كوني كالماء .. ـ شعر: عبد الحكيم مُعاري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

كوني كالماء ..
صافيا .. في شراييني يَتدفَّق
يسيح فيَّ .. يُسقي أغصاني الهيمى
كوني شؤبوبا .. ينزلُ بأناة
لـيهدأ من رَوعـهِ .. فـؤاديَ
فإنه يـخفق .. بـحبك يـخفق

كوني كالماء ..
اجري .. لا تتوقفي ..
شُقِّي فيَّ .. أنهارًا وأنفاق
اسقي عروقي ارتواءً ..


لولا الماء ما اختلف النِّصابُ
وما قُسِّمت .. يا حبَّاه .. كلَّ الأرزاق
فـقلبي مهيُومٌ .. وعيناي بالبكاء
قد خرجت من الحملاق
وبعضي الآخر .. مُصابٌ بالتِّيهِ
أظنُّه عقلي .. يا مُهنِّدَتي ..
قد سلَّم للحُمق كل الأوراق

كوني كالماء .. كمياه البحر
تجرِفُني إليكِ .. تجرُّني نحو الغرق
في شريعة الحبِّ .. أنا بحّارٌ ورُبّان
لكنَّ موجَك .. سلبني بوصلتي
وتركني تـوًّا .. إليكِ حالمٌ وتـوَّاق

كوني كالماء ..
يَذهبُ بالصُّداع .. والدُخان
يُطفيء عنِّي .. سَموم الأشواق
يُنظّفُني .. من جرحي والأدران
يغسلني من رزئي وآثار الاحتراق
كوني رعدًا .. برقًا .. أو شيطان
أطفيئيني من نارك .. فقط أطفيئيني
فـإني أحترق .. بـهُيامك أحترق

لا القلبُ اصطبر على الفراق
هيمانٌ أنا .. في مفازة الجنون
ولا جوارحي قبلت أن تتَّفِق
تَصدَّع القوم ... والأشـياء ..
من حولي .. الجميعُ تَـفـرَّق
وبقيتُ عصورًا .. سائـحًـا
أجمعُ شُتاتي .. لأصنع بها الزَّورَق
وبعض ذكريات .. ربما سَتُرشدُني
إلى حيث أنتِ .. تنتظرين اللقاء
وربما أتيهُ .. ويغيبُ عني المَشهد
فأنسى متى أحبَبت .. ومتى وُلدتُ
ومتى كانت أصلًا .. بداية الخلق

كوني كالماء .. مهما سفر
يعود إلى أصوله .. من حيث انطلق
سأسبقك إلى هناك .. الحقي بي ..
سأحررك .. سأدفع ضريبة العَتَاق
لنهيمَ في الكون معا .. ولا نشبع
من الحياة .. ومن القُبل والعِناق

كوني كالماء ..
فإليكِ .. دائما .. أنـا حــرَّانٌ
والعطشان .. من الماء لا يقنع
               حتى وإن غرق

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟