الأحد, 13 شباط/فبراير 2022 22:43

الهجرة والتنمية: موضوعا للدرس الافتتاحي للمركز الجامعي لدراسات الهجرة

قيم الموضوع
(0 أصوات)

في إطار تفعيل البرنامج العلمي السنوي للمركز الجامعي لدراسات الهجرة، نظم هذا الأخير درسه الافتتاحي للموسم الجامعي 2021-2022 برحاب كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، وذلك يوم الخميس 10 فبرير 2022 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. وقد حضر هذا النشاط العلمي الوازن السادة عمداء ورؤساء المؤسسات التابعة لجامعة محمد الأول، إضافة إلى مجموعة من الأساتذة والطلبة الباحثين من تخصصات معرفية متنوعة.
وتميز الدرس الافتتاحي بحضور الأستاذة الباحثة "نزهة الوافي"، التي ألقت الدرس الافتتاحي للمركز الجامعي لدراسات الهجرة في موضوع: "الهجرة رافعة للتنمية المشتركة وركيزة للتعاون في إطار المشروع التنموي الجديد".
قامت السيدة "إرزي زليخة" بإلقاء كلمة باسم رئيس جامعة محمد الأول، أشادت فيها بالمجهود الذي قامت به الأستاذة الباحثة "نزهة الوافي" خلال فترة توليها لمهام وزيرة منتدبة مكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، كما نوهت بحسن اختيار الموضوع. وأشارت السيدة "إرزي زليخة" إلى ما يمثله الإسهام الفكري والثقافي للجامعة المغربية من أهمية تتيح بلورة مقاربات نظرية تواكب الديناميات الاجتماعية والتوجهات الحكومية.

وخصص عميد كلية الطب والصيدلة السيد "خالد السراج الأندلسي" كلمته للترحيب بالحاضرين، وللتذكير بانفتاح كلية الطب والصيدلة على كل المبادرات الأكاديمية والعلمية.
بدوره، رحب السيد "نور الدين عالم" عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالحاضرين، وأشار إلى أن الهجرة ظاهرة مركبة تستلزم مقاربتها العلمية الانفتاح على أبعادها التاريخية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية...إلخ. وختم عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية كلمته بتوجيه الشكر والتقدير إلى رئيس جامعة محمد الأول السيد "ياسين زغلول" بحكم دعمه لكل المبادرات العلمية بالجامعة.
وفي مداخلة لرئيس المركز الجامعي لدراسات الهجرة، أشار الأستاذ الباحث "عبد الحق البكوري" إلى أن المركز بنية متعددة التخصصات، واعتبر أن المركز يأخذ على عاتقه مهمة الإسهام في خلق إشعاع علمي لجامعة محمد الأول. ليبرز بعد ذلك انطلاقا من مجموعة من المعطيات والإحصائيات أن الهجرة ظاهرة عالمية ترتبط بالبحث عن حياة أفضل. فانتقل من السياق الدولي إلى السياق الإقليمي والمحلي، مبرزا انتقال بلدان شمال إفريقيا، ومنها المغرب، إلى بلدان لاستقرار المهاجرين. وأمام التدفقات الهجرية المستمرة في السنوات الأخيرة، عمل المغرب في سياساته على مواكبة هذه الحركية ابتداء من سنة 2013 مع انبثاق الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء. كما تطرق رئيس المركز الجامعي لدراسات الهجرة إلى دور الحكومة في تنزيل الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، ونبه إلى ضرورة تحيينها لمواكبة المستجدات. وأبرز في مداخلته ارتباط الهجرة بالتنمية، وما تتيحه من فرص لتنمية التعاون جنوب-جنوب. في هذا الصدد، أشار الأستاذ الباحث رئيس المركز الجامعي لدراسات الهجرة إلى الدور الهام للمرصد الإفريقي للهجرة في تعزيز التعاون؛ سواء بين الدول الإفريقية، أو في علاقة الدول الإفريقية بباقي الدول والمنظمات الدولية.
وكما كان مبرمجا، تطرقت الأستاذة الباحثة نزهة الوافي في درسها الافتتاحي إلى موضوع: "الهجرة رافعة للتنمية المشتركة وركيزة للتعاون في إطار المشروع التنموي الجديد". عبرت الأستاذة الباحثة في البداية عن سعادتها بإلقاء المحاضرة التي تنسجم مع مجال اهتمامها، لتعمل بعد ذلك على الإشادة بتجربة المركز الجامعي لدراسات الهجرة، خصوصا في الجهة الشرقية التي تعتبر جهة هجرة بامتياز.
تطرقت الأستاذة الباحثة نزهة الوافي في مداخلتها إلى أربعة عناصر أساسية تتصل بدور المغرب في مجال الهجرة، الواقع الحالي للهجرة في زمن الجائحة وتنامي مد اليمين المتطرف، الهجرة كملف ينبغي أن يحظى بالأولوية بالنظر إلى عمق التغيرات التي يشهدها العالم، الهجرة كدعامة للتنمية.
عملت الأستاذة الباحثة نزهة الوافي على إبراز الدور التاريخي والراهني للمغرب في ملف الهجرة؛ فمن احتضان اليهود بعمق حضاري إنساني وديني أخلاقي إلى احتضان المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء وتسوية وضعيتهم القانونية. لتعزز نقاشها بمثال احتضان المغرب للمرصد الإفريقي للهجرة، بل ونضاله من أجل احتضانه، وهو ما يتيح بناء برامج واستراتيجيات تعطي أجوبة واقعية.
ويتميز واقع الهجرة والمهاجرين في زمن الجائحة بالصعوبة، ويزداد هذا الواقع تعقيدا في ظل سياقات تتسم بتنامي الكراهية والتحريض ضد المهاجرين لدواع سياسية في بلدان الاستقبال. مما يعيدنا حسب تعبير الأستاذة الباحثة -في وضع أشبه بالانتكاسة- إلى ما قبل عشرين سنة.
ويرتقب أن يشهد العالم في حدود سنة 2050 موجات نزوح ضخمة، وقد شبهت المتدخلة الأمر بالزلزال الناجم عن تنامي وتيرة ومعدلات التغيرات المناخية والتوترات السياسية والعسكرية.
وقد عادت الأستاذة الباحثة إلى تقرير لجنة النموذج التنموي الجديد التي أكدت على أن الهجرة تعتبر رافعة للتنمية، ومن خلال ذلك اعتبرت الأستاذة الباحثة أن الجواب الذي يمكن أن تترجمه الحكومة عمليا لتفعيل هذا التصور هو النظر إلى مغاربة العالم باعتبارهم مواطنين عابرين للحدود الوطنية. وقد أقرت المتدخلة في درسها الافتتاحي بوجود طلب من طرف مغاربة العالم للاستثمار والمساهمة في التنمية رغم أن ما يخصص للاستثمار المباشر من مجموع التحويلات المالية لا يتعدى نسبة 10 في المائة. ومن أجل تعزيز الإسهام التنموي لمغاربة العالم، أبرزت القيمة المضافة التي يمكن أن يقدمها البرنامج الوطني لتعبئة الكفاءات المغربية بالخارج. ورغم أهمية البرامج المخصصة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، فإن ذلك لا يخفي وجود نقص أو تقصير مسجل ينبغي العمل على تجاوزه خصوصا على المستوى القانوني والترابي. وذلك لمواكبة التوجيهات الملكية السامية الخاصة بملف الهجرة، وللانسجام مع المرجعية الدستورية، وللاستجابة لانتظارات المغاربة المقيمين بالخارج من أجل تمكينهم من ممارسة مواطنتهم الفعلية العابرة للحدود الوطنية.

إنجاز:
* عبد الحق البكوري: رئيس المركز الجامعي لدراسات الهجرة، وأستاذ باحث في علم الاجتماع
خليد العوني: طالب باحث في سلك الدكتوراه

معلومات إضافية

  • طبيعة النشـــــاط: درس افتتاحي
  • الجهات الداعمة للنشاط: لمركز الجامعي لدراسات الهجرة،
قراءة 6761 مرات

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

آخر المقالات