قراءة وتلخيص العربي اسليماني مفتش التعليم الثانوي اسـا/الزاك
ففي سياق العولمة وشدة المنافسة، و الزحف الكاسح للمعارف والتكنولوجيا ، تقدم اللجنة الدولية المعنية بالتربية للقرن الحادي والعشرين ، برئاسة جاك ديلور ، تقريراً ، ترى فيه أن التربية الوظيفية واللازمة ينبغي أن تقوم على أربع دعامات أساسية ، كما ينبغي أن تتخلى عن الجانب الكمي للمعرفة ، وأن تخلق أنظمة سلسة ، تتميز بتنوع المسالك التعليمية، والربط بين مختلف الأسلاك : من الأساسي إلى الجامعة . وكل ذلك مرهون بتوفير الوسائل الديداكتيكية الكافية ، وتحسين وضعية المدرسين ، وإشراك جميع الأطراف المعنية في صياغة السياسات التعليمية ، وتجاوز ثنائيات القرن المتعددة ، بما فيها التوتر بين المحلي والعالمي ، بين التقليد والحداثة ، وبين الاستبداد والديمقراطية .
الفصل الأول : من المجتمع المحلي إلى المجتمع العالمي
أثارت اللجنة إشكالية النمو الديمغرافي وما يترتب عنه من حاجيات، ثم تحدثت عن عولمة الأنشطة البشرية و إعادة رسم خريطة العالم الاقتصادية بالنظر إلى العولمة التي أفرزت تكون شبكات علمية وتكنولوجية وإعلامية تربط مختلف مراكز البحث والإنتاج. لقد كان للتكنولوجية الحديثة أثر كبير على الإنسانية التي وجدت نفسها مضطرة لمواكبة المعارف المتدفقة واتخاذ مواقف مشتركة إزاء الهجرة والمشكلات البيئية واللغوية والتعليمية .(ص 39-40 –43 و194-195).
إن عالم ما بعد 1989(انهيار الاتحاد السوفياتي) عالم متعدد المخاطر، رغم ما تحقق من مكاسب حداثية وديمقراطية. فلا يزال التوتر قائما بين المحلي والعالمي، كما أن تزايد الارتباطات العالمية زاد في تعميق الهوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة، وبين الفئات المحرومة والفئات الميسورة داخل المجتمع الواحد .
في خضم هذه التحولات وجدت المجتمعات النامية نفسها بين الانخراط في الحداثة والعولمة ، والارتكان إلى الجذور والهوية المحلية.
لذلك ، ترى اللجنة أن من مسؤوليات التربية أن تجعل الفرد والمجتمع قادرين على فهم العالم، وبالتالي فهم الآخرين ، وكذلك الفهم الحقيقي للأحداث والوقائع دون الانغماس في الذاتية .(ص85)
- فهم هذا العالم، من خلال فهم الروابط التي تجمع بين الكائن البشري ومحيطه: