قراءة في كتاب"المدخل إلى الكتابة المنهجية للنصوص"للأستاذ محمد البرهمي ـ إبراهيم العدراوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasse44988888شهد البحث الديداكتيكي المغربي في مادة اللغة العربية تطورا ملحوظا في العقود الثلاثة الأخيرة. وراكم هذا البحث منجزا توزع بين البحوث الأكاديمية المتخصصة، والتأليفات الفردية والجماعية، والعديد من الدراسات والمقالات المنشورة في المجلات والدوريات المتخصصة [1]أو الملاحق التربوية للجرائد الوطنية.
                ولا يسعف المقام هنا في الحديث عن هذا المنجز، الذي مع الأسف توقفت بعض قنواته عن الصدور (المجلات، ملاحق الجرائد)، ولكن مناقشة كتاب "المدخل إلى الكتابة الديداكتيكية للنصوص" للأستاذ محمد البرهمي يقتضي استحضاره، لأن الكاتب من الأعلام الذين كرسوا  مجهوداتهم للبحث في هذا المجال، واستطاعوا أن يبلوروا مشروعا خاصا في البحث ويضمنوا استمراريته.
                تتجلى ملامح المشروع الديداكتيكي للأستاذ البرهمي في مراكمته لكتابات متميزة في المجال أثمرت كتابين مهمين في ديداكتيك القراءة هما:
1-     ديداكتيك النصوص القرائية بالسلك الثاني الأساسي، النظرية والتطبيق، دار الثقافة، الدار البيضاء، 1998.
2-     القراءة المنهجية للنصوص، تنظير وتطبيق، TOP EDITION، الدار البيضاء، 2005.

بالإضافة إلى العديد من الدراسات والمقالات المنشورة في المجلات التربوية والفكرية، أذكر منها (المجلة التربوية)، (مجلة فكر ونقد)... وكذلك ملاحق الجرائد الوطنية.
وساهم الكاتب في التأليف المدرسي لجميع مستويات التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، بالإضافة إلى الإصدار الجماعي لسلسلة القراءة المنهجية للمؤلفات.
وبإصدار الكاتب لمؤلفه "المدخل إلى الكتابة المنهجية للنصوص" [2]، سنة 2013، نكون أمام مسار جديد للباحث، يتقاطع مع استمرار اهتماماته بتطوير البحث في ديداكتيك اللغة العربية، ومغايرة في مجال البحث بالانتقال من سياق الاهتمام بالقراءة إلى الاهتمام بالبحث في الكتابة.

والكاتب نفسه يعلن منذ مقدمة الكتاب عن نيته في الاهتمام بموضوع لم يجد موقعا حتى في الكتابات الغربية "لم ينل موضوع الكتابة المنهجية للنصوص في الأدبيات التربوية الغربية الاهتمام نفسه الذي حظي به موضوع القراءة المنهجية للنصوص"[3]، ونفس هذه الملاحظة تنسحب على الكتابات العربية والمغربية. وإن كنا قد ألمحنا سابقا إلى سياق الكتاب في المشروع الديداكتيكي للمؤلف، فسنحاول باختصار وضعه في سياقه الموضوعاتي (الكتابة) ضمن المنجز العربي والمغربي.
1-في أهمية البحث في موضوع الكتابة:
قبل أن نبرز أهمية موضوع الكتاب، لابد أن نشير إلى أن الكاتب قد وظف مصطلح "الكتابة" بدل مصطلحات أخرى تدل على نفس الموضوع، كالإنشاء والتعبير مثلا، المتداول في الأدبيات الديداكتيكية الرسمية وغير الرسمية، وسوغ اختياره باعتبارات متعددة. يقول الكاتب:"وقد استقر رأينا على لفظة "الكتابة" دون غيرها للأسباب التالية:
-أنها تدل على التعبير الكتابي دون الشفوي.
-أنها تعبير عن تصور جديد لتأليف النصوص في الوسط المدرسي.
-أنها نشاط حاضر في كل المواد الدراسية المقررة في أسلاك التعليم العام.
-أن التقويم المدرسي ينبني عليها في مختلف المواد الدراسية.
-أنها من الكفايات الأربع المطلوبة في تعلم اللغات، وهذه الكفايات هي: القراءة، والكتابة، والمحادثة، وفهم الكلام المسموع"[4]
إن موضوع الكتابة أو التعبير والإنشاء من المواضيع المهمة في البحث الديداكتيكي، ولا غرابة في أن ينعتها خليل هنداوي ب"المادة السحرية" و"غاية الجهاد" يقول عنها: "إن الإنشاء هو غاية هذا الجهاد المتواصل،مدى أعوام طويلة في تعلم اللغة العربية. بل يكاد يكون الإنشاء هو المظهر الأدق لقوة تفكير الطالب...
ومع ذلك نرى الإنشاء علة العلل في المدرسة..لذلك رأينا لزاما علينا أن نهتم بهذه ”المادة السحرية“ لأنها غاية ما يصبو إليه المعلم والتلميذ من وراء جهادهما في تعلم اللغة العربية..."[5]
ويعتبر عبدالعليم إبراهيم في واحد من المراجع المهمة التي أطرت - لفترة طويلة- تدريس اللغة العربية "الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية  التعبير  "غاية" و"نشاطا مستمرا".
يقول الباحث: "يمتاز التعبير بين فروع اللغة بأنه غاية...وغيره وسائل مساعدة معينة عليه.ليس للتعبير زمن معين، ولا حصة محددة، بل هو نشاط مستمر..يجب على المدرس أن يهيء له نصيبا من كل حصة."[6]
وإذا عدنا إلى الأدبيات الديداكتيكية المغربية في شقها الرسمي سنجد تأكيدها على المبدأ نفسه و الأهمية نفسها، ونكتفي هنا بذكر ما ورد في التوجيهات الرسمية في التعليم الثانوي بسلكيه الإعدادي:
"يعتبر الإنشاء منتهى الأنشطة ومقصدها، إذ يفسح المجال أمام المتعلم للتعبير عن أفكاره واستثمار مكتسباته، وإظهار قدراته اللغوية والفكرية والمنهجية، ولذلك فهو مجال لاكتساب المهارات.. وبالتالي فهو مكون أساسي لتحقيق التنشئة الكتابية لدى المتعلم..[7]
والتأهيلي:
"يعتبر الإنشاء منتهى الأنشطة التعليمية والتعلمية المختلفة، باعتباره المجال الذي يترجم مستويات اكتساب المتعلمين للكفايات المحددة وقدرتهم على استثمارها في وضعيات إنتاجية متنوعة.. "[8]
2-موقع المبحث في الديداكتيك العربي:
اهتم البحث الديداكتيكي العربي بمكون التعبير والإنشاء، ولنقل بشكل عام بالكتابة لدى المتعلمين، دون أن ينفصل عن مرجعيته "المعيارية" التي تقوم على أسس الكتابة العالمة، فكان المنطق المتحكم في الأدبيات التي قاربت موضوع التعبير والإنشاء، هو التبسيط والتسهيل، وفي هذا الإطار نذكر هنا بزخم الكتابات التوضيحية التي سادت الحقل التدريسي نذكر منها: النحو الواضح، البلاغة الواضحة، القراءة المفسرة... وهو نفس المنحى الذي يظهر في كتابات تتعلق بالإنشاء أذكر منها: "تيسير الإنشاء" لخليل الهنداوي، "الإنشاء السهل" و"الإنشاء الواضح"لعلي رضا ، و"الإنشاء الجديد" لحنا الفاخوري... يمكن أن نصنف في نفس الإطار كتاب عبدالحميد الغرباوي "المعين في التعبير والإنشاء".
لقد اتخذت هذه الكتب منطق الكتابة بالمحاكاة، لدرجة أن طريقتها التعليمية، قامت على تقديم نصوص أدبية وإبداعية أو نصوص من تأليف الكاتب نفسه، وصاغت لها مطالب أو نصوص مواضيع وانطلاق كما هو متعارف عليه في الطريقة التقليدية لتدريس الإنشاء.
وشهدت المرحلة الأخيرة احتكاكا بالأدبيات الغربية التي انفتحت على مستجدات الدرس الأدبي والنقدي ومدارس التربية وباقي العلوم الأخرى. مايظهر في كتابات مثل:"الخليل في الإنشاء والتحليل" ليوسف مارون،و"تقنيات التعبير وأنماطه بالنصوص الموجهة" لجورج مارون، و"تقنيات التعبير في اللغة العربية"  لسجيع الجبيلي، و"اتجاهات حديثة في تعليم التعبير" تأليف جماعي لـ: عبدالسميع قورة ووجيه المرسي أبو لبن ومحمود عبدالحافظ خلف الله.
3-موقع المبحث في الديداكتيك المغربي:
نفس الموضوع حظي باهتمام خاص في الأدبيات الديداكتيكية المغربية التي اقتربت بحكم احتكاكها بالمدرسة الفرنسية على الخصوص من إشكالات تدريس هذا المكون، وأذكر من بين المحاولات الجادة في هذا السياق:
-محمج لحويرات وآخرون: "أضواء حول مادة الإنشاء"، منشورات عيون الثقافات، الدار البيضاء، 1989.
-محمد أبا عوص وآخرون: " تدريس الإنشاء: واقع وآفاق".
- ميلود احبادو، سبل تطوير المناهج التعليمية، نموذج تدريس الإنشاء، دار الأمان الرباط،1993
-محمد أولحاج: "ديداكتيك التعبير: تقنيات ومناهج"،"بيداغوجيا القراءة والتعبير"، "دليل تقنيات التواصل ومهارات التعبير والإنشاء".
- محمد حمود، كفايات تلقي وإنتاج النصوص السردية، منشورات توب إدسيون، 1996.
-علي ايت أوشان،ديداكتيك التعبير والتواصل، التقنيات والمجالات، دار أبي رقراق،2010.
-علي ايت أوشان،ديداكتيك التعبير والتواصل، وتدبير التواصل، دار أبي رقراق،2013.
ولايتسع المقام هنا للحديث عن قيمة هذا المنجز الديداكتيكي،  ولكن بحثنا عن التقاطعات مع الكتاب موضوع حديثنا، يجعلنا نبئر الاهتمام الكبير للباحثين المغاربة في الإشكالات التي يطرحها تدريس الإنشاء وأمثل هنا بقولتين:
الأولى لمحمد حمود تتعلق بموقعة مكون التعبير والإنشاء، وبالتوجهات التي يجب أن ينصب عليها البحث الديداكتيكي. يقول في هذا الشأن: "التعبير والإنشاء بوثقة تنصهر فيها المجهودات المبذولة في كافة المكونات.. لكن الاهتمام مازال بسؤال: ”ماذا نكتب؟“ لا“كيف نكتب؟“ ". [9]
والثانية لميلود احبادو تتعلق بالمواصفات التي تحدد ملامح الكتابة الإنشائية . يقول في هذا السياق: " كل كتابة تنتهي إلى إيجاد موضوع في حلة جديدة لم يسبق للتلميذ تلقيها، فهي تحمل بذور الإنشاء، وكل إنشاء يتجاوز في تصميمه المنهجي، وصياغته التعبيرية، ومحتواه الثقافي عتبة استنتاج ما تم تلقيه سابقا فهو إنشاء موسوم ببصمات صاحبه[10]"
إن السياقات الخارجية المختلفة التي أطرنا بها لكتاب " المدخل إلى الكتابة المنهجية للنصوص" تقودنا إلى حمل مجموعة من التساؤلات حول قيمة هذا الكتاب من خلال الأهداف التي أعلنها والمنهجية التي اعتمدها والمحتويات التي صاغ فيها مداخله المنهجية.
1-     في الخلفيات النظرية والمنهجية و أهداف الدراسة:
إن كتاب "المدخل إلى الكتابة المنهجية للنصوص" يحدد غايته من العنوان "المدخل" وهو بذلك يفتح بابا للتأمل النظري والمنهجي في نسق تدريس هذا المكون، بالاستناد إلى بعض العلوم المهتمة بتدريسية الكتابة مثل علم النفس المعرفي ولسانيات النص والنقد التكويني الجديد والأنثربولوجيا الثقافية فضلا عن بعض المباحث البيداغوجية كبيداغوجيا المشروع والبيداغوجيا الفارقية...، وكذلك بالاستناد إلى ديداكتيك بعض المواد الأخرى في كتابة النصوص كالفلسفة والاجتماعيات وغيرهما.
وقد زاوج الكاتب في منهجيته بين النظر في الممارسة التربوية الحالية لتدريس الكتابة في أبعادها التنظيرية والتطبيقية آخذا بعين الاعتبار البعد التاريخي في تطورها وفي التراكم الذي حصلته. وبين الأسس النظرية الحديثة في العلوم التي أشرنا إليها سابقا وديداكتيك المواد الأخرى انطلاقا من مستجداتها البحثية.
               وحدد الكاتب مجال دراسته في البعد الديداكتيكي أي المرتبط بعلم التدريس في إطار ما أعلنه: "وما دعانا إلى القيام بها هو المشاركة في تأسيس تدريسية خاصة بمواد اللغة العربية التي رأت النور في الساحة التربوية في العقود الثلاثة الأخيرة"[11]
2-     في محتويات الكتاب وأقسامه:
قسم الكاتب دراسته إلى أربعة فصول:
في الفصل الأول: الكتابة تعليمها وتعلمها، أطر الكاتب "الكتابة" ضمن مهارات تعليم اللغة العربية الفصيحة وتعلمها، وأبرز مميزاتها بأنها صناعة ومهارة تتعالق مع إتقان مهارات اللغة وعلومها وفنونها وثقافتها، وأنها موضوع تعليم وتعلم يقتضي الارتقاء بها إعادة النظر في الممارسة التعليمية لها حيث تميزت في أغلب مراحل التعليم في المدرسة المغربية المعاصرة بتعليم قواعد الجملة ولم تلتفت إلى تعليم قواعد إنتاج النصوص، ما يقتضي الانفتاح على المناهج الحديثة في تدريس اللغات لتصميم طرق تعليم جديدة تمنحه معنى ويخلق تفاعلا إيجابيا لدى المتعلمين.
وفي الفصل الثاني: اتجاهات نظرية حديثة في مهارات الكتابة وفي اكتسابها،استعرض الكاتب مجموعة من النظريات التي قدمت نتائج مهمة لفهم ظاهرة معقدة هي ظاهرة الكتابة، وساهمت في تطوير أساليب تعليمها، لينتهي به العرض إلى تحصيل أربع تقاطعات في البحث في تدريسية الكتابة هي: فضاء الكاتب المتعلم وفضاء المكتوب وفضاء الكتابة وفضاء المرجع. ليقدم خلاصة إيف ريتر من كتابة "تدريس وتعلم الكتابة" في تعريف الكتابة بأنها: "ممارسة اجتماعية وتاريخية، تستلزم استعمال معارف واستثمار تمثلات وقيم وإجراءات، تؤدي بالكاتب إلى إنتاج معنى لغوي، بواسطة أداة أو سند، في فضاء اجتماعي ومؤسسي معين"[12].
وفي الفصل الثالث: عمليات الكتابة، يعرف الكاتب بعمليات الكتابة: التصميم والتسويد والمراجعة والتحرير والتقويم، مبرزا أهميتها وضرورة الاهتمام بها، ودور المدرس في إقدار المتعلم على هذه العمليات، معتبرا أن اكتساب كفاية الكتابة رهين بإلمام المتعلم بهذه العمليات من خلال التدريب المتواصل عليها حتى يصبح قادرا على استعمالها تلقائيا,
وفي الفصل الرابع والأخير: مهارات الكتابة. يقدم الكاتب نموذجا تصنيفيا بهدف إرشاد المدرسين إلى طريقة جديدة في التدريس، تمكنهم من استيعاب الخصائص المعرفية للمهارات المراد تعليمها ومن تحديد أهداف تعليم الكتابة، لتطوير هذه الكفاية على مر المراحل الدراسية. يوصف الكاتب هذه المهارات من حيث أهدافها أنها ذات أهداف وظيفية وإبداعية، اجتماعية وثقافية، ويقسمها إلى "مهارات عليا" فـ "مهارات وسطى" ثم إلى "مهارات دنيا". ويعلل الكاتب اختياره البيداغوجي المقترح ب"كثرة المهارات المقررة في برنامجنا وعدم انتظامها"[13]،و"تكرار تدريس بعض المهارات الكتابية في أسلاك التعليم العام"[14]، وهو ما اقتضى إعادة التصنيف وفق نموذج يعتمد معايير: الترابط والتسلسل والشمولية، مبينا فوائد هذا التصنيف على عمليتي التعليم والتعلم.
ويمكن الرجوع في هذا الإطار إلى الصفحة203 من الكتاب للاطلاع على هذا النموذج التصنيفي بالتفصيل حيث قسم مهارات الكتابة إلى أربع مهارات عليا، هي:
مهارات بناء الموضوع، مهارات الخطاب، مهارات النقل، مهارات وظيفية.
واعتمد تصنيفا ثلاثي الأبعاد لكل مهارة عليا واعتمد الطريقة نفسها لتصنيف كل مهارة وسطى.
3-     خلاصات عامة:
يتسم الكتاب بنفس منهجية الكاتب في مشروعه الديداكتيكي الذي يتجلى في البحث النظري بالاستناد إلى مستجدات البحث العلمي في مجالاته المختلفة، وفي الرصد التاريخي للتحولات التي يعرفها المجال الديداكتيكي المغربي على مستوى ما راكمه من منجز للانطلاق منه، وفي الانطلاق من الواقع التدريسي لمواد اللغة العربية.

ويؤسس الكاتب لمنطلقات بحثية جديدة يوسع بها مدارات بحثه من مجال تدريسية القراءة إلى مجال آخر هو مجال الكتابة، وينطلق من الهواجس نفسها التي يحملها البحث الديداكتيكي المغربي الخاص باللغة العربية وهو تطوير تدريسيتها والإجابة عن الإشكالات التي تعترض المدرسين والمتعلمين.

يتميز الكتاب بمقدمة نظرية مغايرة للبحث الديداكتيكي المنجز في مجال الكتابة، تتجلى في تخصيص الموضوع البحثي وتبئير خصائصه، وفي المقاربة التصنيفية التي ربطت بين الجزء النظري والواقع المتجسد في البرامج المقررة في تعليم مكون الكتابة بالمدرسة المغربية من خلال بلورة "نموذج" يوجه الممارسة التعليمية للمكون.

وهنا تجذر الإشارة إلى المشاكل النظرية التي تخلقها مسألة التصنيف، لمنطلقاتها ومتغيراتها المتعددة، ويمكن في هذا الصدد الاستشهاد بالإشكالات العديدة التي تعترض المدرسين وحتى الباحثين في النقل الديداكتيكي لمفهوم التصنيف في مجال القراءة، ونضيف مسألة مهمة تتعلق بالإنتاج الكتابي في الأدبيات الديداكتيكية الغربية تتعلق بالفهم القرائي المكتوب، والذي تدرجه معظم المداخل الديداكتيكية ضمن مكون التعبير والإنشاء من باب الوظيفية كمهارة التلخيص مثلا.
نخلص، في الأخير، إلى أن الباحث قدم إضافة جديدة للبحث الديداكتيكي في مادة اللغة العربية، هي اليوم في أمس الحاجة إليه،وتبقى مصداقية هذا النموذج رهينة التفاعل الذي يسائل المنجز على المستوى العملي من خلال النماذج التطبيقية الممكنة على صعيد تجديد صياغة البرامج وتأليف الكتب المدرسية والممارسة الصفية من جهة، و رهينة تكامل العمل البحثي مع باقي مكونات المادة، فالكاتب نفسه لم يفتأ يؤكد الترابط بين كفاية الكتابة لدى المتعلمين بباقي الكفايات الأخرى التي تشكل كلا متكاملا يؤسس لديداكتيك جديد للغة العربية.

[1] - من بين هذه المجلات التربوية والديداكتيكية نذكر: الدراسات النفسية والتربوية (محمد الدريج)، التدريس(كلية علوم التربية)، ديداكتيكا (عبد العزيز الغرضاف)، علوم التربية (أحمد أوزي)، عالم التربية (عبدالكريم غريب)، المجلة التربوية، الجمعية المغربية لمفتشي التعليم الثانوي.
[2]-محمد البرهمي، المدخل إلى الكتابة المنهجية للنصوص، مطبعة التيسير، الجديدة، 2013.
[3] -محمد البرهمي، مرجع سابق، ص6.
[4] -المدخل إلى الكتابة المنهجية للنصوص، ص7
[5] خليل هنداوي، تيسير الإنشاء، دار الشرق العربي،ط8
[6] عبدالعليم إبراهيم، الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية، دار المعارف القاهرة،ط8
[7] البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بمادة اللغة العربية بسلك الثانوي الإعدادي2009
[8] التوجيهات التربوية والبرامج الخاصة بتدريس مادة اللغة العربية بالسلك الثانوي التأهيلي، نونبر2007
[9] محمد حمود، كفايات تلقي وإنتاج النصوص السردية، منشورات توب إدسيون
[10] الدكتور ميلود احبادو، سبل تطوير المناهج التعليمية، نموذج تدرس الإنشاء، دار الأمان الرباط،1993
[11] المدخل إلى الكتابة المنهجية للنصوص، ص8
[12] -المرجع السابق، ص119.
[13] -المرجع السابق، ص204.
[14] -المرجع السابق، ص204.