تنويعات قصصية - ق.ق.ج : محمد نجيب بوجناح

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

الهمنغواي *

الفرنسيّ
يخون دائما صديقته مع زوجته.
عدوى
أقلع الزوج عن التدخين،  فتألمت الزوجة من الصداع.
***
جبانان ناما في البيت، فانهار البيت من الضحك.
***

وهما عائدان من الجنازة سأله: هل تعرف الميت؟

الفينيون**
الوقتُ
كنتُ أستعدُّ للخروج لكنّ وقتي تمدّد على فراشي وتثاءب.
غطّيتهُ بسترتي ومضيتٌ بلا وقتٍ.
لمّا حيّاني جاري في المصعد لم أرُدَّ عليهِ.

عود حطبْ
عودُ حطبْ يبكي في نارِ غداء الفلاّح ويئِنُّ.
حنَّ الفلاّحُ عليهِ و أَخْرَجَهُ.
فَاسْتَنْشَقَ بعضَ هواءٍ واستفْحَلَ في الزَّرْعِ وَ أَحْرَقَهُ.

رماد
وقف العجوز أمام المراة.
تأمل وجهه وبكى.
لم يكن الشيطان واقفاً خلفه هذه المرة.

البذرة**

الحُلْمُ الحَرَامْ
تعوّد أن يصنع أحلامَهُ و يروّضها، عندما يريدُ ذلكَ. يجلسُ في ركنٍ مفضْلِ في البيتِ ويتمتمُ صلاةً لا يفهمٌها سواهْ، ويتخيلُ ما يتمنّى أن يعيشَه في نومِهِ. وما إن تغفو عينه حتّى يتحقّق ما تمنّاه. يأكلُ إجّاصة في غير فصلها، أو يضاجعٌ زميلةَ، أو يهزم صديقَهُ عبد الرّحمان في طرح شطرنج بضرباتٍ يتذكّر كلّ جزئياتها عندما ينهضُ.
لكنّ حلمهُ تلك الليلة تحوّل إلى فٌجيعةٍ.
رآها في العشية تدخلُ بيتَ الجيران فاشتهاها. ربّما كانت اكترت البت حديثا. لا يهمّ..فلن يتعدّى الأمرَ تهويمَ خيالٍ.
صلّى في ركنهِ المقدس واستعدّ لليلة لا يعرفٌ سرْها سواه.
لكنّ جسدَه خانَهُ هذه المرّة.
فما إنْ أغمض عينيه حتْى تحرّكَ الجسدُ الشبقُ واتّجهَ نحو بيتَ الجيرانِ.
دقّ الجرسَ، فخرج له الزوجَ مفجوعا. لمْ يسلْمْ بلْ توجهَ نحوَ المرأة التي كانت تقفٌ شبه عارية في الرواق، وارتمى عليها يقبْلُها، ولم تفقه سوى طعنة السّكّينِ في ظهرِه. تساءل أين أنا. ثمْ أغمضَ عينيه و ماتَ.

العرسُ
كان العرسُ رائعا، بشهادة أهل العروس وصاحبِ الصّالة. رَقصُوا وغنّوا، وفاحت عطور الماركات الرفيعة في أرجاء المكان، وتمايلت الخصور في الفساتين الأنيقة وارتسَمت الإبتسامات العريضة على الوجوه البرّاقة كامل الليل.
غيرَ أنّ شعورا غريبا انتاب الحاضرين في اليوم الموالي وأرّقتهم أسئلة محيرة: هل حضرتَ البارحة؟...نعم، لكنني لم أتعرّف عليكَ.
طوال السّهرة لم يتكلّم أحدٌ مع الآخر ولم يلتفتْ أحدٌ لأحدٍ، وقدْ ضاعتِ الزّوجة عن زوجها، والأختُ عنْ أخيها، كأنّهم في حفلة تنكريةٍ، ولم يكونوا متنكّرين إلاّ في أناقتهم، ولمْ يتعرّفوا على بعضهم إلاّ عند العودة إلِى بيوتهم. حَتىّ أنّ العريس كادَ أن يقبّل زوجة أخيه، لولا أنّ أمّهُ احتاطت للأمر ونثرتْ حبّاتِ ياسمين على شعر العروس كي لا تضيع في مهرجان الأناقة. ودفعتْ بها في حضن زوجها قبلَ أنْ تلتحم الشفاه في قبلةٍ حرام.

------------
* الهمنغواي قصة قصيرةٌ جدا في ستة كلمات نسبة إلى ارنست همنغواي صاحب قصة: للبيع حذاء رضيع لم يستعمل أبدا.
** الفينيون: Le Fénéon نسبة إلى الكاتب الفرنسي فيلكس فينيون، وهي قصةٌ قصيرة جدا في ثلاثة جمل أو ثلاثة أسطر. و يمكن كذلك تسميتها المتقاعسة!
***البذرة  Le Pépin: قصة قصيرة جدا في أقل من 300 علامة (signes). وهي مسابقة للقصة القصيرة جدا في فرنسا. ويمكن كذلك تسميتها التويتر (أقل من 140 علامة).


تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟