(( أحنّ إلى شبح يلمح بعيني أطيافه تمرح أرى الشمس تشرق من وجهه وما بين أثوابه تجنح )).
معلقاً روحه بطرف أمل، وكأنه يتخطى أقاليم الرغبة داخل لحظة لعلها تلد شيء يوقظ الهمس الثائر من حوله، إن هذا الامتداد في الرؤية يؤسس عالم الجواهري ويؤثث إرادته في عزم الأمور حيث يقول:
(( كأنه بهامته منبعاً من النور، أو جمرة تجدح)).
يمارس الهدم على كل أشكال الموانع ويجازف في التجاوز على مفاهيم العلاقات الداخلية، والشعر عنده ادخار وجذور يتعامل معها بسلام. علاقته منحوته بدقة لذا نجده قائلاً:
(( أحن إليه بليغ الصموت معاينة عن نفسها تفصح
تفايض منه كموج الخضم أو لحن ساجعة تصدح)).
لا يكلف مسالك الوحدة واللغة وروحه الشفافة تجاه هذه المخلوقة التي سلبته وأعطته كل ما يمكن أن يكسبه أو يخسره بأضيق المراحل وأعمق التوالد. المرأة عنده بلدهِ الوحيد وأخص خصائصه.
هي نشيد القلب والصاعد من الأنفاس.. قراره في كتابة الشعر لا يفقهه، ولكن علاقته بالمرأة واهتمامه سر يفهم معانيه كما يقول:
(( كأن الدهور بأطماحها إلى خلقه مثله تطمح
كأن الأمور بمقياسه تقاس فتؤخذ أو تطرح)).
يعيش فهما حقيقيا في تقويم العلاقات الإنسانية ووجودها عنده ليس عشوائيا لا يسأل نفسه من أي ضلع خلقت لذا يوليها اهتمامه أكثر من باقي الأشياء وبحذر شديد حتى لا يسيء إليها. أنه متعصب في طرح الإطار الذي يحيطها، في نظره المرأة جوهرة لا يمكن أن تترك من دون عناية.
وحدها تعرف كيف تصد ثورات غضبه إذ يقول:
(( يشد جناني بعزماته ودمعي ببسماته يمسح
ويبرد نفسي بأنفاسه إذا لفني عاصف يلفح ))