ربيع النخوة – شعر : عبد الله بودراري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

وجع ما في داخلي همهم
غضب على ناصية لساني تمتم
شبق من أقاصي الولع
يحاصر الفزع
يغازل الصمت والورع
يشتم البقاء في الركوع
يقطع أشلاء طوق الخنوع
يذيب قيود الكلاب والجوع والمتاريس
وألوان الكوابيس في ليالي المتاعيس.
قال : لا تخف ، إنّ الحياة معنا
ارتفعت مع النشوة

تملّكت ربيعي النخوة
تماطلت في النزوة
شنقني جنوني،
عات في ركحي شعرا وتبسّم
عبر سعالي نفذ وتمرّد
صوت غلب الهزيمة
صمت أسكت المدينة
نطق: أنت أنا؟
أنا الأعلى في مدى الغضب
تتوارى من فرط العجب
تنتظر لحظة الضعف والعتب
مرح ما في داخلي
رأيت ذاتي في ذاته
ولحدي في موته
يكتب للصعاليك مرثية و هجاء
يلعن بكم الغناء وصمم الجبناء.
قال: تكلّم ! هل غدوت دُمُلا تورّم
قالها وتمتم.
تقدّم في مقابر الأحياء!
رابطْ خلف سُمك الشوارد!
تقيّأ ما بين الشواهد،
ما شربته من موارد
وما لحسته تحت الموائد
واحفر مع القوارض
فليس في الروض من يعارض.
قدرنا عراك وغضب
قتلنا السنابل، مسخنا العنادل!
في اللوحات والكتب
لسنا إلاّ فواصل !
فراغ في الحواصل...
يا صديقي ! من مات لا يُقتل
وأسوار الخراب لا تنحلّ
وشرورنا لا تُغفر
ونهاياتنا لا تُنظر.
نكون أو لا نكون ،
أخبارنا لا تنشر.
أنقذيني يا قنديشة
أيّتها الأرملة المثيرة
سأكسو بشَعري شعرك!
سأبعث من خلال الصوت قوّتي
ومن خلال الدواوين صورتي،
وأدفن في السور العتيق جنّتي.
فالحياة بلا عشق ذليلة
أرسلي حمرتك لدمي
وجمرتك لعظمي ... ولحنك لفمي
وحضنا فيه أرتمي
وضفيرة تشنق ضميري
قد سحبت المارد من رأسي
وعببت الخريف في كأسي
وحكيت للقلاق سيرتي.

يا دالي، انخدعنا في أنواركم
قتلم صديقتي دليلة
اضبط ساعاتك العليلة.
بأرقامها وعقاربها الطويلة
سقطت في الرذيلة
تمرّغت وتاهت في النسبية
حفرت لحدها بالبندقية.
أيّها الصوت!
لم حملتني إلى مسرح الحبّ والجريمة ؟
ولجت الخزائن والحوانيت
غامرت شبقا
ركبت فوق الدموع زورقا
واحتفلت غرقا
هل تفهم ؟... قالها مرّات
تكلّم! لك العالم أيّها الصوت المبحوح .
لك المعنى والروح
وخاتمة السقوط
والورك المجروح
فتوكّل ، لا تتمهّل
من مفصل الوتر
علّم الطاغوت حُبّ القمر.

 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟