هذا المساء! – ق.ق.ج: رحال لحسيني

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

منذ مدة ليست بالقصيرة، أصبحت ترى أنه يترصدها.
يتجول في مسارات ذهابها وعودتها إلى منزلها.
وجدت أن الأمر يتكرر باستمرار.
لا يمكن أن يكون الأمر مجرد صدفة.
تحاول التظاهر بعدم الاهتمام بذلك الشخص الخمري اللون المرابط باستمرار في زوايا حيهم.
***

لم تتحقق من شك أحدهم في تواجده بسببها.
استغربت كيف لم يسألها أو يومئ إليها أحد عن ذلك.
حتى بقال الحي الذي تجتمع لديه أخبار الشارع والأحياء المجاورة لم يفاتحها أو يلمح إليها بشيء.
لم تظهر عليه علامات تغيير في تعامله معها.
***
لم تشهد طيفه من بعيد أو من قريب هذا المساء.
تخطو بمهل نحو بيتها غير البعيد عن البقال.
تتظاهر بثقل مقتنياتها. تميل قليلا اتجاه جارتها الجالسة أمام باب منزلها، تتحدث في الهاتف.. وعلامات غامضة تطفو على ملامحها.
تقترب منها أكثر لجس نبضها، والتمتع بفضولها المرتقب.
***
تنتبه إليها جارتها السمراء، التي كانت تبدو غير مهتمة بما يقع حولها،..
تستأذن محدثها لتوقيف المكالمة بينهما للحظات.
وضعت يدها على سماعة هاتفها، تمنع عنها الصوت، وبادرتها ب:
- السلام...
ارتبكت لاكتشاف تلصصها، وردت:
-... كيف... كيف الحال؟...
تشير الجارة بيدها الأخرى للهاتف، وتضيف:
- انظري، إنه يواصل إزعاجي...
رغم تنبيهي له بالكف عن زيارة الحي التي أصبح يعلم بها الجميع،...
لم يتوقف عن مضايقتي.
...........
***
كيس مقتنيات بدأ يتسلل من يد ناصعة البياض،
توشك محتوياته أن تتناثر...!

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟