لماذا الرصاص ُ وجمر ُ الحِمَم
لماذا الأغاريد في الفجر دَم
لماذا الرّدى واتّساع الخراب
أليس الحياة لنا كالحلم
أنحوَ الدمار تهبّ الحياة
وخلف المذابح تمشي الأُمَم
أرى الحبّ لن يتهجّى الدماء
توقّف كفى أيّهذا القلم
فليس المسار ضياع الجهات
وليس الوجود احتراف العدم
وما البحر ممّا يجرّ السراب
وما الشمس ممّا تخطّ العتم
خُلقنا لندهش ممّا نراه
ونسمع ما خلف تلك القمم
خُلقنا لنفهم أنّ الحياة
رغيفُ الجميع وأسمى نغم
فطوبى لمن في الضياء مشى
وطوبى لمن للحياة ابتسم
أصيح بمن كان عبد الظلام
لقد أسفر الصبح رغم الظُلًم
وللسائرين تجلّى الطريق
فأنّى إلى التيه تمشي القدم
هنيئاً لكلّ خطى المبحرين
إلى عالمٍ بالرؤى يزدحم
هنيئاً لمن يبعثون الحياة
على شدوهم وهي بنت الرّمم
أياابن الشواطيء والأغنيات
وياابن النجوم التي لم تنم
وياابن الشعور الذي لا يموت
وياابن التوهّج ياابن الكَلِم
ترنّم فديتك للكائنات
فأنت لكلّ المدارات فَم
وأنت الذي شاكسته الطيور
على شاطيءٍ بالندى يلتطم
أحبّك تُقبل نحو الحياة
تحرّرها من سجون الألم
فأنّك من عالمٍ لا يبيد
على الدهرِ أو يعتريه الهرم
ربيعٌ رؤاك ونهرٌ خطاك
ونور محيّاك كالبدر تم
فإن أنت ناديت باسمي إليك
هتفت بسمع الحياة نَعَم