ماذا تنتظر..؟ مسكين أنت و بليد .لأنك ما زلت قادرا على ممارسة سلوك الانتظار، في محطة وهمية صنعتها لنفسك ،رغم كل ما وقع من أحداث ..هم ..سحبوا من تحت أقدامك الجريحة بساط الأمل و صدقتهم ..إنهم بارعون في الكذب عليك ، و يجب بدورك أن تكون بارعا أكثر في عدم تصديقهم .
زمن الزيارة اليوم مر مرور البرق ..، كل يوم تضيق علي رقعة زنزانتي ..مللت من قراءة جرائدهم التافهة مثلهم ،حكمهم علي كان ظلما و عدوانا .لهذا لا يمكن أن أتحمل العمر كله في علبة كهذه ..ومع كائنات كهؤلاء .لابد من إيجاد حل مناسب لهذه "التوريطة"..يجب أن أفكر جديا في مسألة هروبي من هذا الجحيم :ابتلاع أمواس كذبة قديمة مملة و مفروضة.
أحاول الآن أن أعيد الانسجام إلى جسدي . قرأت ذات يوم ، و أنا في السلك التعليمي الثانوي ، في إحدى الكتب الشائعة بيننا أنذاك نحن التلاميذ ، أن الفرد إذا أراد ، و بالإرادة فقط ..، يمكن أن يسترجع قٌوته الداخلية ،في لحظات ضعفه ، بل يمكن أن تتضاعف قوته هذه إلى قدرات لا حدود لها ..، و ذلك بالعمل على ترويض جسده، و التحكم فيه بالكثير من التركيز الشديد، و ذلك بالقيام بالحركات الرياضية ..،كما يفعل أصحاب اليوكا .
عدت ..و ألقيت بجسدي على الأريكة ، في الركن الأيسر للغرفة ..لآخذ قسطا من الراحة. الوجوه الحزينة المحيطة بي ، نبت في ملامحها فجأة شجر الأركان .