dal14.jpgحالة السيد جاك كنموذج
يدخل الأستاذ جاك إلى قاعة الانتظار الفخمة بمقر الإذاعة،يلقي نظرة قلقة على الساعة ،إنها السابعة و النصف مساء.
على الساعة الثامنة ،سيقدم جاك عبر الإذاعة أول عروضه الأربعة...بعد نصف ساعة إذن.
أصبح لهذا الحيز الزمني معنى لا منته، معنى لوضعية لا خلاص منها إلا بالهرب... يشعر جاك بهذا الحيز من الزمن و هو يتضاءل...إلى أن يحل الحدث الرهيب.
يصعد جاك في المصعد ،و يأخذ مكانه في قاعة الانتظار ،يجلس و الساعة تشير إلى السابعة و خمس و ثلاثين دقيقة ،يفرك أطراف أصابعه المتعرقة ،إنه خائف يرتعش و الخجل يشل حركته ...
تشير الساعة الحائطية إلى السابعة و أربعين دقيقة ،معلنة انسياب الثواني دون شفقة ، مما يزيد جاك توترا و قلقا .يمر المشرفون على البرامج و يلقون التحية، و يتحدثون معه حديثا عاما، إلا أن صوته يظل خافتا و غير واضح، فكيف سيكون عليه الحال عندما سيجد نفسه أمام الميكروفون ؟... يجلس مرة أخرى ،و الخوف يتملكه أكثر من ذي قبل.
عند الساعة السابعة و خمسين دقيقة ،كان جاك قد وقف و جلس لمرات عديدة ،يجفف يديه المتعرقتين و الآخذتين في الارتعاش.
مخيلته لا تكاد تهدأ مستبقة فعله ،مما يشعره أكثر بالضيق ، فهو لم ير الميكروفون من قبل ليجد نفسه الآن أمامه و الآلاف من الناس سيكونون في الاستماع إليه،ليسخروا من أبسط خطأ قد يرتكبه ، بسبب الخجل الذي يسيطر عليه بشكل يبقى معه الارتجال مستحيلا.
على الساعة السابعة و خمس و خمسين دقيقة ، اقترب المذيع من جاك الذي أحس بانقباض مفاجئ و بطنين في أذنيه،لأن الحدث أصبح أقرب مما كان عليه من ذي قبل ، مما جعل ضيف الإذاعة في حال لا يحسد عليه.
"تفضل معي يا سيدي"

أنفاسالبكاء خبرة سيكولوجية يمر بها كل إنسان فى مختلف مراحل حياته، صغيراً كان أو كبيراً، ذكراً كان أو أنثى، غنياً كان أو فقيراً، ورغم شيوع خبرة البكاء لدى جميع الناس، إلا أن الملاحظ أن الدراسات التى أجريت على البكاء، أو الكتابات التى أثيرت حوله، قليلة جداً وأغلب الظن أن مرجع ذلك إنما لكون البكاء خبرة سيكولوجية مؤلمة، والإنسان عادة ما يبتعد عما يؤلمه سواء بقصد أو دون قصد، فلا الكتاب يريدون أن يكتبوا عن البكاء، ولا القراء يقبلون على القراءة عنه !!.
والحقيقة التى لا شك فيها أن البكاء آية من آيات الله عز وجل فى النفس الإنسانية، مثله تماماً مثل الحياة والموت والخلق، فهو القائل سبحانه: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى {43} وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا {44} وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى {45}) النجم: 43-45، فهو سبحانه الذى خلق البكاء وسبب دواعيه، وجعله ظاهرة نفسية عامة ومشتركة لدى جميع البشر على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وألسنتهم ومذاهبهم وبيئاتهم، فالبكاء لغة عالمية لا تختلف باختلاف الألسن أو الثقافات أو البيئات، فالجميع يبكون بنفس الطريقة ولنفس الأسباب غالباً.
وغالباً ما يكون البكاء مصحوباً بانهمار الدموع من العيون، ورغم أن للدموع وظيفة فسيولوجية تتمثل فى ترطيب العين وتليين حركتها أثناء النظر من جهة إلى أخرى، وأيضاً زيادة مقاومتها للعدوى، إلا أن لها أيضاً وظيفة نفسية، فالخبراء النفسيون ينصحونك بالبكاء، وأن تترك العنان لدموعك تنهمر على خديك، عند تعرضك لمواقف نفسية صعبة أو توتر عصبى شديد، فالدموع تجلب الراحة النفسية لأنها تساعد على إزالة التوتر النفسى والتخفيف من الضغط العصبى على الإنسان.

ا المرأة أكثر بكاءاً من الرجل
يؤكد العلم الحديث أن المرأة أكثر بكاء من الرجل بسبب زيادة عدد الغدد الدمعية لديها وغزارة إفرازاتها عن الرجل، والحقيقة أن الدموع تاج على رأس المرأة لا يعرفه إلا الرجل، فالمرأة عندما تبكى فإنها تخفف من توترها العصبى وترتاح بدموعها، ولذلك فالدموع لها نعمة، أما الرجل فإنه لا يعرف كيف يبكى، فالتربية الشرقية تزرع بداخله منذ الطفولة أن الدموع للنساء وأنها ضعف وعيب يجب أن يخجل منه، ولذلك فالرجل يغلى من الداخل تماماً كإناء يغلى ويتبخر ويحتبس بخاره بداخله، أما الغليان داخل المرأة فيتحول إلى قطرات دموع تنفس بها عما بداخلها من غليان، لذلك تنفجر المرأة بالدموع، ولكن الرجل ينفجر فقط !!،  وقد يموت الرجل من هَمٍّ واحد ينفجر بداخله، ولا تموت المرأة من عشرات الهموم، لأنها تبكى فتريح أعصابها أولاً بأول، لذلك يقول بعض الفلاسفة أن المرأة أطول عمراً من الرجل لأنها أكثر منه بكاء وأغزر دمعاً.
ا

أنفاسأصبح التنمر اليوم مشكلة شائعة و خطيرة في المدارس، وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي بقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد، نتيجة تعرضه للتنمر، وتشير الأرقام إلى تعرض نصف الأطفال في مرحلة ما من حياتهم المدرسية للتنمر، وغالباً ما يخفي الأطفال عن الأهل  معاناتهم  بسبب  شعورهم بالخجل،  فهم لا يريدون أن يوصفوا بالضعف، ولمساعدة الطفل على مواجهة التنمر في مدرسته،فعلى الأهل أن يدركوا طبيعة المشكلة لينجحوا في مواجهتها وحلها.
كيف تعرف أن طفلك يتعرض للتنمر
يعرف التنمر بأنه تعرض الطفل المتواصل لمحاولات هجوم كلامية او جسدية او جنسية او تخويفية، وتشمل:
1- الضرب، او اللكم، او الركل.
2- تخريب ممتلكات الطفل.
3- إطلاق لقب على سـبيل السخرية والاستهزاء.
4- الإغاظة.
5- التعنيف.
6- التمييز العرقي.
7- نشر شـائعات خبيثة.
8- الإقصاء عن المجموعات او النشاطات.
9- تهديدات بالبريد الالكتروني.
10- التحرش بواسطة الهاتف.
كما أصبح التنمر الجنسي منتشـراً بين طلاب المدارس، وقد يشـمل:

أنفاسالخجل صفة الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التفاعل الاجتماعي، نتيجة لأسـباب مختلفة منها: فقدان الأمان والدفء العائلي، او التعرض للنقد المسـتمر، او الحماية الزائدة والمبالغ فيها من قبل الأهل، وعدم مسـاعدة الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية، وإتاحة الفرصة للتفاعل الاجتماعي، والاشتراك في النشاطات الجماعية.
ومن الملاحظ أن الشخص الخجول يميل إلى العزلة والانطواء، يتحدث همسا، ويتهرب من العلاقات الاجتماعية، ويتجنب الاشتراك في النشاطات الجماعية، وعندما يوضع في دائرة الضوء، يتغير لونه، ويتعرق، ويتجنب النظر في عيون الآخرين، ويعاني صعوبة في الكلام والتعبير عن نفسه، وقد يقوم بعمل حركات عصبية دلالة على توتره الشديد.
وجود طفل كهذا في العائلة قد يشعر الأهل بخيبة الأمل والإحباط، فلا شك بأنهم يرغبون بطفل ودود منطلق يتمتع بالجرأة والشعبية بين أقرانه، لكن هذا الشعور لن يجدي نفعا بل يجب أن يتخذ الأهل بعض الإجراءات التي من شانها أن تسـاعد الطفل على تحقيق الرضا عن نفسه وتحسـين أداءه الاجتماعي والمدرسي ومنها:
تنمية شعور الطفل بقيمته الذاتية بجعله يدرك مدى ثقة الأهل وحتى إعجابهم به، واستغلال أي فرصة لذكر أشياء  لطيفة عن شخصيته وانجازاته ونشاطاته في الأسرة ومع الأصدقاء، وتكليفه ببعض الأعمال التي تتطلب تواصلا مع الآخرين: كالرد على الهاتف، او دفع فاتورة المشتريات، او ما شابه.
عدم المقارنة بين الطفل والآخرين، سـواء من حيث الشكل او التصرفات، بل تقبل الطفل كما هو شكلا وسـلوكا.
توجيه الطفل نحو المشاركة الاجتماعية، والعمل على تنمية قدراته ومهاراته، وفي نفس الوقت يجب أن لا يتخذ هذا الأمر صيغة التدخل المباشر وإعطاء الأوامر، لان هذا في النهاية سـيوصله إلى الشعور بعدم الإيمان والثقة بقدراته.
توجيه عبارات اللوم، وإصدار الأوامر بالتوقف عن الخجل خاصة أمام الآخرين لن تجدي نفعا، بل على العكس ستبدو على أنها محاولات لانتقاده والنيل من شخصيته، وستزيد من تعثره ومن شعوره بالنقص.
امتداح وتعزيز قدرات الطفل، فالطفل الخجول يمكن أن يكون شخصا متفوقا في دراسته او متميزا في العزف او الكتابة او أي نشاط إبداعي آخر.

أنفاستختلف مواعيد ودورات نوم المراهق عن مواعيد العائلة والمدرسة، ويمكن للأهل أن يساعدوا على التزامن. ويعرف عن المراهقين رغبتهم في السهر حتى وقت متأخر، وصعوبة الاستيقاظ صباحا، ولهذا النموذج من السلوك سبب فيزيائي، وهناك طرق لمساعدة المراهق على ربط مواعيد نوم المراهق مع بقية العالم.
الساعة البيولوجية للمراهق:
لكل إنسان ساعة بيولوجية تؤثر على درجة حرارة جسمه، دورات النوم، الشهية، والتغييرات الهرمونية. وتسمى العمليات البيولوجية والفيزيائية التي تتبع لدورة الساعة البيولوجية  لمدة 24 ساعة بالإيقاع اليومي، فقبل سن المراهقة؛ توجه هذه الإيقاعات اليومية معظم الأطفال للنوم بشكل طبيعي عند الساعة الثامنة او التاسعة مساء، ولكن سن البلوغ يعمل على تغيير ساعة المراهق البيولوجية ويؤخر ساعة النوم لديه إلى الحادية عشر مساء او أكثر، والسهر إلى وقت متأخر للدراسة او مع أصدقاءه يمكن أن يعرقل ساعته البيولوجية أكثر.
يحتاج معظم المراهقين إلى تسع ساعات من النوم ليبقى متيقظا بشكل مثالي خلال النهار، لكن قلة منهم بإمكانه الحصول على هذا القدر من النوم بشكل منتظم. فالواجبات المنزلية، والعمل بدوام جزئي، والنشاطات المدرسية، والأصدقاء، كلها أولويات أهم من النوم، وتشير الإحصائيات إلى أن 25% من المراهقين على الأقل  ينامون 6.5 ساعات او اقل  ليلا.
وللحرمان من النوم عواقب خطيرة، فالنوم أثناء النهار يجعل التركيز والتعلم صعبا، او حتى الاستمرار في الاستيقاظ في الصف، ويمكن أن يؤدي الحرمان من النوم الكافي إلى تذبذب المزاج، ومشاكل سلوكية، ويمكن أن يتسبب بتعريض المراهق النعسان للحوادث.
ويتبع المراهقون أسلوب تعويض ساعات النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع كحل لمشكلة النوم، إلا أن هذا الحل لا يفيد كثيرا، ويؤدي إلى إرباك الساعة لبيولوجية الداخلية للمراهق، كما أن محاولة إجبار المراهق على الذهاب مبكرا إلى النوم يؤدي إلى نتائج عكسية، فغالبا ما يستلقي في سريره مستيقظا لساعات.
ويمكن للأهل مواجهة هذه المشكلة، وعدم ترك المراهق تحت رحمة ساعته البيولوجية الداخلية، ويمكن بإتباع بالإجراءات التالية:
1- ضبط الإضاءة: عندما يحين موعد النوم، يخفف الضوء في غرفة المراهق، وتطفئ أثناء نومه، وفي الصباح، يعرض للضوء الساطع، فهذه الإشارات البسيطة تساعد على إدراك وقت النوم ووقت الاستيقاظ.

أنفاسما هو  الاكتئاب ؟
هل هو مجرد حزن ؟ تكدر في المزاج؟ زعل؟زهق؟... أم اكثر من ذلك
لنتأمل الأبيات التالية...
فؤاد ما تسليه المدام     وعمر مثلما تهب اللئام
أي فؤاد هذا الذي لا تسليه المدام ..بكل ما تفعله من فك للكوابح  وأي عمر ذلك الذي يشبه هبة اللئام هل تهب اللئام شيئا؟
ما هي الحالة النفسية التي يعكسها هذا البيت ...وكيف كان المتنبي حين قاله ..؟ ضجرا ...متبرما ..حزينا أم كل هذه الأشياء سوية

ترى كيف كان أبو تمام حين قال
هبي تري أرقا من تحته قلق        يحدوهما كمد يحنو له الجسد
لو يعلم الناس علمي بالزمان وما   عاثت يداه لما ربوا ولا ولدوا 

أرقا لا ينام
قلقا  غير مستقر
مكمودا حزينا
ضعيف الجسد حانيه
متبرما من الحياة كلها
 
وماذا عن ابن الرومي ذلك المتطير المتوتر
ولقد منعت من المرافق كلها    حتى منعت  مرافق الأحلام
من ذاك أني ما أراني            طاعما في النوم أو متحفزا لطعام
إلا رأيت من الشقاء  كأنني     أثنى واكبح دونه بلجام
قد حرم من كل شيء ...حتى في الأحلام...كلما حاول أن يأكل يكبح غصبا وكأنه ملجوم ومسلوب الارادة.

أنفاسالقلق,الخوف,الفزع,الهلع,الجزع , والرعب وربما الذعر أيضا, قد تكون أوصافا مختلفة لحالة واحدة تعكس تباينا في الشدة والمدة أو طغيانا لشعور على آخر في نفس السياق.
فالقلق هو الانزعاج وعدم الاستقرار والراحة ومن ذلك قول المتنبي
كريشة في مهب الريح ساقطة             لا تستقر على حال من القلق
ومنه أيضا قول المعري
العين من ارق والشخص من قلق         والقلب من أمل والنفس من حسد
والقلق.. التحفز, وكان الإمام علي قبل المبارزة يقول لصحبه "أقلقوا السيوف في الغمد" أي حركوها في أغمادها قبل أن تحتاجوا إلى سلها ليسهل ذلك عند الحاجة إليها.
فإذا ما ازداد القلق واشتد  أضحى ذلك خوفا يضطرب له القلب ويرف, ومنه قول ابن برد
فجاءت على خوف كأن فؤادها             جناح السماني يرعوي ويحيد
فإذا ما ازداد الخوف اصبح ذلك فزعا وذعرا وهنا  تزداد جرعة الخوف وحدته فلا يقوى الشخص على المواجهة  ويؤثر الابتعاد والتجنب وربما الهرب طلبا للسلامة والطمأنينة وسعيا للنجدة والغوث فيكون الشخص فزعا فازعا أي خائفا طالبا للفزعة والنصرة , فالفازع المستغيث.... والفازع المغيث, ومن ذلك قوله عليه السلام في الأنصار"إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع"وبها معنيين أي عند شدة الخوف, وعندما يستجار بكم لدرء ذلك, ومنها قوله في الإمام علي"فإذا فزع فزع إلى ضرس حديد" أي إذا استغيث به كأنما لجيء  إلى ضرس .
 ومن الفزع أيضا قول العرب فزعت لمجيء فلان إذا تأهبت له متحولا من حال إلى حال كما ينتقل النائم من النوم إلى اليقظة وفي ذلك قول الشريف الرضي
وأهب من طيب المنام تفزعا             فزع اللديغ نبا عن الإغفاء
وهي هنا بمعنى الخوف والذعر والابتعاد والانتقال من حال إلى حال.
ومن ذلك أيضا قول المتنبي
طوى الجزيرة حتى جاءني نبأ           فزعت به بآمالي إلى الكذب

أنفاستوضيح الأبعاد المرتبطة بالمتغيرات الجارية لوعي النظام والسلوك وطبيعة العقل البشري وبدء انتشار ملامح عصر قادم يمكن أن يبهر العقل الساكن والساكت عن تأمين الضروريات والإجراءات المترافقة مع ظهور ملامح وعلاقات وأنظمة دولية قادرة على استيعاب البنية الجديدة للحضارة المرتبطة بالتوسع الهائل في أنظمة الإعلام المختلفة والتطورات التقنية والاكتشافات والأبحاث الو راثية وتطور تخليق الكائنات الحية  في الأنظمة المخبرية وتسارع الهجوم الواعي لنشر الحريات العامة والحقوق الإنسانية والنسائية , والمشاركة الفعلية في صياغة القرارات الدولية على المستوى العالمي , وتزايد المطالبة بواقع ديمقراطي عالمي يستوعب الآراء والأفكار الجديدة وإحراز تقدم وتقارب بين مفاهيم مختلفة سائدة ومرتبطة بإرث تاريخي ونمط سلوكي ناشئ عن تطور مرتبط بوجودها الحيوي .
فالتغيرات العصرية الجارية والحضارة القادمة وما يلازمها من معرفة وأجهزة وصياغات تربك العقل القابع في كهف السلفية والجمود .
عقلية الجمود هذه بنظامها الأبوي تريد وقف الحياة عن إجراء أي تبدلات في بنيتها المعتادة, وقفها أو إرجاعها إلى بنية تتفق مع وضعية العقل المتسلط عقل لا يظهر استعدادا للتكيف والاعتراف بما هو جاري في نظام العالم من تغيرات قادرة على نسف القواعد المهترئة لأنظمة التسلط الأبوي ونسف مفاهيمها بلغه رقميه لا تعترف بأنظمة الرقابة الصارمة ومجبرين للتعامل معها لقدرتها القابلة للتوسع والانتشار.
فالقدرة على التكيف مع المتغيرات تحتاج إلى تضحية ذاتية وقدرة على استقبال المعارف المتباينة والمختلفة الناشئة من معطيات ملازمة للتقدم والتطور بمختلف المجالات الإنسانية الراهنة .
فالعقل لم يفهم كيفية ظهور المتغيرات في بنيته المترافقة مع إجراء انتقالات هامه في العصور التاريخية السابقة فالتبادلات التاريخية المؤدية  للارتقاء والتطور البشري الواعي جرى في أزمنة وصلتنا نتائجها جاهزة , مرتبطة في مخزوننا
المعرفي بدون أن نعرف ماهية ارتباطها بهذا العقل ولا الكيفية التي تم ربطها به نتعامل معها وكأنها مرتبطة بنشوء العقل ذاته . لم يعرف الإنسان الراهن بالتحديد كيفية حدوث الارتقاء من إنسان تابع للطبيعة إلى إنسان يمتلك استقلالية نوعية إلى حد ما .
فالمواقف والمعارف الاجرائيه توترات في بنية العقل ولم يدرك العقل أهميتها حتى أصبحت ضمن بنيته الأساسية مرتبطة به اشد الارتباط وتعبر عن مجرى نشاطه في محيطه الحيوي .