أنفاسفي أيامنا هاته أصبح الناس يشككون في جدوى وقيمة التراسل بالبريد العادي، ومبررهم في ذلك أن انتشار الشبكة العنكبوتية "الانترنيت" والهواتف النقالة سهل على الناس إمكانية التواصل بشكل أفضل، وأسرع، وأنجع مما كان عليه الأمر فيما مضى من الزمن، وهو ما يقضي بالضرورة على التواصل الكلاسيكي الذي كان محققا بالتراسل العادي. إن هذا الخطاب الذي قرع أجراس نهاية الإنسان الذي كرس واقعها في وقت من الأوقات، يجعلنا نستوقف الفكر عند لحظة استفهامية أساسية وهي: بأي معنى نفهم نهاية التراسل؟ ألا يستتبع هذا القول الحكم بموت إنسان التراسل، وليس التراسل وحده؟ وبعبارة أخرى، إلى أي مدى حررت الانترنيت والهواتف النقالة إنسان هذا الزمان من قيم التواصل الكلاسيكي بالتراسل؟
نحتاج لمعالجة هذا الإشكال الانكباب على تجلية الأبعاد التي تنطوي عليها موطنات الفتح الجديد، في خطوة أولى، وفي خطوة ثانية، سيكون من الضروري تعميق النظر حول الحياة الفعلية لموت المراسلة الكلاسيكية.
1- الانترنيت والهاتف النقال: أهما فتح جديد؟
أي فتح أكبر من الفتح الذي وطدت أقدامه الشبكة المعلوماتية والهواتف النقالة التي غزت مختلف أوجه الفعل الحياتي بالنسبة إلينا، حتى أكثر الأشياء حميمية والتي تمسنا في صميم وجودنا؟ يبدو الأمر في الظاهر فتحا وهو في الحقيقة غزو، لأننا لم نستشر في رغبتنا في توطين هذه التقنيات الجديدة في التواصل، والحمولة العنفية التي يحويها "الغزو" تحيل على إمكانية تهديد وجود إنسان حامل لقيم ومسلكيات في النظر إلى ذاته، وإلى العالم، وإلى الآخر، تماما كما حدث مع الصحون المقعرة، فبمجرد أن ظهرت صيرت المغاربة غرائز بلا ضمائر، ودون أن تكون لهم الحصانة الكافية لدفع خطر التخدير الذي تمارسه عليهم، وهم في وضعية استلاب شبه مطلقة.

أنفاس"إذا كنت لا تقرأ إلا ما يُعجبك فقط ، فإنك إذاً لن تتعلم أبداً"....!
الكتابة صناعة يراد بها التعبير عن الخواطر والمحسوسات ، بوضع صحيح وأسلوب صريح ، وهي ذات ثلاثة أركان : الخاطر المراد إيضاحه ، وهو الإنشاء ، والوضع الذي يبدو به ذلك الإيضاح ، وهو البيان ، والكيفية التي يحصل بها ذلك ، وهو الأسلوب ، بحيث تكون الكتابة كما يقول المتخصصون هي الكلام المطلق المرسل من القريحة بلا كلفة ولا تصنع ، والكتابة - كما قيل - هي عشق لا شفاء منه ، أو كما قال أحدهم : هي جنة عذاب ، والمناسبات التي يمكن الكتابة عنها كثيرة ومتنوعة، لمن أراد ان يكتب و يتناول موضوعا اجتماعيا أو سياسيا أو ثقافيا أو اقتصاديا ، أو يكتب عن شهر الصيام أو العيدين أو اليوم الوطني .. إلى آخره، أو عن الجرائم التي تحدث وتعكر صفو الأمن ، و تهدد الوحدة الوطنية أو تبث روح الشقاق في المجتمع ، والمطلوب من الكاتب - أياً كان تصنيفه - أن يقدم مادة مكتوبة بأبسط لغة ممكنة ، حتى يقرأها ويفهمها ويتعامل معها الأكثرية من القراء ، لا أن يقدم مقالا (مسلوقا) ، ويتحول إلى مهرجاً يرتدي ثوب الأدب والعلم والثقافة ، فالبلاغة في الكتابة كما قالها توفيق الحكيم ) هي ما فهمته العامة ورضيت به الخاصة) ، أو كما قال ( الميداني) : خير الكلام ما قلّ وجلّ ودلّ ولم يملّ ، أو كما قال الجاحظ : أفضل الكلام ما كان قليله يغني عن كثيره ، ولا شك أن كل جهد بشري قاصر ، كما ان الكاتب الذي لا يتعمق غوصاً في قاع المجتمع ، لمعرفة مشاكله وهمومه  ويحاول حلها ، لا يساوي ثمن حبر القلم الذي يكتب به ، كما ان الكاتب الذي يستخدم لغة (مقعرة ) تستعصي على القارئ العادي ، فهومهرج يحاول أن يكتب أي شيء ، لأن الكتابة الهادفة تحاول تغيير سلبيات واقعة , عبر الاستنارة والتحرر, وهذه المهمة الأصيلة ليست للمهرج الذي يدّعي شرف الفكر والثقافة ، لأن من يدّعيها يمكن أن يكون أي شيء, ولكن ليس مفكراً أو مثقفاً طليعياً ، وتقول الحكمة العربية:
وما كل من هز الحسام بضارب**ولا كل من أجرى اليراع بكاتب...!
ان صناعة الإعلام في فترة التحديث والتجديد قد شهدت ثورات عديدة متنوعة الأساليب والأشكال والمضامين. والعامل المشترك الذي ميز هذه الثورات جميعاً "الصحافة المكتوبة والمذياع والتلفاز والتلغراف والتلكس والهاتف وغيرها" هي أنها تشكلت وتطورت ببطء بشكل جعل استيعابها أكثر نجاعة ومكّن الهيئات والجهات المسؤولة ضبطها بمعايير واضحة، وتحديد وتقنين استعمال عامة الناس لها بشكل لا يهدد ثبات ورسوخ سيطرة تلك الجهات ولا يساهم بتهديد ونسف بديهياتها من ثوابت اجتماعية وأخلاقية وأدبية.

أنفاسعلى الرغم من توصل العالم إلى مفارقات وإنجازات هائلة في التعامل مع العقل البشري والكشف عن مكوناته الجنينية وأساليب تفاعلة مع ذاتة وغيره لم يزل ينقصنا الكثير من الجرأة والبحث في خضم الخفايا وظواهر الغوص في ألذات الإنسانية علينا امتلاك القدرة على التعبير بوضوح تام عن كل ما يجول في الخواطر الإنسانية  ووضعها في المتناول المعرفي لجميع البشر علينا البحث في السبل الكفيلة بخلق الوضوح بدون عقاب فالكتمان آفة الإنسانية عبر تاريخها الطويل ومن خلال الكتمان يتم تدمير الإنسانية في عمقها الواعي والعالم في وجودة الموضوعي كل إنسان في هذا الكوكب قادر على الاستغراق في ذاتة يدرك أنة يحمل منظومة سرية من الإحساسات والتصورات والمعتقدات الضمنية يكبتها ويعزلها وينشط السلوك للوصول إلى ماهيتها بعيدا عن رقابة الأخر ولو كان الأخر يظهرها  على دائرة الضوء والوضوح  هذا الأسلوب في التخفي يظهر الإنسان شكلاً ويعزله مضموناً , ويسعى لتحقيق غايته من خلال التراث وجميع الأفكار المعلقة في ذاته كإرشادات يري من خلالها أسلوب الخلاص المزيف , لا يوجد شيء يهدد القوة غير الإحتمال فهما حميمان في التفاعل من البداية وحتى النهاية , فقد علم إبليس قوة الله وقدرته الهائلة في التصرف  ولسيطرة والخلق والتحكم والتحريك فهو قوة ما فوقها قوة وقدرة تفوق كلّ اقتدار فلو يكن أمام إبليس غير الاحتيال لاخترق قوانين الله فدخل فيها من أماكن ضعفها وحدث ما حدث . وكل الإنسانية تواجه اليوم لعنات إبليس وتسعى للتخلص من مظاهر احتياله البدائي الأول . فالعمل مستمر لتفكيك الطاقة الإنسانية الكاملة في داخلها وإدخالها موسوعة الأرقام القياسية وكأن الحياة مجرد أرقام نتفاعل معها لنعطيها من وجودنا ما يجعلها تتحرك بكل الاتجاهات , إبداءً من أن التفاعل الإنساني وجود رقمي وكل ما يتفاعل مع هذا الوجود من علاقات وأفكار وأحاسيس واندفاع وإبداع  يندرج في واقع إحصائي رقمي يعبر عنه صانعوا القرار في العالم . فالحضارة العالمية الجديدة مبنية على الوجود الرقمي والصناعات الرقمية واختراق متاهات الكون الواسع والتعرف عليه هو من فاعلية الاستخدام الرقمي والتشكيل القادر على تحقيق مظاهر الصناعة الفائقة الدقة في التصميم .
فالحصيلة المعرفية للبشرية هي التفاعل مع كمية هائلة من المعلومات والبيانات يمكن أن تصل إلى كافة الشعوب . وتبقى رهينة العمل في هذه البيانات ومعالجتها وبالتالي ينشأ التقاعس المستمر للتفاعل مع وجود إنساني عليه الاتفاق على قواعد وأساليب محددة للعلاقات . ليبقى العلم مستمرا في تعميق البعد الإنساني وتكوين الذاكرة الإنسانية بديلا عن الذواكر المتهرئة منذ أصبح إبليس جزءا من كيانها الخاص يتفاعل معها ومع معطياتها .

أنفاسمع الارتفاع الكبير في نسب مساهمة حكومات بلدان الخليج النفطية في الأنشطة التنموية بالتزامن مع إرتفاع أسعار البترول الذي وفّر فوائض مالية هائلة، حصلت المشاريع المعلوماتية على دعم غير مسبوق. فقد كشفت إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة UNDESA  إجراء مسح حول الحكومة الإلكترونية لسنة 2008 أظهر أن الحكومات الإلكترونية لدول مجلس التعاون الخليجي كلّها قد حققت تحسناً ملحوظاً منذ المسح الذي أُجري عام 2005.
الخليج الرقمي:
وفي تصنيف "جهوزية الحكومة الإلكترونية" الذي نشرتهUNDESA  هذه السنة، إحتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز 32 مقارنة بالمركز 42 في تصنيف عام2007. وتقدّمت مملكة البحرين من المركز 53 إلى المركز 42، في حين انتقلت دولة قطر من المركز 62 إلى المركز 53 وقفزت دولة الكويت من المركز 75 إلى المركز 57، وتقدّمت المملكة العربية السعودية من المركز 80 إلى المركز 70، وسلطنة عمان من المركز 112 إلى المركز 84. ويعود هذا الأداء القوي من  دول مجلس التعاون الخليجي إلى الاستثمارات الكبيرة التي رصدت في مشاريع البنية التحتية "المتعددة الوسيط" Multimedia ذات "الحزمة العريضة" Broadband ، والمصحوبة بتزايد الاعتماد على تطبيقات الحكومة الإلكترونية من المواطنين عبر مواقع الإنترنت الحكومية.
وحلّت دولة الإمارات العربية المتحدة أيضا في طليعة دول المنطقة في تقويم "مقياس الويب" Web Measurement، حيث إحتلت المركز 12 على مستوى العالم، متقدمة على دول مجلس التعاون الخليجي وعدد كبير من الدول النامية. ويحدد هذا المقياس مدى توافر المواقع الوطنية الإلكترونية عبر الشبكة لخدمة الجمهور، مثل مواقع لوزارات مختارة تتضمن الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية والعمل والمالية.
خدمات حكومية رقمية:
وقامت دول مثل الإمارات والكويت بتحديث بواباتها الإلكترونية وجعلتها مقصدا أساسيا للمواطنين في تقديم معاملاتهم الرسمية. وعلى سبيل المثال يعتبر موقع وزارة العمل في الإمارات www.mol.gov.ae  تجربة ذات دلالات مهمة. يقدّم هذا الموقع الإلكتروني المتكامل ميزات منوعة بما فيها الدفع من طريق البطاقة الائتمانية وتقديم الطلبات من طريق الإنترنت وفتح حسابات شخصية، إضافة إلى تمايز هذا الموقع بإعتماده التوقيع الإلكتروني. كما يشكّل موقع وزارة الخدمات الاجتماعية في الكويت www.mosal.gov.ke مثالاً آخر على تطور الخدمات الحكومية الإلكترونية. ويقدّم هذا الموقع تبليغات إلكترونية في ما يخص طلبات المواطنين، ويسمح بتقديم الطلبات ودفع الأقساط عبر الإنترنت إضافة إلى إمكان الحصول على حسابات شخصية على الموقع.

أنفاسلقد قلب التطور التكنولوجي والإنترنت عالم الكتاب الذي ظهر منذ أكثرمن خمسة قرون في أشكال مختلفة. هذا الكتاب، وبهذا الشكل الذي بين أيدينا، بدأ يعرف عدة تحولات. فإذا كان الكتاب اليوم مافتئ يحتفظ بمكانته، فإن الكثير من دعاماته أصبحت تتطور والعادات الإنسانية المرتبطة بها بدأت هي أيضا تتغير؛ ولقد بدأت بوادر هذه الحركة منذ أواسط التسعينيات من القرن الماضي مع ظهور النص الإلكتروني والناشرين الإلكترونيين والمكتبات على الخطEn ligne والمكتبات الرقمية.

وبلغ هذا التطور شأوا آخر بعد سنة 2000 مع ظهور ما يسمى بالقاموس على الخط والقواعد النصية على شبكة النت، والأعمال المتعددة الوسائط والكثير من الكتب الرقمية والكتب الرقمية الخاصة بالمكفوفين وضعيفي البصر وظهرت برمجيات الترجمة وبرمجيات القراءة الحاسوبية إلخ، وأخيرا، وليس أخيرا، نحن اليوم بانتظار الورق الرقمي.
يشكل النت أهم اتجاه للكتاب الرقمي؛ لقد أصبح النت في بضع سنين أضخم أنسيكلوبيديا ومكتبة وأوسع جسم صحافي الأشهر اكتمالا؛ وإضافة إلى كل هذا فالنت بات يقدم خدمات خاصة بالكتاب، مثل رقمنة الأعمال الورقية، خلق برمجيات القراءة، خلق الكتب الرقمية، ووضع آليات للقراءة رهن إشارة جميع القراء.
لقد صار بإمكان المكفوفين وضعيفي البصر الإطلاع على الأعمال العلمية والأدبية بعد أن تم تحويلها إلى كتب رقمية ونشرها على النت. فإلى جانب الكتاب الورقي فقد ظهر الكتاب الإلكتروني الذي يمكن مطالعته على الحاسوب أوجهاز خاص أوعلى لوحة Tablette للقراءة، ومن جهة أخرى فقد تمكن العديد من الكتاب من إستثمار الإمكانيات التي توفرها تقنية (الروابط المتعددة) من أجل خلق أشكال سردية جديدة.
لقد زلزل العفريت الرقمي عالم النشر الذي عرف باستقراره منذ أكثر من مئة سنة؛ وخلافا لبعض تكهنات البعض من ذوي الأحكام المتسرعة التي يطلقونها وخصوصا منهم الأخصائيون المتحمسون للمد الرقمي، فإن الكتاب الورقي لايبدو حتى هذه اللحظة مهددا في كيانه كما أن ساعة احتضار الورق غير واردة في الأفق.
من حظ القراء ومريدي المعرفة والتعلم أننا أصبحنا نتوفر على سندين للتعلم والمعرفة بدلا من سند واحد؛ إن الكثير من الأعمال الورقية الحالية قد تخلصت عن طريق معالجتها رقميا إنطلاقا من قواعد معطيات الشئ الذي جعل من الأيسر الحصول على نفس العمل الأدبي بمظهرين: ورقي ورقمي.
وإذا كان العديد من القراء اليوم يستثمرون الكثير من إمكانيات القراءة الرقمية فهذا لا ينفي أن فئة قليلة فقط هي التي صارت تشتغل على (0 ورق ـ صفر ورق) والكثير منهم ما فتئوا يعشقون الكتاب الورقي لسهولة استعماله ومن جهة أخرى رغبة في تملكه.يبلغ عمر الكتاب الورقي خمسة قرون ونصف، أما الكتاب الرقمي فيصعب تحديد تاريخ ميلاده. فإذا ما اعتبرناه نصا إلكترونيا فإننا يمكن أن نحدد عمره في 35 سنة مع إطلاق مشروع (غوتمبرغ) سنة1971 من طرف ميشيل هارت الذي كان يطمح إلى التوزيع المجاني للأعمال ذات المواضيع العامة بواسطة الفاعل الإلكتروني. وكان على الإنسانية أن تنتظر تطور النت أواسط التسعينيات كي ينطلق فعليا نشر النصوص الرقمية على المستوى العالمي.

أنفاس قبل عقد من الزمان كانت الأخبار تصل إلى عتبات بيوت الأميركيين كل صباح وتعرضها شاشات التليفزيون كل مساء. وكانت الأخبار في معظمها تُطبع أو تُبث بعد ساعات من وقوعها، وكانت مصادر الأخبار محدودة نسبيا. أما الآن فقد غيرت شبكة الإنترنت إلى حد كبير الطريقة التي يطلع بها الأميركيون على الأخبار – فقد وفرت لهم نسخا اليكترونية من الصحف المحلية والقومية وبثا اليكترونيا للأخبار عبر العديد من البرامج الإخبارية التليفزيونية.وقد أسهمت مصادر الأخبار الجديدة تلك في تحقيق تغيير جذري في طريقة مشاهدة الأميركيين وفي طريقة عمل مصادر الأخبار التقليدية.
ما هي الأشكال الجديدة للصحافة؟
تجيء اشكال الصحف الرئيسية الجديدة في ثلاثة تصنيفات رئيسية وهي:
- نسخ من الصحيفة على شبكة الانترنت
- مواقع إخبارية على الشبكة لبث الأخبار
- مواقع إخبارية اليكترونية تسمح لزوارها بالتعليق على محتواها وتُعرف باسم المدونات.
والصحف المنشورة على شبكة الانترنت عبارة عن نسخة مصغرة من مثيلاتها الورقية تظهر فيها عناوين الأخبار اليومية الرئيسية وتشتمل على كافة الموضوعات الواردة في النسخة المطبوعة.وعلاوة على ذلك تضيف مواقع الصحف القومية على الانترنت موضوعات خاصة بها لا تنشرها نسخها المطبوعة ومنها على سبيل المثال الموضوعات الآنية التي ترد من وكالتي رويتر واسوشيتدبرس للأنباء ومن نطاق واسع من مواقع "المدونات" التي تسمح للقراء بنشر تعليقاتهم.
وهناك عشرون موقعا من نوع "المدونات" تابعة لصحيفة نيويورك تايمز على الانترنت عن السياسة والترفيه والسيارات والكثير غيرها. كما توفر شبكة تليفزيون سي ان ان والشبكات الإخبارية الأخرى مواقع على الانترنت حيث تنشر برامجها الإخبارية المدعمة بلقطات فيديو من نشراتها الإخبارية السابقة.
وغالبا ما تجمع الشبكات الإخبارية عبر مواقعها على الانترنت بين الفيديو والمواد المطبوعة المنقولة عن وكالتي رويتر واسوشيتدبرس أو من صحف ومواقع اليكترونية أخرى.كما تنشر تلك المواقع قائمة بالموضوعات والمقالات الرئيسية المدعمة بلقطات الفيديو عن احداث اليوم.وهناك اعداد تتزايد باطراد من المواقع الفرعية المخصصة لتغطية السياسات والاخبار وهي مواقع مصممة على غرار الصحيفة وعلى نحو يمكن القراء من نشر تعليقاتهم على الموضوعات التي يقرؤونها.

ردا على المقالة الموسومة ( منهج القفز على الحقائق ..مراجعة لمقال الريادة الرقمية ) لـ ( احسان التميمي ) والمنشورة في العدد 1103 في ثقافية المدى بتاريخ 3 كانون اول 2007 .
لست هنا بصدد وصف او تقييم مقالة التميمي التي ارتبكت في التركيز على موضوعها الاصل وهو مناقشة مقالتي الموسومة (الثقافة الرقمية .. في ريادة الابداع الادبي الرقمي) التي نشرتها عبر ثقافية المدى ايضا وبتاريخ 11 تشرين الثاني 2007 ليقفز التميمي فجأة الى موضوع (المسرح الرقمي) الذي لم اذكره اصلا في مقالتي موضوع المناقشة مبتدءا – اي التميمي -  باستخدام اسلوب المرافعات القضائية البعيد عن اسلوب فن المقالة الصحيح ليكيل لي تهمة تجاوزي على ريادة المسرح الرقمي ,مستندا في ذلك على مايسطره بعض مراهقي الانترنت عبر منتديات دردشة بلا طحن , سخمت شاشة الانترنت الزرقاء , بصفحات سوداء مؤقتة .
  ولهذا فاني سأربك مقالتي هذه ايضا مناقشا له في القسم الاول لمقالته , قافزا معه ومضيئا له طريق الظلام الذي تورط فيه او ورطه اخرون فيه وهو ريادة المسرح الرقمي .

(( احتاجك / و ... / تاخذني مدارات الخمرة / لك / للوهم الساكن في قلبي / عطرك / ووحدتي
   المتجذرة / دفئك ماأريد / قلبي صقيع / وقلبك مدفأة / وهم اخر / عمري دخان وقلبك محرقة
   / كأسك ... قلبك ... / وقلبك غمام الخمر/ وعرق يذوي بين راحتيك / ع م ر ك / وانت ...    / تهوين النبيذ / وقلبي يحب العرق / م ت ك ر ر / قلبك ... كنصك .. واحد / متعدد /
  وظلالك تطاردك / احتاجك / لأهرب من ظلالي / اغتالها ظلا فظلا / لألقاني في النهاية /
  واحدا بلا ظل ))
اضع هذه القصيدة الشعرية الرقمية بين يدي القارىء وادعوه الى فضائها الرقمي وسط رواية
( صقيع ) الرقمية للكاتب الروائي محمد سناجله عبر الموقع الالكتروني لاتحاد كتاب الانترنت العرب المعروف , بهدف الوقوف على تكاملية هذه القصيدة الشعرية رقميا بمواصفاتها اللغوية والصوتية والصورية , وهي نموذج واحد لقصائد اخرى ألفها سناجله وضمنها في روايتين له هما : ( شات ) و ( صقيع ) . فلماذا هذا التغافل الذي يروم الظهور به البعض ومنهم احسان التميمي ليسلب الحق الريادي من سناجله في تأسيه للقصيدة الرقمية بذريعة ان القصائد جاءت تضمينية في نص روائي وليست مستقلة ؟ ومن ثم نسبغ صفة الريادة لشاعر اخر وظف ما وظفه سناجله نفسه في شعره الرقمي بحجة انه كتب قصيدة مستقلة .. ؟

أنفاس تشكل الصورة مفردة من مفردات اللغة غير اللفظية , ويحمل التلفزيون اللغة بجانبيها اللفظي وغير اللفظي , اذ هو يستعين بالصورة المؤتلفة مع رموز أساسية اخرى في لغة الاتصال .ومع ان التعرض للصورة ليس امرا مستحدثا الا ان ظروفا جديدة تهيأت للصورة لأن تؤدي دورا اتصاليا اكبر ليس بسبب اتساع نسبة تعرض الجمهور لها حسب . بل من حيث اتساع اهتمام الهيئات الاتصالية بها , اذ ان هذه الهيئات المتمثلة بمصادر الاتصال تجد نفسها بحاجة اكبر الى ان تكون مقربة من مجريات الحياة لتصور الوقائع والموضوعات والاشخاص تلبية لمطالب اتصالية كثيرا ما تتضح لدى الجمهور , لذا فأن هناك مباراة حامية بين الهيئات الاتصالية لتقديم الصور , ضمن الرسائل الاتصالية عبر الوسائل المختلفة اشباعا لحاجات شتى ليس عبر الحاسب والسينما والتلفزيون فقط , بل من خلال الوسائط المطبوعة ايضا .
ويتطلب التنظيم المنهجي لدراسة تأثير الصورة في ثقافة الشباب والوقوف على ثقافة الشباب , والصورة , مفهوما وتطورا , تم تحديد العلاقة بين الصورة وبين تلك الثقافة .
- ثقافة الشباب :
يتأثر الشباب بثقافة المجتمع وما فيه من انظمة اجتماعية وسياسية واقتصادية بما في ذلك النظام الاتصالي , حيث ان اتصال الافراد عبر وسائل الاتصال الوطنية والوافدة يلعب دورا مهما في ثقافتهم .
لكن وسائل الاتصال ليست مصدرا وحيدا لتكوين الثقافة , فهناك عوامل اخرى متعددة , غير ان في بعض البلدان النامية التي يفتقر فيها المجتمع الى مراكز لصقل الثقافة , كالكتب وغيرها , يقع الثقل الاكبر فيها على الاتصال الجماهيري للقيام بمهمة تكوين الذوق الرفيع واغناء الثقافة .
ولكن ثقافة الشباب ليست مجموعة لهذه المكونات بقدر ما هي تعامل بينها جميعا بما يؤول الى انماط سلوكية , وعند ذاك تمسي ثقافة الشباب هنا طريقة حياتهم , كما ان كل عنصر من عناصر ثقافة الشباب يندرج في سلالم قيمية بحيث يكون لبعض القيم قوة كبيرة ولأخرى قوة اقل , وهكذا بالنسبة الى سائر مكونات الثقافة مما يسمى بانتظام الثقافة .يضاف الى ذلك ان ثقافة الشباب في عناصرها وبنيانها ليست ساكنة بل ديناميكية , وهي تؤثر في سلوك الشباب وتتأثر به .
وبرغم كبر الهزات التي تعرضت لها ثقافة الشباب فأن هناك اتجاهات متباينة ازاءها اليوم , حيث إن هناك من يريد لتوجهات ثقافة الشباب العربي أن تناسب الأوضاع القائمة وان تحافظ عليها , وهناك من يريد لها ان تساهم في تغييرها .. وضمن هذه الحدود المتعارضة تعمل أجهزة التنشئة الاجتماعية والسياسية وأجهزة الإعلام الوافدة لها توجهات اخرى مختلفة , وخاصة تلك التي تصل عبر سواتل الفضاء : واذا ما ركزنا على الصورة الواصلة عبر تلك القنوات فإنها تتخذ حدودا منها ما هي بعيدة كل البعد عن تلك التي يضعها المجتمع العربي للشباب .

أنفاس يرى أمبرتو إيكو أن العمل الفني شكل مكتمل ومعالج ككل عضوي متوازن، وفي الوقت نفسه يعتبر منتجا مفتوحا بسبب قابليته للتفسير أو التفسيرات التي لا حصر لها، لأن في كل استقبال منظورا طازجا وجديدا. وعلى الفنان أن يعي أهمية (الفتح) كعنصر من عناصر التفسير الفني، وأنه من المظاهر الإيجابية لإنتاجه الفني.
وهو ما يعني تضاؤل قوة العنصر الذاتي للمشاهد أو القارئ في التأويل، ذلك الذي أعطاه الكلاسيكيون أهمية خاصة.
فإذا كان للمعطى العلمي والثقافي لكل قرن أو عصر، تأثير على بنية الأشكال الفنية، فأصبح المفهوم الآحادي المنغلق عند فنان أو كاتب العصور الوسطى يعكس فهما للكون باعتباره تصورا للأوضاع الثابتة (نظاما صارما للأوزان والقوافي في الشعر مثلا). بينما في الفن الباروكي بدأ انفتاح جديد حيث حل الملموس محل البصري (يعكس اهتماما جديدا بسيكولوجية الانطباع والإحساس) وهو ما يعد انعكاسا للرؤية الكوبرنيقية للكون، ورفض فكرة مركزية الأرض.
فيما قال سارتر إن الشيء الموجود لا يمكن تقليصه إلى سلسلة معلومة من المظاهر، لأن كلا منها متصل بموضوع دائم التغير، فالشيء يظهر صورا مختلفة ووجهات نظر مختلفة أيضا، وبالتالي يلاحظ المتابع أنه يتم حديثا استخدام المصطلح الفيزيائي والكيميائي للتعبير عن الحاجة إلى معطيات جديدة، مثل "اللا استمرارية"، و"عدم التحديد" التي استخدمها اينشتين.
إلا أن التحفظ الوحيد، هو أن احتمالات (فتح) العمل، تكون دوما (كما في كون اينشتين) في "العمل في الحركة" أي أن هذا الفتح لا يعنى الفوضى أو العبث في القواعد التنظيمية التي تحكم العمل الفني، واحتفاظه بهويته.
إجمالا يمكن الإشارة إلى أن الأعمال (المفتوحة)، مادامت باقية في الحركة، تتميز بالدعوة إلى ربط العمل بالمؤلف، وأيضا على المخاطب أو القارئ أو المشاهد الكشف عن العلاقات الداخلية للعمل والاختيار من خلال فهمه أن العمل الفني مفتوح على مجموعة لا نهائية من القراءات المحتملة.
أما وقد تجلت التكنولوجيا الرقمية بمعطياتها، انطلق ما يعرف بـ "السيبردراما"، حيث التليفزيون الرقمي بمعطياته، وجهاز الكمبيوتر المنزلي أو المحمول. وتعبير "السيبردراما" مجرد وعاء يتضمن كل ما يتاح مستقبلا من أشكال سردية، مسرحية، قصصية، مسلسلات، .. وكل ما يغطي حاجة الإنسان للتمثيل والقص والاستخدام التحويلي للخيال، مع الإمكانات السردية المتاحة بالوسيط الرقمي. لعل التزاوج بين جهازي التليفزيون والكمبيوتر، هو مبعث هذا المصطلح الجديد، والذي يشاء بسرد رقمي جديد. فقد يتيح السيبردراما للمشاهد عرض إحدى حلقات مسلسل ما، على الصفحة نفسها المخصصة للكتابة، بل يتيح مشاهدة مشهد ما تحديدا في الحلقة نفسها دون غيره.