حريتي. - شعر : عبد الحفيظ أيت ناصر

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

متى أعيش حياتي المرجأة
غدي الذي لا يأتي
متى أعيش أمانيَّ المعلقة

بؤسي كله أني لم أمارس يوما حريتي
لا شيء لي
لا املك ناصيتي

حلمت وأردت لو أني كخيط شمس أو نفحة هواء
تمر وتمضي حرة
هكذا متأملا وجه المستحيل أمِلت

الهواء في صدر غير الحر سِدر وزجاج
والشراب
علقم وملح أجاج

الحرية حد الكائن
فما هو
اذا خسر الأفق

والطائر هل يعيش
زاهيا
اذا الجناح احترق

دون ماهيتي
يصيح الغريب هنا وهناك
لا أشرق الصبح لا أشرق

الحرية حد الكائن، عدمها خسران كينونته
غيرا يصير
يفقد انسانيته

حرية أوديب أن يفقأ عينيه
ما هو اسوء من هذا الاختيار
أن يعيش وعلى صدره بؤسه الاخلاقي

سيزيف عيل صبره في البداية
تغير رأيه
بعد ان عرف ان الصخرة حريته الوحيدة

أي بؤس ومأساة
في أن تختار الخيار الوحيد الممكن
وتعلن هذه الحرية الشوهاء

الحرية الوحيدة حتما تحررك
يسأل الغريب مم
من العبث والسخافة

هكذا عشق سيزيف صخرته
لا مهرب هنالك
فأجعل لصخرتك معنى

اختر بين خيارك الوحيد ونفسه
اختر الصحراء
وانت في المنفى

العبء الاخلاقي عمى أوديب وموته
لولا نبوءة الكاهن
هل كان أوديب ليبقى

يريد الكائن البئيس أن يجرب ما لا حد له
ويعيش حريته
ليصير الكائن الاسمى

أوديب فقأ عينه
والعبء الاخلاقي الاصل
كان الجريمة الأولى

ما يطاردنا في وضعنا البشري
كان ما جرى
في الصراع على الأنثى

فأبناء من نحن
مجبولين على الصرعة
وخيط الخير فينا اوهى

ابناء من نحن
يسأل الغريب
نحن ابناء الضعيف الاقوى

من نحن وأبناء من
مازال الغريب رافعا استفهامه
من ابانا الذي بأمنا بنا؟

كيف نسير في دروبنا
دون ثقل
كيف نحب ونهوى

كل حريتنا السؤال
نحن الذين
لن نعرف ما جرى

ماذا فعل ابناء عبء أوديب الاخلاقي
حريتهم ان نلوم اباهم
ونعرج عن حياتهم وننسى

اين العاصم الجبل والقبس، يسأل الغريب
والنار؟
لا جبل، لا نار ولا هدى

معجزة الانسان جنونه
وحريته الوحيدة
أن يسافر بحثا عن المعنى.

 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟