آثار التربية ودورها في تنمية شخصية الإنسان - عبد الحليم مستور

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

         "إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو أن الإنسان لا يستطيع أن يصبح إنسانا إلا بالتربية"[1]. ولعل من يرغب في فهم القول الكانطي، حريّ به أن يقوم باستنطاق منطوقه، ويخلخل ساكِنه، حتي يتسنى له اكتشاف أهمية التربية في حياة الإنسان. فعندما يقول لا يصبح  الإنسان كذلك إلا بالتربية، فمعنى ذلك أن التربية هي الفيصل بين الإنسان والحيوان، بل إنها الأداة ـ والغاية في ذات الوقت ـ التي  بموجبها ينتقل من أواصر طبيعته الحيوانية، ويتحلل منها ولو بشكل جزئي، لكي يتشكل فيه ما هو إنساني. وفي غياب هذه التربية لا يمكن البتة الانفلات من مخالب الطبيعة الحيوانية لدى الإنسان في مجموع تجلياتها ومظاهرها، سيما وأنها  تشكل  محطة التقاء وتقاسم بين الإنسان والحيوان، خصوصا في البعد البيولوجي الغريزي؛ فالإنسان قُدر عليه أن يكون على الشاكلة التي هو عليها الآن. وطالما نقول قُدر عليه، فالأمر يعني أنه مرغم على العيش في خضم مجموعة من الإكراهات والحتميات باعتبارها شرا لابد منه، وأولى بوادر هذه الإكراهات، يتجسد في فعل التربية. فمن يقوم بها؟ ولحساب مَن ؟ وهل لها غاية واحدة أم غايات متعددة ؟ ما الآليات المعتمدة لتحقيق هذه الغايات؟ وماهي الأطراف المشاركة في التربية؟

            شكل موضوع التربية مادة دسمة، لمجموعة من الفلاسفة والمفكرين على اختلاف مشاربهم الفكرية وخلفياتهم المعرفية والإيديولوجية، خصوصا في مجال العلوم الإنسانية التي تُعنى أساسا بدراسة الإنسان في شتى أبعاده، بغية اكتشاف حقيقته والتوصل ـ ولو بشكل نسبي ـ إلى دراسة مجموع الظواهر المرتبطة به ارتباطا وثيقا. كما الشأن هاهنا، بالنسبة للتربية، هذه التي تحيل على :" تبليغ الشيء إلى كماله، أو هي كما يقول المحدثون تنمية الوظائف النفسية بالتمرين، حتى تبلغ كمالها شيئا فشيئا، تقول : ربّيت الولد، إذا قويت ملكاته، ونميت قدراته، وهذّبت سلوكه، حتى يصبح صالحا للحياة في بيئة معينة."[2]

           والناظر في التعريف أعلاه، يستشف، أن التربية تسعى إلى بلوغ الكمال الإنساني، إن على المستوى البدني أو النفسي، وإن كان هذا الأخير يتخذ مساحة أكبر، قياسا بالجانب البدني. فالكمال النفسي يستهدف بالأساس تنمية القدرات الحس حركية وتقوية أو تعزيز الملكات الفكرية من تفكير وتحليل ونقد ومناقشة...ناهيك عن تهذيب السلوك، حتى يتماشى والقيم التي يسعى المجتمع إلى إرسائها. وبذلك، فالدافع وراء فعل التربية هو إعداد الإنسان لكي يكون منسجما ومتأقلما مع البيئة الاجتماعية التي يترعرع بداخلها. ما يفيد أن التربية فعل واعٍ وقصدي مفكر فيه، قِوامه بناء شخصية إنسانية لا تكون متمركزة حول ذاتها، أي ميلها إلى الاهتمام بالذات والانشغال بها، في مقابل لا مبالاتها أو إهمالها للآخر وباهتمامات الواقع. ومن ثمة، فإنها تمارس نوعا من التسامي والتعالي على الجماعة، بل، على العكس من ذلك، يفكر الإنسان في شخصه وفي "الأغيار"، متسلحا بالاعتدال والتوازن، بين مطالبه الذاتية الشخصية الضيقة، وبين مطالب الجماعة الاجتماعية التي ينتمي إليها. على اعتبار أن المرء لا يمارس أفعاله وتصرفاته وسلوكاته بمعزل عن الآخرين.

              ترتيبا على ما سبق، يتضح إذن، أن الحديث عن فعل التربية، لا يستقيم دون وجود الأطراف المشكلة لهذا الفعل. وبالتالي، نجد المُربي، وهو الشخص الذي يُنقل الشيء المراد تبليغه وقد يكون هذا الشيء عبارة عن فعل، أو قول ...يستهدف إما تعزيز شيء متوفر بشكل مسبق، فقط يتعين إظهاره، وإما القيام بغرس شيء جديد لم يكن معروفا من ذي قبل بالنسبة للشخص الخاضعة لفعل التربية. وتبعا لذلك، نستشف أن فعل التربية يقتضي ثلاثة مرتكزات أساسية : المٌربي، والشخص الذي نرغب في تعليمه أو تربيته، وأخيرا، الموضوع أي مادة التربية، التي قلنا أنها يمكن أن تشكل قولا أو فعلا مسعاه تثمين أو تعزيز أو تقوية أو غرس مهارة أو ملكة أو قدرة. في هذا السياق، يمكن التساؤل:  إذا كان الإنسان له قابلية ليصبح إنسانا، ففي ظل أية شروط وظروف يصبح إنسانا؟ وكيف يمكن للإنسان أن ينسلخ عن طبيعته الحيوانية؟

           يقدم لنا علماء الاجتماع الإجابة عن هذه التساؤلات في إطار ما يعرف ب"مؤسسات التنشئة الاجتماعية"، هذه التي تضطلع بتربية الإنسان. لكن، قبل الحديث عن البعض من هذه المؤسسات وبيان وظائفها في هذا الشأن، جدير بنا أولا أن نحدد ما المقصود بالتنشئة الاجتماعية ؟

يقصد بالتنشئة الاجتماعية :"تلك العملية التي يتحول بموجبها الأفراد من كائنات غريزية إلى كائنات اجتماعية، أي أعضاء في جماعة أو مجتمع. فهي سيرورة يتم بواسطتها نقل القيم والمعايير بهدف بناء كينونة اجتماعية وإدماج الفرد في المجتمع. للتنشئة الاجتماعية وظيفتان: فهي من ناحية تُؤمن إدماج الفرد في مجتمعه. ومن ناحية ثانية تحقق له التماسك الاجتماعي."[3]. ولعل غايتها تكمن في تحويل الإنسان من معطى طبيعي غريزي إلى معطى اجتماعي، متوافق عليه من طرف أعضاء المجتمع بشتى مؤسساته وأجهزته.  ومن هذا المنطلق، فالتنشئة الاجتماعية هي آلية لإدماج الشخص في مجتمعه، وهذا الأمر لن يتأتى مالم نُنقل القيم والمعايير التي تبدو للمجتمع أساسية للحفاظ على كيانه وضمان استمراريته وبقائه. وبالتالي، تحقيق التماسك الاجتماعي الذي يخدم مصالح الفرد والمجتمع على حد سواء، بخلاف التفكك الاجتماعي الذي ينم عن وجود اختلال ومرض يعتري أحدهما إما الفرد وإما المجتمع. فانسجام الفرد مع بيئته الاجتماعية كفيل بعدم انتهاك حرمة مجتمعه، بمعنى، احترام قوانين المجتمع ومختلف عاداته وتقاليده وأعرافه؛ لأن التخلي عنها، يعني في نظر المجتمع عدم الاعتراف به هو أولا وقبل كل شيء ككيان مستقل عن الأفراد، له الحق في ممارسة الرقابة والرعاية على أفراده. وبذلك، فالمجتمع يُنصب نفسه راعيا لأفراده، ويشرعن عملية الضبط والتوجيه اللتين يقوم بهما تجاه رعاياه، علاوة  على إذكاء روح المسؤولية والتضامن بين أعضائه، وإقناعهم بعدم محاولة التخلي عن قيمه ونظمه ومعاييره، بل الأمر يتعدى ذلك أحيانا للعمل على دسترتها وتقنينها.

        ويراد بالتنشئة الاجتماعية من منظور مصطفى حدية " تلك السيرورة المستقرة من التغيرات التي تطرأ على الفرد في مختلف مراحل حياته وتهدف إلى إدماجه جزئيا أو كليا داخل المجتمع."[4] وتعني كذلك : "عملية اكتساب القيم والمعايير والتمثلات الاجتماعية...عن طريق آلية الإدماج ولغرض تحقيق تكيف الفرد مع سياق اجتماعي يتسم بالدينامية والتغير."[5] إن الجدة التي أتى بها هذا التعريف، مقارنة مع سابقه تتمثل في الإقرار بأن التنشئة الاجتماعية عبارة عن سيرورة، أي أنها تقتضي الاسترسال في العمل والربط بين مختلف مراحل حياة الفرد، فلا يكفي الاعتماد على لحظة دون أخرى، بل، لابد من التروي في الرؤية وإيلاء العناية التامة لكل القيم والمعايير والدلالات ذات الحِجّية اللازمة لتمكين هذا الفرد من أدوات الاندماج داخل المجتمع، ومدّه بالآليات الكفيلة  بجعله قادرا على التكيف مع المجتمع الذي يقطنه، بمعنى تمكين الفرد نفسيا للإنصات لنبض المجتمع دون أن يتأثر ببعض المظاهر السلبية التي يصادفها بين الفينة والأخرى. وبالتالي، تجاوزها بمنأى عن التشظي والشرخ الجواني الخفي واللامرئي. وإن كان هذا الأمر معقدا، فقد بات اليوم أكثر تعقيدا، جراء التحولات التي يشهدها المجتمع على كافة الأصعدة، فمن بين خصائص المجتمع المعاصر، اتسامه بالتعقيد والغموض والتضارب على المستوى القيمي. فهو عبارة عن شبكة عنكبوتية خيوطها متماسكة ومتداخلة،  ومن الصعب ـ إن لم نقل من المستحيل الإمساك بها ـ من هنا، فوظيفة التنشئة الاجتماعية، ضمن هذا الاتجاه، تتمثل في محاولة انتشال الفرد من فردانيته المتوحشة والتي تنزع به نحو الفوضى والتدمير، من خلال تمكينه من الانخراط داخل الجماعة والاندماج مع أسسها وضوابطها، دون أن يؤدي ذلك الاندماج إلى القضاء على حرية الفرد وخصوصياته، التي يمتاز بها في نفس الوقت. وبعبارة أدق، بعيدا عن الذوبان والانصهار الكلي للفرد داخل الجماعة.

        استنادا إلى تناولنا لمفهوم التنشئة الاجتماعية بالتعريف والتعليق. اتضح جليا، أن هذا المفهوم قائم على أسس ايجابية، غاياته النهوض بالوضع النفسي والاجتماعي للفرد، حتى يكون متصالحا مع ذاته ومجتمعه. غير أن السؤال المطروح هو: هل التنشئة الاجتماعية تكون دائما ايجابية ؟ ألا يمكن القول إن التنشئة الاجتماعية يمكن أن تعصف بإنسانية الإنسان إذا ما تم توظيفها بطريقة غير معقلنة وبخطط غير مدروسة؟ في معرض حديثه عن سوسيولوجيا التربية كحقل معرفي، يهتم بدراسة التربية من منظور علم الاجتماع، ارتأى "بيير بورديو" أن يثبت "أن التنشئة الاجتماعية ليست تحريرا للمتعلم، بل إدماجا له في المجتمع في إطار ثقافة التوافق والتطبع والانضباط المجتمعي."[6] . ولعل كلام "بيير بورديو" يحيلنا بشكل مباشر على أهم المؤسسات التي تضطلع بدور التنشئة الاجتماعية في حياة الأفراد، سواء تعلق الأمر بالأسرة أو بالمدرسة... فالأولى، أي الأسرة، تشكل أول مؤسسة تربوية يعيش فيها الطفل منذ ولادته، بل وحتى قبل ذلك. وشيئا فشيئا تتسع علاقاته، واتصالاته بجماعات اجتماعية أكثر اتساعا من الأسرة، كجماعة الفصل وجماعة الأصدقاء..[7]. في هذا الصدد، لا أحد يماري، في كون الأسرة تشكل قلب المجتمع النابض، والمكان الآمِن والمحميّ الذي ينمو فيه الأطفال. لذلك، تعمل الأسرة كعامل مهم في عملية التنشئة الاجتماعية التي يتم فيها التعرف على معايير المجتمع – ما يُعد مقبولا من السلوكيات والتصرفات، أو ما يعد مرفوضا-[8]. من هنا، فأهميتها تتجلى في الدراسة التي قام بها عالم الاجتماع الأمريكي "تالكوت بارسونز"، مبرزا  أن الأسرة هي المكان الذي يتعلم فيه الأطفال قيم مجتمعهم، ويتم الاهتمام بشؤون المراهقين والراشدين ومتطلباتهم المتنوعة[9]. فالأسرة إذن ـ باعتبارها الخلية الأساسية في حياة الطفل بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة ــ تؤدي مجموعة من الأدوار والوظائف التي تتقاطع فيها وباقي مؤسسات التنشئة الاجتماعية، نذكر على سبيل المثال لا الحصر: أن  الأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل لغة أمه وبعض الأخلاق والقيم، فعن طريق الأسرة يكتشف نفسه ومحيطه، بل إنها تمنحه الهوية والأمان والحنان ومجموع الاحتياجات الأساسية التي لا يمكن أن تستقيم حياة الفرد بدونها. وبالرغم من القيمة الاعتبارية لهذه المؤسسة، إلا أن المتأمل في واقعنا المعيش، يدرك مدى تخلي الأسرة عن هذه الوظائف، مما خلف انعكاسا واضحا على البنية النفسية لدى الأبناء. ومن ثم، جعلهم عرضة للانتكاسات النفسية كالشعور بالضيق والقلق والتوتر... بل تطور الأمر ليصل إلى الاصابة بالاكتئاب نتيجة الحرمان العاطفي والوجداني وعدم الاستقرار الأسري. وبذلك، فالأسرة فقدت بريقها ولم تعد تقدم تلك الخدمات الجليلة التي أنيطت بها من ذي قبل. وهذا ما ساهم في إفقاد المجتمع توازنه، وما الانحرافات السلوكية التي نلاحظها إلا دليل قاطع على تردي الوضع الأسري عندنا، ناهيك عن تعاطي الممنوعات كالمحذرات والمشروبات الكحولية في صفوف المتعلمين وغير المتعلمين وشغب الملاعب وجرائم الاغتصاب والتحرش والسرقة ... وكلها مظاهر تبين أننا في حاجة إلى إعادة ترتيب الأولويات، وإيلاء الرعاية والعناية المستحقة للأسرة كنواة للمجتمع، لأن استقرارها وصلاحها، يعني استقرار المجتمع وصلاحه برمته، والعكس صحيح.

     غني عن البيان إذن، أن التربية كموضوع لحقول معرفية مختلفة ومتنوعة، ليس سهلا، ومرد ذلك، لكون فعل التربية يبقى وثيق الصلة بالإنسان، الذي يتسم بكونه كائنا زئبقيا لا يمكن حصره في هذا المجال المعرفي أو ذاك، وما تعدد العلوم الإنسانية، إلا مؤشر قاطع على صعوبة دراسة الإنسان. وبالتالي، دراسة كل الأفعال الناتجة عنه كما هو الشأن بالنسبة للتربية، والتنشئة الاجتماعية  والأسرة. فالفعل واحد، لكن منابعه متعددة، مما يستدعي ضرورة البحث عن الخيط الناظم بين كل هذه المكونات، وحتى يتحقق ذلك، فلابد من البحث عن مناهج جديدة مواكبة ومسايرة للتحولات التي يعرفها المجتمع، والقيام بثورة فكرية ومعرفية كفيلة بإعطاء الإنسان المكانة التي يستحقها بما هو كائن واع ومفكر وعاقل ويثبت وينفي ويرغب.... حسب الطرح الديكارتي، وبما هو غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة، يستحق الاحترام والتقدير لكونه إنسانا تماشيا مع المنظور الكانطي، وكذلك بما هو كائن حر قادر على الخلق والإبداع والابتكار متى استغل حقل ممكناته، فهو الكائن الوحيد الذي قُدر عليه أن يتخطى وضعه الاجتماعي وشروطه لكي يرسم معالم حياته المستقبلية وفقا للمتن السارتري. وبالتالي، فالإنسان مطالب أن يُموِضعَ نفسه داخل بنيات المجتمع دون أن يفرط في هويته الخاصة، ودون أن يعرض القيم الاجتماعية والمعايير والدلالات للتشويه، ومهما يكن، فالعلاقة بين الفرد ـ باعتباره جزءا لا يتجزأ من المجتمع ـ هي علاقة حميمية، قوامها الاحترام المتبادل بين الطرفين، وهذا يتحقق في الواقع العياني بواسطة التواصل والحوار والنقاش والإنصات والاصغاء الجيد لبعضنا البعض.         

 

[1]  - محمد اعليلوش :"التربية والتعليم من أجل التنمية" ؛ تقديم د أحمد أوزي ؛ الطبعة الأولى 2007؛ ص 29.

[2] - جميل صليبا: " المعجم الفلسفي"؛ الجزء الأول ؛ دار الكتاب اللبناني؛ طبيعة 1982، ص 266.

[3] - د أحمد أوزي، د الحسين باعدي، د عبد الواحد أولاد الفقيهي:" المعجم الفلسفي" منشورات مجلة علوم التربية العدد (45)، ط 2018، ص 45.

[4] - امحمد عليلوش:" التربية والتعليم من أجل التنمية" م. س ؛ ص 126.

[5]  عمر أمريس قراءة لكتاب مصطفى حدية " سيرورة التنشئة الاجتماعية في الوسط الحضري بالغرب" مجلة الرسالة التربوية عدد 27/ 1993 ص 138.

[6] - جميل حمداوي: " أسس علم الاجتماع" مطبعة الخليج العربي، 152 شارع الحسن الثاني، تطوان؛  الطبعة الأولى 2016؛ ص 233.

[7] - د أحمد أوزي " المراهق والعلاقات المدرسية" منشورات علوم التربية، الطبيعة الثانية ص 93.

[8] - كريس يويل؛ كريستوفر ثورب " موسوعة علم الاجتماع" ص 32.

[9] - المرجع نفسه، ص 32.

تعليقات (1)

This comment was minimized by the moderator on the site

تحياتي الأستاذ مستور ومقاله الجيد موفق باذن الله

عبد الهادي
لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟