وَعَصَفَتْ بصَقيعهــا ريـحُ الخريــف ـ شعر : المهدي محمد

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

حافي القدمين أمشي،
وتارة أحبو،
على أسمال أرض  أثخنتها السنون..
والنوارس تحوم حول جثتي
الملقاة على حافة الوجود ..
لا تراوح المكان نبشا عن الحقيقة،
و لا تبرح الزمان منذ أفصح
الإنسان عن سر الصمت الساكن فينا منذ الأزل .
وتسألني الأغنيات على أي الإيقاعات أنيخ
سُلّمي وأنحني ،
وبأي الطقوس أَزُفّ سرايا الشهداء وأحتفي،


وبـأي البيارق أَلُـفُّ أجداث الغادين،
وألملمها قبل انبلاج الطيف،
وقبل انصرام الصّـيـف..
وهذا وقع الجنود يثير الوجع الساكن فينا منذ الأزل،
ينثر بذور الهوان بين أخاديد النفس،
ويتلو على المـلأ أسفار الموت ،
وآيــات الحكــم .
أي الفريقين فينا ،
يرعى الجياد على ضوء النجوم ؟
وأي الفريقين فينا،
يحرس لـيل المريدين عقب كل صلاة ؟
ومن أي صوب أرقب تشظي الأفق الممتد فينا قســرا ؟
وعلى أية ملة أذبح ما تبقى من نزق،
وأصلي لآلهـة العشق ؟
وبأي الموازين أقيم القسط ،
وأسدي معروف العمر إلى حجيج الميادين ،
وأُعَمّـدُ بالدم المنقوع في ماء الحياة أرواح الشهداء ؟؟؟
وبأي الشعارات أحشد الهمم في الميادين،
وأصدع بالثورة في وجه الطغيان؟؟
وأجعل للجياع يوما للتمني ،
ويوما للعصيان..
وأجعل للطغاة يوما للبوح،
ويوما للغفــران .
هكذا تكلم الشعب ذات ربيع،
وسجل الشاهـد انكفاء الدمع في المُقـل..
حين باع الحلـمَ أبنــــــاءُ الوطن،
وعصفت بصقيعهــا ريح الخريف .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟