شياطين الغواية ومتعة ارتعاش الجسد ومخاض النبوءات – شعر: سعيد الوائلي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

الشهقة في الكتابة موال لا ينتهي،
هبة الملاك الغافي على كفّ عفريت ينوء بحمل القصيدة،
ينفخ في شريان الغُصة الابدية على ظل الحروف النائمة ما بين جناحيّ الورقة
وهي تتغندر تحت مسحة القلم الحبلى برعشة الخلق،
تتلصص على قامة شيطان الشعر العملاق،
تتمرجح بشعيرات اثدائه الطويلة كمنطاد،
وتتمتم وصاياه السبعين عن ظهر قلب،
قبيل ان يرتجف القلم ويصاب بالدوار الابدي ويجف ماؤه الساحر.
الكتابة عذاب ومتعة ينهشان باب الغواية في احشائك،
يلقيان بملائكتك خارجا ً ويغلـّقان النوافذ بإحكام،

يتركان الظلمة للشياطين تتسلل ما بين مضايق الهوس لديك،
يتسابقان الى مفاتيح سرية لمغالق الخيال،
يتزاوجان في الخفاء كهدهدين يلاحقان شيطان غابة الامزون الاكبر،
يتربصان بجيشه الملفوف حوله "كملوية سامراء " على القمة يرتعد كماردٍ اسود قد انتفض للوثوب خلف بساط سليمان الحكيم.

يتعلـّقان بكل شاردة وواردة،
يشاطران جنياته الرأي والمشورة،
"يبحوشان" في حجرات نومه الحالكة السواد عن جوهرة غارقة في وحل ٍ مُضئ.
يسافران خلفه يعبران الشطآن والبراري،
يراقبان اتساع عيونه وتقلصات اجفانه،
وحين ينبع الشعر من سوادها كدمع اسطوري،
يهلهلان ويرقصان طربا ً،
يقطعان مجرى الانهار والمصبـّات،
المدن والقصبات،
الجبال والفصول،
المحيطات والقارات،
وينزفان "شلالات نياكَرا" على سهل الورقة الفسيح فتنبع بذور القصيدة كوشم تنين اغريقي يتدلى من حلمة نهد الحسناء الفارعة الطول كتمثال الحرية في عنق الغابة الضيق كرحم الحياة.

الكتابة هي الحدس الذي يلزّ كوابيس الخيال،
واحلام اليقظة،

بوصلة كينونة السجود في بحار النبوءات وبريق المعاني الغارقة في استحياء الوجوم والخوف من المجهول،
سراب يفرّ من فيوضات الكسل وطلاسم الجنون المقدس.
هتافات في زمن ِ يفتـّح عيون الشطئان كنوافذ مضيئة في جوف الليل الغارق بفوضى جسر مزدحم يربط بين قمتيّ جبل اسفلهما واد ٍ سحيق.
جسور الخيال فضاءات منفتحة على سماوات الإعياء الخفيّ ورماد المشاكسة وإلتماعات ٍ بمذاق النسيان الأجشّ تحت خطوات اللسان،
فورة لِقلق ٍ ممض ٍ كالمد والجزر،
يربك المزاج الغريزي،
يغذي فوضى التمرد ويرسو على ذائقة المغامرة في يخوت الكتابة والرسم بشفرة حادّة على كوكبة انفعالات انيقة تمـّوج ستائر غيمية تـُخفي العرض القادم خلفها لمشاهد لجوج.

طائر سحري على صهوة ريح ٍ براق،
يمامات نووية يستحـّم طفح ضوئها بإخضرار النبوءات ودبيب الافكار الفارعة،
نيوترونات نوق حجـّلى بلحاءات الغوث المتلبس بشال التمرد الفضفاض،
احتدامات اشلاء الحزن الصدفيّ في انطواءات الزمانات اللماعة القادمة.

رمانة تخـّزن مليارات الحبات الضوئية،
مُزن انطفاءات المجرات السائحة في ثقوب سوداء لا تشبع،
افلاك مشدودة بظلال ثورة وجودية ممهورة بهودج التمرد الملكي،
غارقةً ساعة الترحال المثخنة بفصول ارتجافات الغضب والكبرياء،
مشروخةً بغبش اصفر،
حزّمَ حقائبَ مُعبّأةً بأهداب زرق،
استوطنها ترحال السائرين حفاة الى آبار جافة،
إلا من عَرَق درب طويل يبدأ من سقطة فتحة كونية وينتهي
بسقطةٍ في مجـّرةٍ اوسع.

سعيد الوائلي
امريكا – ديربورن هايتس

 

تعليقات (1)

This comment was minimized by the moderator on the site

تحية…
مجرد سؤال برئ ورغم ان النص يحمل ثراء لغويا وصورا باذخة وهل بدل ان يصنف في نص نثري ثم تصنيفه بنص شعري ؟؟وارى في ذلك اجحافا لهذا الجنس الادبي الذي هو الشعر …( الشعر العمودي -شعر التفعيلة -الشعر الحر )

Nawal
لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟