طبولُ الْقِيَامَةْ ـ شعر : أحماد بوتالوحت

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

تَرَكُواْ سَرَاوِيلَهُمْ الدَّاخِلِيَةَ عَلَى الْأَسِرَّةْ ،
وَجَوَارِبَهُمْ الْمُهْتَرِئَةِ فِي الْغُرَفِ الْمُظْلِمَةْ .
تَرَكُوا ، وَجَعَ الرُّؤوِس عَلَى الْوَسَاِئدْ ،
تَرَكُوا رَائِحَةَ أَزْمِنَةٍ مُتَآكِلَةْ ،
عَلَى رُفُوفِ الدَّوَالِيبِ الْحَدِيدِيَةْ ،
مَعَ الْأَزْرَارِ وَالْإِبَرِ وَالْخِيطَانْ ،
وَأَزْهَارِ الْوَرَقِ الْمُلَوَنَةْ ،
وَفُرَشِ الْاَسْنَانْ .
يَتَذَكَّرُونَ مَعَ بَعْضِ الْأَسَفْ ،
رَسَائِلَهُمْ  ،الْغَرَامِيَةْ ، فِي صَنَادِيقَ" لَمْ تُمَسْ "
وَبِنَفْسِ الْمَرَارِةِ ، الَّتِي تَرَكَهَا فِي نُفُوسِهِمْ شَرَكُ الْمَوْتْ ،

يَتَذَكَّرُونَ أَرْصِفَةَ الْمَقَاهِي .
لَمْ يَتَخَلَّصُوا بَعْدُ ، مِنْ أَ سْوَإِ عَادَتِهِمْ الْقَدِيمَةْ ،
النَّمِيمَةْ !
وَلَمْ يَكُنْ الصَّمْتُ فَضِيلَةً هُنَاكْ !
وَلَمْ  يَكُنْ يَوْماً ، كَذَلِكَ ،  فِي الْحَيَاةْ ،
وَ لَيْسَ بَعِيداً عَنِ الْأَسْلَاكِ الشَّائِكَةْ ،
( حَيْثُ نَفَقَتْ آلآفُ الطُّيُورْ )
يُوَزِّعُونَ مَوْتَهُمْ ،
بَيْنَ قِرَاءَةِ صُحُفِ الصَّبَاحْ ،
وَالرِّهَانِ عَلَى قِتَالِ الدِّيَكَةِ الْحَلِيقَةِ الْأَعْنَاقْ ،
أَوْ يَتَمَرْجَحَونَ عَلَى أَسِرَّةٍ مِنْ أَكْيَاسِ الْقِنَّبْ ،
تَحْتَ ظِلَالِ الصَّفْصَافْ .
وَرَغْمَ ذَلِكَ يَضْجَرُونْ ،
حِينَ يَقْطَعُونَ حَبْلَ الْكَلَامْ ،
وَيَغْرَقُونَ فِي الصَّلَاةْ .
أَحْزَانُهُمْ مُتَغَضِّنَةً ، تَبْدُو مِنْ خِلَالِ رُكَامِ السَّحَابْ .
تَعِبُوا مِنْ عَدِّ أَصَابِعِ الْأَيَامْ ،
وَتَرَقَّبُوا بِصَبْرِ الْعِظَاءَاتْ وَالثَّعَابِينْ ،
قَرْعَ طُبُولِ الْقِيَامَةْ .