تكامل المناهج الكمية والكيفية في بحوث العلوم الانسانية والاجتماعية ـ بوبكر الصديق بن شويخ

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

مقدمة:
     لقد كان هناك نقاش واسع النطاق في السنوات الأخيرة في العديد من العلوم، لا سيما العلوم الانسانية  والاجتماعية، بشأن مزايا الجمع بين المناهج الكمية والنوعية في البحوث. وقد تباينت المواقف التي اتخذها الباحثون، فمن هؤلاء من رأى أن المناهج الكمية منفصلة عن المناهج الكيفية تماما، أي أنه لا يمكن للباحث أن يخلط بين المناهج الكمية والنوعية في إطار دراسة واحدة.
بينما جاء موقف البعض الأخر على النقيض من ذلك، فقد ظهرت دعوى من العديد من الباحثين الذين يعتقدون أن استخدام المناهج الكمية إلى جانب المناهج الكيفية في المشاريع البحثية، تعد من المتطلبات البحثية لإعداد دراسات وبحوث أكثر قيمة ومصداقية. ومن هؤلاء الباحث البريطانين (ألان بريمان، وجوليا برينان) الذي رأوا أن الجمع بين المناهج النوعية والكمية أفضل من استخدام كل منها على حدا.
وفي إطار استكشاف قضايا البحوث النوعية والكمية، ومختلف الأشكال النوعية والكمية، يبدوا أن هناك حاجة إلى النظر في مختلف الأسئلة الأنطولوجية والمعرفية. التي تستند عليها البحوث الكمية التي تميل إلى استخدام على نطاق واسع الاستبيانات، للقيام بالتحليل الاحصائي لعوامل الارتباط، الانحدار، والتباين، وغيرها، كأسلوب بحثي. إلا أن الأمر في النهاية منوط بالباحث واختياره للمناهج الأنسب التي تساعده على تحقيق أهدافه البحثية.
ومنه لا يجد الباحث من بد من خلال هذه الورقة أن يقدم للطلبة الباحثين والخرجين المقبلين على اعداد مذكرات ورسائل التخرج، نبذة وفكرة – مقتضبة- عن مختلف مناهج البحث، ولفت انتباههم بشكل خاص إلى مناهج البحث المختلطة التي من الممكن أن يساهم استخدامها في إعداد بحوث نوعية وذات قيمة علمية أكبر. من خلال محاولة الإجابة عن التساؤل الرئيس والتساؤلات الفرعية الإشكالية المطروحة محل البحث.
إشكالية البحث:

     منذ حول البعض الانتباه إلى وجود نوعين منفصلين من المناهج تستخدم في تخصصات علم النفس العلمي. ومنذ حاول بعض علماء النفس اختبار مبادئ عامة حول السلوك البشري، بالقيام بعملية توصيف وتفسير وتوثيق الفروق الفردية، ولا سيما فيما يتعلق بالأبعاد المختلفة للقدرة الفكرية والشخصية للإنسان، فقد تولدت أساليب تجمع بين المناهج الكمية والكيفية سميت بالمناهج المختلطة، مع نهاية القرن الماضي، والتي هي عبارة عن محاولة لوضع تقارب منهجي بين الأساليب النوعية والكمية، انطلاقا من فكرة التكامل بين الأنواع المختلفة من المناهج، حيث نوقشت هذه الأنواع من التصاميم على نطاق واسع في العديد من الملتقيات، والمجالس العلمية.

إذ يمكن اعتبار المقابلات والملاحظات تقنيات نوعية، لارتباطها أكثر بالنماذج التفسيرية والنقدية، على الرغم من أن تنظيم المقابلات وتحليلها كثيرا ما يتم بطريقة كمية، حيث يتم جمع البيانات والمعطيات، ثم تصنيف الإجابات وترميزها في شكل رقمي. وبالمثل، فإن الدراسات الاستقصائية تسمح بتقديم إجابات مفتوحة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى دراسة متعمقة للحالات الفردية، والجماعية على حد سواء.
إلا أنه رغم التطور التاريخي لكلي النوعين من المناهج، فقد كانت المناهج الكمية على الدوام هي التي تهيمن على أشكال البحث في مجال البحث الاجتماعي، والذي يرجح أسبابه إلى التغافل والإهمال المتعمد أو الغير مقصود بسبب قلة الدراسات، والكتابات لا سيما العربية حول هذا الموضوع، مما سبب غموض وإرباك لدى بعض الباحثين المبتدئين في العلوم الانسانية والاجتماعية، وبالتالي سنحاول التعريف بهذه المفاهيم. من خلال طرح التساؤل التالي البسيط والجوهري في نفس الوقت:
-       ما المقصود بتكامل المناهج في بحوث العلوم الإنسانية والاجتماعية؟ وماهي مبررات ودواعي الجمع بين مختلف المناهج في بحوث العلوم الانسانية والاجتماعية؟
ومن أجل الوصول إلى إجابة عن التساؤل الرئيسي للإشكالية نضع التساؤلات الفرعية التالية:
-       ما هي مميزات كل نوع من أنواع مناهج البحث في بحوث العلوم الانسانية والاجتماعية؟
-       ما الفائدة المتوخاة من المناهج المختلطة في إطار دراسة واحدة؟
-       ما هي أهم الانعكاسات على البحث والباحث معا؟
      
مناهج البحث في العلوم الانسانية والاجتماعية:
    يعود مفهوم النهج في البحوث الأكاديمية إلى مجموعة الخطط والإجراءات البحثية، التي تستند الخطوات فيها على الافتراضات، وجمع البيانات، التي يتم تحليلها وتفسيرها، والتي تتضمن العديد من القرارات، من أجل تنظيمها، ترتيبها، وعرضها. وينطوي القرار على المنهج الذي ينبغي استخدامه لدراسة موضوع البحث. وإجراءات التحقيق وهو ما يطلق عليه مسمى (تصميم البحوث) والتي هي عبارة عن خطة تبين الكيفية التي سيتم بها جمع البيانات والمعلومات[i].
ولقد قدمت تعريفات عديدة لمفهوم المناهج في البحث العلمي ومن أهمها، أن المناهج هي: " هي الترتيب الصائب للعمليات العقلية التي نقوم بها بصدد الكشف عن الحقيقة والبرهنة عليها"[ii]. إذ يستند اختيار نهج البحث أو الدراسة على طبيعة مشكلة البحث أو المسألة التي يجري تناولها، والتجارب الشخصية للباحث، بالإضافة إلى طبيعة وخصوصيات مجتمع الدراسة. لذا فإنه من المتفق عليه أن المناهج أو طرق البحث عن الحقيقة تختلف باختلاف المواضيع، ولهذا توجد عدة أنواع من المناهج العلمية التي منها[iii]:
-       مناهج البحث الكمية
-       مناهج البحث الكيفية (النوعية)
بالإضافة إلى نوع ثالث مستحدث وهو (المناهج المختلطة) وهي تلك المناهج التي تشير في مفهومها إلى عملية المزج والجمع بين المناهج الكمية والكيفية في دراسة واحدة بحيث تصبح غير منفصلة كما تظهر لأول وهلة.
فقد يبدأ الباحث في المرحلة الأولى بمحاولة استكشاف آراء المشاركين. ثم القيام بجمع البيانات والمعلومات اللازمة التي يتم تحليلها في مرحلة لاحقة، باستخدام الأدوات المناسبة، بعد تحديد المتغيرات التي يحتاج الباحث لدراستها. من خلال الاعتماد على أحد أنواع هذه المناهج أو على كليهما بهدف التحقق من دقة (صحة) البيانات، إذ يتعين على الباحث أن يبقى منفتحا لكل الاحتمالات وأن يعد صياغة نتائجه بطريقة تعكس الواقع بدقة[iv]، والتي على ضوئها تجمع النتائج وتقدم التفسيرات. حيث يؤدى تقارب الأساليب المختلطة المتوازنة إلى شكل من أشكال الأساليب المختلطة النابعة من حاجة الباحث إلى وضع تصاميم منهجية تتناسب ومعطيات دراسته، تتقارب أو تدمج فيها المناهج الكمية والبيانات النوعية، من أجل تقديم تحليل شامل لمشكلة البحث.
إلا أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال النظر إلى المناهج البحثية على أنها فئات جامدة، تتكون من أعداء أو ثنائيات صماء، وإنما هي في الواقع تمثل أهدافا مختلفة، فالبحث العلمي هو تحقيق منهجي للعثور على إجابات للمشكلة. وقد اتبعت البحوث في مجالات العلوم الانسانية والاجتماعية، عموما الأسلوب العلمي الموضوعي التقليدي. ولكن منذ الستينيات من القرن الماضي، ظهرة توجهات قوية نحو نهج أكثر نوعية، طبيعية، وموضوعية. ما جعل أبحاث العلوم الاجتماعية مقسمة بين طريقتين متنافستين إلى حد ما هما: التقاليد التجريبية العلمية، والطريقة الفينومينولوجيا الطبيعية.
إن المناهج العلمية، تستخدم طرق البحث الكمية في محاولة لوضع قوانين، مبادئ، وافتراضات عامة حول الواقع الاجتماعي الموضوعي والخارجي للفرد. ويؤكد المنهج الطبيعي للبحث على أهمية التجربة الذاتية للأفراد، مع التركيز على التحليل النوعي. حيث يعتبر الواقع الاجتماعي بمثابة خلق الوعي الفردي، أو بناء معنى من خلال تقييم الأحداث، التي ينظر إليها على أنها من عوامل البناء الذاتي أو الشخصي. ويسمى هذا التركيز على الحالة الفردية بدلا من صنع القانون.
فالجانب المنهجي إذا هو الإطار الذي يربط بين المعرفة والعلم بصفة عامة وهو توجيه لمسارات فكرية، فلا يخلو بحث من منهج، لذلك ينبغي أن تتسم البحوث بالصرامة المنهجية حتى تنعت بالعلمية[v]، إن استخدام الأساليب البحثية بدقة ومنهجية عند جمع البيانات والتي يمكن التعبير عنها كميا كأرقام، أو نوعيا عن طريق الكلمات أو الصور أو غيرها من الأشياء، هي التي من شأنها أن ترتقي بالدراسة وتجعلها ذات جودة وقيمة علمية.
حيث أن المعلومات التي يتم جمعها تتدخل بشكل مباشر في عملية اختيار المناهج المناسبة، إما باختيار أحد أنواعها، أو أن الحاجة تقتضي الجمع بين كلا النوعين. فالجمع بين المناهج الكمية والكيفية يعطي للتفكير بعد إيجابي، متحديا المفهوم التقليدي للحقيقة المطلقة للمعرفة، من خلال تحديد الآثار أو النتائج المترتبة عن الظواهر الإنسانية.
وهكذا، تعكس الحاجة إلى تحديد وتقييم الأسباب التي تؤثر على النتائج، مثل المتغيرات التي تشملها الفرضيات والأسئلة البحثية. لأن المعرفة تتطور من خلال مراقبة دقيقة، وقياس صارم للواقع الموضوعي الموجود في العالم الذي نعيشه. ولأن دراسة سلوك الأفراد بقدر ماهي بالغة الأهمية، فهي بالمقابل بالغة التعقيد.
ومنه فإن البحث العلمي هو عملية تقديم الأدلة، والاعتبارات العقلانية، لتشكيل المعرفة. لأن البحث يسعى إلى الحصول على البيانات ذات الصلة، والصحيحة، التي يمكن أن تفسر الحالة المثيرة للقلق أو التي تصف العلاقات السببية بين المتغيرات ذات الاهتمام. من خلال عملية تأكيد أو دحض الفرضيات والنظريات العلمية، وهو الأمر الذي يتطلب من الباحث القيام بعمليات الاختبار أو التحقق منها، بواسطة جمع المعطيات اللازمة وإجراء مختلف المراجعات الممكنة للحصول على نتائج دقيقة، من منطلق أنه إذا صلح استخدام المناهج صلحت النتائج[vi].

المناهج الكمية:
المناهج الكمية هي عملية شرح الظواهر بواسطة الإجراءات البحثية الإمبريقية، من خلال جمع البيانات العددية التي يتم تحليلها باستخدام أساليب تستند على قواعد رياضية، فالبيانات التي يتم إنتاجها دائما رقمية، حيث كثيرا ما كان ينظر إلى البحث الكمي باعتبار أنه يتميز بكونه علما ثابتا ينهض على أسس صلبة[vii]، ويتم تحليل بيناته باستخدام الطرق الحسابية والإحصائية، حيث ورد في تعريف دائرة المعارف البريطانية بأن المناهج الكيفية هي: "تلك التي يعتمد استخدامها على المؤشرات العددية والإحصائية لدراسة الظواهر الاجتماعية وتحليلها بصورة يسهل فهمها والتعرف على العوامل المتداخلة بها"[viii]. ومن الواضح أن بعض الظواهر تفسح المجال للتحليل الكمي لأنها متاحة بالفعل كأرقام. ومن الأمثلة على ذلك التغيرات في النتائج في مختلف مراحل التعليم، أو زيادة عدد الطلبة المتفوقين في الدراسة.
فلطالما سادت في العلوم الإنسانية والاجتماعية وجهة نظر حول الكيفية التي يجب إجراء البحث بها، والتي تشير عموما إلى أنه ينبغي علينا اجراء البحث في العلوم الاجتماعية من خلال طرق مشابهة لتلك الطرق والمناهج المستخدمة في العلوم الطبيعية (الفيزياء، الكيمياء، والبيولوجيا)[ix]. من منطلق أنه يمكن تحليل الظواهر الغير عددية في الطبيعة، إذ يمكن فحصها باستخدام الأساليب الكمية. مثل التحليل الإحصائي لآراء مجموعة من الناس حول قضية معينة، أو للتعرف على عنصر ما من حياتهم، وهذا باستخدام بعض أدوات البحث والمقاييس مثل مقياس (ليكيرت)، الذي بواسطته يتم ترجمة بيانات الرأي مباشرة إلى بيانات رقمية.
وتشمل المصادر الأكثر شيوعا للبيانات الكمية على سبيل المثال لا الحصر، المسوحات سواء التي تجرى بشكل مباشر، أو تلك التي تجرى عبر الإنترنت، والتي تؤدي إلى التعرف على الظاهرة المدروسة في الوضع الطبيعي الذي تنتمي إليه من خلال جرد (مسح) المعلومات ذات العلاقة بمكوناتها الأساسية[x]. إلى جانب المسوحات هناك الملاحظات التي قد تنطوي إما على حساب عدد المرات التي تحدث فيها ظاهرة معينة، مثل عدد المرات التي تستخدم فيها كلمة معينة. هذا فضلا عن البيانات الثانوية مثل حسابات الشركات.

المناهج الكيفية (النوعية):
ويشير مفهوم البحث الكيفي (النوعي) إلى "عدد من الأساليب المنهجية والأسس النظرية المتنوعة التي توظف أساليب جمع البيانات والتحليل الغير كمي والتي تستخدم من أجل استكشاف العلاقات الاجتماعية ووصف الواقع، فالبحث النوعي يسعى لتوضيح المعنى وإبراز القيم وهو مهم بصورة خاصة في العلوم السلوكية، حيث يكون الهدف منه استكشاف الدوافع الأساسية للسلوك الإنساني[xi]. ومنه يمكن القول أن البحث الكيفي هو عملية جمع وتحليل وتفسير البيانات بشكل سردي ومنطقي لأجل فهم ظاهرة اجتماعية محددة[xii]. حيث يعد البحث النوعي نهج إنساني أكثر صلة بالأفراد والجماعات. والذي يعتمد بشكل أساسي على فحص أفعالهم، تصرفاتهم، والعلاقات التي تربطهم، فضلا عن الميزات التواصلية والتفاعلية التي تتشكل بينهم. ويتطلب التفكير التأملي، والدراسة الموضوعية للعالم، بالإضافة إلى إمكانيات التفسير والتنبؤ.
وعلى هذا الأساس يعتقد البنائيون الاجتماعيون أن الأفراد يسعون إلى فهم العالم الذي يعيشون ويعملون فيه، بهدف تطوير معاني ذاتية، متنوعة ومتعددة، نابعة من تجاربهم الخاصة، مما يدفع الباحث إلى البحث عن وجهات النظر بدلا من تضييق المعاني إلى بضع فئات أو أفكار. لأن الهدف من البحث هو الاعتماد قدر الإمكان على آراء المشاركين من المبحوثين قيد الدراسة، فهو مبني على عدة أوصاف مفصلة (أكثر منها إحصاءات) حول ما تم سماعه ورؤيته[xiii]. أين تكون الأسئلة واسعة وعامة بحيث يمكن للمشاركين بناء معانى بواسطة المناقشات أو التفاعل مع الأشخاص الآخرين. مما يولد المزيد من الانفتاح، والذي كثيرا ما يتم التفاوض حولها تاريخيا واجتماعيا.
فمن خلال المعايير التاريخية والثقافية التي تتداخل في حياة الأفراد، يتم التركيز على السياقات التي يعيش فيها الأفراد ويعملون من أجل تحقيقها، مع الاعتراف بأن خلفياتهم الخاصة، النابعة من تجاربهم الشخصية والثقافية والتاريخية، هي التي تتدخل في تشكل تفسيراتهم للواقع.
ومنه يمكن بواسطة المناهج الكيفية فحص الظواهر الإنسانية بطريقة نوعية، وهي الطريقة الفضلى للتحقيق في المملكة المتحدة وبقية أوروبا، بينما تميل الدراسات الأمريكية إلى استخدام الأساليب الكمية، على الرغم من أن هذا التمييز ليس مبررا بأي حال من الأحوال. بل إن التحليل النوعي يؤدي إلى بيانات غنية تعطي صورة متعمقة ومتمعنة، لأن البيانات النوعية أكثر شمولية من الكمية، كما أنها مفيدة بشكل خاص في الدراسات الاستكشافية لاستكشاف كيفية حدوث الأمور وعن مسبباتها. ذلك أن البحث الكيفي ينطلق من الفلسفة الإستبطانية التأملية أو البراديغم الرمزي التأويلي[xiv].
ولأن البيانات النوعية يمكن أن تستمد من مجموعة واسعة من المصادر، فإن هناك طائفة واسعة من الأساليب لتحليلها، وكثير منها ينطوي على هيكلة وترميز البيانات في مجموعات ومواضيع، وهناك أيضا مجموعة متنوعة من الحزم الحاسوبية لدعم تحليل البيانات النوعية بواسطة الحاسوب، والمصممة خصيصا من أجل تحليل البيانات النوعية القائمة (على اللغة والكلمات)، والتي تشمل برامج معروفة أعدت لهذا الغرض أشهرها برنامج THE ETHNOGHRAPH، TROPES، NVIVO، SPHINX و ATLAS [xv]، وغيرها من البرامج. التي تستخدم على نطاق واسع في تحليل كميات كبيرة من البيانات، والتي تساعد على الحد من الضغط على الباحث في عملية قراءة وترميز هذه البينات.
إذ يمكن للباحث القيام بتحليل المحتوى (المضمون) الذي يحمل طابعا تأويليا[xvi]، والذي يحتاج إلى تقنيات مماثلة لتلك التي تستخدم في تحليل الاستبيان في المناهج الكمية، حيث يتألف من نظام لترميز أو ترقيم الفئات، بهدف تحديد النص، أو الموضوعات المختلفة، للتمكن من جميع الأفكار، وكذا الأدلة حول وجهات النظر لدى المبحوثين. وهو ما يجعل البعض يعتقد أن الاعتماد على المناهج الكمية وحدها في مجال تحليل مضامين وسائل الإعلام لا يساعد الباحث كثيرا ما لم تدعمها تفسيرات كمية تعلن عن معانيها في السياقات المحددة للمضمون[xvii].
وإلى جانب تحليل المحتوى (المضمون)، يمكن القيام بتحليل الشبكة الاجتماعية، وهذا الشكل من التحليل يستخدم من أجل تحديد العلاقات، ودراسة الروابط بين الأفراد كوسيلة لفهم ما يحفز السلوك. كما أنه يمكن استخدام المناهج الكيفية في تحليل الخطاب، ليس عن طريق تحليل الكلام فحسب، وإنما يأخذ في الاعتبار أيضا السياق الاجتماعي، الذي جرى فيه الحديث خاصة في البحوث الاثنوغرافية، من خلال فرضية أن ما يقال لا يمكن فهمه إلا من خلال النظر في ما حدث قبله وبعده، بواسطة عمل فحص تفصيلي للبيانات، بما في ذلك الحروف، والكلمات المستخدمة، وبأي ترتيب، وما إذا كان المتكلمون تتداخل خطاباتهم.
ويمكن أيضا أن يشمل التحليل الكيفي، تحليل المصادر المكتوبة، مثل الرسائل المكتوبة، ورسائل البريد الإلكتروني، ولغة الكلام لإعطاء مصدر غني من البيانات المحيطة بالكلمات الفعلية المستخدمة. وبالإضافة إلى ذلك فإن المناهج الكيفية لا تقتصر على تحليل الخطاب، وإنما تستخدم أيضا عند تحليل السرد، الذي ينظر فيه إلى الطريقة التي يسرد بها النص أو القصص داخل منظمة أو مجتمع في محاولة لفهم الطرق التي يفكر بها الناس داخل المجموعات. ذلك أن بلورة مقولات وفئات الموضوعات الأساسية هي الطريقة التي يحاول بها الباحثون الكيفيون استخلاص المعنى من البيانات التي تحصلوا عليها[xviii].
أما تحليل المقابلات على اختلاف أنواعها وأشكالها، التي منها المنظمة أو الشبه منظمة أو الغير منظمة. والتي يمكن بواسطتها السماح للبيانات "بالتحدث عن نفسها"، من خلال ظهور مواضيع أو اسئلة تنبثق عن المناقشات والمحادثات أثناء إدارتها. إلا أن الجدير بالذكر أن تحليل المقابلات تعد من أبرز التقنيات المشتركة التي تتقاطع فيها المناهج الكمية مع المناهج الكيفية في البحوث الانسانية والاجتماعية.

المناهج المختلطة:
منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين، بدأ الاهتمام بالبحث النوعي جنبا إلى جنب مع، تطوير أساليب البحوث المختلطة، من خلال الجمع بين أجزاء من استراتيجيات منهجية نقية، وبالتالي خلق استراتيجيات منهجية مختلطة[xix]، حيث ظهرت العديد من الدراسات، التي تجمع بين المناهج النوعية والكمية بطرق مختلفة، باستخدام ودمج أساليب متعددة في الدراسات العلمية في العلوم الانسانية  والاجتماعية، حيث أكد عدد من الباحثين – الأجانب - إمكانية وفائدة استخدام المناهج الكمية والنوعية في الدراسة الواحدة، إذ انه يمكن المزج بين المدخلين (الكمي والكيفي) معا بشكل تتابعي أو يستخدمان معا وفي نفس الوقت[xx].
غير أنه جدير بالذكر أن هناك موقف متشدد اتجاه المناهج المختلفة أين يرون دعاة هذا الموقف أن كلا النوعين من المناهج يمكن أن يكون مفيدا، ولكنهما يحملان أسس فلسفية مختلفة وهما مناسبان في المواقف والسياقات المختلفة كثيرا، وبالتالي لا يمكن للباحث ولا ينبغي له خلط أو الجمع بين المناهج الكمية والنوعية في إطار دراسة واحدة.
إلا أن أصحاب الموقف الأول يرون أن المناهج الكمية والنوعية هي طرق مفيدة ومناسبة للدراسة في العالم الاجتماعي، حيث يرون أنه على الرغم من بعض الاختلافات الرئيسية بين البحث الكمي والنوعي، لأن أوجه التشابه بينها متعددة، لذا هم يدعون إلى الاستخدام المتكامل للمناهج المختلفة، فذلك يمكن أن يعزز فهمنا للظاهرة محل التحقيق. إذ أنه في مرحلة ما يتم إعادة النظر في أساليبنا وافتراضاتهم في سياق ثان، أو ما يعرف بسياق التبرير حيث يتم تحليل البيانات وتفسيرها[xxi].
وقد اقترن فيما مضى مفهوم الطبيعية بالفلسفة في العلم، وإلى غاية منتصف القرن التاسع عشر، دون أي تمييز بين التحقيق الفلسفي والبحث العلمي، حيث يتم الجمع بين الافتراضات حول طبيعة العالم والمعرفة، والتوجه نحو المعرفة، والإجراءات والتقنيات لكسب المعرفة، التي منها الملاحظات والتجربة التي توفر المعرفة التي تنطوي على اختيار النظرية، والاستدلال الرياضي. على أساس الموضوعية والتجريب والأدلة وحدها. فأفضل الأمثلة على كلا النموذجين هو أن تكون في نماذج مختلطة[xxii]
وعليه يتحدد نوع المنهج الذي يجب استخدامه في البحث، إلى درجة كبيرة، من خلال التزام الباحث بموقف معرفي ابستمولوجي معين[xxiii]. إلا أنه في بعض الأحيان قد يحتاج الباحث في دراسته إلى الاستعانة بمجموعة من الأساليب المتباينة، عندما تستدعي الحاجة في أول الأمر إلى القيام بإجراء البحث الكمي من أجل تحليل البيانات، ثم يجد الباحث نفسه بحاجة إلى تقديم شرح النتائج التي كان قد توصل إليها بمزيد من التفصيل بواسطة الاسلوب النوعي. ففي حين يسمح البحث الكمي للباحث بالكشف عن العلاقات بين المتغيرات، إلا أنه غالبا ما يكون ضعيفا عندما يتعلق الأمر بتوضيح أسباب تلك العلاقات. مما يستدعي استخدام دراسة نوعية لشرح العوامل والأسباب التي تقوم عليها العلاقات الأوسع.
ولهذا تعد أحد أسباب دعوة بعض الباحثين إلى ضرورة الجمع بين مناهج البحث الكمية والكيفية في دراسة واحدة، هي لسد الضعف، وكذا بعض العيوب التي يعاني كل منها[xxiv]. وعليه فإن المناهج النوعية يمكن أن تساعد على تفسير العلاقات بين المتغيرات. فضلا عن هذا، فقد يؤدي توظيف البحوث الكمية والنوعية على حد سواء إلى توفير وسيلة لسد الفجوة بين المستويات الكلية والجزئية. بمعنى أنه يمكن للبحث الاستفادة من السمات الهيكلية الواسعة النطاق للحياة الاجتماعية، من خلال معالجة الجوانب السلوكية بواسطة البحث النوعي.
ومنه فإنه يمكن للمناهج الكمية جمع البيانات النوعية من خلال الأسئلة المفتوحة. كما أن نتائج البحث النوعي تساعد على الاستفادة من البحث الكمي، حيث يتم في هذه الحالة استخدام المناهج الكمية والنوعية بالتتابع على مراحل مختلفة من الدراسة. إذ ترتبط مناهج البحث في العلوم الانسانية  والاجتماعية ارتباطا وثيقا بمختلف المواقف المعرفية المتبادلة. وهذا ما يؤكد إمكانية الجمع أو الخلط بين هذه المناهج. لأنه على الرغم من أننا بحاجة إلى تجنب التجاوزات الميتافيزيقية من النموذج السابق، إلا أننا بحاجة أيضا إلى الاعتراف ومتابعة الآثار المعرفية لنهجن أوسع لبحوث العلوم الاجتماعية[xxv].
لقد تم التحدث عن استخدام أساليب متعددة لدراسة مشكلة واحدة أو ظاهرة واحدة. وقد يشمل أيضا استخدام نفس الأسلوب في مناسبات وحالات مختلفة. ومنه فإن مفهوم الجمع بين المناهج يقوم على افتراض أنه باستخدام عدة مصادر للبيانات والأساليب والمحققين يمكن للباحث تجنب التحييد والتحيز الكامنة في مصادر البيانات عند تحليلها بواسطة نوع واحد من المناهج (الكمية أو الكيفية). كما أنه بفضل إدماج شكلين من البيانات، واستخدام تصاميم متنوعة، والتي تنطوي على افتراضات فلسفية وأطر نظرية، لأنه من الممكن أن توفر فهم أكثر اكتمالا لطبيعة الإشكالية البحثية. حيث يحتاج الباحثون في العلوم الانسانية والاجتماعية إلى التفكير من خلال النظرة الفلسفية، ولاعتبارات عملية براغماتية[xxvi] تدفع بالباحث إلى ضرورة التعمق في الدراسة والبحث.
إن استخدام طرق مختلفة للتحقيق في ظاهرة ما، يمكن أن يؤدي إلى نتائج أكثر تأكيدا. وفي هذا السياق، عادة ما ينظر إلى المناهج الكمية والنوعية على أنها طرق مختلفة لدراسة نفس الظاهرة وهي قادرة على الإجابة على نفس الأسئلة البحثية. إذ يمكن التحقق من نتائج نوع من المناهج في الدراسة، إذا ما قورنت نتائجه المستمدة من النوع الآخر.
من جهة أخرى فإن المناهج الكيفية تسهل البحث الكمي في الدراسات الاستكشافية، إذ يمكنها تزويد الباحث بالمعلومات الأولية حول مجتمع البحث وموضوع الدراسة، وبالتالي المساعدة على صياغة الفروض، وبناء مقاييس. وبالمقابل فإن المناهج الكمية تسهل البحث الكيفي لا سيما عند الشرح ووضع تفسيرات للنتائج كما أشرنا إلى ذلك في وقت سابق. أي أن الجمع بين البحوث الكمية والنوعية يوفر للباحث صورة عامة وشاملة.
على الرغم من أن منظور الجمع بين المناهج المختلفة في العلوم الانسانية والاجتماعية يبدو ممكنا إلى حد كبير. إلا أن البعض على الرغم من ذلك حذر من المشاكل الخفية التي يمكن أن تنجم عن الجمع بين استخدام الطرق النوعية والكمية. فقد أثار آخرون بعض التحفظات، التي منها أن البحوث الكمية والنوعية لها اهتمامات مختلفة، فمن المشكوك فيه إذا ما كان يتم استخدام نفس الأدوات البحثية عند دراسة الظواهر المتشابهة. أما الإشكال الحقيقي فماذا يصنع الباحث إذا كانت النتائج الكمية والنوعية لا يؤكدان بعضها البعض؟ بالإضافة إلى أن مثل هذه البحوث التي تعتمد على مناهج وأساليب مركبة قد تستغرق جهدا كبيرا ووقتا طويلا قد يمتد لعدة سنوات.
ومن ثمة فإن الجمع بين المناهج الكمية والكيفية يوفر إمكانيات محدودة للغاية في الإطار الأوسع للاستخدام المتكامل للمناهج النوعية والكمية. إذ أنه من المفترض أن توفر أساليب متعددة يساعد على التحقق من صحة بعضها البعض، وهذا يعني أن الأساليب المختلفة يجب أن تكون مستقلة للغاية عن بعضها البعض طوال الدراسة. ولذا يجب استبعاد إمكانية مزج المناهج الكمية والنوعية على مستويات مختلفة من التحقيق. 
إلا أنه يمكن القول أنه رغم تشكك البعض، فقد أكد الكثيرين من الباحثين في ردهم عن هذه الانتقادات، من أن هناك مجموعة متزايدة من الأدبيات تدعم تكامل هذين النموذجين من البحوث على نطاق واسع، خاصة بعد أن انتهت الدراسات النظرية إلى التأكيد على أن البحوث الكمية لم تعد تكتفي بما تملكه من معطيات إحصائية[xxvii]، فالعلوم الانسانية والاجتماعية لا تتمتع بالحقائق المطلقة لذا فإنه لا ضير إن كان الأسلوب المركب من المناهج الكمية والكيفية يعاني من بعض القصور، ذلك شأنه شأن كل نوع من أنواع المناهج في العلوم الانسانية والاجتماعية التي تعاني هي أيضا بدورها عند استخدامها منفردة بعض القصور.
ومنه فإن المنطلقات الفلسفية للبحوث الكمية لا تسمح بالاعتقاد بوجود خط فاصل بين ما هو تقني وما هو اجتماعي، لأنهما يتفاعلان، باستمرار، في الحياة اليومية[xxviii]. كما أن الباحث معرض للإخفاق عبر مختلف مراحل البحث إذا ما اصطدم بعوائق صعبة تعذر عليه تخطيها، كما أن الباحثين يتمتعون بالحرية المطلقة في تبني تصاميم متعددة الأساليب تتوافق مع طرقهم واستراتيجيات البحثية.

خاتمة:
    في هذه الورقة أعطيت لمحة موجزة عن تطور الأفكار حول إمكانية الجمع بين المناهج الكمية والنوعية في البحوث الاجتماعية، بهدف إثراء معارفنا حول استخدام مختلف مناهج البحث في بحوث العلوم الانسانية والاجتماعية، حيث تطرقنا إلى فكرة استخدام طرق متعددة في إطار دراسة واحدة، والتي اقترحت بصفة فعلية في منتصف القرن الماضي من قبل منهجيين مؤثرين مثل كامبل، ستانلي وغيرها. وبالاعتماد بشكل رئيسي على سرد العديد من الأسباب التي تستدعيها الممارسة البحثية للجمع بين الأساليب الكمية والنوعية في دراسة واحدة.
ومنه من المهم القول أنه ليس هناك إجابة صحيحة أو خاطئة للطرق التي يختارها الباحث، لأنه في بعض الأحيان قد يرغب في استخدام طريقة واحدة، سواء كانت كمية أو نوعية، وأحيانا قد يرغب في المزيج بين هذه المناهج، لأن الباحث أولا وأخيرا وحده فقط من يمكنه أن يقرر أي الأساليب أصلح، وأيها تتناسب ودراسته، إلا أنه من المهم بما كان أن يستخدم الباحث التقنية التي تتفق مع وجهة نظره الفلسفية التي تدعم البحث الخاص به. ذلك أن المناهج النوعية والكمية للبحث تسمح بمنظور مختلف للحالات أو الظواهر. وهذان النوعان الرئيسيان من المناهج ضرورية للغاية، من أجل إنجاز بحث علمي نوعي. لذا فإنه من المنطقي أن يؤدي الجمع بين المناهج الكمية والكيفية في العلوم الانسانية والاجتماعية إلى القيام ببحوث علمية متكاملة.

[i] جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صياغة مقترح بحثي 2، سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة، 1443 هـ، ص17
[ii] عبود عبد الله العسكري، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية، دمشق: دار النمير، ط 2، 2004، ص 1
[iii] عمار بوحوش، دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل العلمية، الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب، ط 2، ص 19 
[iv] عبد الرحمن عزي، منهجية الحتمية القيمية في الإعلام، تونس: الدار المتوسطية للنشر، ط1، 2013، ص 111
[v] هامل شيخ، أبجديات وتقنيات البحث العلمي في العلوم الإنسانية، شوهد يوم 12/02/2018 على 23:45، http://jilrc.com
[vi] عبد الرحمن العيسوي، مناهج البحث العلي في الفكر الإسلامي والفكر الحديث، سلسلة دراسات في التراث الإسلامي والعربي، بيروت: دار الراتب الجامعية، 1996-1997، ص 13
[vii] شارلين هس – بيبر، باتريشيا ليفي، البحوث الكيفية في العلوم الاجتماعية، ترجمة هناء الجوهري، القاهرة: المركز القزمي للترجمة، ط 1، 2011، ص 40
[viii]  طه عبد العاطي نجم، مناهج البحث الإعلامي، الإسكندرية: دار كلمة للنشر والتوزيع، ط 1، 2015،  ص 23
[ix] على عبد الرازق جلبي، المناهج الكمية والكيفية في علم الاجتماع، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر والتوزيع، 2012، ص 84
[x] أحمد بن مرسلي، مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال، ديوان المطبوعات الجامعية،    ط 4، 2010، ص 286
[xi] رشدي القواسمة، وآخرون، مناهج البحث العلمي، عمان: جامعة القدس المفتوحة، ط 2، 2014،    ص 19
[xii] محمد عبد العال النعيمي، عبد الجبار توفيق البياني، غازي جمال خليفة، طرق ومناهج البحث العلمي، عمان: الوراق للنشر والتوزيع، ط1 مزيدة ومنقحة، 2015، ص 259
[xiii] على عبد الرازق جلبي، مرجع سابق، ص 91
[xiv] فضيل دليو، معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية، مجلة العلوم الاجتماعية، العدد 19، ديسمبر 2014، ص 84
[xv] سعيد لوصيف، وآخرون، التفكير في منهجيات دراسة الإعلام والاتصال في المجتمع الجزائري: التموقعات الابستمولوجية والتقطعات المعرفية، مخبر استخدامات وتلقي المنتجات الإعلامية والثقافية في الجزائر، ط 1، 2016،    ص 73
[xvi] عبد الرحمن عزي، مرجع سابق، ص 45
[xvii] يوسف تمار، تحليل المحتوى للباحثين والطلبة الجامعيين، الجزائر: طاكسيج – كوم للدراسات والنشر والتوزيع، ط 1، 2007، ص 129
[xviii] شارلين هس – بيبر، باتريشيا ليفي، مرجع سابق، ص 44
[xix]  Michael. Q Patton, (1980) Qualitative evaluation and research methods, Newsbury Park, 1990, p 109
[xx] عادل محمد ريان، استخدام المدخلين الكمي والكيفي في البحث دراسة استطلاعية لواقع أدبيات الإدارة العربية، القاهرة: المؤتمر العربي الثالث، البحوث الإدارية والنسر، 2015، ص 9
[xxi] Julia Brannen, Mixing Methods: The Entry of Qualitative and Quantitative Approaches      into the Research Process, International journal of social research methodology, vol 8, no 3, (173-184), 2005, p 176
[xxii]         Lois‐ellin Datta, Paradigm wars: A basis for peaceful coexistence and beyond, New Directions for Evaluation, vol 1994, no 61, (53-70), 1994, p 64
[xxiii] على عبد الرازق جلبي، مرجع سابق، ص 94
[xxiv] Ashatu Hussein, The use of Triangulation in Social Sciences Research : Can qualitative   and quantitative methods be combined?, Journal of Comparative Social Work, vol 4, no 1, 2009, p 4
[xxv] David L. Morgan, Paradigms Lost and Pragmatism Regained: Methodological Implications of Combining Qualitative and Quantitative Methods, Journal of mixed methods research,   vol 1, no 1, (48-76), 2007, p 73
[xxvi]  على عبد الرازق جلبي، مرجع السابق، ص 95
[xxvii] نصر الدين لعياضي، الرهانات الابستمولوجية والفلسفية للبحث الكيفي: نحو أفاق جديدة لبحوث الإعلام والاتصال في المنطقة العربية، شوهد يوم 17/02/2018 على 20:55، http://www.anfasse.org
[xxviii] نصر الدين لعياضي، المرجع نفسه

قائمة المراجع:

1.    بن مرسلي، أحمد. مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام والاتصال. ديوان المطبوعات الجامعية، ط 4، 2010
2.    بوحوش، عمار. دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل العلمية. الجزائر: المؤسسة الوطنية للكتاب، ط 2
3.    تمار، يوسف. تحليل المحتوى للباحثين والطلبة الجامعيين. الجزائر: طاكسيج – كوم للدراسات والنشر والتوزيع، ط 1، 2007
4.    جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. صياغة مقترح بحثي 2. سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة، 1443 هـ
5.    جلبي، على عبد الرازق. المناهج الكمية والكيفية في علم الاجتماع. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر والتوزيع، 2012
6.    دليو، فضيل. معايير الصدق والثبات في البحوث الكمية والكيفية. مجلة العلوم الاجتماعية، العدد 19، ديسمبر 2014
7.    ريان، عادل محمد. استخدام المدخلين الكمي والكيفي في البحث دراسة استطلاعية لواقع أدبيات الإدارة العربية. القاهرة: المؤتمر العربي الثالث، البحوث الإدارية والنسر، 2015

8.    شيخ، هامل. أبجديات وتقنيات البحث العلمي في العلوم الإنسانية، http://jilrc.com
9.    عزي، عبد الرحمن. منهجية الحتمية القيمية في الإعلام. تونس: الدار المتوسطية للنشر، ط1، 2013
10. العسكري، عبود عبد الله. منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية. دمشق: دار النمير، ط 2، 2004
11. العيسوي، عبد الرحمن. مناهج البحث العلي في الفكر الإسلامي والفكر الحديث. سلسلة دراسات في التراث الإسلامي والعربي. بيروت: دار الراتب الجامعية، 1996-1997
12.القواسمة، رشدي. وآخرون. مناهج البحث العلمي. عمان: جامعة القدس المفتوحة، ط 2، 2014
13. لعياضي، نصر الدين. الرهانات الابستمولوجية والفلسفية للبحث الكيفي: نحو أفاق جديدة لبحوث الإعلام والاتصال في المنطقة العربية، http://www.anfasse.org
14. لوصيف، سعيد. وآخرون. التفكير في منهجيات دراسة الإعلام والاتصال في المجتمع الجزائري: التموقعات الابستمولوجية والتقطعات المعرفية. مخبر استخدامات وتلقي المنتجات الإعلامية والثقافية في الجزائر، ط 1، 2016
15.نجم، طه عبد العاطي. مناهج البحث الإعلامي. الإسكندرية: دار كلمة للنشر والتوزيع، ط 1، 2015
16.  النعيمي، محمد عبد العال. عبد الجبار توفيق البياني. غازي جمال خليفة. طرق ومناهج البحث العلمي. عمان: الوراق للنشر والتوزيع، ط1 مزيدة ومنقحة، 2015
17. هس – بيبر، شارلين. باتريشيا ليفي. البحوث الكيفية في العلوم الاجتماعية. ترجمة هناء الجوهري. القاهرة: المركز القزمي للترجمة، ط 1، 2011
18.   Brannen, Julia. Mixing Methods: The Entry of Qualitative and       Quantitative Approaches  into the Research Process. International journal of social research methodology, vol 8, no 3, (173-184), 2005
19.  Datta, Lois‐ellin. Paradigm wars: A basis for peaceful coexistence and beyond. New Directions for Evaluation, vol 1994, no 61, (53-70), 1994
20.  Hussein, Ashatu. The use of Triangulation in Social Sciences       Research : Can qualitative   and quantitative methods be combined?. Journal of Comparative Social Work, vol 4, no 1, 2009
21.  Morgan, David L. Paradigms Lost and Pragmatism Regained:       Methodological Implications of Combining Qualitative and Quantitative Methods. Journal of mixed methods research,   vol 1, no 1, (48-76), 2007
22.                      Patton, Michael. Q (1980) Qualitative evaluation and research      methods . Newsbury Park, 1990