطلي إلام شعرها بالحناء - أو تبرد جسدها بالحناء وتطلب من الطفل أن يذهب بما تبقى ليطليه على جدران الضريح .ورش الأضرحة بالحناء خاصة يوم الجمعة ممارسة طقسية تتوخى استجلاب رضى السماء عبر استرضاء الواسطة /الأولياء والصالحين/
الطقس الضريحي ويتشكل من :
-مشهد داخلي ينقل لنا مايجري داخل الضريح بين زائرات المكان وطريقة تبادل الأحاديث والمعارف
-مشهد خارجي من خلال محكي النسوة وما يجري خارج الضريح من أعمال سحرية
-مشهد خارجي اعتراضي يستعرض  مغامرات فقيه الحارة حسب النساء وشهادة الصبي(يزدرد أشهى الطعام ويذيق الصغار من عصاه)
وتتكاثف المشاهد لبناء المشهد العام للنص ككل ،والذي يجتهد بكل ماأوتي من أدوات لوصف والسرد لجعله ينبض بالحياة ويضج بالأصوات ويصور العادات والتقاليد ويعكس تعايش الموت والحياة في أعراف  مجتمع يجعل القبور مزارات للتلاقي وتبادل الخبرات وحل مشاكل الحياة .
المكان    يعبق بالماضي من خلال الصور يرشح من خلال الأحاديث برائحة البخور من الند والصندل والكافور والمسك والعنبر، علاوة على الحناء والعرعار والورد والقرنفل.يضج بأحاديث النساء التي يلتبس فيها المقدس (الصلاة-الذكر والتسبيح) بالمدنس(السحر والشعوذة والجنس المحرم ومحاولة ترميم أعطاب الواقع المرير الذي يواجهنه بطقوس تستدعي أزمنة معينة (الفجر والنجوم-ليلة الدخلة-ليلة عاشوراء) وأشياء معينة تذكرنا بالقرابين (الدم )وطقوس العبور(5)(قلفة الصغار بعد الختان +دم الحيض+دم البكارة +دم النفاس الولادة)+دم المغدور (الميت بحادثة سير)زيادة على عالم الحيوان(دم الهدهد +لسان الضبع+جلود الجرذان)
لقد تشيدت طقوسية الفضاء على :
-المكان: الضريح وارتباطه بشبه قديسات أخوات توفين ودفنن دفعة في المكان نفسه.
-الأشياء *:أشياء الضريح:قبر لسبع نساء(الرقم سبعة) مغطى بكتان اخضررث -صورة ادم وحواء واحد الأولياء الصالحين على الجدار+سبع حجارات ملساء+
*الأشياء المذكور ة في أحاديث النساء: الجن السليماني الذي يسكن المقابر والمغاور والبالوعات والمراحيض والكهوف والآبار الجافة
الشيطان المتلبس بقارئات الفنجان وضاربات النرود وقارئات الكفوف والأكتاف وقارئات لعبة الورق
-الشخصيات والأحداث التاريخية: تسبب حواء في السقوط مع ادم من الجنة-شهريار-سليمان
-الممارسات :تبادل الحديث حول أفعال محورها الجنس والسحر
(خلطة الكسكس بكف الميت-النجوم التي رقدتها العجائز سبعة أيام في سطل ماء من حديد يشكل خلطة سحرية مع ماء الذكور والإناث -لسان الضبع ومخ الحمير-بخور الفراش-خرق دم الحيض- صناديق الجدات الساحرة، وعطر العلب الخشبية والنحاسية، والصرر الطافحة برائحة رأس الحانوت-تمائم العطار في جلود الجرذان.  الخ)
-الزمن /الأزمنة المذكورة في أحاديث النسوة والمتسمة بقدسية ما وخاصة طقوس العبور(5) -
المعجم الطقوسي:نفحات شيطانية-عبق الأسطورة-الإنس والجن -الحناء والوشم والبخور-رضوان وبركة السادات والأولياء والصالحين-حبات السبحة-الجن والأدعية والصلاة-استحضار الجن والعفاريت- الهدهد وعلاقة دمه بأجساد النساء البارعات في بخار الحمام- الخرافات الخارقة والتعاويذ والأدعية والتمائم. علاوة على هذا القاموس الضاج بأصوات وروائح السحر تحضرا لاستعارات مثل:
(تشمر كل منهن على زند الحكي-يتراشقن بالأحاديث البيزنطية-مواضيع ساخنة ورطبة ندية ذات نفحات شيطانية تنضح بعبق الأساطير  والبخور-تنتثر الحكايا منفرطة كحبات السبحة- يغدو الرجل الجلف الصنديد خرقة طيعة في يد زوجته-)
كل ما في النص يساهم في تشييد عالم طقوسي انطلاقا من المكان البناء/الضريح ومحتوياته وما يعلق به من معتقدات(قبر طويل عند مقدمته حفرة تزدحم فيها سبع  حجرات  قيل إنها يزداد عددها مع مطلع كل صباح) إضافة إلى مايعبق به الضريح من روائح البخور والأشياء الطقوسية الموصوفة بدقة متناهية وتفصيلية وأحاديث "تطير بها المكنسات السحرية للزائرات" و، كمحاولة للخروج من شرانق القهر والضعف بحثا عن حلول من عوالم غيبية ، بقدرات خارقة ،تمتلك سحر المعجزات لفك المغاليق وتحقيق الأمنيات.يتشابك الحكي والتوثيق الوصف والسرد مما أعطانا نصا سرديا وثائقيا بامتياز..

-الهدهد:قصة للميلودي شغموم:
يضعنا العنوان "الهدهد"الذي يشير معجميا إلى الطائر-المعروف بقنزعته أو قبعته المنتصبة ،وريشه  المرقط ، بين عالمين/فضاءين
-فضاء تاريخي يذكرنا بسليمان الذي تكون جيشه من الإنس والجن والطير والهدهد الذكي الذي يتميز بالكثير من المهارات(قوة الإبصار-كشف الماء تحت الأرض ونقل الاخباربكفاءة عالية)- وبلقيس ملكة سبأ
-فضاء اجتماعي  يسخر الهدهد لأعمال الشعوذة والسحر، ربما إيمانا بما ارتبط في الذاكرة الشعبية بين الهدهد والخوارق والمعجزات وأهمية دماغ الهدهد في المخيال الشعبي لارتباطه بقصته مع النبي الملك سليمان .  وفي النص سيتشابك العالمان كما سنقف على ذلك..
 يمكننا تقسيم النص إلى ثلاثة مقاطع لايخلو أي منها من الأجواء الطقوسية :
المقدمة التمهيدية بأجواء الحلقة وطقوسها التي تتضمن الإغراء والاشهارباستعراض الفوائد المعجزة للهدهد:(الهدهد– نفعنا الله وإياكم بفضائل الإنسان والحيوان –كثير الفوائد خاصة قلبه وريشه ومصرانه وعينه ومنقاره وذنبه ودمه ومخالب رجليه ولسانه وجلده ودماغه … ماذا تبقى!؟ كل شيء فيه)
تتلو المقدمة مغامرات الصبي والتي يمكن تصنيفها إلى
- حياة خارج البيت ومحورها الهدهد وتبرز مغامرات الصغير واكتشافه لعالم السحر/الطفل يلتهم الهدهد ويتاجر فيه
مغامرات الطفل/السارد خارج البيت رفقة أترابه والكبار مع الثعابين والهدهد والقبرة،
وتحايله بانخراطه في عوالم النساء والسحر والشعوذة والطب الشعبي حيث تتم الإشارة أيضا إلى طقوس الطبيعة الاحتفالية /سهول الشاوية
مغامرات الصغير التي يعوض بها عن معاناته وسط الأسرة:الكتاكيت تطبخها الأم للأخ الاكبروهو يتدبر أموره خارج البيت.)
- حياة داخل الأسرة ومحورها الكتكوت/الفرخ وتعكس غيرة الصغير من أخيه وبحثه عن تعويض وبدائل/الأخ يزدرد الكتكوت الذي تعده له الأم.
(الصغير الذي يعيش وسط أسرة تهمله وتفضل أخاه عليه فيراه يأكل الكتاكيت دونه ليعوضها هو بما هو أحسن وأفضل ألا وهو الهدهد    
يستمد الجو العام طقوسيته في هذه القصة من عدة عناصر:
*-من العنوان (الهدهد)الذي يتربع على عرش النص ويتردد ذكره في المتن عدة مرا ت بصيغة المفرد والجمع. ويتقاسم البطولة مع الطفل/السارد متجولا في مساحات السرد محيلا على قصة سليمان والهدهد وعالم الجن والسحرة والخوارق
*-من المدخل التمهيدي الذي ورد على شكل ديباجة الحلقة وما يمرره "الحلايقي" بأساليبه الاشهارية المغرية عن فوائد الهدهد المعجزة الخارقة.
من الأمكنة التي يجول بنا السارد عبرها:-ربوة زاهية  وسط الحفر*-
-السور وما جاوره من حفر وكهوف وأطلال وغيران الثعابين: المكان تلة وسور تعمل الصفات الملحقة به على تلوينه بطقوسية عالم العطارين والمشعوذين والسحرة والمجاذيب وحكواتيي الحلقة.
-العرصة التي يمر منها الطفل وقت العتمة مع البرق وهي مسكونة بالأشباح والجن-
أمكنة الزمن الجميل:ذلك أن الذاكرة  وهي تسترجع بعض الأزمنة الجميلة تكون مسكونة في الوقت ذاته بما يلازمها من أمكنة وأشخاص وأشياء يتم الحنين إليها إلى درجة أسطرتها:
(لذلك يوم "أخطأت"الاتجاه نحو الكتاب وقصدت الحفر وحدي كنت خائفا من الثعابين رغم أن الوقت ربيع … ربيع "الشاوية" ليس له مثيل… ربيع الصبا... تدخل حقلا أو مرعى فلا ترى إلا السماء فوقك… لا شيء حولك … تسمع فقط أصوات البهائم والناس والطيور والحشرات…كأنك غارق في بحر الألوان والأصوات... لغط وغناء… ونداء... أين ذهب كل هذا الجمال !؟ والنباتات التي كانت تغطي قامة أطول الرجال!؟ … يا لطول وخصب قمح وشعير ونوار ذلك الزمان، يا نور !… بلعمان !… ما زلت أسمع صوت السمان : مط مرمط… مط..مرمط… مط مرمط … فكيف لا تضرب عن حفظ سورة لوط وامرأته، أتساوي هذه المرأة، امرأة لوط، شعرة، شعرة واحدة، من بلقيس أو زليخة!؟…وألوان الهدهد، ورشاقته، سواء حط أو طار!؟ … بلقيس … كل الهداهد تبحث عن بلقيس، كما كل النساء تبحث عن يوسف) !…
-الأشياء والكائنات الطقوسية من قبيل:(الماء-الحفر-الثعابين-الهدهد-السحر-الجذبة-عيساوة-الجن -العطار الساحر- حكايات الإنس والجن، وحفلات الجن لتأكيد طاعتهم وتجديد بيعتهم لسيدنا سليمان-الخ)
علاوة على الأحداث  والمحكي المحلي وكلام صاحب الحلقة، وما تضمنه من شعوذة ورقية وبخور- والموروث، تنضاف نفحات الماضي (-أيام الشاوية-بورغواطة-تامسنا) ومايراه الطفل في منامه من أحلام  تعويضية لمضاعفة طقوسية فضاء القصة.
-حكاية الطفل مع الهدهد وعوالم النساء والسحر والشعوذة حيث تتم الإشارة أيضا إلى طقوس الطبيعة الاحتفالية /سهول الشاوية.
 بل إن كل ما في العالم القصصي للنص مسحور :
الأحلام مسكونة بالثعابين التي يصارعها نهارا وتصرفات الأم الهوجاء مبررة بكون العفاريت تسكنها.
حتى دعوات الأم  وتصرفاتها ملونة بحضور الجن والعفاريت(عندما تكون في هذه الحالة يكون العفريت الذي بداخلها قد تسلح بكل جبروته- الله يعطيك جن أكحل+ياطائر الموت).بل ان تكرار
بعض الألفاظ من قبيل الهدهد-الجن-البرق-السحر-سليمان يضاعف من حضورالعالم السحري.
:ان المكان-وهو تلة وسور- تعمل الصفات الملحقة به على تلوينه بطقوسية عالم العطارين والمشعوذين والسحرة والمجاذيب وحكواتيي الحلقة.!
علاوة على ما يسكنه من كائنات ومخلوقات (الطيور –الثعابين-العفاريت-الأشباح والجن)وما يؤثث ثقافة الطفل(الهدهد-بلقيس-سليمان-زليخة –يوسف وحكايات ابن الخالة)مما يشكل فضاء خصبا للخوارق التي يتشبث بها المستضعفون كقوى غيبية يتمسحون ببركتها لقهر الضعف والغبن اللذين يعجزون عن مواجهتهما وبحثا عن حلول (القبول-النجاح –الانتصار -)
بل حتى البشر قد يمسخون بفعل المكان :"المرأة الحفرة امرأة خرافية جرانة بورية ضربها حنش سكران  "  الطفل أيضا يستقوي بعالمه الطقوسي تعويضا عن إهمال الأم له في غمرة انشغالها بالأخ الأكبر، فيشيد عالمه الغرائبي ليحظى بمهارة حفظ القرآن والحكايات ،والشطارة والدهاء وحسن الطالع والقبول .
انطلاقا من العنوان ومرورا بالاستهلال  المستوحى من الحلقة ،نلج عالما طقوسيا تنسج خيوطه كل مكونات النص :.....
يعكس النصان حضور السحر في واقع مهزوم مأزوم يبحث أفراده عن مخارج همومهم المتنوعة(نفسية-اجتماعية-صحية).
إن عوالم السحر -بنوعيه الأسود الهادف إلى التدمير والشر ،والأبيض الراغب في زرع المودة والنجاح والقبول-طقوسية بامتياز، سواء مورست بشكل فردي أو جماعي ،لارتباطها بالغيبيات وعوالم الجن والشياطين والخوارق، بتوظيف كل ما يساعد على ذالك من أشياء وأدوات وأفعال تصب في خانة الوسائط التي توهم بالقدرة على امتلاك طاقات تستحضرالغيب، وتذلل العقبات وتطوع الأقوياء وتجلب الحظوظ وتغير الأحوال.
وإذا كان /السارد قد تسلل في النص السابق(نساء من زمن ولى) إلى الخطاب كشاهد مشاهد مستمع وملتقط لأدق التفاصيل ليرسم لوحة حية بريشة طفل صغيرينقلها لنا صوتا وصورة بعينه الثاقبة وأذنه اللاقطة من قلب ضريح.
،فانه في القصة الثانية حاضر بصفته مشاركا .وكل منهما لون السرد بأجواء الطفولة الحبلى بالفضول والتقاط التفاصيل والدهشة والرغبة في كشف عوالم الكبار أو محاولة تقليدهم .
*-3-عالم الموت
-سبعة رجا ل:قصة لإبراهيم حجري.
. تتشكل الإشارات بداية من العنوان وإحالته إلى الأضرحة والأولياء والصالحين :إضافة العدد" سبعة" بكل حمولاته الدينية والسحرية الأسطورية إلى كلمة "رجال" المثقلة  بظلال المروءة وأخلاق الفروسية،والنخوة ،وكذالك هذا الاستهلال التبئيري وما سيتلوه من أوصاف ونعوت:
(سبعة كانوا تعدهم أبصارنا وهم يمتطون جيادهم الواحد تلو الأخر)-
-تحسبهم من الشبه رجلا واحدا-أهل القرية يتحيرون من أمرهم
.....وتضعنا أجواء النص بين مشهدين:
*القسم الصيفي الذي يحتفي فيه  أهالي القرية في تموز بمقدم الرجال السبعة،وفيه يتم تقديم
الوصف الدقيق للرجال السبعة وهيبتهم وتهيب الناس منهم والتبرك بالسلام عليهم وتقديم النذور وطلب الأدعية
مع عرض مفصل لطقوس الاستقبال المادية والرمزية التي تنم عن مكانة الضيوف /.العرس
-"حينما يأتي موسم الصيف، تتأهب القبيلة لاحتضان أكبر حدث في السنة، تفرش الأراضي المنبسطة وتزين بالخيام، تتحلق النسوة حول المواقد تهيئن الكسكس والملاوي، ويشمر الرجال عن سواعدهم لذبح كبار الأغنام وأضخمها، ثم ترص المأكولات بأنواعها على الأفرشة الوثيرة، تقف أغلب نسوة القبيلة في صف طويل، تشق زغاريدهن صمت البطاحي على مد البصر، متعاقبة تعبر الحناجر المشرئبة إلى طريق التلة, الرجال زائغة أبصارهم تستصغر النذور، منشغلين بالترتيبات التي لن تنتهي، فجأة اشتد الهرج وتداخلت الزغاريد، تطلعت بقامتي القصيرة أتقصى الزوار .. سبع عمامات خضر تتحرك راسمة دوائر تضيق وتتسع يتهافت عليها الجمع بالتبرك
*والطقس الشتوي الجنائزي(رعود وبروق وأمطار وزمهرير).:حيث  تأتي المفاجأة من الطريق الذي كان الرجال يسلكونه.وتشهد التلة الصغيرة والوادي طقسا جنائزيا لنتحول صوب المقبرة:قبور ترابية ،أحجار منتصبة، نباتات شوكية هرمة.ويتضمن  ثلاث لوحات مشهدية مختصرة:
موت الفرسان وبكاء الناس-
حداد السماء/الطبيعة وبكاء السماء
حداد الجياد بموتها الغريب الذي انضاف إلى غرابة اللوحة الأولى
وبذلك يزداد المشهد الطقسي الجنائزي قتامة بتوالي اللوحات الثلاث.
-"-فتجهم وجه السماء فجأة..أبرقت و أرعدت وغاب ضوء الشمس الصباحية ثم جاء زمهرير البرد غريبا محملا بحبات برد ضخمة تنقر الرؤوس البشرية التي أخذت تنحني تجنبا للاصطدام بها , الحقول جرداء تتنهد سخونة صيف منصرم, أعمدة البخار تتصاعد من أحشائها العطشى على إيقاع قطرات البرد العنيفة , تصطدم بالصخور و تنط ثم تصمد كثيرا قبل أن تذوب بين فجاج الأرض , الأجساد الرخامية تتهادى فوق الرؤوس في إيقاع متواز, ها هي مقبرة سيدي عياد السبع أقبلت بوحشيتها الهلوعة
لقد تم تقديم هؤلاء الرجال بطريقة تبرز مكانتهم وقيمتهم والعلاقة الوجدانية التي تربط الأهالي بهم
تحاول لغة الحكي تصوير المشاهد الطقوسية مستثمرة الكثير من الأدوات التعبيرية
إذ يحضر ما يمكن تسميته بالسرد الوصفي  حيث يحاول السارد القبض على الجزئيات والتفاصيل في وصف الفرسان وجيادهم إلى حد التعظيم وتجسيد علامات الهيبة والوقار التي تطبعهم
حيث تتوالى الأوصاف  والنعوت المسندة إليهم(لباسهم ابيض+عماماتهم خضر+لحاهم مشذبة بإحكام في شكل هندسي واحد-الوقار والهيبة حتى في إيقاع سير جيادهم كأنها في رقص منتظم-عبق المسك منبعث من أجسادهم-نظراتهم حادة)وأفعالهم(.يدسون أياديهم اليمنى في محافظهم+يخرجون حلويات للأطفال -يباركون الأطفال بقبلاتهم ودعواتهم..يأمرون الناس بتناول الطعام ) وعلقة الأهالي بهم البارزة من خلال الترحاب بهم  والاستبشار بمقدمهم وحفاوة استقبالهم(فرش الأرض+نصب الخيام+ذبح الأضحيات +زغاريد النساء في صفوف طويلة+تشريف موسمي لهم ببركتهم ودعائهم اللذين اغرقا الناس في أردية الخيرات..)كل هذا جعل  حتى التلة والطريق الرملي اللذين يمرون بهما  مسكونين  بهالات سحرية مشوبة بالقداسة.....
كما أن التركيز على اللونين الأبيض والأخضر  زاد المشهد قدسية وطقوسية 'عمائمهم الخضر-اكفهم البيضاء-لحى بيضاء-سترات بيضاء-التراب الأبيض ولهذين اللونين علاقة كنائية وطيدة بالطقوس.
وكذلك-التشبيه:اللحى بيضاء كالقطن-قائد الفرسان يئن في شبه زئير-إيقاع الجياد منضبط كأنها في رقص منتظم- -ركض كدقات الطبول تهتز له المقبرة-سبع حفر كجروح ثخينة تنز بالدماء...........
والطبيعة في القسمين معا تشارك الناس شعائرهم وطقوسهم مما يضفي على الأحداث إدهاشا:
خاصة والحدث الأساس غرائبي :موت الرجال السبعة دفعة واحدة وبعد دفنهم، يتشمم كل جواد جثة صاحبه ليقعي فوقها جثة هامدة ،وسط استغراب الأهالي وتكبيرهم وتهليلهم.
تقدم القصة طقسين" احتفاليين" حيث يجتمع الناس:  طقسا احتفاليا عرسيا بمقدم الفرسان حيث الزغاريد والذبائح وووووو وطقسا جنائزيا بعد وفاتهم المفاجئة :
الطقس الاحتفالي                 الطقس الجنائزي
-يوم صيفي جميل                    مساء شتوي مطير
-الخيام وسط الحقول               قبور الفرسان والجياد وسط المقبرة
-الزغاريد وأدعية التبرك         النحيب وتراتيل الجنازة
.وهذا الجمع بين الموقفين المتناقضين انضاف إلى الموت الغريب المضاعف :موت الفرسان الجماعي  المفاجئ وموت الجياد بعد فرسانها مما جعل الموت هذا الحدث الوجودي صادما....... والمحاط بطقوسية خاصة تزيد من قسوته وغموض ما يعتريه من أسرار..

*صهيل الفزاعات العشر:قصة لإسماعيل غزالي :
هذه القصة تذكرنا بالمحكي الشعبي، والقصص   ذات الإشباع الفانتازي -وهذا أسلوب أثير لدى الكاتب، وبدأ يجد له مكانا  لدى كتاب القصة القصيرة المغاربة-و الذي يتكئ على ،ويتوسل الغرابة التي تلون النص شكلا ومضمونا وأسلوب حكي. في مد تصاعدي يهيئناالساردلعجائبية عالمه منذ البداية، منبها بان حديثه ليس نطقا عن الهوى وتحت تأثير مخدر،ليذكرنا باستهلالات التشويق وأساليب الإثارة في الحكايات والأحجيات:
(: حدث هذا في تمّوز من سنة مجهولة، في منتصف تمّوز إن شئنا الدّقة الوصفية والأمانة الواصفة، وتمّوز في تلك القرية المعدنيّة، غير تمّوز كل العالم، تمّوز تلك القرية الرّصاصيّة، مثل خزّاف تصير الكائنات طينا تحت رحمة فرنه، رابوزه، دوّاسة مسماره الدّائر، يده وخياله... تمّوز الشّقيّ هذا الّذي يومض فيه القمح بلون الذّهب، ربّما أقرب إلى لون هذه الجعة، وما أحكيه هنا لاعلاقة له بتأثير شرب ستّ منها... عفوا .. سبع ، لحظة .. ثمان .. ست ... معك حق، أجل نادرا ما يكون معك حق .. إنّها عشر تماما كعدد الفزّاعات الّتي نبغ في صنعها فلاّح الحكاية الغريبة الّتي لم أحكها بعد)
وقبل  هذا المدخل التمهيدي تستفزنا غرابة العنوان:"صهيل الفزاعات العشر"هذه الغرابة
النابعة من طابعه الاستعاري:إسناد صوت الفرس إلى جمادات:صهيل+الفزاعات
إضافة إلى العدد"عشرة" وما يحبل به من أبعاد سحرية ميثلوجية في العديد من الحكايات والطقوس والمعتقدات، والذي سيتم تكراره عدة مرات في القصة .كما تثير فضولنا وخيالنا عبارات من قبيل :
-( فلاّح الحكاية الغريبة الّتي لم أحكها بعد- غرابة الحكاية ليست في زواج الفلاّح عشر مرّات..)وكذالك الإثارة في المكان والزمان.(في قرية معدنية ذات تموز قائظ)
تتشكل القصة/الأسطورة من المشاهد الآتية:
-تقديم تشويقي يهيئنا لاستيعاب ماسيحكى من أحداث وخوارق وبأنها ليست حديث مخمور.
-زيجات الفلاح العشر والمنتهية بموت فجائعي وحزن وحداد :بسب سقوط من صهوة حصان او في بئر-ضربة ثور أو لسعة عقرب-مخاض عسير الخ
-تطير الأهالي خوفهم من لعنته ونحسه على مستقبلهم وخيراتهم.
ظهور علامات غريبة أعادت للفلاح  نشاطه وحيويته وصنعه لعرائس عبارة عن عشر فزاعات ألبسهن فساتين زوجاته العشر:( لكن  تحول الفلاح سيحصل بتحول طارئ على المكان:نبتت شجرة غريبة تظلل القبور وتحرسها.تأتيها عشر إناث من البوم تكسر صمت المكان بنحيبها(.القرية والتلة والوادي)وليلا تتحول إلى  قناديل .سيستعيد الفلاح وسامته ويخصب حقله  رغم القحط والمحل ...فصنع عشر فزاعات البسها ثياب زوجاته مما أحاطه بالغموض ه فخاف أهل القرية أن تكون له علاقة بالجن واتفقوا ضده لنفيه وإحراق زرعه واقتلاع الشجرة المسحورة
-عزم الأهالي على عقاب الفلاح بعد شكوكهم في علاقته بقوى غيبية أخصبت حقله وسلطت عليهم القحط واليباب
-مشهد العقاب وظهور الفزاعات ساعة التنفيذ مدججة بأسلحة قوامها:
(المعاول والمذرّات والرّفوش وفوقهنّ تحلّق إناثُ البوم شاحجات بنعيق حادّ ومخالبهنّ تومض ببرق مسلحة للدفاع عن الزوج المكلوم وهروب الأهالي ).
لقد هيأتنا المقدمة التمهيدية لتحمل المفاجأة وتقبل ما سيحدث وإعداد أفق انتظارنا للتجاوب مع العالم الجديد الذي تقدمه لنا القصة.
كما أن المكان سيتحول بالتدريج إلى مكان ميثولوجي طقسي شعائري يتجاوز حدود المنطق بعجائبيةالعالم القصصي في النص المتأتية من كل العناصر المشكلة له:
-الحكاية من أولها إلى آخرها والأقرب إلى عوالم الخرافات والاساطيرالمفعمة بالخوارق.
-طريقة الحكي :حيث التشويق والإثارة لفضول القارئ من خلال إعداد خياله لتقبل ما سيروي له لان
السارد الذي يقوم بدور الحكواتي لايكتفي بحكي الحدث وإنما يصور محاولا نقله عن طريق التشويق وإشراك المتلقي بالتهويل ووصف التفاصيل والتعليق.
-القوى الفاعلة التي تتقاسم البطولة:الناس-الموت-الخوف-الطبيعة
-الكائنات الغريبة : الشجرة الفريدة من نوعها (ليست سروا ولا هي كالشجر المعهود .......)
الفزاعات -الجنادب-الجن-الحصان المرقط-القناديل-الثور الهائج-العقرب السوداء-الشياطين -الجن -الشجرة المسكونة-التلة المسحورة-إناث البوم السحريات-حشرة وضيعة.......
-الزمن :الصيف الساخن اللافح برابوزه-الظهيرة الطاعنة في الجمر -رياح الشركي جاثمة على منتصف تموز-تموز يشبه خزافا والكائنات  مثل الطين تحت  رحمة يده
-الأمكنة:القرية المعدنية-الحقول-الوادي -السهوب-التلة-المقبرة
 أضف إلى هذا كله لغة النص المختارة للمساهمة في طقوسية المناخ بغرابتها المعجمية ،وشدتها وفخامتها الصوتية وقوتها الصرفية(تواتر صيغة التضعيف-طبيعة الأصوات -نوعية الألفاظ والتراكيب):
(:شجاح البوم-ندف السخام-صخدت شمس تموز- -تجشأ-زعق- اخضوضر وازمخر وشعشع)
مما أسهم في شحن إيقاع الحكي بما يناسب مشاهده كموسيقى تصويرية .
 الأصوات أيضا تزيد المشاهد طقوسية:لهاث الحصان وصهيل الفزاعات -صياح الديكة-الصفير والصخب والصياح-أنين الناي-نحيب البومات
ان التكرار ملازم للطقوس وله وقع خاص ويحضر هنا على المستوى الفونولوجي واللفظي والترادفي
كماأن تكرار العدد "عشرة "المبثوث في تلافيف النص،  في حد ذاته يستوقفنا :(‘عشر جعات -عشر نساء-عشرة ثقوب في الناي -عشر بومات -عشر فزاعات -اعتزاله عقدا من الزمن /عشر سنوات/-عشرة قبور -أصابعه العشرة.)
و على المستوى التركيبي بشقيه النحوي والبلاغي  نقف على توظيف وسائل داعمة لغرابة المضمون مثل:
-اعتماد الجمل الطويلة بتوظيف العطف  والتفسير والأوصاف والنعوت والمترادفات والتضاد مما يساهم في اسطرة لغة الحكي.
-  توظيف الاستعارات:( -اندلع صهيل-يجمع عقيق كلمات منفلتة في خيط مفتول-البومات يؤثثن صمت التلة بنحيبهن- شطرت فكرة مورقة رأسه- أشرقت الشجرة الوارفة)
و كذاالتشابيه التي تحاول تصوير الحالات وتجسيد المواقف ووصف الأشياء:(انتزع الموت النساء كما تنتزع الأضراس +يخفي وجهه مثل نعامة في رمل الحشد+ تموز مثل خزاف تصير الكائنات طينا تحت رحمته+يومض القمح بلون الذهب) وغيرها من الأدوات الفنية المتنوعة المشكلة للمضمون.
ان أرواح النساء استفاقت لتثأر للزوج المظلوم، فدبت الحياة في الفزاعات وهي جمادات مما يذكرنا بعناصرالادب العجائبي(عودة الأموات+ الأرواح والأشباح +القرين+أنسنة الجمادات والحيوانات والحشرات+الخوارق+تداخل الحسيات والغيبيات+ الكوابيس+تشابك المرئي واللا مرئي+تعالق الحقيقة والخيال) مما يربك أفق الانتظار ويدهشه إلى حد التغريب كما في النصين الأخيرين خصوصا حين ظهرت لنا الجياد والفزاعات ككائنات جديدة بفعل قوى خفية –كالكائنات المسحورة والأماكن المسكونة-
والقصتان معا تقدمان لنا صورة غريبة وجديدة عن الموت، تضيف إليه كحدث وجودي مفجع ،أحداثا تزيد من وغموضه ورهبته.
*قبل الختم
وهكذا  نجد أن المكان يكون طقوسيا بطبيعته، سواء كان مأهولا أم موحشا(المعبد-الهيكل المقبرة-الضريح-الكهوف -الحفر والمغاور-التلة-السور-القرية المعدنية.)وقد  تغتني طقوسيته وتتضاعف العناصر السردية الأخرى  بالأشياء المؤثثة له ، والكائنات المقيمة فيه والقوى الفاعلة المساهمة في تشكيل أحداثه وتطويرها مع تنوعها(بشر-حيوانات-حشرات) وا لزمان وأحوال الطبيعة (الليل –الشتاء المطير-تموز-سنة مجهولة-الماضي-الطفولة-الزمن الذي ولى -الصيف الساخن- البروق والرعود-)الموت والأحداث التي تتاخم حدود الخرافة مما يجعلنا أمام نصوص غرائبية، وقد تزج بنا أحيانا في العوالم العجائبية خاصة  عندما تتكيءالقصة على سجلات المتخيل الشعبي والجنوح الفانتازي مستقدمة كل ما يثير الدهشة والاستغراب،

-*خاتمة:
 لقد تنقلنا بين عدة أمكنة، وعايشنا حالات، وشاهدنا لوحات ،شكلت كلهافضاءات طقوسية متنوعة،
في نصوص تغترف من معين الزمن الطفولي، أو تتشكل في سياق الموروث الديني والميثولوجي ،والشعبي والسحري، أو ترصد العملية الإبداعية، وما يصاحبها من  حالات ومواقف، تجمع بين عناصر متداخلة تعكس تعقد العملية الإبداعية ،وغرابة عوالمها وأسطرة فضاءاتها ،مما يجعلنا  نستنتج أن العالم الطقوسي ثمرة تفاعل  كيميائي، وفضاء تساهم في تشييده وتأثيثه كل عناصر النص القصصي ،ومواد تشكيله شكلا ومضمونا، صياغة وموضوعا وأسلوب حكي . وتعدد عوالم هذه النصوص وغيرها ينم عن تنوع مكونات العالم القصصي وغنى مواضيعه، وتعدد مرجعياته ومصادره، واجتراح الخيال القصصي المغربي لعوالم وفضاءات جديدة(-الغرائبية-الفانتازيا-العالم الافتراضي) ممايحتم البحث عن مفاتيح وأدوات ومداخل قرائية جديدة.
إشارات
1-الفضاء:نتبنى هنا الآراء التي تجعل مصطلح "الفضاء " أوسع واشمل من "المكان"حيث يتسع ليشمل مجموع الأمكنة الحاضرة في العمل الأدبي بل يتعداها ليشمل باقي مكونا ت السرد ويصبح ثمرة لتفاعلها.
2-الطقوس:هي مجموعة من الأنشطة والأفعال والممارسات التي تؤدى بشكل فردي اوجماعي وهي ذات قيمة رمزية،و أهداف متعددة كالاحتفالات ،وتعزيز الروابط، ومواجهة قوى غيبية وإشباع حاجات روحية أو نفسية وتحقيق أغراض اقتصادية واجتماعية أو سياسية وقد تكون يومية أوموسمية أو مناسباتية..
3-الغرائبية: المزج بين الواقعي والخيالي بطرق مقبولة نسبيا لاتصل إلى مستوى مفاجآت العالم ألعجائبي
4-العجائبية:الانزياح عن المألوف وتكسير النظام الواقعي وتجاوز الطبيعي عبراقحام عناصر غيبية غير مفهومة لوضع المتلقي أمام اللامعقول، وغير القابل للتفسير المنطقي العقلاني ونقله إلى عوالم المفاجآت كالاحجيات والأساطير والخرافات والملاحم ،باستحضار الأشباح وعودة الأموات وعالم الماورائيات مما يغذي البعد "الفانطازي"ويستثير الدهشة.
5-طقوس العبور
: إنّ عبارة "طقوس العبور" هي ترجمة للمصطلح الفرنسي  Rites de passage
" وضعه أوّل مرّة عالم الاجتماع ودارس الفولكلور الفرنسي أرنولد فان كينيب (A. Van Gennep) ". 1909
 يقصد  به طقوسا تصاحب انتقال الفرد من طور و مرحلة إلى أخرى جديدة
ومن وضعية اجتماعية إلى أخرى(مكانيا أو زمانيا) وهي احتفالات لإعداد الفرد قصد الانتماء إلى مجموعة معينة:
الولادة-الختان-البلوغ-الزواج-الموت كميلاد رمزي وعبور إلى العالم الأخر

6-المقدس والمدنس :وقف عند هذه الثنائية  العديد من الباحثين أبرزهم:
 إميل دوركايم عالم الاجتماع الفرنسي1858-1917) ومرسيا الياد عالم الأديان الروماني(1986-1907).
*-النصوص القصصية
:(ايكاروس) من مجموعة "أصوات لم اسمعها" لمحمد زهير
(مدخل عن العطش) من مجموعة "الغابر الظاهر" لأحمد بوزفور
(نساء من زمن ولى)  من مجموعة "رقصة زوربا "لعبد الواحد كفيح
(الهدهد) للميلودي شغموم+(سبعة رجال) لإبراهيم الحجري+(صهيل الفزاعات العشر) لإسماعيل غزالي منشورة بموقع وزارة الثقافة المغربية

د. فاطمة تامر -المغرب