مَا سَاحَ مِنْ رَكْوَة الْعَارِفِين بِسِرّ الْقُلُوب – شعر: العربي الحميدي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

"الحبّ يُعمي ويصم ولا يقبل الاشتراك"
- ابن عربي

قَالَت:
لَا شَيْء يَسْتَحِقُ الْحُزْن
عِشْ اللَّحْظَة قَدْ لَا تَعِيشْ،
و
اللَّحْظَة قَدْ لَا تُعَاد أَوْ تَعُد.

قلت:
السُّكْرُ من شراب الحبّ

يُعْمي قَلْب
خَادِمه وَإِنْ كَان جُلمد

قالت:
الْقَلب النَّائِم بِئْر مِن حَجَر..!
وَالْحب
مِنْ مَجْرى الْجُفون نَار عذب جمْر ..!
قلت:
الْعَيْن تَخْفي كُلّ خَائنة
إلاَّ مَا يَهْوَى الْقَلب وَيَرْتَضي
إِنّ الْعَمى يَأتِي
مِن كلّ عَاليه وسَافِله
وَ
إِنْ لَم يَبْرَح مَوضِعه.
إِنَّ
الْعَقْل والْقَلم والْقِرطَاس
أعْلَم بِحَرْب الْكَلم

قَدْحُ أَسْئِلَة لِلْعَارِفِين
بِأَسْرَار الْهَوْن.

أَبْدُو كَمَا أَبْدُو

قَبْلَ وبعد
أَنْ حملت خَريفِي عَلَى كَتِفِي
ضَحَالَة .....
و
جُدُوع الْقوس
لَمْ تَدَعْ لِرُؤيَاي ....
أن ترى
مَطْلَعَ شَمْس الْأَحْلاَمِ

قدح من أسئلة العارفين.

في نزهة أسلمت نفسي
فيها
لدنيا الشعر.
سقطة دمعة على جفن
ورقة من غصن ..

قلت: ما بك يا بسمة حزن.
قالت : روح كانت تحلم
أن تسقى
من بستاني يعرف
طيب رائحة الزهر
و قيمة اللون.
القدر
ساق من اغتصب صباها.
زواج حلم شُؤْم

قلت: أما كان لك القبول أو الرفض؟
قالت: ماذا يفعل المقتول في يد الأهل؟

ولادة قبل الفجر
أنا.
الحقيقة
لا تخبر بما يختقي
تحت السِّتْر.
عين مغطاة بالدمع
فرح مكسو بكفن
أخفي فيه اسرار
دمع ينزف بطعم الحزن

قلت؛
أشم رائحة الْهَوْن
من شفاه تزل..!
كان رقصك على موسيقاه
أحن
كيف القول في السجن
إن كنت راضية بسواد الليل
ورائحة الموت تفوح
حين تزَنّ.
كلام
كالنظم شبيه الشعر
فارغ المعنى
صعب الفهم.
أ
أصدق
مخنوق البوح
أم آخر جنين في رحم قبر.

قالت: الموت ضاجع الموت
أنت لا تعلم
رماد كان يحرق طفولة
ترى وجهها في صفحة اليم
أنت لا تعلم.

مِنْ قَدَح الْعَارِفِين بِصَمْتِ الْخَائِفِين.

“الطريق إلى الحقيقة تتعدد بتعدد السالكين.”
- ابن عربي

كأنها "تَعْتَلِي سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى"

عَجَبَا...
حَتَّى لِمَنِ ارْتَضَت لها الرُّوح.. بُعْدا.!

أَنَاهَا..
تَطْلُبُ
مَا خَوْفها مِنِّي يَتَرَجَّى...!!!
اسْتِسْلاَما
لِرَغْبَة هَواهَا.

تهْوَى تَكْبِيل قَلْبٍ
بِسَدَى رَغْبَاهَا
بَيْنَ الْجُلُوس وَالْمَمْشَى
لِيَظَلّ حبِيسَ خُطْوَاها
فِي
وُقُوفِهَا وَمَحْنَاهَا

تَعْرِف..!
لاَ مَكَانَ لِي فِي مَحْيَاها.
تَعْرِف..!
مَا أَنَا سِوَى زُنْبُقَةً
فَوْقَ بُحَيْرَةٍ طَحْلَى مِياهَا.

تَعِيشُ
مَا تَعْشَقُ وترضى
خَادِمَة لِإثْنَيْن
وَالثَّالِتُ مَنْفَاهَا.
كَيْفَ لِي... كَيْفَ لِيِرْبُوع
أَنْ
يَكُونَ لَهُ مَكَان فِي جُنَيْنَة
تَرَبَّعَ فِيهَا بَنَاهَا.
صِبْيَة
رُضَّعًا مَا بَلَغْنَ بَعْدُ سِنَّ الْفِطَامَ.
و
مَا شَدَّ بَعْدُ الْعَظْمُ قِوَاهَا.
مَا لِقَلْبِي الْحَقَّ
لأخذ قَلِيلاً مِنْ لاَ شَيْء
مِنْ جَوَاهَا

مِنْ دَلْوِ قَصَائد الْعَارِفِين بِذَبَائِح الصَّبْر

"بانَ العَزاءُ وَبانَ الصَبرُ إِذ بانوا"
- ابن عربي

أَياَ فَاطِم...
القلب بَعْد
لَمْ يفْطم
مَهْلاً.. رِفْقا
الْقِي دَلْوَكِ فِي
بِئْرِ صَبْري
عَلَّك تَجِدِي
بَيْن الشُّقُوق
عَيْن فَيَّاضة
تُخْبِرُك
بِأَيّ خِنْجَر سَاحَت دِمَائِي.

أَنَا لَك
أَنَّى شِئْتِ
انْقرِي الثُّقُوبَ
لِتَصِيح
فُقَاعَات الْأَلم.
فَتَسْمعي الْأَنِين
تُدَثّره خِرَق الْمَاء.
لِيَتَعَرّى الصَّبْر لَك
يَتَعَرّى
لِيَأخُد النَّصِيبَ البَاقِي مِنْك
مُرْتَدِيا أَلْوَان السَّمَاء
يُجَفَّفها
حَرَّ الشَّمْس.. وَضَوْء الْقَمَر.
لَيْلا يَتَمَرَّغ
فِي بُرُودَة التُّرَاب
و
صَقيع الْوَحْدَة
وَ
صَعِيق الظَّلَام
تَحْت ظِلّ نَخْلَتَيْكِ

سأقول لك الكلام الّذي لا يحتاج إلى شفاه أو لسان.
- سلطان العارفين جلال الدين الرومي

حَوْل مِصْباح
الشك عِنْد النُّزُول
خَبَا الْكَلام
فِي
سَدِيم عَيْنَاكِ

عَتَّم الضَّبَاب
منه
لاَ تَرَى الْعَين النُّور
فِي أَوْج النَّظَر

لَا الرِّيح تَذْهَب بِالْكَلام
وَلاَ
الْكَلاَم فِيكِ
لَهَ أَثَر

مَذْعُورا
أَفِيقُ بَعْد السُّكْر
مِن لُعَاب الظَّمَأ

الْكَلِمَات تَكَلَّسَت
عَلَى الشِّفَاه كَالصَّدَأ،
شَكْوَاهَا
تَخْتَفِي خَلْف الرِّثَاء

مُتَأبّط حَيْرَتي
حَيْرة
مِنْكِ بَرَاء

كَلِمَات فِي ظِلاَلِك كَبَت
تَكَسَّرت
فِي السقُوط
والانكفاء

يَمُوت فِي الْحَيَاة، عِنْدما يَبْكي الْعَارِف بِأَسْرَار الحُبّ.

الْحبُ أعظمُ شهوةٍ وأكملها"
- ابن العربي

لَقَد أَصْبَح
عَنْجَد
ما تَخْفِين يَا فَارِكَة حَبّ النَّوَى
الْحُبُّ
ذَوْق لَا تَدْري حقِيقتهُ
وَاَنْتِ.. أَنْتِ
تَعْتَلي
تَتَدَلَّلي بَيْن يَدِ الدَّلاَّل..
تَائِهَة بَيْن سُعُوف النَّخْل
ضعيفة أَنْتِ
وَ
أَنا الأَضْعَفُ
أَنَا الْمُتَشَبِّت
بِأَهْدَاب كِبْرِيَاك