التراث الثقافي والمعتقد الديني
تسلط هذه الرواية الضوء على واقع الحياة داخل الواقع العربي عقائديا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا مع التركيز على تطور الأنا الشرقية العربية على مدار عقود خلت، وعلى المجتمع الحديث الذي يتركب من فسيفساء تتألف من فئات متعدد ومجموعات إثنية وعرقية مختلفة.
ان الحديث عن الرواية يفرض تعريفها تعريفا يميزها عن القصة والقصة القصيرة او القصة القصيرة جدا.
ان كان ميخائل باختين يرى أن تعريف الرواية لم يجد جوابا بعد بسبب تطورها الدائم. فبعض الدارسين في هذا الشأن لهم راي اجر وهذه بعض التعاريف المتداولة.
-1- إن رواية كلية وشاملة وموضوعية أو ذاتية، تستعير معمارها من بنية المجتمع وتفسح مكان التعايش فيه لأنواع الأساليب، كما يتضمن المجتمع الجماعات والطبقات المتعارضة جدا في مجتمع يتوافق ويتنافى فيه المعتقد مع التقاليد

تحية إلى د/ جابر، كاتبا وملهما ومؤسسا
تشكل تجربة جابر عصفور نموذجا فريدا في الحديث عن المشروع الثقافي الذي نهض به على مستويات متعددة، سواء أستاذا جامعيا وباحثا مرموقا أو مسؤولا عن مجلة فصول وغيرها أو مسؤولا في المجلس الأعلى للثقافة والمركز القومي للترجمة أو في وزارة الثقافة، وفي كل هذه المواقع وغيرها كان فاعلا حقيقيا في إنتاج حركة ثقافية عربية تنتصر للحداثة والتنوير والتجديد.
 وقد أسهم جابر عصفور وعلى مدى ستة عقود في إغناء المكتبة العربية بتأليفات رئيسية وترجمات وتحرير وكلها تصب  في النقد والتحليل والتنوير والدفاع عن القضايا الاستراتيجية للفكر، وجميعها تنطلق من رؤية منهجية وبُعد ثقافي واعي، نال عنها جوائز عربية كثيرة.
وتعتبر مؤلفاته، على حد تعبير أحد النقاد (منظومة واحدة تتخذ من الفكر والأدب وجهيها البارزين ولا تكتمل إلا بالعودة إلى التراث البلاغي والنقدي الذي بدأ به عصفور رحلته الأكاديمية ...وكان دافعاً لانفتاحه على مفاهيم العقل الحديث من خلال ترجماته من قبيل "عصر البنيوية"، و"الماركسية والنقد الأدبي"، و"اتجاهات النقد المعاصر"، وكتابه المهم "قاطرة التقدم: الترجمة ومجتمع المعرفة"، ثم إنجازه الكبير في إنشاء المركز القومي للترجمة. بهذه الاعتبارات يمكن وصف جابر عصفور بالمثقف العضوي ، فهو لم يكتفِ بدوره ناقداً أدبياً كبيراً، بل اشتبك مع قضايا عصره مواجهاً ما يعترض مسيرة تقدمه من "ثقافة التخلف"، و"التعصب"، و"الإرهاب"، ورافعاً راية الحداثة التي تؤمن بالتعدد والتنوع وحق الاختلاف وحرية الاعتقاد والتعبير).

عندما تلتقي التقنية الشخصية  بالأب ( الباث ) والأم الحائكة، ففي هذه الحالة سنكون أمام عمل خارج معنى النصّ، وذلك لتسلسل الأحداث المتاحة من خلال المعنى والموضوع، حيث تنقلب المعاني إلى موضوعات جليلة، يستطيع الأب أن يكون الصديق الكلي لأولاده ( الشخصيات الروائية )؛ وهي الإحالة التي تتماشى مع العمل الروائي النوعي، وأنت تراقب القراءة وتكون جزءا من عمل المنظور الكتابي. لذلك يؤكد المنهج السيميائي على المفاهيم اللغوية ومنها العلامات والإشارات؛ وليس التأكيد فقط على الحالات التوليدية في علم اللسانيات، واللغة في الرواية الحديثة لها طابعها الإرشادي من ناحية الاندماج مع الحدث ونقل الحدث التأثيري، ومن هنا نستطيع القول إنّها اللغة المؤثرة بالمتلقي تحمل مضامين المؤثرات من الناحية الموقوتة.

تتأثر العلاقات اللغوية بالمعاني التي تنقلها، وهي تلك المعاني التي لها علاقات أيضا مع المسميات والمتعلقات الذاتية وما يرسمه الكاتب عادة، قبيل الحدث الروائي، وأثناء الاختلافات الفردية، وكلها ذات علاقة بالمنظور النفسي وكيفية استدراج المتلقي وجعله الجزء النافذ في المنظور الروائي، كأن يقول لقد حدث هذا بالفعل، بينما كانت الأحداث خارج منطقته؛ وضمن منظور علم الاجتماع، حيث أننا نبحر بين مجتمع رافض لحدث ما، ومجتمع متقبل للأحداث التي يواجهها.

"سألتني بنبرة الشغوف أين القوافي؟
أين جميل القول؟
أين بليغ المعنى الموشى بالدرر.. بالفسيفساء والزخرف..؟
همس الأنفاس (ص ــ 51 )
همسٌ كالصراخ، كالبوح، كالسؤال، كالصمت البليغ..
همسٌ كالروح، يخْترق السُّحب والحجُب ناشدةً رقة الكلمة، ونغمة الجرْس والإيقاع، وجمال الصورة، وبليغ البيان، رِكاباً يُنشد الجمال مبتدأً ومُنتهى..
"همسُ الأنفاس"(1)، نسجَ نصوصه كاتبٌ خبرَ لغة القلب والإحساس، فهو قبل الكتابة، موسيقي مرهفُ الذوق، رقيق الإحساس، مبدعٌ نحتَ أذواقنا زمناً بآلته "الأكورديون"(2)، وأمتعنا لحنا وإيقاعات لا زلنا نتقاسم أنغامها خلال اللقاءات. وهنا في "همس الأنفاس"، عوَّض آلته الموسيقية بالقلم، يُطرّز به حروف نصوصه قابضا على جمال اللحظة والصورة، وبهاء الدهشة..
همساتٌ جميلة تسبح بالقارئ في عوالم الحب والبوح والسؤال، وكلها نصوص رقيقة، تبني عوالمها صوراً وموسيقى وإيقاعات تجتمع و تتفرّق وهي ترفُل في بياضٍ لمّاع، تتراقص صوره على امتداد الديوان من مبتداه إلى منتهاه..

وأخيرا ترجل الفارس بعد رحلة قصيرة ومضنية مع المرض الذي لا يرحم ضحيته (السرطان) حتى ينتهي به إلى النهاية الفاجعة، ورحلة شاقة وطويلة مع الحرف والموقف والالتزام، وإن مات سماح وتوارى بجسده المثخن بالجراح فإن روحه سوف تبقى حية باقية بيننا نتمثل مواقفها وأبجديات نضالها وصمودها.
رحل سماح إدريس (1961/25 تشرين الثاني 2021) لكن مواقفه باقية تشكل منارة هادية لنا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل والحق بالباطل والعلم بالتعالم والمواقف الرجولية بالانتهازية. زمن يغدو فيه اليمين يسارا واليسار يمينا بجرة قلم ،بفتات يسير يلقى من عل أو بصورة إعلامية دعائية أو بحقيبة سياسية وما شئت من ألوان الإغراء والصيد الذي غدت فيه الثقافة مطية إلى الوجاهة والنجومية والنفوذ والتكسب الفاضح.

إن كان ثمة حق في التعليق؟
ماهو التعليق؟ إنه الارجاء، انه القراءة المرجأة دائما، قد يكون هذا سبب تسمية المعلقات بالمعلقات، قراءة مرجأة ومفتوحة دائما ليتم الاضافة إليها.
***
هل عرف الاستاذ شيئا آخر في المسيد غير ما نراه في نصوص اخرى من شراسة في تصوير المسيد [ ... ] ؟
***
عرف الكتابة، عرف كيف يخلق لغة داخل لغة أخرى. لَكم يغمرني الشعور بالأسف، اذ لم اتعرف على/عن نصوص الاستاذ باكرا، ذلك أني في افضل أحوالي لست إلا قارئا كسيحا، أعاني الكساح كعاهة قرائية.
***
ماهو الأدب؟
إننا لا نَعرفه ولا نُعرفه، او أننا نعرف ما ليس ادبا، او في افصح حالاتنا نقول ان الادب هو ما يخترقنا تماما كالحب، الادب/الحب هو ما يجعلنا في مهب نسيم الاغيار، وهذا النص – تمرد في المسيد – لو لم يكتبه الاستاذ كله لكتبت بعضه، هل يُسمح للمتعلم ان يقول كهذا كلام؟ هل يحق للمحضرية ؟ في مثل هذه الإلتقاءات نحن دائما داخل نوع من المسيد حيث ثمة دوما من يجلس على دكة اعلى/عليا.

ما يثير انتباهك وأنت تتصفح ديوان المهدي أخريف: "بين الحبر وبيني"1 هوس الشاعر بطقوس الكتابة كموضوعة مهيمنة على جل نصوصه الشعرية، إنه هوس بظروف انبثاق عملية كتابة النص الشعري وكيفية تشكله.
إن بياض الصفحة - باعتباره الحيز الذي تستقر فيه الكتابة هو اللون الذي يؤرق الشاعر، إذ تستوقفك منذ الوهلة الأولى إحالة عناوين قصائده في فهرس أضمومته على العلاقة المحمومة بين لون البياض المستفز والرغبة في الكتابة كما يتضح في
هذه العناوين: "صفحة لأخرى - بين بياضين - يا أنا يا ألفاظي" .
ومن ثم فالشاعر حريص على ذكر بياض الصفحات في أكثر من قصيدة كقوله في بداية الديوان :

أصدر الكاتب الروائي والناقد المغربي عبد النبي بزاز ابن مدينة الخميسات كتابه الجديد، وهو عبارة عن رواية تحت عنوان مذكرات الخلاص، والتي حظيت بإعجاب عدد من الكتاب والمثقفين، ولقيت إقبالا واسعا وتفاعلا إيجابيا من أول يوم خرجت فيه إلى الوجود.
وينشر، الكاتب ابن مدينة الخميسات المقيم حاليا بمكناس في عدة منابر مغربية وعربية ورقية وإلكترونية في مجال القصة والنقد، حيث أصدر كتابه الأخير عبارة عن رواية ، تقع في 98 صفحة من الحجم المتوسط ، ( الطبعة الأولى سنة 2021 بمطبعة سجلماسة ــ مكناس).
وتعتبر رواية (مذكرات الخلاص) تاسع إصدار للكاتب، حيث كانت بدايته سنة 2002 من خلال قصص (لملمة الملمات)، تلاها إصدار آخر سنة 2005 عبارة عن نصوص بعنوان (عوالم سفلى)، وفي سنة 2008 إصدار عبارة عن (تذكرات) بعنوان أصوات، وخلال سنة 2011 كانت له أول رواية بعنوان ومضات، تلتها أربع روايات، 2013 محطات، و2015 السبيل لعيش آخر، و 2017 هل سأعود يوما؟ (فصول من حياة مهاجر)، وسنة 2019 المسبية.