الذرية المنطقية والتحليل عند برتراند راسل ـ سعيداني فروجة

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfassa01084الكلمات المفتاحية:
التحليل المنطقي، اللغة العادية، الذرية المنطقية، مذهب التعدد، العلاقات الداخلية، العلاقات الخارجية ، الواقعية.
ملخص:
يهدف هذا المقال  إلى توضيح فكرة  الذرية المنطقية والمذهب الفلسفي الذي يتبناه راسل، و تحليل نظرية المعرفة عنده،  باعتبار أنه ثار على المعرفة التقليدية وانتقدها لاقتصارها في البحث فيما هو ذاتي وموضوعي، وذهب من خلال منهجه الى تحليل معارفنا وتصنيفها الى معارف أساسية و معارف مستنتجة، وقسم المعرفة الى معرفة مباشرة ومعرفة بالوصف، من هنا تتمحور  الذرية المنطقية حول التساؤل عن مكونات العالم، وانواع الموجودات فيه، والتساؤل حول انواع القضايا المعبرة عن هذه الموجودات، بالإضافة إلى مكونات هذه القضايا.  
يعتبر برتراند راسل، إلى جانب جورج ادوارد مور (1873-1958) خاصة في مقاله "تفنيد المثالية"، رائدا الثورة على الفلسفة المثالية1 في بريطانيا، وقد ظهر هذا التيار في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويعتبر انه باستطاعة الانسان ان يدرك الواقع المستقل عن الذوات والخارج عنها ادراكا مباشرا.
بدأ راسل حياته الفلسفية متأثرا بآراء برادلي (1846-1924)  ، وظل لبضع سنوات أحد تلامذته، كما اعجب بالفيلسوفين كانط  (1724-1804) فيلسوف  وهيجل (1770-1831)  ، إلا انه خلال عام 1889 بدات آراءه تتغير، وذلك بتاثير من زميله جورج مور، ووجد نفسه احد اتباع مذهب التعدد2، التي سيتمسك بها طوال حياته. ومن المحاور الرئيسية في فلسفة راسل، وعند اغلب الواقعيين الجدد، نقده لفلسفة برادلي في العلاقات الداخلية3 ، إذ يرى راسل انه لا توجد علاقات داخلية، وان العلاقات القائمة هي علاقات خارجية، وقد أبدى راسل ذلك في سلسلة المحاضرات التي عنونها بـ: الفلسفة الذرية المنطقية La philosophie de l’atomisme logique، والذي يعرف اختصارا بالذرية المنطقية L’atomisme logique، وهو اتجاه فلسفي معاصر، اتخذ مكان الصدارة في الحقلين المنطقي والفلسفي. ظهر هذا المصطلح تقريبا سنة 1918 بعد أن ألقى راسل سلسة من المحاضرات في لندن نشرت في مجلة "The Monist".
تتألف هذه المحاضرات من ثمانية موضوعات فلسفية ومنطقية، هي:

دراسة الوقائع Les Faits (Facts)، القضايا Les propositions.  تصنيف القضايا إلى ذرية Atomiques او بسيطة Simple، وقضايا جزيئية Les propositions moléculaires او مركبة Les propositions Les propositions complexes. التمييز بين القضايا العامة  Les propositions généralesوالعبارات الوصفيةLes énoncés descriptifs.  بالإضافة إلى نظرية الأنماط المنطقية La théorie des types logique، وأخيرا الميتافيزيقاMétaphysique .
كما تعتبر هذه النظرية خلاصة منطقية للتفكير في فلسفة الرياضيات، حيث يعتمد منهج راسل، في اقامة البناء الرياضي والمنطقي، على أساس اختيار افكار بسيطة تتكون منها المبادئ والبديهيات والقضايا، ومن هذه المبادئ تشتق كل الرياضيات. هذه الطريقة التي اعتمدها راسل لا تختلف كثيرا عن مثيلتها في الفلسفة الذرية، لان راسل يبحث عن الذرات والاوليات التي تتالف منها المعرفة وينظر إلى أن مهمته هي إيجاد المبادئ القليلة جدا المطلوبة لتبرير الإستدلال العلمي"4. ويجب أن تقرر هذه المبادئ والمقدمات شيئا عن العالم، يقول راسل في مقدمة كتابه أصول الرياضيات: "اما موقفي من المسائل الفلسفية الاساسية في جميع صورها فهو مستمد من الاستاذ ج. ا. مور، الذي اخذت عنه الطبيعة غير الوجودية للقضايا (ماعدا تلك التي تحكم بالوجود)، واستقلالها عن أي ذهن عارف، كذلك مذهب الكثرة الذي يعتبر العالم سواء عالم الموجودات أم عالم المجردات، على انه مركب من عدد لا نهائي من أشياء او من موجودات كل منها لها استقلاله"5، والتي ترتبط فيما بينها بعدد غير متناه من العلاقات التي "لا تقبل الرد إلى صفات حدودها او صفات المجموع الذي يتركب من هذه الحدود"6 كما كان سائدا في نظرية المعرفة التقليدية، والتي انتقدها لأنها اقتصرت في تحليلها على موضوعين رئيسيين هما: البحث في الذاتي والموضوعي والتفرقة بينهما من حيث الصحة والفساد. في حين تهدف نظرية المعرفة عنده إلى تصنيف معارفنا، او ما نظن اننا نعرفه عن العالم، إلى معارف أساسية ومعارف مستنتجة، لذا ينبغي الانطلاق من الصورة الخارجية التي تطلعنا على العالم، والتي نعتقد اننا نعرف العالم عن طريقها، وسنجد ان جزءا كبيرا من هذه المعرفة مرجعه العادة، الاتفاق، المعتقد، والذاكرة، فالجزء الذي نستطيع الوثوق فيه كأرضية صلبة لمعارفنا مجاله جد ضيق.
وضع راسل سلما للمعرفة في أعلى درجاته المعرفة المباشرة، وهي التي تتم بالاتصال الحدسيLa connaissance par intuition 7، او الخبرة المباشرة8 وتعني الاتصال المباشر بشيء ما لما يكون هنا اتصال مباشر به، دون ان تتوسط في ذلك أي عملية استدلالية، هذه الدرجة من المعرفة التي تقدم لنا "جزئيا" محددا، مثل قولي مشيرا إلى غلاف الكتاب: "هذه بقعة صفراء"، لا تحتاج إلى مواجهة بين أعضاء الحس وبينها، وبالتالي فإن الالفاظ والكلمات التي تقابلها يُفهم معناها مباشرة من غير الحاجة إلى كلمات أخرى، فهي "لا تحتاج إلى تعلم كلمة أخرى سابقة عليها، مثل: "بقع اللون" كقولنا "هذه بقعة صفراء".
   اما النوع الثاني من المعرفة هي التي تتم بطريقة غير مباشرة ويسميها المعرفة بالوصف. وهي  متغيرة وتختلف من شخص إلى آخر. يبنى هذا النوع من المعرة على المعرفة الاساسية، وتتضمن تركيبات عقلية فيها استدلال وذاكرة وغيرها من العمليات العقلية. فالقول"هذه منضدة" ليس مجرد تعبير عن الوعي بوجود الشيء المعروف، بل يتضمن حكما عقليا، هو الذي يعرف على اساسه بأن هذا الشيء المدرك هو منضدة وليس شيئا آخر. نصل إلى هذا السلم عن طريق تحليل اللغة الطبيعية Langage naturel (العاديةOrdinaire )9 ، او العلمية على سواء، هذا التحليل اللغوي سيكون المفهوم الجديد لنظرية المعرفة، كما سيكون جزءا هاما من مفهوم المنطق عنده.
1.نقد مذهب برادلي و ليبنتز:
النقطة الاساسية التي اهتم بها راسل هي نقد مذهبي برادلي وليبنيتز. أما الاول، فالنقد انصب على مفهوم العلاقات الداخلية Les relations internes، التي مؤداها أن العلاقات التي تربط الاشياء بعضها ببعض، نستخرجها من خلال تحليلنا للأطراف المرتبطة بتلك العلاقات.
وأما الثاني الذي بنى رؤيته الميتافيزيقية على اساس منطق تحليلي قوامه العلاقات الباطنية، أي "مهما كانت القضية التي نقولها، فإن محمولها كامن في موضوعها"، فإذا حللنا موضوعها تحليلا كافيا، سنجد فيه المحمول، ومثال ذلك القضية التالية "ان الزجاج قابل للكسر"، عندما نحلل فكرة الزجاج سنجد ان "الكسر" كامن فيها لان طبيعتها قابلة للكسر. لكن بالنسبة إلى راسل لا توجد علاقات داخلية لان العلاقات القائمة هي علاقات خارجية، مضافة إلى ماهيات الاشياء الموجودة بالفعل، كما ان ماهيات الاشياء لا تستند إلى هذه العلاقات، مثال ذلك ارتباط حادثتين بعلاقة "قبل"، فإذا قلنا أن الحادثة (سـ) وقعت "قبل" الحادثة (صـ) كان هذا التتابع الزمني مما لا نجده في عناصر (سـ)  ولا في عناصر (صـ)  وإنما المرجع فيه إلى مقياس الزمن الذي يدلنا على ذلك، وليس مقياس الزمن هذا جزءا من (سـ)  ولا جزء من (صـ). وأهمية ان تكون العلاقات خارجية، ان يكون بعضها على الاقل خارجيا، وهذا يوصلنا إلى ان العالم مكون من حقائق متعددة، ترتبط فيما بينها بصور متعددة من العلاقات، "ندركها خارج بنية الاشياء نفسها".
ان العلاقة كيان مستقل غير متضمن في أحد الطرفين، ولا يمكن رده كذلك إلى وجود آخر، فنصل إلى نتيجة مؤداها ان العالم ليس واحدا كما يرى المثاليون Les idéalistes، ولكنه عالم "متعدد" يُحتاج في معرفته إلى مشاهدات وتجارب، وكنتيجة لتطوره الفكري تبنى راسل مذهب ما يسمى الذرية المنطقية التي ستقوم عليها فلسفته.
يقوم هذا المذهب على اساس ان العالم يتألف من معطيات حسية، ترتبط فيما بينها بعلاقات منطقية خالصة. فراسل يعتقد أن اللغات الطبيعية هي بمثابة مرشد يقودنا إلى فهم طبيعة العالم الذي نتحدث عنه، "فهناك -فيما أعتقد- علاقة قابلة للاكتشاف بين بناء الجمل والعبارات وبناء الوقائع أي الوقائع التي تشير إليها تلك العبارات... أنا أعتقد أننا إذا اتخذنا من الحيطة القدر الكافي، فقد نستطيع أن نتخذ من خواص اللغة أدوات نستعين بها على فهم بناء العالم، إننا نستطيع من بعض الوجوه، أن نصل إلى معرفة معقولة عن بناء العالم عن طريق دراسة التركيب اللغوي".
فموضوع الذرية المنطقية هو التساؤل عن مكونات العالم، وانواع الموجودات فيه، كما نتساءل عن انواع القضايا المعبرة عن هذه الموجودات، بالإضافة إلى مكونات هذه القضايا. فهي تنطلق من مبدأ البحث عن المكونات البسيطة للعالم، بتحليل القضايا المركبة إلى قضايا اكثر بساطة. يرى راسل أن هناك علاقة بين الطريقة التي تبنى بها عبارات اللغة والطريقة التي تترابط بها حوادث العالم التي تشير إلى تلك العبارات، ويرى انه اختلفت آراء الفلاسفة في ما يخص العلاقة التصويرية القائمة بين ألفاظ اللغة وبين غيرها من حقائق الكون.
فمن الفلاسفة من يحصر المعرفة الانسانية كلها في  دائرة ما يعرفه من ألفاظ وعبارات، "حيث لا يرون من وسيلة ينفذون بها من خلال اللغة إلى حيث الحقيقة الخارجية التي تعبر عنها تلك اللغة".
 وهناك فلاسفة، منهم لودفيج فيتجانشتين، يرون أنه هناك جانب من المعرفة يستحيل على اللغة التعبير عنه، مثل عالم التصوف. ونجدهم يستخدمون اللغة للتعبير عن تلك الجوانب. وحسب راسل فإن هذا تناقض صريح، فهناك من يستدل على خصائص العالم من خلال خصائص اللغة مثل أفلاطون، وهو الراي الذي قبله راسل، فهو يعتقد ان للغة دلالة على حقيقة العالم الخارجي وطبيعته، تناول ذلك في كتابه فلسفة الذرية المنطقية، حيث "يرى ان العالم قوامه كثرة الاشياء، معارضا الاتجاه الواحدي الذي يجعل الكون كلا واحدا متسق الاجزاء"، فالعالم ينحل إلى ذرات، يقول: "ان الذرات التي اريد الوصول اليها كنتائج نهائية للتحليل هي ذرات منطقية وليست ذرات فيزيائية"، يطلق راسل على بعض منها "جزئيات" Particuliers وهي الأشياء الدقيقة جدا مثل بقع اللون الصغيرة، الصوت، والأشياء اللحظية Les choses momentanées، وبعضها الآخر سيكون محمولات Prédicats وعلاقات Relations.
اصطلح راسل على تسمية هذه النظرية بالذرية المنطقية، لأنها ترد كل ما ندركه في العالم من وقائع مركبة إلى ابسط اجزائها، ويسمي النظرية بالذرية المنطقية لان الذرات التي نريد الوصول اليها ذرات منطقية وليست فيزيائية، لذلك تستعين النظرية بالتحليل المنطقي في صاغتها، فالذرات التي يقصدها راسل هي المفردات Particuliers مثل: المحمولات والعلاقات والألوان، من هنا  فإن نظرية الذرية المنطقية تنطلق من مصادرتين اساسيتين:
أ- مصادرة التعددية Postulat du pluralisme، وهي: الاعتقاد ان العالم يتألف من عدد كبير من الكائنات المستقل بعضها عن بعض، لكنها تترابط بعلاقات خارجية سواء كانت هذه الكائنات اشياء مادية جزئية ام وقائع، والوجود في حقيقته يرتد إلى هذه العناصر والوحدات المختلفة، عكس ما يراه دعاة المذهب الواحدي Le monisme، الذين يرون الوجود في حقيقته كل واحد متكامل مطلق وثابت لا يتغير، في حين أن الذرية المنطقية هي "نظرية وقائع تؤكد أن العالم هو تعدد الوقائع"، وفي مستواها الادنى نجد الوقائع الذرية المستقل بعضها عن البعض.
 ب- توظيف منهج التحليل المنطقي، وذلك بتحليل الكائنات المركبة للعالم من أجل الوصول إلى المكونات البسيطة للواقع، وبذلك تتضح افكارنا عن العالم. وبعد عملية التحليل نصل إلى المسائل التالية:
- اسم العلم المنطقي حد التحليل أي انه الحد الذي يقف عنده التحليل.
- مشكلة القضية العامة، القضية الكلية والخلاف على تحليلها.
- اللغة تصوير دقيق للعالم بحيث يوجد تطابق بين تركيب القضية وتركيب الواقعة التي تدل عليها.
2. منهج التحليل:
الاهتمام بتحليل اللغة لم يكن حكرا على الفلسفة التحليلية، فقد وجه الفلاسفة ابحاثهم إلى اللغة باعتبارها وعاءً للفكر، والأداة التي تنتقل بها الافكار، فاهتموا بتحليل المعرفة، ومن بينهم سقراط الذي استخدم منهج التحليل في معالجته التصورات الأخلاقية المختلفة، كالعدالة والتقوى والشجاعة. كما يظهر التحليل جلياً في محاورات أفلاطون، ثم في منطق أرسطو. أما في الفلسفة الحديثة فقد عمل فرنسيس بيكون على تحليل أخطاء العقل الإنساني، وحددها بالاوهام والأصنام اوهام الكهف التي هي عيوب لا ترجع إلى الطبيعة البشرية عامة، بقدر ما ترجع إلى الفروق والخصائص الفردية سواء كانت فطرية او مكتسبة، كاوهام المسرح التي تنشأ عن المذاهب الفلسفية والفكر السائد، واوهام السوق، هذه الأخيرة هي اخطاء يقع فيها المرء نتيجة لغموض اللغة، وتوجد هذه الاوهام لان الناس يعتقدون ان عقولهم تتحكم في الفاظهم، بينما الحقيقة ان الالفاظ غالبا ما تتحكم في العقل، وربط هوبز بين التفكير والاسماء العامة. وانشغل لوك بتحليل اللغة ليكشف عن دلالة الألفاظ على المعاني، وتأثير اللغة في الفكر للوصول إلى طبيعة المعرفة اليقينية البرهانية. وحلل هيوم السببية في حدود تصورات العرضية وتماثل الوقائع، ثم المعرفة كما تبدو للشعور، وخلص إلى نوعين متميزين: انطباعات وأفكار.
ومارس بركلي التحليل في نقده للأفكار المجردة والعنصر المادي. وكذلك ديكارت الذي جعل من التحليل سبيلاً للوضوح في قواعده الأساسية، احتل التحليل الريادة في عصرنا، وأصبح "ما يميز الفلسفة التحليلية عن غيرها من التيارات والمذاهب الفلسفية الأخرى هو قناعتها بأن التحليل الفلسفي والمنطقي للغة يؤدي إلى تفسير فلسفي للفكر"، والوصول إلى المكونات البسيطة للواقع، وتحليل الكائنات المركبة يكون بواسطة منهج التحليل المنطقي وبذلك تتضح افكارنا عن العالم.
ان الفيلسوف الذي كان له الاثر البالغ على فكر راسل هو كما ذكرنا جورج ادوارد مور، الذي استخدم منهج التحليل كشكل من أشكال التعريف، ليس تعريف الكلمات، لكنه تعريف المفاهيم والقضايا، فبحث عن معاني الكلمات واستخداماتها المختلفة، والفرق بين مدلولاتها الفلسفية والعادية، ولم يتخذ من التحليل اللغوي هدفاً لذاته، بل على أنه وسيلة لبلوغ اليقين حول الواقع والوصول إلى عناصر الموضوعات والمفاهيم، وذلك باعتماده على فكرة الحس المشترك10، والتحليل عنده هو التحليل التصوري.
تشترك الاتجاهات المختلفة لفلسفة التحليل المعاصرفي سمة التوضيح، أي ابراز ما هو متضمن من عناصر بسيطة في الموضوع والتي تكون غامضة بسبب طريقة تركيبها. لكن راسل رفض أن يكون تحليله "تعريفا"، ويذهب في الذرية المنطقية إلى إمكان تعريف حد عن طريق الوصف الصحيح، لكن هذا لا يعتبر تحليلا "فالتحليل ليس هو التعريف". ويرى أن المادة رغم وجودها الحقيقي في الواقع، إلا ان الانسان لا يدرك سوى معطيات الحواس، و"معطيات الحواس هي وقائع غير نفسية، مستقلة عن أي ذات حتى ان كانت ذاتا ترنسندنتاليةTransandante  او مطلقة".
يتفق راسل مع مور بأن الفلسفة -في جوهرها- تحليل، يقول راسل في مقدمة كتابه مبادئ الرياضيات: "أما موقفي من المسائل الأساسية الفلسفية في جميع صورها، مستمد من الأستاذ ج. ا. مور، فقد أخذت عنه الطبيعة غير الوجودية للقضايا (ماعدا تلك التي تحكم بالوجود)، واستقلالها عن أي ذهن عارف". إلا أن هدف التحليل عند راسل يختلف عنه عند مور. فهدف التحليل عند مور ليس اكتشاف حقائق او معارف جديدة عن العالم، بل توضيح ما نعرفه بالفعل. أما هدف التحليل عند راسل فهي ازدياد معرفتنا بالعالم الخارجي.
تقوم نظرية الذرية المنطقية على اساس منهج التحليل، وهو نوع من التحليل المنطقي يتناول جانبين: تحليل العالم إلى مكوناته، وتحليل اللغة التي تعبر عن هذا العالم.
وتجدر الاشارة إلى انه يمكن ارجاع حركة التحليل إلى المقال الذي نشره مور عام 1903 "تفنيد المثالية" نقدا للهيجلية والمثالية الجديدة، حيث قدم منهجا علميا جديدا في معالجة المشاكل الفلسفية، وتبعه برتراند راسل في ذلك، ويمكن اعتبارهما مؤسسي التيار التحليلي كفلسفة مضادة للاتجاه التحليلي عند برادلي. وقد توصل التيار التحليلي إلى مجموعة من الآراء والمواضيع، من بينها:
-    القضية موضوعية ومستقلة.
-    العلاقات خارجية.
-    الخاصية المطلقة للصدق والكذب.
-    الفصل المطلق بين المعرفة وما نعرفه.
ووظف راسل "منهجه التحليلي في المشكلات الفلسفية التي أرهقت الفكر البشري على مدى عشرات القرون ، وأقام منهج التحليل المنطقي على مبدأ الاقتصاد في الفكر، وهو المبدأ القائل بوجوب الامتناع عن تعداد الكيانات أكثر مما تدعو اليه الضرورة، وطبق راسل مبدأ الاختزال Réduction، في التحليل المنطقي للعالم "بنفس المعنى". يمثل التحليل المنطقي عملية تجزئة للغة إلى وحداتها ومكوناتها الاساسية، فإذا كان هدف علم الاصوات دراسة الخصائص الصوتية للوحدات اللغوية البسيطة، وهدف النحو والصرف دراسة الخصائص التركيبية واشتقاق الالفاظ، فإن هدف التحليل المنطقي هو الوقوف على الوحدات اللغوية المنطقية، وهذه الوحدات عند راسل تتالف منها التراكيب المنطقية، ويختلف التحليل تبعا للمستوى الذي نمارسه لاكتشاف الذرات. فالذرات في مستوى الجمل والقضايا هي العبارات البسيطة التي لا يمكن ان تجزّء إلى قضايا او جمل أبسط، واما الذرات في مستوى الكلمات فهي التي لا يمكن ان تجزّء إلى ما هو أبسط منها، والذرات في فلسفة راسل هي المفردات مثالها المحمولات والعلاقات والألوان وغيرها.
ومهمة الفلسفة ليست بناء نسق فلسفي على طريقة الفلاسفة القدامى، بل دراسة الكون والتعرف عليه بمنهج علمي، وفهمه باصطناع اللغة المناسبة. وقد وجد راسل هذه اللغة بتطبيق المنطق الرياضي الرمزي على اللغات الطبيعية، وباصطناع نظرية "الصورة المنطقية La forme logique"، وبذلك وسع مجال العبارة المنطقية التقليدية، التي تحلل القضية إلى موضوع ومحمول ورابطة، والتي كانت السبب في إخفاء البناء المنطقي للعبارة، وفي تخبط الفلاسفة في متاهات الميتافيزيقية، فمهمة المنطق الرياضي هي تحويل العبارات من لغتها الطبيعية إلى صورة منطقية تجعلها واضحة ومفهومة لا تحتمل اللبس، "محكومة بقواعد واضحة تعصمنا من الخطأ".
2.1  ادوات التحليل:
اعترف راسل في كتب عدة ان فلسفته تحليلية، والتحليل الذي يقصده هو التحليل المنطقي وليس الفيزيائي، والنتائج التي يتوصل اليها بواسطته نتائج منطقية (ذرات منطقية) وليست فيزيائية. إلا ان راسل لم يضبط مفهوم التحليل الذي اقام عليه كل فكره، كما انه لم يحدد وسائله، إلا ما يمكن للباحثين استخلاصه من تحليلاته ومن فلسفته، واستعان راسل في عملية التحليل بمبادئ وقواعد لتحقيق المنهج التحليلي، وكانت هذه المبادئ والقواعد بمثابة وسائل وأدوات يقوم بواسطتها التحليل، من هذه والوسائل الاساسية هي: "نصل اوكام" الذي ينسب إلى الفيلسوف الاسكولائي وليام الاوكامي، يطلق عليه ايضا "مبدأ الاختزال"Principe de réduction . والاقتصاد في الفكر يتخذ الصورة التالية: لا يجب ان نكثر من الكائنات إلا ما هو ضروري، لكن هذا تعبير ميتافيزيقي، إلا ان راسل استخدمها كقاعدة منهجية تقضي بعدم افتراض اكثر مما يجب افتراضه لتجنب الوقوع في الخطأ، فكلما قلت عدد الكائنات والمقدمات قل احتمال الوقوع في الخطأ. والهدف من هذ الاختزال هو الوصول إلى اقل عدد ممكن من الافكار تكون هي اولية وبسيطة نقبلها بغير تعريف (اللامعرفات). وعدم امكانية التعريف هو المدى الذي نصل اليه بالتحليل حاليا، أي انه ليست بساطة مطلقة بل نسبية، أي ما نعتبره بسيطا هو "بسيط نسبيا" لأننا قد "نكتشف في وقت لاحق وسيلة لتحليله إلى ماهو ابسط، وهذا لن يفند تحليلنا السابق ويعتبره خاطئا، بل كل ما هنالك اننا تقدمنا خطوة إلى الامام" ، يجب على المحلل المنطقي الابتعاد عن أي تأكيد دجماطيقي وصل اليه في معرفة ما هو بسيط، وما نلاحظه ان وسائل التحليل عند راسل هي ذاتها قواعد التحليل وشروطه، ويتجلى ذلك في نصل اوكام الذي هو الشرط الاساسي في العملية التحليلية إذ "ينبغي ان تكون العناصر التي نصل اليها بالتحليل غير قابلة للتحليل، ليس بالنسبة لشخص معين بل من الناحية الموضوعية".
1.  البناء المنطقي:La construction logique
ان مبدأ او قاعدة البناء المنطقي هو صورة من (نصل اوكام)، لأن الغرض من البناء المنطقي هو الاستغناء عن الكائنات المستدل عليها، التي لا نكون على معرفة مباشرة بها، وإحلالها بما نكون على معرفة مباشرة بها، ان منهج البناء المنطقي اداة اساسية في عملية التحليل عند راسل، الهدف منه التخلص من الكائنات غير التجريبية التي لا تعرف بطريقة مباشرة، والاعتماد على كائنات تجريبية نكون على معرفة مباشرة بها، أي التخلص من كل ما هو مشكوك فيه والإبقاء على ما هو يقيني، بهذا نجد للبناءات هدفين لهما:
- واحد ميتافيزيقي والاخر إبستيمولوجي، اولهما ينتهي بنا إلى عدم تقرير الكائنات المستدل عليها.
- والثاني استبدال كائنات معروفة بما هو ليس معروفا، ويقول راسل بوجوب ان نضع البناءات مكان الكائنات المستدل عنها "اينما كان ذلك ممكنا"، وهذا يعني انه ليس ضروريا استبدال جميع الاستدلالات بالبناءات، فقد لا نقدر ذلك – أي الاستغناء عن جميع الكائنات المستدل عليها- إذا كانت الاستدلالات صحيحة وذات خواص منطقية سليمة فلا داعي لاستبدالها، واستخدم راسل في كتاباته المتأخرة مصطلحين "ممكن التحقق Vérifiable" و"غير ممكن التحقق Invérifiable"، وربطهما بالبناءات للاستغناء عن الكائنات التي "لا تقبل التحقق".
ثم قام راسل بإحلال مبدأ "البناء المنطقي" محل مبدأ الاستدلال الذي كانت الموضوعات التجريبية بمقتضاه مستدلا عليها من المعطيات الحسية، ولكن بمقتضى هذا المبدأ الجديد اصبحت "مبنية" من المعطيات الحسية، اضافة إلى نوع من المعطيات يطلق عليه راسل اسم "المعطيات الحسية الممكنة"، ويجب التفريق بين المعطيات الحسية والمعطيات الحسية الممكنة.
 2.  المعطيات الحسية Les données sensorielles:
لا يقبل راسل كأسماء أعلام إلا الحدود التي تشير  إلى المفردات الأساسية   Particulier de base، ويعتبر المعطيات الحسية هي المفردات الأساسية"، يمكن تعريف الموضوعات الفيزيائية  بأنها دالات لمعطيات حسية، فهي بناءات منطقيةConstructions logique  من معطيات حسية يمكن أن تنحل إليها، هذا ما يمكن أن يسمى ميتافيزيقا الذرية المنطقيةMétaphisyque de l’atomisme logique، فعند راسل ليس كل ما هو متاح للحس في وقت معين، بل هو جزء من الكل كما هو معزول عن طريق الانتباه، مثل هذه البقعة الجزئية من اللون، والأصوات الجزئية، وهي من طبيعة فيزيائية لا ذهنية، فهي التي تخبرنا عن مكونات العالم الفعلي، والمعطيات الحسية موضوعية وليست ذاتية، وهي لا تظل بعد ان ينتهي كونها معطيات، فالقول بذاتيتها ناتج عن عدم التمييز بين المعطى الحسي و"الاحساس" الذي هو الواقعة التي تعتمد على وعي الذات بالمعطى الحسي، والإحساس شيء مركب تكون فيه الذات مكونا من مكوناته، وهو ذهني، فراسل يطلق على واقعة من الوقائع لفظ ذهني، حينما تكون مشتملة على جزئية ذهنية كمكون، غير ان المعطى الحسي يقف في مقابل الذات بوصفه الموضوع الخارجي الذي تعيه الذات في الاحساس. فهناك فرق بين فعلين، فعل الوعي وهو "ذهني" و"موضوع الوعي" الذي هو"فيزيائي".
3.المعطيات الحسية الممكنة:
المعطيات الحسية هي معطيات لعقل ما، اما المعطيات الحسية الممكنة هي التي ليست معطيات لاي عقل، ويصبح "المعطى الحسي الممكن" معطى حسي حين يدخل في علاقة "المعرفة المباشرة" فالمعطيات الممكنة موجودة، إلا انها لم تصبح موضوعا لعقل يعيها، ويحولها إلى معطيات حسية، إن المعطيات الحسية ليست إلا من بين تلك المكونات البعيدة للعالم الفيزيائي التي تصادف أن نعيها مباشرة وعما إذا كان القول بأن المعطيات الحسية هي من بين المكونات البعيدة للعالم الفيزيائي يرادف التسليم بمعطيات حسية ممكنة من حيث أنها أعضاء  لهذه الفئة.
لكن راسل في تطوره الفكري سيتخلى عن هذا التمييز الحاد بين المعطى الحسي والوعي به، وتحوله الى الواحدية المحايدة التي ترى أن كل من الذهن والمادة هما بناءان منطقيان من جزيئات ليست ذهنية ولا مادية، بل محايدة -سنفصل فيها لاحقا-. "أن بقعة اللون وإحساسنا برؤيتها هما نفس الشيء"، لكنه تمسك بالطبيعة الذهنية للصور، فحسبه لا تنتمي الصور الا للعالم الذهني، بينما الأحداث لا تنتمي إلا الى العالم الفيزيائي. ففي "تحليل الذهن" يتخلى راسل عن "المعطيات الحسية" او النظرية العلائقية للإحساس، التي وفقا لها يكون الإحساس فعلا معرفيا، أي أن المعطيات الحسية تكون موضوعات فيزيائية لوعي سيكولوجي، وهي بناءات منطقية.
قال راسل  بفكرة الأنا وحدية Solipsisme  المتمثلة في  ذلك الاعتقاد القائل، بأني وحدي موجود وعلى ذلك فكل ما أعرفه او أدركه هو ما يوجد أيضا بالإضافة إلى وجودي، ولذا فالأنا وحدية هي تلك النظرة القائلة بأنني لا أستطيع أن أعرف شيئا على أنه موجود باستثناء ما يقع في خبرتي أنا، وترى أن خبرة كل لحظة يجب أن تكون سجن لمعرفة اللحظة، وحدود معرفتي هي حدود عالمي الحاضر، كل لفظ نفهمه في هذه اللحظة يكون معنى يدخل في إطار خبرتنا الحاضرة، "لا يمكن أبدا الإشارة إلى شيء والقول أن: هذا يقع خارج خبرتي الحاضرة (الحالية)، لا يمكن معرفة أي شيء جزئي إن لم يكن جزءا من خبرتنا الحالية32، وهنا التساؤل كيف يمكن معرفة وجود الأشياء الجزئية التي تقع خارج خبرتنا الحالية، إن مبادئ الأنا وحدية والفلسفة التجريبية متماثلة، إذا طبقناها بصرامة. أنا هو عالمي ليصبح معنى العالم ضيق جدا يقتصر فقط على ما تدركه "الأنا"، وما يكون بالإمكان التعبير عنه باللغة، ويوازي ضيق معنى العالم ضيق مفهوم اللغة ذات المعنى، لتصبح مقصورة على ما تقوله الأنا من قضايا تعبر عما يقع في خبراتها، ليصبح حدود اللغة هي أيضا حدود العالم، وهذا يبدو واضحا في قوله: "معنى العالم هو عالمي يتبدئ في الحقيقة القائلة: بأن حدود اللغة (اللغة التي أفهمها) تعني حدود عالمي "لتكون بذلك الذات او الأنا العارفة هي التي تضع حدا للعالم، وإن كانت هذه الأنا لا تنتسب إلى العالم ولا تنتمي إليه . والأنا وحدية تصبح عبارة عن النقطة التي لا امتداد لها، فالأنا التي ترد في الفلسفة من خلال الحقيقة التي تجعل "العالم عالمي".
الهوامش:
  المثالية: يدل هذا اللفظ على أي مذهب يرد الوجود كله إلى الذهن او الفكر، وقد يكون ذهنا او تفكيرا فرديا او مطلقا كالمطلق عند هيجل، او كثرة من الأذهان كالمثالية التعددية عند باركلي.
2  مذهب  التعدد (الكثرة) يعتبر العالم، سواء عالم الموجودات ام المجردات، مركبا من عدد  لا نهائي من اشياء او موجودات مستقلة عن بعضها، ويقوم على علاقات مطلقة لا تقبل الرد الى  صفات حدودها او  صفات المجموع الذي يتركب من هذه الحدود.
3  العلاقات التي تربط الاشياء متضمنة فيها.
7 الإدراك والفهم المباشر والفوري عن طريق الشعور المباشر (أي الذي يتم بلا توسط، ودون تفكير نظري او تعبير لغوي)، ويرتبط هذا القول بأن لدى الإنسان ملكة مستقلة ليست ذات طابع حسي ولا عقلي، لديها القدرة على فهم الحقيقة او الواقع بطريقة مباشرة.
8  بالنسبة لراسل الخبرة المباشرة Fréquentation هي العلاقة الاتصالية المباشرة بين الفكر L’esprit  والشيء L’objet  . انظر:
Rosland Carey and John Ongly, Historical dictionaries of Bertrand Russell’s philosophy, The Scarecrow press Inc, USA, 2009. p. 03.
9 يقصد بها اللغة التي نستعملها للتعبير عن أفكارنا وانشغالاتنا اليومية.
10 الحس المشترك: هو في علم النفس لدى ارسطو الملكة التي تدر بواسطتها المحسوسات المشتركة. ومن المحتمل ان يكون ارسطو قد عزى الى  هذه الملكة ايضاً ادراك ما ندرك من معطيات الحواس المختلفة وتوحيدها في موضوع واحد. وحرفياً تعني الاحساس الذي يشترك فيه جميع الناس ويساعدهم على الوصول إلى احكام حول مختلف الموضوعات. والحس المشترك في الفلسفة المعاصرة يشير احياناً إلى نظرة ساذجة للحقيقة بعدها مغاير للنظرة العلمية، واحياناً يشير إلى مجموعة مواقف وافترضات يتبناها بسطاء الناس الذين ليسوا على اطلاع بفلسفة واعية. واعتقد موربان العبارات المحددة حول وجود وسولوك شخص ما، وحول الاشياء والاذهان الأخرى في محيط الفرد، هي مفهومة دائماً وحيثما كانت. وواقعة كوننا نعرف هذه الاشياء تبرهن على ان هذه الاشياء حقيقية، وفي حقيقة الامر فانه لايمكن اعطاء برهان آخر على هذه المسالة إلا بالالتفاف حول السؤال. ولا يملك المشكك سبباً للشك بهذه الأمور، والأمور التي لا تدعو للشك في الحياة الاعتيادية لاينبغي للفلاسفة الشك بها.
قائمة المصادر:
1.  برتراندراسل، اصول الرياضيات، ترجمة محمد مرسي، أحمد فؤاد الأهواني، ج1، دار المعارف، مصر، دت.

2.   Bertrand Russell, La philosophie de l’atomisme logique, Ecrits de logique philosophique,     traduit de l’Anglais  par  Jean Michel Roy, P. u. f , 1989.
       3.   ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ, Mysticism and logic, George Allen & Unwin  Ltd, eleventh Imp   London, 1959.
      4.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ,The analysis of mind, Unwin brothers, London, 1922.

قائمة المراجع:
1: باللغة العربية:
1: احمد موساوي، مكانة التحليل في الفلسفة المعاصرة،  معهد المناهج،  الجزائر، 2007.
2. إ. م. بوشنسكي، الفلسفة المعاصرة في اروبا، ترجمة عزت قرني، عالم المعرفة، الكويت، 1992.
3 . محمود فهمي زيدان، فلسفة اللغة، دار النهضة العربية، بيروت، 1985.
4.  محمد عزيز نظمي، المنطق الصوري والرياضي، المكتب العربي الحديث، دط، الاسكندرية، 2003.
5. زكي نجيب محمود، مجلة الفكر المعاصر، مكتبتنا العربية، ديسمبر 1967.
6.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ، برتراند راسل، دار المعارف، ط2، مصر، د. ت.
2: بالفرنسية:

1.Daniel Laurier, Introduction a la philosophie du langage, Editeur Pierre Mardaga, Belgique.
 2. Élizabeth Rigal, Questions  de la logique et de phénoménologie,  J. Vrin,  France, 1998.
 3. Jérôme Sackur, Formes et faits,  J. Vrin, France, 2005.
  4. Michael Dummett, Les origines de la philosophie analytique, Gallimard, Paris, 1991.
  5. Neil Kennedy, Recherches logique et philosophique sur le concept de métalangage, mémoir  présenté a l’université du Québec, 2006.

المعاجم و الموسوعات الفلسفية.
أ-بالعربية:
1.    الموسوعة الفلسفية المختصرة، تر: محمد كامل، جلال العشري، إشراف: زكي نجيب محمد، دار القلم، لبنان، د.ت.
2.    مراد وهبة، المعجم الفلسفي،  دار قباء للطباعة و النشر، ط4، 1998.
  ب- بالأجنبية :


1.    Alan Lacey, Dictionary of philosophy, Routledge, London,  1996.
2.    Noella barquin , Anne  Baudart, Dictionnaire de philosophie,3 ed, Armand Colin, Paris.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟