لغات ـ شعر : فوزية العلوي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

كن أيّ شيء
ولا تكن لغتي
إني أخاف تأجّج الأشواق
كن أيّ  سارية  جمحت
بمرمرها
أو شمعة زفرت بمجمرها
أو فلتكن دمعا تحدّر  حارقا
في هيكل  العشاق
كن أيّ رابية  شمخت  بدهشتها
أو نجمة لمعت فوقي  بدمعتها
أو أيّ   غصن تائه

في موسم الدرّاق
كن   أي سابلة أوأيّ قافلة تاهت بقصّتها
  كي لا يموت الصبّ في الاحداق
كن كلّ هذا ولكن لا
تكن لغتي
كي لا تشاطرني  نسغ الحروف
وكي لا تقاسمني راحي ومتّكئي
وتبدّد الأوراق في وله القطوف
فإذا سكنت محارق الحاءات
  ومراصد الصادات
وتمنّع الفاء  المسافرة في الحفيف
وإذا لبست اللام وسريت
في  وجل مع الهاءات في بدد الهيام
من لي بداليتي  أحسو مسّرتها
وبنجمتي أسري   إن عاودتني  الروح 
ألقى مجرّتها
من لي بحالاتي التي لا طيف يعرفها
وبوردتي في الضّوء أقطفها
وبدهشتي عند انبجاس الحرف
أهفو وأرشفها ،،،،
من لي بتبريحي 
في توتة التبريح
وشوكة الشوق  في مهمه الشيح
من لي بسلطان يأتي
لينشدني  ويعيدلي  لحني
ويوقظني ليقول لي ياوردة الضوء ...
يا عندليب الريح
يا مصطفاة الليل
يا كلّ  أحوالي ومهرجان الرّوح
يا سلسبيل الفجر
يسري على مهل
يشفي مواجعنا
يطفئ مواجعنا
يرقي فجائعنا
في برزخ  التبريح
كوني حميانا التي تاقت لدالية
فيها عناصرنا وجدا  ومنتجعا
فيها قصائدنا تتلى منضدة
كيما  يصير  الكون من فرط نشوته
لجا  من التسبيح