من عوالمي العطشى
اختلست أجمل أنشودة
لتسرق النار من قلبي
فتعشوشب عروقي ...
طفتُ بروحي المنكسرة
على جراح لمْ تغفُ
أعَدّد وخزات النصال
في دروب الصمت أزند ذاتي
لتجمع قوائمَ أحزان
في سفح القلب متناثرة
وفي مقبرة النسيان تواريها
رُمتُك ياوطني
أستظل بضلعك المنكسر
ياوطني
بأيادي الخزي مغدور
ضحية خطط الانفجار والاتجار
المغرق ..في توابيت الدهاء
بأي منديل
أمسح وجهك المغموس في الوجع؟؟؟
وفي أي رقعة من قلبي
أقيم لك الأفراح ؟؟
وكيف أكسر مائدة قُمار
على اسمك تراهن
وعلى أية ربوة من روحي
أنصُبُك منارةً للعشق
،أنا وأنت ورقتا عنب
تدحرجهما همسة الأعطاب
فأنا الورقة الخاسرة
تنهش أحشائي أطياف الانكسار
أنصهر في المتآكل
في المنسرب
وأنت الورقة المربحة
في مطلع الفجر
تبتر أطرافَك الهيمنات
والأفواه الناهمة
نحو صحنك تمد الشفاه
ناديتَني
في الطرق الخوالي مؤنستَك
ناجيتني
في عزلتك جليستَك
لنداري بلعبتنا المألوفة
تكالبَ الزمن
فنصنعَ في جدار الظلام
بقعة من نور
وعاهدتُك
لآخر غفوة من عمري
أصطحبك
فمددتُ إليك
طرقي المفروشة بدمي
وعيناي مقذوفتان نحو الشمس
من حطام الأيام أسحب أذيالي
كي لاتغرقني في سُحُب الانزواء
كانت نتوءات الصخر تدميني
وكراكيز الخوف
في علبة القلب ترعشني
والجماجم تطوقني
ما توقفتُ عن المسير
ولا التفتت خلفي
ولا قهقرتْني ريح الانهزام
كنت أركض
ليتحد الجسدان.. في نبرة عزف واحدة
فيعزفان أنشودة السفر
ولِقطراتِ المطر يمُدان الألسنة
والكفوفَ
لتوقيع وثيقة النصر
والأرواحَ
على لحظة الابتسام شاهدةً
فخانني الأرق ..والأفق المغلق
وستائر الإسمنت المسدلة
تحجّجتْ
بفوات موعد الإقلاع
وما أفصحتْ
أن الفارس
إلى السفر في غياهب الماضي
وعلى إيقاع أغنية أم كلتوم مشدود
ويفزعه التحليق
على عزف نغمات العصر المزجعة