جمر ناعم ـ شعر : المصطفى العمري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

... وبعدها تقفين
تقفين جامدة أمام بروج لاءاتي
كشجرة في النار
تنادي أوراقك دموعي
سيولا تخنق ألسنة اللهب
لا دموع تجود بها عيناي... جفت أنهاري..
ألست من أسكبتنيها زمان؟
ألست من دفنتك في قلبي
وفيك دفنتني؟
لفظتني أرضك فلا تمترين
تقيأني ثراك

فدعي عنك قصة الأمس
وآهات اللوم
فكل حكايانا وأقاصيص الهوى التي
نمت بيننا
ومدن الصبابة
ودروب العشق
اغتلست منك... من غسق ليلك
في محراب الضياع.
فحينما تنتفخ لذكرك أوداجي
ويسري في أوردتك دم غضبي
ويتوزع في عروقك صمتي
وينمو في رأسك صراخي
ستحتفلين حتما بيوم ولادتي
وتفخرين بما كان لك مني
سترددين متباهية
هذا واحد من أغصاني
كان يوما بين أحضاني
فسقيته بردا وزمهريرا
خنقته بذراعي
تحت عيوني
رحل عني ...جفاني.
أنا ظلمته يقينا بلا امتراء
وتتباهين بشاهق قممي
وتتطاوسين بين القرى والأمم
وترددين هذا لي أنا أنجبته
وتكذبين كما تتنفسين
وتكذبين
وتكذبين
فرمال صحرائي
حباتها شاهدة أنني ابنها والنخيل.
وأنا أشم عطر لاءاتي
أنادي دمعي الجريح
عد إلي فقد جف خد الأرض
والربيع
يتناسل في جمجمتي نمل ذكراك
لا ملح يخشاها ولا ماء
كانت شمسي عليك تشرق
حتى نالت من جدرانها
ديدان النميمة والعناد
فلو كانت لي دنياك
لبنيت لغرامي بك
مملكة فوق أسطح السحابات الثقال.
أو كان القمر من صنيعي
لوضعت في سماك قمرين
لكن في أركان عطرك ديدان
بلا وجوه أعرفهم
حتى في بيوتهم بين أطفالهم
فوق أسرتهم وفي صلاتهم
يضعون أقنعة ليست على مقاساتهم
أنستهم ملامحهم
فكيف إن يوما ضاعوا من أنفسهم
يعثرون على ذواتهم
وقد أنساهم التصنع فن التفتيش
بين أوحال الأرض
عن خرافات الأمس
وحديث الصفصاف لحظة الوداع.