في حارتنا تصفف الريح شَعر الانمحاء
بمشط رقيقة الأسنان
بين شقوقها الدقيقة تقرفص ذاكرة مذبوحة
وريدها الآن تيبس في كف الرصيف الشاحب
رصيف يتوسد أسى مخمور
اغتال نضجه عدم البدايات ..
في حارتنا يقضم الزمان
حكايا العتبات الباردة
يشرب الجرح رطوبة الجراح
المشعة في عيون الجارات القديمات
وتسيح ترانيم الضمور من فلجة العويل
المتردد من تخوم أنين المتسول المصلوب
على سارية الضياع ..
من يقطف رؤؤس أحلام فتية
من شتيلة تسقى بدم أسود
لا يستطيع التمييز بين رأس وقدم الشريان ؟؟؟
في حارتي وحده الموت
يلوح من نوافذ لهياكل سيارات معطوبة
تشرب كل صباح دندنات صبي الورشة المبحوحة
وزعيق مشغل بدين
لا يكف عن الشتم
والتبرك بهمهمات عشيقته المحمومة
الممددة خلف أزرار هاتفه الغبي ..
في حارتنا
الغيمات لا تكبر
تستعير كعب الظلال العالي
لتطال بعضا من صحاري الصراخ ..