...وفي كل عودةٍ جنون ـ شعر : عبد اللطيف رعري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

غررت بنا الأفلاك
فهوى النجم بيننا
وتلوى قبس الحريق فينا
بلا ذليل شئناه خيارا
بجسد عليل خلناه إعصاراً
فغالت من حولنا الأطياف
منها من فقأ العين
منها من  أسقط البين
ومنها من راح إلاها
منها من عرّ الأشهر العربية
منها من أصر على تلعثم العدمية

ومنها من هدّم شعائر الملكية
وخابت نواياه لما أنهى الصلاة ضريرا
يرتل بلهيب النار تعاليم الأقدمين
مجانين...وأهل حالٍ....
أمواتاً ومنسين
لا الأفلاك أخذت مني عذراً
لبقائها هامدة كصدى الموتى
ولا الأطياف أردت عني معاجمي
في غور العيون
لصلاة أخيرة...
أنا وحدي طيف حرفيٌّ لتمتلاثي
خارج من أكون
أنا وحدي شعلة ناذرة
مدمن على الخرف حتى أكون
أموت من الضجر
وتحيى بقربي الصور وقطرات المطر
وتعشقني الغجر
يستفيق بين أضلعي  اللغط
والسخط....واللعنة الحمراء...
وطوابير الملل...
وتتهاوى خارج نوافذي المترعة
على الجلالة
أجمل الأغنيات ......
وعقار الأنين.....
أنا حين جئتكم عارياً
أنتشي جلالي ...دلالي...صحوتي ..فقدان صولتي
رشقتم كبريائي بالعار
وحللت أعزل بينكم وراياتي ترسم سلاماً
نثرتم خلف أقدامي الرعب أسلاكاً
وقلتم بداية الخدعة نار بيننا...
جئتكم أعبث بجسدي أمام الريح
فمسكتم بذيل الحيرة
وقضمتم أصابعكم ..
وقلتم صخرة الأمل التي بيننا
تفوهت كاهنا منزعج من غمز الظلال
فأنا الألوان كلها حين تحترق البسمة
وأنا الأشياء بعضها حين تخترق المعابد ببؤس العتمة
أنا البعيد لمّا تنشق السماء ولا أثر
وأنا القريب لمّا يد الغريب ترتعد للمدى
ولا ضجر....
أنا صياد الرعشة لمّا تحمر عيونكم بالبكاء
وأنا طريدة العاشقين حين تصطف الأمنيات للخواء
أنا الباعث للحركة في ألفتكم
والباثر لأصابع العاصفة التي تهزكم
والنبرة الأخيرة التي تدق قلوبكم
حين تبدا السكينة
أنا إن جئتكم كما يحلو لقدري
فمشيئتي أني منكم
ومشيئتي أني إليكم
وربما العازل الترابي بينكم وبين نار العبث
جئتكم بوحدانيتي في ساعات لا يعرفها الليل
أنشر أشكالي
أدوس الأرض لتلد جبالاً
وألسع الحرائق بصدفتي
في كل مكان
لتتمر شجرة الأمان
قبل فيضٍ فاسدٍ ييتم خطواتي في الوصول إليكم
أنا أول الأسماء وآخرها
فلا تنعثوني بجنوني
فقد يتسع خيالي للهرب
ويفور ورائي دخان يغرق الظهيرة
ويظل معطفي الشائك عالقاً
بصخرة الغرور
فأنتم الغارقون ...الغاضبون
وأنا على حالكم شكل من أشكال وجودي
أنا لزامكم لدهشتكم
فتيمنوا قدسية من اكون
وكونوا كما سيرتكم
مجانين...وأهل هوى
فلاسفة وللمعنى سوى
شعراء وأهل حالٍ
ولكل منكم ما نوى.....
أنا نجم السماء أبدي الضياء
ولا حيلة تخفونها عني
بقراءة المكتوب وهزم المكشوف
فتأويلكم مصدرها الأنا التي أنا
وأصواتكم عالية تحدها أقدامي
وخزة وحيدة من ندمي
قهقهة هبلى من عدمي
ورشفة مالحة من بحر زماني
تعيدكم الى بداية اللاشيء
حيث مجبرأنا على تكهناتي
على هدياني....  على الصور التي يعشقها أخر المطر
مجبر على ما يعنيني لأستمر حياً كما هي حياتي
عمري ميلاد لا ينتهي
خجلي في موت الثوار
عقمي مزن خارج المدار..
لعيونكم غشاوة حين تستهترون بكياني
أنا الاسمي في الجنون
ولا جنون بعدي
انا الاسمي في الهذيان
ولا هذيان قبلي
لتحيوا كما أنتم
عصاة...متمردون...عاشقون...محتالون...
في مغالاتكم تختلفون ...تتصارعون...تتراشقون..
لتحلموا كما أشاء لكم
وتصحون على النسيان
نادمون ....مترددون ,,...

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟