عيونه المحلقة مشدودة إلى الأفق فيما يشبه تأمل النساك، يستفزه البحر بعنفوانه ورائحة اليوذ المعربدة تصل إلى خياشيمه، يستبيح زرقته ليراودها و يتحرش بها.أمواجه المسترسلة تتسرب إلى أعماقه المطبقة بالعبث  الدي ورثه من جغرافيته المركونة على الهامش، تتسلل لتكسر هدا التكوم الذي تورم كسرطان متسلط يسري في عروقه وشرايينه فأرداه رهينة آللاموقف.آللاموقف خيانة، إما أن تنغمس أو تنغمس فلا مجال للمراوغة. هكدا تشكل لديه السؤال الذي إستجداه كثيرا ليخرجه من لبسه الفلقي لا هو ليل و لا هو صبح ....

+ غلْطَة الرّاوي
--------------------
حبيبتي ، صارت أرضا مفخّخة .
و أنا أحتاجُ كاسحة أَلْغام
كي أعبُرها ...
لم تكن غلطتها ، و لا غلطتي ،
كانت غلطة الرّاوي الذي أصرّ أن يختم
الحكاية بانفجار لا يبقي و لا يذَرْ .

سئمَ الحيآة، فأضرمَ في ذاتِه ناراً ولهيباً .. احتَشدَ جمهورٌ غَفير، حاولوا... هيهات، صار رماداً.
بعد هنيهة، مُرّوا من هنآ وهنآكـ .. يآفطات ولافتآت تشُقّ السّحب .. ورعدٌ يُدوّي شَجباً : الشعب، يُريد .. إسقآط النّظام !!

* قاعة الانتظار
في قاعة الانتظار خلق كثير ،جو راكد ينداح  في كل الأركان .الناس واقفون أوجالسون، نائمون أومنهكون،ساهمون واجمون...إلا الطفل الصغير أبى إلا أن يجعل لقاعة الانتظار طقسا آخر...أ طلق ساقيه للريح... صاح بأعلى صوته ... غنى... رقص... نفث في غرفة الانتظار الروح...أبصر عكازا مسجى بقرب الشيخ الذابل العينين...امتشق الحسام،.. امتطى صهوة الجواد... قاد الدراجة النارية بجنون... حلق طائرا بجناحين...  صوب البندقية في كل الاتجاهات... صار عجوزا في التسعين تستجدي البائسين ... ابتسم الشيخ الذابل العينين وتمنى لوأن العكازيبقى في يد الطفل الصغير. ولما دوى زعيق مزعج،أسلم الطفل يده ليد أمه فابتلعتهما بوابة القطار.

كان يعلم ابنه كيف يعد من الرقم واحد حتى الرقم عشرة , وذلك احتاج منه الكثير من الوقت والكثير من الجهد ....

كان في الخارج يضحك، وفي الداخل كانوا مثله فرحين. ثم دق الباب فصمتوا..ثم ازدادوا صمتا حين رأوه. ما أقساه. كان قبل طرق الباب يضحك.
ثم نظر إليه فبكوا. بكى الصبية ثم ناموا.
برجولته فرح الرجل وبقسوته:
- نعم التربية هذه. سيكونون رجالا وأسودا.

ارحـل.
حين استيقظ في الصباح، كان الجُرَذ الأكبر قد رحل...

كاميرا خفية.

ضحك كما لم يضحك قــَط  طوال حياته... ظل يضحك ويضحك ويضحك حتى استحال ضحكه بكاءً، بعدما تبيّن له أن ما خاله"ربيعا" لم يكن سوى"كاميرا خفية"...

عاش الديناصور.

تلاشت أحلام الفراشات الزاهية، ولم تجفَّ بعدُ الجداولُ الحمراء القانية... وما فضـُل من الفصل الجميل سوى أعجاز نخل خاوية، عُلقت عليها لافتات تقول:"مات الديناصور... عاش الديناصور".

1- أدوار
مررسبابته وإبهامه على شاربيه،
نظرت إليه وتلمظت أحمر الشفاه.
مسرعا نحو الباب،اِسترق نظرة إلى المرآة، أشارت بسبابتها إلى صورتها المنعكسة في المرآة.
دون أن يلتفت إليها،صفق الباب بشدة وخرج.
رنت إلى صورتهما،أشارت إلى العريس بالوسطى،وكركرت.

لعلني واحد من عسس هذا الليل، أو حارس للنجوم و القمر". قلت و نفسي أنا ساهر بالشرفة لا أدري ما دعاني للسهر....
كنت أشغل بالي في تشكيل صور هاته الكائنات الليلية...مثلا كنت أخال القمر رغيفا ساخنا، و أصيره هلالا فأقول لعله موزة من موز الجنة... وأخال النجوم فوانيس تحملها كائنات جوعى تبحث عن الرغيف و الموز...

قال المعلم "شاعر ملأ الدنيا وشغل الناس" ثم أجهد نفسه في قراءة أبيات من شعره .منذ تلك اللحظة شغله.سأل أهله ،أشعل أبوه سيجارة واستمرت أمه في تقشير حبة البصل وعيناها تدمعان .
انشغل بطرح نفس السؤال على إخوته، ضحكوافألفى صحن العد س قاعا صفصفا...رأى في منامه جنة فيها حور عين... قال لابد أن يكون للمتنبي بيت كبير بحديقة واسعة.رابط أمام الفيلا الجميلة.

لوحة 1
في كل دول العالم الشعب يختار حاكمه فقط في سوريا الحاكم يختار شعبه ؟
لوحة 2
هناك ثلاث انواع من الشهادة من قتل في سبيل اهله او عرضه او ماله فهو شهيد ومن اغتالته يد الغدر والشبيحة لانه رفض اطلاق النار على المتظاهرين بعد سنة ونصف من الثورة , ومن طالتهم يد الارهابيين والمخربين" وجهة نظر"

معلقة:
بين صحو وإغفاءة،في تهجده الأخير،تراءت له ومضة شاردة.طاردها دهرا.كابد من أجلها واحترق...ولما قيدها ضمخها بعطر الشوق وعلقها على أستار الفؤاد..
وفي عيد ميلادها قدمها لها هدية...ابتسمت ...وأومضت في عينيها ألوان أضواء واجهات المحلات التجارية.

تكتشف كم من الأشياء إلتي لا تمتلك ظلا إلا لنفسها !
تستهويها فكرة الإلتصاق بذاتها والإمتداد إلى مالا نهاية تتبارى لتثبت إنها الآقوى
وهي تسير في طريق الفناء إلذي لا بقاء فيه حتى للاقوى ...
ذكاء تلك الأشياء لم يسعفها في فهم كيف يتشكل البقاء
وكيف ترسم ظلا لها على الكون

في غرفة نومه، وقف كما ولدته أمه أمام المرآة الطويلة المتبثة على الحائط العاري – ينشف جسمه من حبيبات الماء الدافئة .- ارتدى جوارب بيضاء، ملابس داخلية ناصعة البياض، قميصا أبيض وسروالا قطنيا رقيقا ثلجي اللون. نشف شعره بالمجفف الكهربائي ومشطه إلى الخلف. رش العطر المفضل على كل بدنه، ارتدى البذلة السوداء اليتيمة الأنيقة، انتعل الحذاء الأسود اللامع، سوى ربطة العنق الداكنة على مقاس العنق.

- لماذا أفشل في إراحة الذهن مما لا يعنيه ؟
حانت منها التفاتة صادقة وعَلِقَ في أذنها آخر الكلام، إنها تحب أن تراني بعيدا عن ثرثرة العقل مُزَحْزَحاً عن الشكوى .. قالت والنظرات الحائرة من عينيها ترحمني في الوقت المناسب:
-    تداركْ ما كان منك.
-    لا أستطيع ولا أقوى على الاستطاعة!
-    إذن أنتَ وذاك.
-    ما هي الغياهب التي تجعلني لا أمضي؟

ذاكرة:
استعارمن كلام جدته بعض اللآلئ ،نثرها بعناية على الورقة البيضاء كالحليب وسقاها بماء القلب...
في الليل نبتت شجرة يانعة الثماربألوان زاهية...
وفي الصباح ،لما تفقد الورقة،وجدها بيضاء كما كانت بدون ذاكرة.

في سُدّةِ حانةِ الثُمّل .. اصطدم نَديمٌ خَرجَ لتَوّهِ بأحمَقٍ يَـفتَرشُ الرّصيف .. فـسَقطَ أرضاً ؛ ولأنّهُ غائبُ الإدراكـ من شُرب الخمر ولا يَملكُ من طاقتِه إلّا نَفسَهُ الكريهة .. تَساءلَ أو سأل المُشَرَّدَ :
- لـِماذَا نَـسقُط ... ؟!!
فَما كانَ على الأحمَق إلّا أنْ أجابهُ رَغمَ انْزعاجهِ الشّديدِ مِنه :

سأمنحه جسدي كاملاً غير منقوص هذه الليلة وليذهب الآخرون للجحيم
هكذا حادثت الفتاة الجامعية نفسها وأدارت  المفتاح في ثقب الباب الخشبي ودخلت على رؤوس القلب غرفة النوم  التي قتلها الانتظار  لتفاجيء حبيبها بقرارها