الصراع الأمريكي الفرنسي في مغرب الحماية : دراسة في أصول العلاقة و أبعاد الصراع - سفيان حمومي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

jc l p50مقدمة
 عرف المغرب خلال القرن التاسع عشر مجموعة من التحولات فرضتها الأهمية الاقتصادية من جهة، و الأوضاع السياسية التي كانت تعيشها شمال إفريقيا من جهة ثانية، باعتبارها موقعا استراتيجيا تكالبت عليه الدول الأوربية من أجل السيطرة على منابع التجارة، فبعد سنة 1880، وجد المغرب نفسه أمام مد استعماري اشتدت حدته في السنة المذكورة، و بحكم تفاوت موازين القوى وجد المغرب نفسه أمام حل وحيد و أوحد و هو الاستجابة لمطالب الدول الإمبريالية المترامية على أطرافه و المتمثلة بالذات في فرنسا، إسبانيا و إنجلترا، هكذا أصبح المغرب حلبة للصراع.
    انطلاقا من كل هدا سنحاول في هذا الموضوع دراسة العلاقات الفرنسية الأمريكية في إطارها الصراعي حول المغرب، و لعل التفاعل مع موضوع كهذا جعلنا نتعرف على بعض الجوانب الغامضة في هذا المجال اللهم جانب الاقتصاد الأمريكي أو الفرنسي عموما، و علينا أن نقر أن هذا الموضوع يجد ذاته في ذاته بنفسه فما بالك بالباحث في هذا المجال.
 

  لابد من الاعتراف أن الولايات المتحدة تمثل حالة شاذة في هذه الدراسة بحكم قوتها العظمى، و أن اقتصاد العالم يتحرك على أنغامها. من هنا كانت جد حريصة كل الحرص على المشاركة الفاعلة في كل ما يخص الاتفاقيات السياسية و القانونية التي تخص المغرب على طول مرحلة الحماية الفرنسية حتى أن الإعتراف ببنود هذه الحماية من طرف و.م.أ، جاء متأخرا إلى حدود إندلاع الحرب العالمية الأولى.
   و ازدادت أهمية المغرب في نظر الولايات المتحدة الأمريكية بعد إندلاع الحرب العالمية الثانية حيث كان ميدانا لأهم وجود عسكري أمريكي من داخل شمال إفريقيا مما أبان عن تراجع الإستراتيجية الفرنسية بشكل مهول فيما يخص مناطقها المستعمرة و على رأسها المغرب، و كان لهذا الحدث تجليات على المستوى السياسي المغربي خاصة فيما يخص مطالب الحركة الوطنية.
هكذا سنحاول التركيز و العمل على هذه القضايا المذكورة التي فرضتها المتغيرات الدولية في شق العلاقة الثلاثية إن صح المفهوم ( فرنسا، أمريكا، المغرب ).
   ينطلق هذا الموضوع من فرضية إشكالية تتمحور حول سؤال جوهري يمكن صياغته كالتالي: ما هي مظاهر تطور الصراع الأمريكي الفرنسي حول المغرب خلال القرن العشرين؟
   لاستجلاء مختلف أبعاد هذا السؤال الإشكالي كان لابد علينا رصد تطور سياسة الدولتين معا في سياقها العالمي، هكذا سنحاول بلورة مجموعة من الفرضيات لمقاربة هذا الموضوع.

محاور الموضوع:

1-  العلاقات الفرنسية الأمريكية: الأصول و الإمتدادات
 1ـ1    فرنسا و أمريكا: أصول العلاقة
1ـ2 التحالف الأمريكي الفرنسي في مواجهة الشيوعية العالمية: صراع الهيمنة
1ـ3الأوضاع العامة في مغرب القرن العشرين
2-  أبعاد الصراع الأمريكي الفرنسي في مغرب الحماية
2-1 التطلعات المغربية للتأييدات الأمريكية
2-2 المغرب التجاري بعيون أمريكية
2-3 أبعاد الصراع بين الدولتين
2-4 الحماية الفرنسية و ردود الفعل الأمريكية
2-5 الوجود العسكري الأمريكي بالمغرب و ردود الفعل الفرنسية

 

1ـ  العلاقات الفرنسية الأمريكية: الأصول و الإمتدادات
1 ـ1  فرنسا و أمريكا : أصول العلاقة
         يعتبر الدعم الذي قدمته فرنسا للثورة الأمريكية ودعمها لها ضد الإستعمار الإنجليزي في القرن الثامن عشر قد أعطى النفحة الإيجابية و الحقيقية لصداقة متينة بين الشعب الفرنسي و الشعب الأمريكي استمدت جدورها و مقوماتها من التراث الروماني و الإفريقي و المسيحي المشترك و لاشك أن هذه الصداقة التاريخية إنعكست إيجابيا على مستقبل العلاقة بين البلدين رغم أنها شهدت بعض النفور و التوتر خلال مجموعة من الفترات التاريخية .
       و لايسعنا إلا أن نذكر أن العلاقات الفرنسية الأمريكية يعود تاريخها إلى المرحلة التي سبقت إستقلال أمريكا كمستعمرة إنجليزية، وهي الفترة التي سمحت لأمريكا بالاحتكاك بعالم البحر الأبيض المتوسط، من خلال تعاملاتها التجارية خصوصا مع فرنسا وهي التي فتحت أعين أمريكا على البحر الأبيض المتوسط عندما كانت تقدم الدعم و المساندة للثورة الأمريكية[1].
       إن المتتبع و القارئ لمسار و حركية العلاقة بين البلدين يلاحظ أن فرنسا كانت تراقب باهتمام كبير تطور الأحداث في المستعمرات الأمريكية إذ كان من مصلحتها أن ترى غريمتها التقليدية إنجلترا تواجه الحروب في العالم الجديد، كما أنها كانت تنتظر الفرصة المناسبة لتثأر من هزيمتها في حرب السبع سنوات التي أفقدتها إمبراطوريتها الأولى ، و لا يخفى علينا المساعدة التي كانت تقدما فرنسا إلى بعض رجال الثورة الأمريكية بعيدا عن الأنظار الإنجليزية[2].

     و مما جعل فرنسا لا تعلن عن خدمة القضية الأمريكية علنا و جهرا و لم تتخد موقفا جريئا و صريحا من إنجلترا كان لابد لها أن تتأكد من إستمرار الأمريكان في الثورة و قدرتهم على الصمود، وبعد الانتصارات التي حققتها الولايات المتحدة الأمريكية إعترفت فرنسا رسميا سنة 1778 باستقلال و.م.أ.
    أما خلال القرن التاسع عشر فقد تميزت العلاقات بتوتر شديد و ذلك بسبب إنشغالها بحرب المكسيك 1846-1848،و الحرب الأهلية 1861-1865، و محاولة نابليون الثالث دفع أوربا لتدخل جماعي في العالم الجديد .
    و إدا عدنا إلى سياسة العزلة التي انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية قبل القرن العشرين وتخليها عن هذه السياسة في نفس القرن أعطاها بعدا أخر في السياسة الدولية، دلك من خلال دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية إلى جانب فرنسا و الحلفاء بعد إنسحاب روسيا منه، حيث ساهمت أمريكا في قلب موازين الحرب لصالح الحلفاء و كان دور الرئيس ويلسون فعالا في هذا المجال و في إنهاء الحرب لصالح الحلفاء و الترويج لمبدأ حق الشعوب في تقرير المصير[3]، ومن السمات التي ميزت العلاقة بين البلدين تمثلت في محاولة الدول الأوربية إستقطاب و.م.أ، و توريطها أكثر في شؤون القارة الأوربية من جهة، و من جهة أخرى العمل على الحد من التأثير من الحد الأمريكي على مجريات الأحداث، فميثاق المصالحة العامة و الذي كان في الأصل مقترح فرنسي موجه لواشنطن دون سواها قصد إثبات وجود روابط خاصةأو بالأحرى تحالف بين البلدين. إلا أن هدا الميثاق قد ميع عن طبيعته في نظر الفرنسيين حينما أقدم كاتب الدولة الأمريكية على إعادة صياغة الميثاق وفق النضرة الأوربيةو تحويله إلى اتفاق عام مفتوح في وجه جميع الدول الأوربية[4].

1 ـ2 التحالف الأمريكي الفرنسي في مواجهة التيار المضاد: صراع الرأسمالية و الشيوعية

         تعتبر الحرب العالمية الثانية من الأحداث الأكثر سوءا على فرنسا الأمر الذي جعلها تدخل مخاض الفشل السياسي و الإقتصادي و اللجوء نحو الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الدعم الإقتصادي لمواجهة نفقات الحرب، من هنا نلاحظ مدى التغيير الذي طرأ على العلاقات بين البلدين أنها بدأت تتجه نحو التفاهم، فضلا عن ذلك ضهور الإتحاد السوفياتي و مشروعه التقسيمي مع و.م.أ، حول مناصب النفوذ في العالم .
      يعتبر إرتباط الدولتين أثناء الحرب ارتباطا مصلحيا و مؤقتا بالأساس، لكن بعد إنتهاء الحرب سرعان ما ظهر الإختلاف الإيديولوجي بين الدولتين حيث حاولت كل واحدة منها أن تعتبر نفسها هي سيدة الموقف و صاحبة الإنتصار[5]، و على مستوى أخر فإن فرنسا فقدت مكانتها كقوة عالمية حيث أن الحرب أنهت دورها، ويمكن ملاحظة ذلك مند مؤتمر طهران 1943، الذي جمع الدول الثلاثة الكبرى( الإتحاد السوفياتي- و.م.أ- ابريطانيا )، و لم توجه الدعوة لفرنسا، و تكرر الأمر أثناء مؤتمر يالطا 1945 عندما لم تحضر فرنسا لأشغال هذا المؤتمر، مما ترك الإنطباع لدى عامة الفرنسيين بزوال مكانتهم الدولية، و الحدث الأكثر إثارة على فقدان فرنسا لمكانتها العالمية، حيث قام روزفلت بدعوة الجنرال ديغول للإلتقاء به في مدينة الجزائر لكن ديغول رفض الإستجابة لهذه الدعوة و كتب عن سبب الرفض في مذكراته يقول " الرئيس الأمريكي دعا رئيس فرنسا للقيام بزيارة لفرنسا متسائلا كيف يمكن لديغول قبول هذه الدعوة؟ في منطقة تعتبر من أهم نقاط التراب الفرنسي من طرف رئيس دولة أجنبية[6].
     وبعد الوضع المتأزم الذي عاشته فرنسا بعد ح.ع.2،أدى الأمر بدوره إلى صعود الشيوعيين إلى الحكم إثر انتخابات شهر أكتوبر 1945، حيث حصلوا على أهم الحقائب الوزارية، لكن هذا لا يعني أن الإقتصاد الفرنسي سيتجه نحو وجهة الإقتصاد المغلق و هذا ما يؤدي إلى عدم مسايرته مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية.
ومن المخاوف التي طرحها النظام الأمريكي هو انتهاج فرنسا لسياسة دات وجهين، فمن جهة كانت لها ارتباطات مع موسكو( اتفاق ديغول و ستالين 1944)، ومن جهة أخرى أصبح ديغول يلح على الدعم الأمريكي لفرنسا، و قد حاول ديغول تبرير هذه السياسة في مذكراته[7]  لكن سرعان ما عبرت الولايات المتحدة الأمريكية عن عدم رغبتها في هده السياسة الأمر الذي جعل ديغول يعمل على إبعاد الشيوعيين عن الوزارات الحساسة و هو ما جعل الإدارة الأمريكية تعتبره عملا جديرا بالملاحظة، ومن خلال الزيارة التي قام بها ديغول إلى و.م.أ، خلال شهر غشت 1945،و المحادثات مع برومان و التي قد أدابت الجليد على الكثير من المسائل التي كانت تشكل حجرة عثرة في علاقة البلدين خاصة المسألة الألمانية التي كانت موضع خلاف بين البلدين. من هنا عملت و.م.أ، على الحد من التأثير الشيوعي الفرنسي[8].
       عندما أحست و.م.أ، بإزدياد النفود الشيوعي في دول شرق أوربا، أدركت الخطر الجسيم الدي بات يهدد مصالحها التجارية في العالم، و شعرت بحاجاتها إلى وضع سياسة ممنهجة و بعيدة المدى لمواجهة هذا الخطر و المتمثلة في رسم سياسة أطلق عليها إسم سياسة كبح الجماح أو سياسة الحصر و تقوم تلك السياسة على دعامتين إحداهما إقتصادية و الأخرى حربية ( حلف الشمال الأطلسي ).

1 ـ3 الأوضاع العامة في المغرب خلال القرن العشرين

       مهدت فرنسا لإستيلائها على المغرب بإبرام سلسلة من الصفقات السرية مع الدول الإمبريالية التي كانت تنافسها في المغرب، فاعترفت في نونبر 1902 بمصالح إيطاليا في ليبيا مقابل إعتراف هذه الأخيرة بمصالح فرنسا في المغرب، ثم عقدت مع ابريطانيا الإتفاق الودي 1904، المغرب لفرنسا و مصر لبريطانيا، كما نص الأتفاق على أن يكون شمال المغرب لصالح إسبانيا إدا ما فقد المغرب إستقلاله .
وإدا كان الجيش هو المحدد في التجربة الفرنسية بالجزائر فإننا نجد العكس في حالة المغرب حيث كان التاجر و القنصل و الدبلوماسي و العسكري هم المحددون لهذا الأمر. فقد أراد ليوطي للمغرب إستعمارا انتقائيا مسيرا و اعتبر أن السبيل إلى ذلك هو الحماية[9] ،ففي المغرب خلال ثلاث سنوات تم إستبدال ثلاث مقيمين عامين ، وقد كان لهذا الأمر تأثير كبير على تنامي نفود المعمرين و تأثيرهم في القرار السياسي و الإقتصادي للإدارة الفرنسية حيث أصبح الموظفين كتلة سياسية لا يحتاجون لأية تعليمات من فوق[10]، وقد حاول عبد الكريم غلاب أن يوضح أن كل هذه الأمور زادت من تنامي دينامية الحركة الوطنية[11]، و بالعودة إلى الوضعية السياسية خلال المرحلة المتحدث عنها، و لعل أهم حدث بارز هو إصدار الظهير البربري و ما حمله من مس بالوحدة الدينية و السياسية حيث سعى إلى تفريق صفوف المغاربة إلى شقين، شق العرب و شق البربر. و هو أمر يشير بشكل غير مباشر إلى ضرب مؤسسة السلطان بقوانينها و أعرافها[12].

2 أبعاد الصراع الأمريكي الفرنسي في مغرب الحماية

 1  التطلعات المغربية للتأيدات الأمريكية

           تطلع المغرب أثناء صراعه مع الإستعمار الفرنسي إلى تأييد خارجي خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية التي له معه تاريخ طويل من العلاقات الطيبة إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية حرصت على عدم إغضاب حلفاءها الأوربيين إد ناصرت الحركة الوطنية المغربية كما كانت و حتى الحرب العالمية الثانية راغبة عن التدخل في المشكلات العالمية ومن ثم رئينا الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت يتصل بالسلطان محمد الخامس عام 1943 و يتفاهم معه في كثير من الموضوعات بدون وساطة المقيم الفرنسي العام، تفاهم معه كرئيس دولة و أمير الملايين من المسلمين، وخاصة حول نزول قوات أمريكية على سواحل المحيط الاطلسي في المغرب الأقصى و قد تم هدا التفاهم أثناء نزول روزفلت و تشرشل في فندق أنفا بالدارالبيضاء من اجل دراسة الحرب في شمال إفريقيا ضد إيطاليا و ألمانيا،و مما هو جدير بالذكر أنه مع الموقف الحيادي أو السلبي الذي وقفته الولايات المتحدة الأمريكية من الحركة الوطنية المغربية فإن المغرب لم يعلن عدائه لهذه الدولة بل على العكس قبلت المساعدات الإقتصادية الأمريكية نضير تأجسر قواعد لجيش الولايات المتحدة الأمريكية على الأراضي المغربية، وكانت أربع قواعد عسكرية جوية علاوة على قاعدة جوية بحرية بالقنيطرة [13].

      2  المغرب التجاري بعيون أمريكية

        مما لاشك فيه أن الحضور الأمريكي بالمغرب تزايد بشكل فعال، حيث كان لها الحضور الطاغي مند تخليها عن مبدأ معاداة الإستعمار، في هذا الإطار عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إدماج المغرب بشكل نهائي في المعسكر الغربي، هذا من جهة و من جهة أخرى عمل السلطان محمد بن يوسف على هذا الأمر حيث رأى تأثيرا كبيرا للحضور الأمريكي على مسار الحركة الوطنية على المستوى الدولي، و من جانب رجال الحركة أبرزوا رغبتهم في أن يكونوا جزءا من العالم الحر و يتجلى ذلك بشكل واضح من خلال الدعاية التي قام بها مكتب الإعلام المغربي بمدينة نيويورك، فقد عملت الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة على دعم الوطنيين عبر منح تسهيلات لرجال الحركة الوطنية للقيام بدعايتهم و التعريف بالقضية الوطنية في أمريكا عبر الإتصال بالهيئات و المنضمات الرسمية، هذا من جانب، ومن جانب أخر فقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على تقوية إقتصادها بالمغرب من خلال إبرام معاهدة مورفي جيروا في فبراير1941 [14].
فما بين 1912-1939 بلغت حصة الواردات المغربية 1ّ في المائة من النسبو العامة للواردات المغربية سنة 1913، وهي نسبة غير مرضية غير أنه في سنة 1939تجاوز هذا الرقم نسبة 6 في المائة مما جعل الولايات المتحدة الامريكية تحتل الرتبة الثانية بعد فرنسا، كما أن إندلاع الحرب العالمية الثانية سمح لها بأن تصبح هي المزود الرسمي للمغرب بناءا على مبدأ الباب المفتوح [15]، هكدا أصبح المغرب منذ أربعينيات القرن الماضي ساحة إختبار بالنسبة للأمريكيين لتجريب مختلف الإستراتيجيات بهدف تحقيق تغلغل إقتصادي و عدم السماح لفرنسا بالإنفراد بالمنطقة.

3 أبعاد الصراع الأمريكي الفرنسي حول المغرب

عندما يحاول الباحث القيام بقراءة تأويلية لأبعاد الصراع الأمريكي الفرنسي فإنه يجد نفسه أمام صراع المصالح نضرا للموقع الإستراتيجي الذي يحتله المغرب، فضلا كذلك عن الخيرات الإقتصادية للبلاد و المؤهلات الفلاحية مما شكل مجالا خصبا أصبح له أبعاد جيواقتصادية ترغب جميع الدول الإمبريالية في الحصول عليها.
و بالعودة إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية من سياسة الهيمنة التي تنهجها فرنسا في المغرب فنجد أن الأولى قد اتخدت موقف الحياد على الرغم من تسويقها لسياسة أمريكا ضد الإستعمار, لكنها في المقابل كانت حريصة على الدفاع عن مصالحها الكبرى و الإحتجاج على سياسة هضم المواثيق الدولية و التأكيد على مسألة الحرية و المناصفة على مستوى تعامل القوى الكبرى على الصعيد الإقتصادي[16]، لكن لاينبغي أن ننسى عمق العلاقات المغربية الأمريكية الضاربة في التاريخ حيث أن المغرب كان أول بلد معترف باستقلال الولايات المتحدة الإأمريكية في دجنبر 1776 قبل فرنسا التي لعبت دورا مهما في مساندة الثورات داخل المستعمرات البريطانية.
وللإشارة فقط فإن للولايات المتحدة الأمريكية و المغرب ناريخ عريق و هذا جدول يوضح المعاهدات مند الإعتراف المغربي إلى حدود فرض الحماية:

16 شتنبر 1836 : تجديد معاهدة السلام والصداقة الموقعة سنة 1786 هذه المعاهدة تمثل إتفاقا بعدم الإعتداء كما تتضمن عدة شروط تسمح للطرفين بحرية الإبحار و التوقف و التزود بالوقود و نقل الأشخاص بالإضافة إلى حرية التجارة كما يؤسس الإتفاق المبرم بين البلدين لمعاملة الأمة الأكثر تفضيلا و قد تم التصديق على هذه المعاهدة من قبل الرئيس جاكسون في 13 يناير 1837
23 يونيو 1786توقيع أول معاهدة سلام وصداقة بين المغرب  و الولايات المتحدة الأمريكية و التي دامت لمدة 50 سنة
4 يوليوز 1776 : إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية
مارس 1912 : الولايات المتحدة ترفض الإعتراف بالحماية الفرنسية المفروضة على المغرب .بناءا على ذلك فإنها تحتفظ بالحقوق الخاصة التي منحتها لها معاهدة 1837
18 يوليوز 1787 : التصديق من قبل الكونغرس الأمريكي على معاهدة سلام و صداقة وبالتزامن مع الإشعار بهذا التصديق ، يوجه الرئيس الأمريكي جورج واشنطن إلى الملك محمدالثالث طلبا للقيام بمساع حميدة لدى سلطات تونس و طرابلس لأجل السماح للسفن الأمريكية بالإبحار بحرية في البحر الأبيض المتوسط
20 أكتوبر 1777 : الملك محمد الثالث يوجه مراسلة إلى القناصلة و المفاوضين المقيمين في طنجة يطلب منهم منح السفن القادمة من البلدان التي ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع المغرب حرية الدخول إلى الموانئ و حق التجارة الولايات المتحدة الأمريكية كانت ضمن الدول المعنية بالمراسلة المذكورة هذه الوثيقة تؤكد اعترافا واقعيا للمغرب ب و,م,أ .
كل هده المعاهدات ستكون بمثابة الورقة القانونية التي ستعتمد عليها الولايات المتحدة في محورة مجموعة من القرارات المرتبطة بسياستها في البحر الأبيض المتوسط حيث كانت حريصة على تثبيت وجودها بهذا المجال لأسباب استراتيجية و إقتصادية[17] وقد قامت سياستها على مبدأ هام كان له الأثر في علاقاتها الخارجية مع الدول خاصة المغرب و يتمثل دلك في ارتباطها بمبدأ مونروا و ينص على :
ـــ عدم الإستعمار: عدم السماح للدول الأوربية من إستعمار أراضي أمريكا اللاتينية.
ـــ عدم التدخل: منع الدول الأوربية من التدخل في مستعماراتها السابقة التي كانت في طور الإستقلال[18].
ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر الجزيرة الخضراء الدي انعقد في أبريل 1906، لإيجاد حل للعداء الفرنسي الألماني حول المغرب، و كان لها دور هام في هذا المؤتمر الذي يشكل بالنسبة لهم فرصة تعزيز مصالحهم الناشئة عن المعاهدات و الإتفاقيات السابقة .
وقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية ضد الوجود الألماني بالمغرب باعتباره يشكل خطرا على مجال نفودها في أمريكا اللاتينية، كما كانت تعي خطورة إنفراد فرنسا بالمغرب على المصالح الإقتصادية الأمريكية و كان ذلك دافعا وراء تأييدها للطرح الـألماني الذي كان يدعوا إلى ضرورة الحفاظ على سياسة الباب المفتوح و مساواة جميع القوى الأجنبية في الإستفادة من الثروات الإقتصادية في المغرب، لكن التعليمات الرسمية التي تلقاها ممثل الولايات المتحدة الأمريكية هنري وايت من كاتب الدولة في الخارجية الأمريكية كانت تدعوا إلى عدم معارضة المصالح الفرنسية في المغرب و دعم الوفاق الإنجليزي في المغرب الذي يشكل ضمانة سياسية تحملت بموجبها فرنسا و إسبانيا بحماية جميح المصالح بالمغرب[19] و هو الموقف الذي دكره الأستاد محمد بنهاشم حيث صرح كاتب الدولة الأمريكي" فمن الأحسن لنا أن نحافظ على صداقتنا مع الجميع و أن نبقى في وضع متوازن غير منحاز"[20].

 4 الحماية الفرنسية على المغرب وردود الفعل الأمريكية

إستطاعت فرنسا سنة 1912 فرض نضام الحماية على المغرب بعد أن كان مجالا لتهافت مجموعة من الدول الأوربية لتوفير سوق منتجاتها و السيطرة على ثرواته و ما كان لفرنسا إلا أن توقع بعض الإتفاقيات مع الدول الاخرى معبرة عن رغبتها في إحتلال المغرب مقابل تنازل فرنسا عن حقها في بعض المستعمرات و من هذه الإتفاقيات:
ـ 1902 فرنسا و إيطاليا
ـ 1904 فرنسا و إنجلترا
ـ 1906 مؤتمر الجزيرة الخضراء
ـ 1911 فرنسا و ألمانيا

لكن بالعودة إلى إلى موقف الولايات المتحدة من الحماية الفرنسية فقد ظلت الأولى متبعة سياستها التقليدية المتمثلة في الحفاظ على مصالحها الإقتصادية بالمنطقة الأمر الذي كاد يعصف باستقرار الدولتين معا و الإنتقال من الهدنة إلى التوتر فيما بينهما على أساس أن كل واحدة منهما تدافع عن أهدافها و مصالحها.

كانت السياسة الفرنسية بعد أن أرست أمورها بالمغرب تهدف بشكل أساسي إلى إعتراف جميع الدول بها كنضام قائم بذاته داخل المغرب و استطاعن تحصيل ذلك من طرف جميع القوى المتنافسة و الفاعلة خاصة في مؤتمر الجزيرة الخضراء، لكن الولايات المتحدة الأمريكية ظربت طموحات فرنسا عرض الحائط، حيث نهجت سياسة عدم الإكتراث إد لم يتم الرد و لم يتم بعث أي جواب رغم المحاولات التي قام بها السفير الفرنسي بواشنطن جيسران مند توقيع الإتفاقية الفرنسية الألمانية سنة 1911 لإقناع حكومة واشنطن بالمصادقة على معاهدة الحماية إد بعث برسالة إلى الحكومة الأمريكية يعبر فيها عن تعهد الحكومة الفرنسية بالحفاظ على حرية التجارة التي نصت عليها الإتفاقيات السابقة و عدم التواطؤ بخصوص المساواة في فرض الضرائب على البظائع و رسوم الواردات[21]، وقد جاء الرد بأن أي اتفاق من الدول الأوربية بشأن المغرب يجب أن لا يتجاهل حقوق و إمتيازات الولايات المتحدة الأمريكية الممنوحة لها بموجب العديد من الإتفاقيات مع الحفاظ على روح الوفاق و الصداقة و التعاون الذي قام منذ البداية مع فرنسا[22].

ويحاول صاحب دراسة العلاقات المغربية الأمريكية أن يحلل أن المراسلات بين جيسران و كاتب الدولة نوكس لم يصل إلى حد إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بتعديل الإتفاقية رغم تأكيد جيسران على أن الإصلاحات التي تنوي الحكومة الفرنسية القيام بها لن تمس مصالح و.م.أ، و أضاف نوكيس بعد الرسالة الثانية التي تم إرساله له سنة 1913 أن هذه المعاهدة تحتاج إلى التمحيص و إلى دراسة دقيقة ، لذلك إرتأت الحكومة أن تحصل على تفاصيل كافية تسمح لها بالموافقة على هذه الإتفاقية التي تخول الحكم لفرنسا، هكدا لم يستطع جيسران إقناع حكومة واشنطن بالإعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب كما فعلت كل من روسيا و إيطاليا و إنجلترا و السويد، فكان لابد لها أن تنتظر ثلاث سنوات ليتم هذا الأمر [23]، لكن في هذه الفترة وقع تحول في السياسة الأمريكية بعد أن تبين لها أهمية الإنضمام إلى فرنسا و حلفائها و إعلان الحرب إلى جانبهم ضد ألمانيا مما دفعنا للإعتراف بمعاهد الحماية الفرنسية على المغرب و هو إعتراف مصلحي بالأساس.
لإعلان هذا الإعتراف كتب سكرتير الدولة لاسينغ رسالة إلى رئيس الخارجية الفرنسي بتاريخ 15 يناير 1917 يعترف فيها بالحماية الفرنسية على المغرب و أكدت الحكومة الأمريكية موقفها في رسالة أخرى و جهتها إلى الحكومة الفرنسية بتاريخ 20 أكتوبر 1917 أكدت إعترافها باستثناء حقوق و إمتيازات إسبانيا في المغرب[24].

5 الوجود العسكري الأمريكي بالمغرب وردود الفعل الفرنسية

   إدا تركنا أوروبا و عدنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فنجد أن الأوضاع في أمريكا كانت مستقرة و لم ثؤثر في إقتصاد الدولة سوى أزمة 1929 و التي نجحت في اجتازها بعد بضع سنوات و بينما كانت أوربا تموج بالتغيرات السياسية و تتعاظم أطماعها الإستعمارية كان الإتجاه الداخلي يدهب إلى إتباع سياسة العزلة و الإستمرار فيها مع مراقبة التطورات السياسية عن كثب[25]، و استمرت هذه السياسة إلى حدود إندلاع الحرب العالمية الثانية حيث قامت بتشتيت النظر في كل المناطق الإستراتيجية للعالم و كان المغرب من بين هذه الوجهات التي وضعت في مرمى سهم الولايات المتحدة الأمريكية فما هو موقف فرنسا من هدا الإنزال ؟
     إدا عدنا إلى هدا الحدث في الكتابات التاريخية سواءا الوطنية أو الأجنبية فإن هدا الحدث الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية كان حدثا مخلخلا للإقامة العامة الفرنسية، فمن خلال معطيات البحث الذي أنجزته الطالبة صفاء الدرقاوي نلاحظ أن الجنرال نوجيس قرر التصدي بكل مجهوداته لعملية الإنزال الأمريكي دفاعا عن الشمال الإفريقي، و أي تواطئ للقوات الفرنسية مع القوات الأمريكية سيكون نتاجه الإنتقام الألماني على حساب فرنسا عملا بمخطط الإكتساح الشامل مما سيؤدي في أخر المطاف إلى إنهيار النفود الفرنسي في شمال إفريقيا، وقد سبق للجنرال نوجيس أن حذر الأمريكيين من محاولة إقدامهم على أي تدخل عسكري في المغرب، و حاول إقناع الإدارة المسؤولة بهدا الأمر[26]. كما عمات فرنسا على محاولة إقناع أمريكا أن المغاربة في تواطئ مع دول المحور لإفساد العلاقة التاريخية بيم البلدين دفاعا عن مصالحها الغير المشروعة.
 
 خاتمة

هكذا نلاحظ من خلال هذا الموضوع المتواضع أن العلاقات الأمريكية الفرنسية على مر التاريخ كانت علاقة ثابته لكن التحولات ظهرت على الساحة الدولية منذ مؤتمر الجزيرة الخضراء كحدث رئيسي في البؤرة الدولية الذي بنت عليه الولايات المتحدة الأمريكية صياغتها القانونية لتواجدها بالمغرب ، و نستنتج أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تراعي مصالخها مه عدم نشوب أي خلافات فيما بينها و بين الدول المتنافسة الأخرى و على رأسها فرنسا. لكن إستمرارية التوتر تضاعفت خلال الإنزال الأمريكي بالمغرب الذي كان في نضر فرنسا هو إنزال في مواجهة فرنسا بالذات بعكس ما هو إنزال في مواجهة القوى الأخرى ، فما هي تجليات هذا الإنزال على الساحة الدولية في ظل الحرب العالمية الثانية؟.
البيبليوغرافيا
 
المراجع

ــ بنهاشم محمد، العلاقات المغربية الأمريكية دراسة في التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب (1786-1912)، دار أبي رقراق للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، الرباط، 2009.
ــ دان ليس، الثورة الأمريكية دوافعها و مغزاها، ترجمة سامي ناشد، مؤسسة سجل العرب، القاهرة، 1966، ج2.
ــ سعد الله عمر إسماعيل، تقرير المصير السياسي للشعوب في القانون الدولي المعاصر، الجزائر، 1986.
ــ نعنعي عبد المجيد، تاريخ الولايات المتحدة الحديث، دار النهضة العربية، بيروت، ط2، 1974.
ــ علي القوزي محمد، العلاقات الدولية في التاريخ الحديث و المعاصر، دار النهضة العربية، بيروت، ط1، 2002.
ــ غلاب عبد الكريم، تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب من نهاية حرب الريف إلى إعلان الإستقلال ، الشركة المغربية للطبع و النشر، الدارالبيضاء، 1976.
ــ روم لاندو، تاريخ المغرب في القرن العشرين.
ــ المالكي أمحمد، الحركات الوطنية و الإستعمار في المغرب العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1994.
ــ الشيخ رأفت غنيمي، أمريكا و العالم في التاريخ الحديث و المعاصر، مركز الدراسات الإنسانية و الإجتماعية،ط1،2006.
ــ دسوقي ناهد إبراهيم، دراسات في التاريخ الأمريكي،دار المعرفة الجامعية، 1993.

الأطروحات
ــ محمد مزيان، العلاقات المغربية الأمريكية من الحماية إلى الإستقلال، بحث لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر، كلية الأداب و العلوم الإنسانية سايس فاس، 2012-2013.
ــ صفاء الدرقاوي، الصراع الفرنسي الأمريكي حول المغرب 1912-1956، بحث لنيل الماستر، كلية الأاب ظهر مهراز 2013-2014.
ــ معمر العايب الناصرية،العلاقات الفرنسية الأمريكية 1942-1962،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر،جامعة أبي بكر القايد ، الجزائر، 2008-2009.
[1]  - دان ليس، الثورة الأمريكية دوافعها و مغزاها، ترجمة سامي ناشد، مؤسسة سجل العرب، القاهرة، 1966، ج2،ص146-147.
[2]  - نعنعي عبد المجيد، تاريخ الولايات المتحدة الحديث، دار النهضة العربية، بيروت، ط2، 1974،ص83.
[3]  - سعد الله عمر إسماعيل، تقرير المصير السياسي للشعوب في القانون الدولي المعاصر، الجزائر، 1986،صص 40-41.
[4]  - محمد مزيان، العلاقات المغربية الأمريكية من الحماية إلى الإستقلال، بحث لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر، كلية الأداب و العلوم الإنسانية سايس فاس، 2012-2013.
[5]  - علي القوزي محمد، العلاقات الدولية في التاريخ الحديث و المعاصر، دار النهضة العربية، بيروت، ط1، 2002، ص 136.
[6]  - ، معمر العايب الناصرية،العلاقات الفرنسية الأمريكية 1942-1962،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ المعاصر،جامعة أبي بكر القايد ، الجزائر، 2008-2009 أنظر اللحق رقم 13.
[7]  - نفسه، أنضر نص الرساله الملحق 14.
[8]  -نفسه،  أنضر الملحق 17.
[9]  - مزيان محمد، العلاقات المغربية...، م.س،ص156.
[10]  - روم لاندو، تاريخ المغرب في القرن العشرين، صص168-169.
[11]  - غلاب عبد الكريم، تاريخ الحركة الوطنية بالمغرب من نهاية حرب الريف إلى إعلان الإستقلال ، الشركة المغربية للطبع و النشر، الدارالبيضاء، 1976، ص 244.
[12]  - المالكي أمحمد، الحركات الوطنية و الإستعمار في المغرب العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1994، ص203.
[13]  - الشيخ رأفت غنيمي، أمريكا و العالم في التاريخ الحديث و المعاصر، مركز الدراسات الإنسانية و الإجتماعية،ط1،2006،ص199.
[14]  محمد مزيان، العلاقات .....،م.س، ص305
[15]  نفسه، ص308
[16]  - صفاء الدرقاوي، الصراع الفرنسي الأمريكي حول المغرب 1912-1956، بحث لنيل الماستر، كلية الأاب ظهر مهراز 2013-2014 ص8
[17]  - بنهاشم محمد، العلاقات المغربية الأمريكية دراسة في التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب (1786-1912)، دار أبي رقراق للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، الرباط، 2009،  ص39
[18]  - نفسه، ص91-92.
[19]  - الدرقاوي صفاء، الصراع الفرنسي...م،س، ص14-15
[20]  - بنهاشم محمد، العلاقات المغربية الأمريكية...،م،س،ص212
[21]  - مزيان محمد، العلاقات المغربية...،م،س، ص 105
[22]  - بنهاشم محمد، العلاقات المغربية الأمريكية...م،س، ص 247
[23]  - محمد مزيان، العلاقات المغربية...،م،س،ص107.
[24]  - الدرقاوي صفاء، الصراع...،م،س،ص21.
[25]  - دسوقي ناهد إبراهيم، دراسات في التاريخ الأمريكي،دار المعرفة الجامعية، 1993،ص163.
[26]  - الدرقاوي صفاء، الصراع الفرنسي...، م،س،ص51.