في ماي 1949، وقع ألبرت أينشتاين، المعروف قليلا بمواقفه السياسية، مقالا ظهر في العدد الأول من المجلة الشهرية اليسارية الوحيدة في الولايات المتحدة. شرح فيه لماذا اختار الاشتراكية بدلا من الرأسمالية. نُشر جزء من هذا النص الحائز على الراهنية في مجلة L'humanité في 15 غشت 2015. نقدم في ما يلي لقرائنا الكرام ترجمته الكاملة.
"هل من المناسب لرجل ليس ضليعا في القضايا الاقتصادية والاجتماعية أن يعبر عن آراء حول الاشتراكية؟ لأسباب متعددة، أعتقد أن الأمر كذلك.
لنتناول أولا هذا السؤال من وجهة نظر المعرفة العلمية. قد يبدو أنه لا توجد اختلافات جوهرية من حيث المنهجية بين علم الفلك والاقتصاد: في كلا المجالين، يسعى العلماء لاكتشاف قوانين مناسبة لوصف مجموعة محدودة من الظواهر من أجل جعل العلاقات بين هذه الظواهر مفهومة قدر الإمكان. لكن في الواقع هناك بالفعل اختلافات منهجية.

بوصفه أستاذا في جامعة نيويورك، فيلسوفا وخبيرا إحصائيا مزدوج الجنسية (لبنانية وأمريكية)، أصدر نسيم نيكولاس طالب كتابا بعنوان "البجعة السوداء، قوة اللامتوقع"، وهو عبارة عن دراسة بيع منها أكثر من 2.5 مليون نسخة في العالم، نظر (بتشديد الظاء) فيها حول وقوع أحداث نادرة، لا يمكن التنبؤ بها في نظره. ووفقًا له، فإن الناس تعقلن بعديا هذه الأحداث التي قلبت حياتهم رأساً على عقب. نظر (بتشديد الطاء) طالب في البداية لهذه الأحداث في الأسواق المالية قبل توسيع المفهوم ليشمل الأحداث التاريخية. ينظر العديد من المعلقين إلى بداية وباء الفيروس التاجي على أنه "بجعة سوداء". لكن ماذا يعتقد منشئ هذا المفهوم؟
من أجل الحصول على جواب مقنع عن هذا السؤال وعن أسئلة أخرى تفرض ذاتها في ظل الواقع الجديد الذي خلقه وهيمن عليه كوفيد-19، أجرى الموقع الإخباري الفرنسي 20minutes حوارا مع نسيم نيكولاس طالب نعرض في ما يلي مضامينه بكل تفاصيلها.

خص المعلم الروحي التبتي مجلة "L'OBS" بلقاء حصري خلال إقامته في ستراسبورج. مع نفس الهوس دائما: كيف نعمل حتى لا ننحدر إلى العنف؟
للمرة الأولى، لم يكن لضغط القنصل الصيني أي تأثير (يذكر). في ستراسبورغ، تم استقبال الدالاي لاما بأذرع مفتوحة سواء من قبل فندق المدينة أو من طرف السلطات الأوروبية. تتويجا لإقامته في العاصمة الألزاسية، خصص عطلة نهاية الأسبوع ليقوم، أمام جمهور من 8000 شخص تجمعوا بحماس، بفك شيفرة عمل فلسفي شاق ظهر الى الوجود منذ قرنين.
ها هنا استقبلنا في غرفة صغيرة بلا نوافذ تقع في طوابق المبنى الشاسع. بين وجبة غداء سريعة واجتماع مكثف، وجها لوجه، مع طفل مريض جيء به على كرسي متحرك، أجاب على أسئلتنا، حتى على أكثرها حساسية، قبل العودة إلى المنصة واستئناف مسار تأويلاته الميتافيزيقية.

تقديم
يوفر المقال تسلسلا تاريخيا مقتضبا لمفهوم العدميّة وتحوّلاته بدءا من الثورة الفرنسية وصولا إلى عصر الحقائق البديلة. الموقف الذي يُعد سلبيا، وغير مكترث، يبدو ضربا من ضروب المقاومة وإعلان الرفض عند التعمق فيه قليلا.
   
نص المقال:
يرى معظم المؤرخين أن الثورة الفرنسية كانت مصدر الأيديولوجيات التي شكّلت عصرَيْ الحداثة وما بعد الحداثة. ولا يصعب عليهم، في أي عقيدة كانت، من الليبرالية إلى المحافظيّة، ومن الشيوعية إلى القومية، ومن الشموليّة إلى الفوضوية، إثبات نسبها للأحداث التي اندلعت في عام 1789. عادة ما تفشل عقيدة واحدة في الانضمام للقائمة، لكنها الآن، فيما يبدو، تسيل من أقلام المحللين، ألا وهي؛ العدمية.

“البرجوازية” كلمة انبعثت منها رائحة طيبة في السبعينيات واعتبر الكثيرون أنها ستغدو مفهوما أجوف. وقال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب نفسه على قناة BFMTV ” نحن دائماً أغنياء بالنسبة لشخص آخر. اسمعوا: لم تعد هناك طبقات، وبالتالي لا يوجد سبب للقتال من أجل تحقيق توازن بين الثروات." ومع ذلك ، فمن الواضح أن الصراع الطبقي اليوم ما زالت له راهنيته، وأنه لفهم معالمه، من الأفضل أن نعرف بالضبط ما هو “البرجوازي” في عالمنا الحديث.
هذه هي المهمة التي اقترحها الروائي فرانسوا بيغودو في دراسة حيث ينتقد البرجوازية الصغيرة الباريسية وغباءها. كانت تلك أيضا بالنسبة له مناسبة ليعود إلى حالته المتناقضة ككاتب ناجح مناهض للبرجوازية. كتاب تحضر فيه الدرجة الثانية في كل مكان، ويقدم نصا أصليا وممتعا للقراءة، باللغة الحساسة لفرانسوا بيغودو. سعى موقع “Mr Mondialisation” لملاقاة هذا الكاتب، فكان هذا الحوار.
– ما الذي دفع الروائي فرانسوا بيغودو إلى الشروع في كتابة دراسة؟

تقديم :
جاريد دايموند Jared Diamond  عالم بيولوجي وجغرافي أمريكي. ولد سنة 1937 ببوسطن. تخرج من جامعة كامبريدج، ثم التحق بجامعة هارفرد  سنة 1965 حيث تفرغ للبحث العلمي مدة ثلاث سنوات، أصبح بعدها أستاذا للفيزيولوجيا. بعد ذلك غير توجهه وتخصص في علم الطيور والإيكولوجيا بغينيا الجديدة. ثم اختار توجها ثالثا تمثل في تاريخ البيئة وأصبح أستاذا للجغرافيا بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلس حيث لا زال يشتغل.
ألــف ثلاثــة كتـــــب عــبر من خـــلالها عــن أطـــروحة أثــارت نــقـــاشا واســـعا. وهـــذه الــكــتــب هي le troisième chimpanzé (1992)، و De l’inégalité parmi les sociétés (1998) ثم Effondrement (2005). في هذه الأعمال وصف بتفصيل العلاقة العدائية التي أقامها الإنسان مع الطبيعة منذ 1500 سنة. وأكد على أن تدهور البيئة كثيرا ما ساهم في انهيار المجتمعات، ونتيجة لذلك فإن البشرية تسير نحو الكارثة بما تقوم به من تدمير لمجالها الحيوي. وقد ازدادت مصداقية أطروحته بعد فشل مؤتمر قمة الأرض المنعقد بريو دي جانيرو سنة 2012 ، حيث ركزت الدول المعنية اهتمامها على الأزمة الاقتصادية ، وأهملت الجانب البيئي، ولم تصل إلى أي اتفاق من شأنه أن يحمي الكوكب الأرضي من المخاطر المحدقة به.

يمكن أن تكون المعاناة النفسية مؤلمة، ولكنها ليست كلها مساوئ. إنها تعطي فوائد مادية وعاطفية، توقظ انتباه الآخر وتوفر مكانة اعتبارية. لهذا السبب يكون التحليل النفسي مخيفا. غير ان ذلك مجانب للصواب، وفقا للفرويدي باتريك ديلاروش الذي نقدم في ما يلي النص الكامل للحوار الذي خص به موقع levif.be.
لطالما ادعى فرويد أن التحليل النفسي هو “أفضل العلاجات”. هذا الرأي يتبناه باتريك ديلاروش، المحلل النفسي الفرنسي ، وطبيب نفساني للأطفال وفريودي مقتنع. في كتابه “الخوف من الشفاء – مقاومة التحليل النفسي” (Albin Michel),، يوضح لماذا وكيف يشفي.
– الجميع يطمح لصحة جيدة، بدنية وعقلية. فلماذا هذا الخوف وهذا الرفض للشفاء؟
باتريك ديلاروش: العلاج غامض. إنه ليس نفس الشيء على المستوى البدني وعلى المستوى النفسي. خذ على سبيل المثال الشخص الذي ركبت له يد. ثم بعد ذلك رفض العلاج بمكبحات المناعة وانتهى في الأخير إلى نزع اليد التي ركبت له. يمكن للمرض أن يؤدي إلى فوائد ثانوية. الشفاء يلغيها. لم يعد المريض يستفيد من أي مساعدة. عندما يشفى طفل مريض، يخرج من دائرة اهتمام المحيطين به.

عندما تم إصداره في خريف عام 2000، أصبح كتاب “الذاكرة، التاريخ والنسيان” حدثا. بالفعل، هذا الكتاب الأساسي، وهو مؤلف غني وقوي مكتوب بلهجة من التواضع الشديد، من قبل أحد الفلاسفة الفرنسيين الأكثر شهرة – والأكثر نفوذاً لدى المؤرخين – يشكل عمره بكامله من التأمل المكرس في جزئه الكبير للتفكير في التاريخية وإعادة التفكير في التاريخ من الناحية الإبستمولوجية.
في هذا الكتاب المتعدد الأصوات والمتحكم فيه ببراعة، سيشعر المؤرخون بأنهم يواجهون تحديات من البداية إلى النهاية، ونأمل ألا يشجعهم ذلك على التحليل الذاتي، مع إخصاب ممارستهم ودفعهم إلى التأمل في مناهج وأدوات عملهم. من دون خوف كبير من أن نكون مخطئين، يمكننا أن نتوقع أن يشعر الفاعلون في العلم التاريخي، في ضوء هذا السؤال الصعب، المقلق في بعض الأحيان ، وأمام المرآة التي يعرضها المؤلف عليهم، بأنهم منقسمون بين التشجيع والخوف: من ناحية الاهتمام الدقيق الذي تم إيلاؤه لعملهم والاعتراف المتكرر بمهمتهم السامية – الاجتماعية والفكرية؛ من ناحية أخرى، من الضروري مراجعة إجراءاتهم، من أجل تعديلها بشكل أفضل لتمثل الماضي ولبناء خطاب تفسيري حامل للمعنى.