في أعماقنا غابات لم تشذب , وحيوانات مفترسة تتحين لحظة الانقضاض, ورجال بدائيون عراة يقدحون ناراً ,لذلك كله حين مضت الفتاة ذات الجينز الضيق والبلوزة الوردية والجسد المنحوت إلى التواليت لتجدد زينتها طفحت الأعين من محاجرها كمجاري الصرف الصحي وهي تتلقف خطوها المتئود على أرضية المقهى الرخامية الزلقة وبما أن البذاءة تحتفي بالكتمان فقد أعدّ كل رجل في حيطة كاملة  خطته الجهنمية ليحظى بها منفرداً و على نار هادئة

ذَاتَ صَباح رَبِيْعِي مُزَيَّف،
عِبْرَ مِئَة عَامْ ..
مُنْذ جَدَّتِي
الوُرُود هُنَاك! حَيْث تَخْتَبِئ الثَّعَالِب
مُنْذ مِئَة عَام وَظُّلام القَبِيلَة يَعْبَثُوْن بّالْوُرُوُد .

فـي الـقـسـم
كـلّـما دخـل الـقـاعــةَ كــشّـــر عـن أنيـابــه .. تراه العـيــون فـتقف خـوفـاً ورهـبةً.
أتــعـبـهُ الـدرسُ المـكـرّرُ للـحـصّــةِ الـعـشرين؛ لأن المطلوبَ للتحقيق لم يزد حـرفـــاً عـن جـمـلـةِ: لـم أقـتـلِ الرئيسَ ..!!.

لـيـلـةَ غـادرَ الـقـصرَ الرئـاسيّ
سـعـادة الرئيس؛ إن الشعب يصـرخُ بـأعلى صوتـه: ليسقـط النـظـام.
ومـاذا بـعـد ..!؟.

لروح سالي زهران والبقية
ليتهم يعلمون كيف عادت عصافير الجناين هذا المساء
قلبي على قلوب أمهاتكم
قلبي على دموعهن
كم منهن تمنت الليلة ضم شهيدها إلى صدرها بفرحة
سالي , وغيرها كثير ولكنها كانت تنظر إلي بفرحة طفلة وقلب شابه تحمل الكثير من الأحلام
حاولت تلاشي عينيها نظرتها تطاردني ليل نهار كم غردت وكم رددت نريد الحرية

كانت  طفولتُه ، قاسيةٌ ، وتعيسة . أراد أن يعيدها مرة أخرى ، ليجعلها سعيدة ، جميلة ، ليهنا بها ، ويتخلص من ألمها الشديد . فقيل له إنها نائمة ، تغفو ، على يد  الزمن ، فأراد أن يوقظها ويستعيدها من الزمن ، فوجد إن الزمن قد أخذها معه ، وفات بعيدا .
بحث عن الزمن طويلا ، دون جدوى . فراح يبحث عمن يدلّه عليه .
قال الحالمون له :
-    لو نمت نوما عميقا ، فسوف يمر بك الزمن وعند ذلك اسأله عما تُريده منه .
شرب مخدرا ثقيلا ونام نوما عميقا . مر به الزمنُ سريعا ، حتى كاد ينفلت منه ،  لولا انه تمسك  بتلابيبه ، كما يتمسك المسافر المتردي ، بمقبض القطار السريع ، فسأله عن طفولته التي ضاعت وفيما إذا كان يستطيع إعادتها له ليبدأ بها من جديد .

التَـقيَا في الحَديقَةِ صُدفةً .. تبَادلاَ أطرَاف الحَديثِ قلِيلاً .. استَمرَّ الحَالُ هَكذَا أيَّاماً .. بَعد عِشرُينَ أَلفَ قُبلَةً عَفيفَة .. عَربُون وفَاءِ وحُبّ .. قَرَّرا الزَّواجَ .. أمْضيَا العَقدَ بتَشابُكِ الخَواتِم .. رَجُلٌ مَحجُوز لامرَأَة عَجُوز .. مَرَّت شُهور حُقوبا .. سَئمَت السَّعادَةُ الفَرَاغ .. نَزعَ المُخلِصُ خَاتَمَهُ من أُصبُعِه .. مَزَّقَه في جَيبهِ .. قبَّلَ شَهوَةً عَابرَة اسْتِمتَاعاً ..

وَأَحْفَظُ سِرَّكِ عَنْ كُلِّ عَيْنْ،،، وَأُسْمِعُ دُنْيَايَ بَعْضَ الأَلَمْ،،، فَيُبْهِرُنِي وَجْدُ تِلْكَ السِّنِيْنْ،،، وَيَنْقُصُنِي مِنْ غِنَاكِ نَغَمْ،،،أُفَتِّشُ في دَفْتَرِي عَنْ رَحِيْقْ،،، وَقَدْ أَشْرَبُ الكَأْسَ دُونَ عَلَلْ،،،وَيُمْكِنُنِي ارتِقَاءُ الجِبَالْ،،، وَدَفْنُ الصَّحَارِيْ،،، وَصُنْعُ الفَخَارْ،،، مِنْ لُعَابِ النَّهَرْ،،، فَهَلْ تُؤْذِنِي (سُنْبُلا) في حَقْلِهِ،،، بِبَعْضِ الثَّنَاءِ،،، وَبَعْضِ السَّمَاءِ،،، وَبَعْضِ الغِنَاءْ،،، لأنَّ في التَّيْنِ شَوْقَ الغَلَلْ...وَلَكِنَّهُ جُرْحُ المَسَاءْ،،، شَتَاتُ الرِّيَاحْ،،،وَعَيْنُ النُّجُومِ التي لا تَكَلْ،،،تُتَابِعُ زَحْفَنَا في كُلَّ تِيْنْ،،، وَتُخْبِرُ عَنْ هَوَانَا الشَّجَرْ،،،

أُصيب الليلُ بورم في عينيه ، فصار أعمى ، لا يبصر شيئا ، فشكا حاله للصباح  ، فقال الصباحُ له :
-    سمعا وطاعة  ، يا أخي العاق ، يا قايين ، سوف أضع عيوني في خدمتك لترى ما أراه .
وكان الصباحُ قد عانى طويلا من الليل  ، الذي كان جاسوسا ، يشي للظلام بكل ما يعمله الصباحُ ، من الخير ، كعادته ، وكيف انه يفتح في الفجر نوافذ للفقراء ، وللعمال ، بالنشاط ، والعمل ، والرزق الحلال ، وذلك ما لا يروق للظلام . وكان الظلام يحاول بشتى الوسائل أن يغتال  الصباح ، بمفخخاته ،  ومسدساته ، الكاتمة للصوت ، ووسائل موته الأخرى .

كِليني لِوَجْهِ الشَّساعةِ  وَالْجَمْرِ يا ظُلُماتِ بِحارِ الْوَصايا الْجديرَةِ بالْمِلْحِ والْعَطَشِ الأَبَدي. كِليني لِهَمِّي أُبادِرْه فَرْداً كَما الضَّبّ بَيْن الْحَرائِق أَعْتدُّ مُتَّكَأً مِنْ صُخورِ الْمَتاهِ فَأَحْيا عِناداً وأحْيا جنوناً وأحْيا حَنيناً وَحَيْنا. كِليني لِمَوْتي فَأَنْتِ لِكُلِّ الْقَبائلِ ثَدْيٌ يُدِرُّ بِأَفْواهِ الطَّيِّعينَ صَلاةً وَأَمْنا. بِمِلْحِكِ  تَكْبُرُ فيهمْ عَناكِبُ تشحذ رُعْبَ الْمُحَدَّدِ قَبْلاً فَتَمْتَصُّ نَسْغَ الحَياةِ بِحَدِّ الصِّفات وَوَأْدِ الأَناةِ وَقَصْرِ صُكوكِ النَّجاةِ عَلى مَنْ يَعُدُّ امْتِلاءَ الرِّئاتِ هَواءً خُروجاً يُحَدُّ. كليني فَلَسْتُ وَصِيّا يُحَدِّدُ ما لا يُحَدَّدُ، وَلَسْتُ عَجيناً يُطيعُ جَميعَ الْقَوالِبِ، لَسْتُ سـوى

يَرمي شَوكةً في الطريق , فتتكاثرُ الأشواكُ في أيّ طريق تشاء : ذاك أنا حينَ أجرُّ الطرقَ خلفي وأنا ألهثُ , فتسقطُ مني أصواتي لأعودَ كمَنْ يلتقطُ كلَّ حبّات الرّمال طوَالَ الحياة. تلك حروفُ اسمِهِ تبعثرتْ , ولم يبقَ فيهِ احتمالٌ ليجمعَها , كلُّ مَنْ مرَّ بها سرقَ حرفاً , فبقيَ يتيماً : ذاكَ أنَا حينَ أمرُّ و يناديني أطفالُ حارتنا من فوق الجدران.....يلتحفُ ظلّاً ليسَ له خبَّأ فيه ما قالَه العاشقُ لشهقة عاشقةٍ حين مرّ بجانب نافذتِها وهي تتذكّرُه بدمعٍ هتون , نفسُهُ اليومُ حينَ استجدى بظلّه الرّطبِ ليمشي قبلَهُ مرّةً واحدة في الحياة .كأنّكَ ظلالٌ تركتْ أشباحَها و ألقتْها في فيافي الأرض تاركةً صوتاً متهجّداً .. متهجيّاً  : ع – ب – د - ا – ل – ل- ط – ي- ف .

وقف أمامها كالأبلَه كالطفل غير المميز  وهي عارية تماما..
كان فرحا جدا ولكن فرح لا يعرف ماذا يفعل به..؟
ثم تحرك شيء ما بداخله ,شفتاه ارتعشت , سرت رعشة في جسده كله
لم يستطع أن يقاوم .. أحس بلحظة ما أن كل ظلمات الجسد اتقدت في داخله
نار حقيقة ..لم يستطع .. هو آسف جدا لم يعد يستطع.. أحس أن لا جدوى
هي تراود شفتيه .. ولم يعد باستطاعته أن يستعصم
وأخيرا انهار َ تماما وادر ك أن الشيطان انتصر لا محالة
فاخرج عود الكبريت وأشعلها وبدا يدخنها
............

في حجرة الدرس،،في نهاية الحصة المسائية،،أستاذ متساقط على مكتب يعبئ أوراقا غبية لعمل الغد،و أطفال مجانين يتلاغطون استعدادا للخروج،،قالت لمياء بصوت واثق غطى الحجرة: قف!!
و هي بذلك تشير إلى علامة المرور المرسومة على حائط حجرة الدرس،و تفتخر أنها صارت تتهجى الحروف و تقرأ و تفهم
تدخلت نهيلة بصوتها الرقيق كالعصفورة لتثبث جدارتها :رأيتها أمس قرب جسر المدينة، كنت مع ماما قرأتها لها و نبهتها، عقبت نسرين الفضولية: رأيتها في المظاهرة،في التلفزيون، يحملها الشباب،، هم يقولونها لمن؟؟

هل تقوى على التلاشي أكثر .. أكثر في الكون وفي ..؟
كيف أقوى على .. هي أمور فيها ما فيها .. سأبتسم لأن ابتسامتها وهي ترفعني إلى مقامها بهذا السؤال لم تهيّء لي الخيار في كلمات الإجابة.
لامسَ السؤال صدري فقالت عيناي تنوبان عن لساني:
- لا.
نظرتْ إليّ وعيناها تسقطان في حزن مفاجئ:
لا؟؟
الكونُ هو أنتِ ..
أنتَ ترى أني ذرة في الكون فكيف أكونه؟
لن أجيبك.

بديهي أن الأشياء تسقط من الأعلى نحو الأسفل، لكنني سقطت من الأسفل نحو الأعلى. لا يهمني خُرْقَ نيوتن وتفاحته المتواطئة، ولا الحَذْلقات السكولارية. أحاول أن أُلمْلِم الأشياء:
مقصورة قطار، سرير ذو طابقين، فحيح أنثى.

كينونة :
أن أكون كما أنا
بغير إطفاء جذوة الألم
المحنى بلمسة الآه
القابعة خلف حدود المسام
أعلن في بيان عاجل
أنها كانت هنا ...
2 _ نزف :
قبل الانهمار الأخير
لدم الشمس في البحر
تندلق قطرات بداخلي

" حبيتك بالصيف " وتصمت فيروز ، لأقفز من الفراش كغزالة البراري معلنة حالة نفسية  فرحه تؤهلني لاستقبال يوم طويل تحمل ساعاته المجهول وفي انتظار مقطع  "حبيتك بالشتي " يجري نهاري سريعا ، متخطيا حواجز الازعاج ، مشاكل العمل ، المجاملات الاجتماعية .
من يصدق ان رنة موبايل صباحية واخرى مسائية بالصوت الملائكي تحيلني الى طفلة وديعة ، مسالمة ، تذيب الصبر في القلب فيصبح عسلا مصفى يشفي الغضب ،الحنق، والثورة العارمة التي تنتابني حين أصطدم بخطأ بشري .. !نلتقي ، يبادرني السلام والسؤال ، أضحك وأعلق على لكنته  المحببة الأشبه باللغة الارمنية لاصبح ذكرا  ، فيقهقه كبشاوات الافلام العربية القديمة .. أبدأ بثرثرة  لا تنتهي ، وكلام أشرك به عيني ، لساني ، يدي ، شعري ، وحيوية تطغى على كلي فاغدو امرأة مميزة ، مغرية ، تثير..!

عمّرتُ طويلا عند عتبات المكاتب حتى عِيل صبري دون أن أظفر بمآربي. ولما جعجعني القهر، انضممتُ إلى موجة الصارخين في البلد منددا متوعدا. ألفيتُني وجها لوجه أمام السيد "دائم المرتشي" متزعما موكبا من ضِجاج المواكب، ولما عرف بغيتي التي هي سبب بحّتي انتبذ بي جانبا، ودس في عبي شفيرة مفتولة كضفيرة موجهة لمن يهمه الأمر:

وشحت صدرها بعدتها الأثيرة، ورسمت قبلة على جبين أمها، أم ثكلى تترقب أن تعن في سماء الحمى عناقيد الثمار المحرمة.  تلك عهد المقدسية، ذات المقلاع أو القلادة الغريبة، فتاة منضبط سلوكها، مسموع صيتها. لا تهاب أكلة أرضها من ذئاب الليل اللقيطة.
توقن دوما بتفاهتهم وجبنهم حتى انطبعوا في عرفها صيدا هينا لا يعز على أنثى، رضعت الشرف والإباء في المهد، قطفه بشحنة من بريق القلادة. تلازم على الدوام ركنا أثيرا في سطح ملجئها، تترقب فلول الظلام المغيرة محمولة على متن حشرة عملاقة من فولاذ تقصف النار.

المفاجأة كانت أقوى من التفكير او اتخاذ قرار ، بلا شعور  أغلقت الباب ،
لم أركض لاستل سكينا من المطبخ ، او أصوب مسدسا ، جمعت ثيابي في حقيبة
لملمت بعض الصور ، وهمتُ في الطرقات والأزقة ، أبحث عن الأسباب ،
أفتشُ عن جواب ، لماذا ...!!؟
لم أرتكب جريمة شرف ..! لكني قضيت عقوبة التشرد والأشغال الشاقة في
مدن غريبة ، كئيبة ،  أغسل ، أكنس ، أتسول ، أجوع ، لأكمل الدراسة
الغربة تصقل الرجال