أنا عندما أحببتك ـ شعر : محمد لغريسي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

شربت من باب الهوى نخبي
انا عندما أحببتك..
مزقت دفاتر اللاهوت كلها
 بيدي
وأعلنت بسبب الخلجان المنبثقة
من تفاصيلك
باكورة إلحادي
 وكفري..
وأحرقت بكل طواعية وقاري
 بنار لا شكل لها
وتيقنت أن رجولتي الأولى

 كانت
 هواء
وهباء..
********
يا حبيبتي
كم من وهم
 ناجيت بين الممرات
 كم من دمع زلال
كم سهر طويل.. طويل.
كم..
وعيني مذبوحة
كم من الهيام
كم من السهام
استنشقت من زخرف مناديلك العثمانية
حتى اعتقلني الأنس
والمقام العالي
واعتلت النفس
ببن نهديك
وشج مسك الشاعرات جميع رأسي
كم.. أحبك..
كم من زفرة توسدها حالي
كم من رشفة
 كالفلفل
لحست بين فساتينك المكشوفة
حتى عبث الحق بسبحتي
وصلاتي
وشطرتني البحار
 والألوان
 والنسائم
إلى نصفين
وسقط أمري صريعا
 تحت كعب الغزالات
والنساء
وسال دمي
 كأنه باقات زعتر
وشهقت
 المحبرة
 وشهقت
القصيدة..
************
كم أحببتك
إلى أن شاخت أيامي
وانهمرت كئيبة
 نحو آخر العبث
ثم اعلنت كأول مجنون
في هذا الكون
 البارد
أنك: انت أنا
أنت..
 انبعاث الغيث
 وأنت..
 انبعاث القحل
ثم جعلت..
 وجهك الشمسي
نهاري
واخترت خصلاتك الخرافية
شعارا  لدولتي
القادمة..
وقلت للقيامة
تبا للنهايات كلها
تبا..
لأقفال تحنط ضجيجي
وفوضاي
تبا لها..
وهي تنفيني
 من عناقيد
 الاستيعارة
وشفاهك
 المعتقة.
*******
آه.. يا حبيبتي..
آه..
فأديمك الأمازيغي
يا سلطانة البوح
مجاز قرطبي
ريح هندوسي
وغمام يمازحني
وفمك الممطر الصافي
قهوة تدوخني من ألف الشهور
إلى آخر آخر الشرود..
كم..
 أحب الموت بين ذراعيك
فاغسلي صدري الواثب إليك
بملح الهند
وشوكولا طة امرىء القيس
اذبحيني بقارورة العطر.
ومخالب الشغف
دعيني..
 أنتهي شهيدا في لمعة الخاتم
أتمزق كأجنحة
حول جواجبك المجنونة
كم..
 أحببتك
ففيك اندمجت بالمجانين
والسكارى
وفيك تورطت
 في عبادة الإنزياح..
وفي جلال التمثل
رشفت فصوص الحكمة
 والثوراة
******
كم أحبك..
وكجندي مصاب
قطفت لك يا سيدتي
 حبات قرنفل من عمق بيتي
وريحانا متوحشا
من سهرة السبت
وكسمكة..
تسللت بين رايات التمرد
 ورماح الطاعة
عساني أشم بعض الموسيقى
وأرمق في الوجنتين
 بعض الفردوس الاعلى
وألبس في رقصة الرعشة
بعض الرحيق..
****
هل تعلمين يا مصيبتي
وقصيدتي
أنك غمزة يهودية
وخمرة بابلية
وأشرعة.
فدعيني..
دعيني
أستحم بعطشي بين تلك التضاريس
دعيني
 أزركش كآبتي
في لحظة
 الإنفجار
 الشرعي.
لعلي أنال يوما
رئاسة السحاب العلوي
دعيني..أموت كالفراشات القرمزية
عساني
أجد أمي الأولى
 التي لم تلدني أبدا
أو أجد كلماتي
تلعب كالبط
بين وشم ساقيك
 فأترجل قليلا وأرتاح
وأنسى سنوات الاصفاد
 خلف الأسوار..
دعيني أتلاشى فيك
فانت مويـجتي نحو أقصى الكنائس
وأنت الشرق الأول
والآهات
وأنت الدقائق
 التي نجت من انتحار
وأنت قناديلي التي أتشبت بها
كي أحيا..
*****
أجيبيني..
كيف لا أغرق في
 في بحر عتيق؟
كم سأنجو 
من إيقاع عميق.؟
كيف سأتحرر
 من لب الأنس
وأنت قنبلة موقوتة في تاريخي
 و جغرافيتي ؟
وأنت الضباب
والَأ ضواء
كيف...؟
******
خذي يا سيدتي..
إن شئت
 ما تبقى من شراييني القديمة
 واغرسيها في هيكل
 المحو
اقلبي حفلة القبلات على وجهي
إن أردت
كسري كل تيجاني المبللة
واعلني
 اسمي
 مجنونا بك
فقد تورطت
 وأنا في آخر الطابور
بأنوار العشق
ورصاصات
اللهيب
*******
كم أدمع كنغمة الكمنجات..
وأوتاري جريحة
وأحصنتي
 كطفولة منكسرة
منكسرة..
كم أموت..
في أسمائك
يا هديل الحمامة الزاجلة
وراء تلك التلال
والتلال
******
أنت.. يا حبيبتي
رشاش روسي يفصل رأسي
 عن رأسي
أنت غم جميل حقا
وسم شهي حقا
وحريق حلو حقا
ونهار
 بديع..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟