يأتي النهارْ
يأتي فأقرأُ ما يُقاسيهِ الرداءُ ,
رداؤهُ من جُلَّنارْ
يأتي النهارُ , نهارُ آذارٍ فأَشهَدُ ذاهِلاً
أَنْ لا غيومَ سِوى العنادِل والحُبارى
وتَخِفُّ كأسي لافتضاحي
فَهيَ منْ دونِ الندى والآسِ
تَعْشَقُني جَهارا !
والكأسُ من دون المناسكِ منسكانِ :
الحلم والذكرى
أماناً تلكَ أطواري وبعض مَقاتلي

على جبهة معبودة الشمس كتَبت ..
طفلةٌ أنتِ وأنثى وأنا ...
مكتشفٌ ضاع ولم يكتب وصية
والرحيل اعتصر الكوكب ..
حتى منتهاه ..
وشفاه الورد ما زالت عصية
معبد يحتل قلبي ..
وما زلت أسافر
والمجوس ارتحلوا نحو الظهيرة
وأنا أسكُنها النار العتيَّة
ونساء ٌ في الفرات

إني ولأجلكِ أوقدتُ قناديلَ الماضي المنسيَّهْ
إني أسترجعُ ضحكاتٍ
هربتْ مِن مَعقِلِ شَفتيَّهْ
لِترَي جَهْراً
مَن مِنّا يُصدِرُ أحكاماً حين يسودُ
ومَن مِنّا بالتالي ضحيهْ !
لكأني اشتقتُ الى نزفي
والى قلقي والى ضعفي
دمعي شتاءٌ يهمي في فصلِ شتاءٍ
وشتاءٌ في فصل الصيفِ !
لكني

ظلال حزينة
تمشي على خاطري
بادلتني الرُّقاد
ووجهي خصام على القوس
يحفر في الغيم نسلي
تقاربت النزوات
كأن العلاقة بين ضلوعي شقاق
زنازين أسْتَيْقَظَت من منامي
بمهلِ الغياب
تبلَّل صخب الشبابيك
ضاقت بي الطرقات

إلى روح طيب زمانه: عبد الرحمان

عفيف كريم كتوم حافظ للسر
صادق حاذف عاشق للخير
عطوف ودود نصوح للصغير والكبير
صريح سموح أنيس للغريب والمستجير.
إنه الناسك في محراب عفافه،
الراسخ في تربته والصابر على بلائه،
الرافل في نعمة كبريائه وصفائه.
بالأمس القريب كان لنا ساعدا يسندنا كي نواجه المصير،
كان لنا الحكيم الذي نستنير برأيه والمشير،
كان الزائر السائل دوما عن الغائبين والمتعبين والذين شدوا الرحيل.

كان يرى
في ما يرى النائم
أنه يغطس في البحر
يتنفس الماء و يلاعب الحيتان

كان يرى
في ما يرى النائم
أنه يسكن الشمس
يصطلي ويصلي في قرصها

كان يرى

حين يكون الوقت بيني وبينك
تذبحني التفاصيل
وترهقني الأحداث العابرة
التي تكون ما يسمونه زمناً
الوقت بيني وبينك لاوقت
والزمن لازمن
تضيع مني كل لحظاته
وأكبر فيه دون العمر عمرين
فكم هو قاس عالمي بدونك!
لكني أظل طفلة ...
أريد أن أكون طفلتك

تَقطّبتِ الشمس على جبيني
تمركزتْ بين عينيّ
حَفرت جمجمتي .. تحفرها … تصقلها
مرآ ةُ جبيني
تعكس العالم وتذوب
يا ذوبان العالم على جبيني

نشوةُ الحرارة على جبيني
اِعشَوْشبي
يا طرقاتي اِعشوشبي
يا أخاديدَ جبيني أنبتي

للأنثى مثلُ حظِّ قمرين ِ،
 و تشهدُ البراري ...

ناعستُ بالعشبِ أطرافَ النسيم ِ،
شددتُ البحرَ من موجةٍ ..،
في القلبِ قطرتُ نجمةً  نجمةْ ..
لكنْ ..
مشبوحٌ جناحُ الغيم ِ بأخيلةٍ
تهوي في المرايا،
واللونُ يكبرني بكثيرٍ من الأبيضْ ..

1-  نبض يرتب الجمر المعتق
 لم ظلت
الكواسر الحمراء
طليقة
في الطريق ..،
و الأحجار
في رماد الحرف
و المقاهي
ظلت
تلوك حديث
السقوط

امن أرض تقحلت في جفون البشر..
من جفون تهدلت بوهم القدر
من قدر يصنع اقداما يعتبطها خطو السقر
من سقر يلتهب سجينا في عمق الحذر
من حذر يمكر طيفا صدق الاثر..
من اثر مفجوع الاسناد حرفه استثر ..
يصيخ سمع دواخله ..
مبتث الاوار...
بين الصقيع الى جليد انفاسه تتعثر...
في تجاعيد الانسلاخ..
.. يصيح من عري التجلي ..

هديل يمامة
على صدر برية
تغازل أشرعة السماء
جائع أنا
لمـاء
يعبق في الدجى
لوقت
يجرحه المساء،
تحضرني زائرتي
وكأن بها حياء
ترف على وجهي

يجلس الطفل الناسك المنتشي
بحب الذات الإلهية كالحلاج
يفنى عشقا وهياما كالمشتهي
ينتمي لعالم ينظر للإنسان من ثقب إبرة
ينتهي بين التثليث والتوحيد
ويموت قبل ان يولد في تخوم غيمة جدباء
وفي  وجه العالم الآخر
تخمة في الحيرة
تخمة في  السؤال
ترقد في حنجرة بكماء
ثقافة تقديس أجهزة الصلب و الإعدام

أقف على شرفات الكون
الدنيا غارقة في صمت
 وسكون
الشمس تغفو
 تنام ...
في راحة يدي
 تحلم...
 
أبحر مع الرياح الهادئة
عابرا أقاصي السماء
وسط النجوم التي لا تهدأ

هل أتعبك الزمن لترحل عنا..؟!
دون أن تدرى كم سيتعبنا فراقك
كنت تترجى الإله
بأن لا يذهب إلى السماء
ويتركنا
لأن الموت يرفرف بجناحيه فوقنا
وعلى الباب يدق..
 
آه ...من  فتح له الباب..؟
جاهل أو عدو
أم أنه قد رحل إلى السماء الصمّاء

قال الشيطان للباب المنخور
خذ حفنة من هذي الأرض
حفنة طيور ...
واذبحها ..
وانثر دموعها ...
الحمراء بأرض
الزرقاء بأرض
والبرتقالية
وصفق لها ...
ستطير إليك ...
خاضعة

بغداد ...
تعطل ماضيكِ عن لثم الأشياء
تمثل حلمكِ في شكل سراب
إني أرنو صوب فوانيسك
من جرح في شفة المحراب
لو كان الرب كأنضج منا
ما عذبنا حتى نرتاب
بغداد ...
الغصص كثار هذي الأيام
ويطوف بنا ناطور الليل بلا مصباح
تنسل وجوه الحوف لعين المرآة

كلّ له قيثارة إلا ..
أنا
قيثارتي في القلب حطمها الضنا
كانت
وكنا
والشباب مرفرف
تشدو فتنشر حولها صور المنى
واليوم
كفنّنا السكون ولم نزل
بربيع عمرينا
فمن يرثي لنا .. ؟

في رفيف الأقحوان على جدار الحلم يختبئ النشيد
في مداخل قلبك العذري تشتعل الشموعُ
تنير أمكنة أعدت للسجود
دمكِ الآن يصلي
لا تخافي
فالمدينة أحتويها في فؤادي
والمسافة بين أرصفة التذلل والمساجدِ
لا تعادل آهة
ُدفنت لتولد من جديد
في دمي الآن اشتياق لدمك
لا تقتلي الجرح المجمّل بالشفق