دَائِماً تَحْدُثُ الْأَشْيَاءُ نَفْسُهَا ـ احماد بوتالوحت

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

دَائِماً تَحْدُثُ الْأَشْيَاءُ نَفْسُهَا ،
وَالزَّمَنُ يُكَرِّرُ نَفْسَهُ كَمَا فِي رَدْهَاتِ الْجَحِيمْ ،
كَمَا يَتَكَرَّرُ الشَّقَاءُ الْبَشَرِي ،
كَمَا تَزْحَفُ مَخَالِبُ الْخَرِيفْ الطَّوِيلَةْ ،
لِتَسْلَخَ جِلْدَ الْحُقُولْ .
لَا يَحْدُثُ التَّحَوَلُ الْمَأْمُولْ ،
حَتَّى فِي عَالَمِ الْمَوْتَى لَا يَحْدُثُ الشَّيْءُ الْكَثِيرْ ،
فَلَا نِعْمَةَ لِلْمَوْتَى ، إِلَّا نِعْمَةَ الْمَوْتِ أَحْيَاناً ،
فَعَدَا هَيَاكِلُهُمْ الَّتِي تَجَدَّدُ  لَمَّا تَصْدَأْ ،
وَعَدَا أَسْنَانُهُمْ الَّتِي يَقْتَلِعُونَهَا تَأَفُّفاً ،
وَيَرْمُونَهَا فِي وَجْهِ الشَّمْسِ ،

عَدَا ذَلِكْ ! تَقَعُ الْأَشْيَاءُ نَفْسُهَا ،
فَالْمَوْتَى لَا يَحْيَوْنَ التَّرَفْ ، كَمَا فِي النَّعِيمْ ،
رَمْلُ الْوَقْتِ يَتَسَلَّلُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ ، الْحَيَاةْ ، الْمُدَبَّبَةْ
وَفِي آخِرِ الْعُمْرِ يُصْبِحُ الْمَرْءُ وَحِيداً ،
إِنَّهَا الرَّتَابَةُ نَفْسُهَا ،
تُوقِظُ الْأَمْوَاتَ وَتَقْتَلِعُ الْأَحْيَاءْ .