قال رئيس البرمجيات السابق في البنتاغون لصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) إن الصين انتصرت في معركة الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة وتتجه نحو الهيمنة العالمية بسبب تقدمها التكنولوجي، وذلك وفق ما نقلته رويترز أول أمس الاثنين.
وقال نيكولاس تشايلان -أول مسؤول برمجيات في البنتاغون والذي استقال احتجاجا على بطء وتيرة التحول التكنولوجي في الجيش الأميركي- إن عدم الرد يعرض الولايات المتحدة للخطر.
وأضاف "ليست لدينا فرصة قتالية منافسة ضد الصين في 15 إلى 20 عاما. الآن، إنها بالفعل (قضية منتهية)"؛ وقال للصحيفة "لقد انتهت بالفعل وفق رأيي".
وقال إن الصين عازمة على الهيمنة على مستقبل العالم، والسيطرة على كل شيء من الروايات الإعلامية إلى الجغرافيا السياسية.
وقد ألقى تشايلان باللوم على الابتكار البطيء، وإحجام الشركات الأميركية مثل "غوغل" (Google) عن العمل مع الدولة بشأن الذكاء الاصطناعي والمناقشات الأخلاقية المكثفة حول التكنولوجيا.

  • فـي البدء كان اللَّـبس
    يُــشكّل سُؤال المعنى أسَّ الوجودِ الإنسانيِّ. إنَّ ما يميّزُ الإنسانَ عن بَـــاقِي الكائناتِ هو قدرتهُ على خلقِ عالمٍ رمزيٍّ قوامهُ علاماتٌ متعدّدةُ الأشكالِ والأنواعِ والمظاهر؛ عالم مفتوح على تعدُّد الدّلالات والمعاني. ولعلّ هذا التعدُّد عائدٌ، حسب "إرنست كاسرير"، إلــى حركةِ الوعي الإنسانيّ -بما هو فاعِليةٌ تتأسّس على المفهمةِ والسميأةِ- المتناوسة بين قانونيْ الجبذِ والنبذِ.[1] جبذٌ يتجهُ نحو الــمرجعِ في محاولةِ رسمهِ على شاشةِ الذهن، ونبذٌ  يستنسخُ رسوماً يُدمنها الذهن فتصيرُ نموذجَ قياسٍ )أو بنية تعرّف بتعبير "أمبرتو إيكو"( تحضرُ من خلالهِ الوقائعُ في الذهنِ. وتأتي الــلّغة، على امتداد هذه الــمسافةِ، لــتُغطيَ، ما ارتسمَ في الــعقلِ صوراً، بلباس لفظيّ يظلُّ، دوماً، منذوراً لــقصورِ الـتّمثيل: فالكلمة ليست واقعاً، بل هي صيغةٌ رمزيةٌ عنه. كان أرسطو يقولُ: "أنْ نقول شيئاً عن شيءٍ ما، معناهُ أن نقولَ شيئاً آخر".

نحاول في هذه المقالة القصيرة النبش في الرواية العربية النسائية، ونتساءل عن أقدم نص روائي نسائي؟ ونسعى إلى ترتيب الدول العربية بحسب ظهور أول نص بكل قطر عربي نسأل الله التوفيق:

  • في المرتبة الأولى: لبنان وكانت أول رواية هي نص (حسن العواقب (لزينب فواز) صدرت سنة 1899، وقبل دول عربية أصدر للبيبة هاشم أيضا رواية (قلب الرجل) سنة 1904. وهما روائيتان اشتهرتا قبل رواية ظهور رواية (زينب) لأحمد حسنين هيكل التي يحلو للبعض اعتبارها أول رواية عربية...
  • المرتبة الثانية كانت ثلاثية بين كل من سوريا ومصر والعراق : إذ صدر في سوريا سنة 1950 نص  (يوميات هالة) للروائية سلمى الحفار الكزبري ، وصدر في نفس السنة نص (أروى بنت الخطوب) لوداد سكاكسيني  وهي فلسطينية الأصل،  عاشت بين سوريا ومصر ) وبالعراق صدرت رواية (ليلة الحياة) لحورية هاشم، ولم تنته الخمسينيات حتى كانت الرواية قد استقطبت ما زيد على خمس روئيات بسوريا.  وبالعراق صدرت روايات نسائية منها  (بريد القدر) 1951 ورواية  (من الجاني) لحربية محمد سنة 1954، ورواية ن(ادية) لليلى عبد القدر سنة 1957.

ظلت القريحة الشعرية المغربية على مر السنين والأعوام، معطاءة، تجترح الصور الفنية وتشكل الاستعارات، وتنسج الواقع والحلم، وتخط ملامح الأمل؛ بلغة رصينة ونسج محكم، واستلهام كبير للمبادئ الكونية، التي تدعو للمحبة والسلام، وخلق عالم سليم من التشوهات الفكرية والاجتماعية والنفسية. أفقها واحد وموحد، ومبدؤها ثابت لا يتغير، يقوم على أساس تقدير اللحظة الشعرية التي يعيشها الشاعر، باعتبارها لحظة فارقة ينتقل بها ومعها الشاعر من الواقع إلى الحلم، ومن الألم إلى الأمل. من عالم تتكدس فيه المحن، وتكثر فيه الاعطاب الفكرية، إلى عالم رحب فسيح، يتجاوز من خلاله الشاعر مطبات المجتمع والواقع، بالقفز خارج دائرة اليأس والقنوط والموت. سواء منه الموت الفزيائي، أو الموت المعنوي النفسي.

أحيانا نُهمل حقوق نصوص علينا بعد أن نقرأها فتتشابك القراءة بالكتابة والقارئ بالكاتب، وقد ننتقل من وضعية القارئ إلى حالة شخصية من الشخصيات. قرأت رواية " وليدات الشاوية "(ط1-2005 والطبعة الثانية في سنة 2008) للكاتبة منى هاشم، بعد سنة واحدة من طبعتها الثانية، وسجلتُ في هوامشها مجموعة من الملاحظات تمهيدا لإعادة قراءتها والنظر بالموازاة إلى تلك الملاحظات الشخصية، والتي ستُلهمني بملاحظات ثانية وثالثة. لحظتها خلّفتْ في نفسي أثرا وإحساسا بالبهجة فخطر ببالي أنني أنا من كتبتها جزءا ثالثا لروايتين سابقتين لي: " زمن الشاوية " و"رائحة الجنة". ثم تأتي روايتها الجديدة "ابن تومرت أو الأيام الأخيرة للملثمين"(ملتقى الطرق، ط2-2021)لتؤكد حالة الذهول، ولأكتشف أن منى هاشم تؤكد كتابها الأول بكتابات في الرواية والتاريخ والبحث الجينيالوجي والروحي للجماعات المغربية. إنها مثل النهر الذي ينهض من باطن الأرض ليروي ويرتوي من الذاكرة والراهن في مجرى لا ينتهي، مليء بالمنعرجات والمفاحآت واللاتوقعات.

فن الرواية مدين لنجيب محفوظ، فهو بلزاك الرواية العربية لا يختلف على ذلك اثنان من النقاد ويمكن اعتبار كتابات الرواد أمثال العقاد، طه حسين، الحكيم ،هيكل، يحي حقي ،المازني المحاولات التأسيسية الأولى.
نجيب محفوظ (1911/30أغسطس2006) ابن حي الحسين الشعبي بالقاهرة الذي نشأ في بيت يتميز بالسماحة واليسر والمرونة بعكس ما أشيع بأن أحمد عبد الجواد في الثلاثية وهو القاسي الصارم المولع بالنساء هو والد نجيب محفوظ ،وقد ظل محفوظ ينفي ذلك نفيا قاطعا ،في هذا الحي الذي يتميز بالأواصر الاجتماعية وبالإحساس العميق بالانتماء إلى الحارة والوطن فتح الولد بصره على عالم الطفولة البرئ ومرحها، ودنيا المنشدين والمقرئين والقصاصين الشعبيين والمتصوفة ومجالس العزاء والطرب كما هو عالم السياسة حيث نما الشعور الوطني بالرغبة الجارفة في التخلص من الاستعمار كما تجلى ذلك أيضا في نضال زعيم الوفد سعد زغلول القدوة في العطاء وحب الوطن والثبات على المبدأ وقد أحبه محفوظ وانتمى في عمقه إلى الوفد كما كان عالم الأدب يسير ثابتا نحو التأصل والتجديد في الشعر بذخت راية الكلاسيكية فيه على يد البارودي وشوقي وإسماعيل صبري وحافظ والنثر تخلص من الركاكة والإسفاف والتصنع والحذلقة البيانية وغدا نثرا فنيا رفيعا جامعا بين عمق الفكرة ورصانة اللغة في غير تكلف والمحاولات التأسيسية النقدية تتقدم على يد سيد علي المرصفي وأحمد الإسكندري وحفني ناصف ثم العقاد وطه حسين فيما بعد.

 ملاحظة في صورة الغلاف والعناوين
رواسب: هي مجموعة قصصية لمؤلفها عصام العيون مكونة من عشر قصص كما صنفها الناشر، تقدم المجموعة وتذيل بفقرة عنونها الكاتب ومضة، وهي عبارة عن إضاءة لما ستتضمنه المجموعة وكأنها تقييد مسبق للقارء، حتى لا يشطح بفكره هنا أو هناك.
 يقول الكاتب: "...تفاصيل لبعض مظاهر حياتنا او ما ندعي اعتقاده ...في حياتنا اليومية بين ما نمارسه وما نرسمه من لوحات مشوهة على صفحاتنا..".

لوحة الغلاف:

عبارة عن صورة فتوغرافية واقعية، أخذت من داخل مكان مهجور يعلوه التراب والإهمال، يتضمن عتبة خشبية عبارة عن إطار لباب خشبي قديم مصنوع بطريقة يدوية غير متقنة، مما جعل مسامير عديدة مغروسة وبادية دون تنسيق، وكأن صانعها لا يرغب في التجمل أو الاتقان وإنما يطلب أدنى مستويات الحماية من الخارج. هذا الباب وإن كان مفتوحا على الخارج فإنه لا يقدم أي معلومات عنه، فقط وهج قوي يمنع تدفق أي خبر عما يقع خارج هذا المكان المهجور.

الترجمة قبل أن تكون نقل المعارف من لغة إلى أخرى، فهي فن يشمل الاختيار الذكي والدقيق والحاجة الثقافية، وهو ما يجيده خالد بن الصغير( كلية الآداب- جامعة محمد الخامس بالرباط) الذي أثرى المكتبة المغربية بتأليفات وترجمات أسهمت في مراكمة معرفة تاريخية وثقافية لها أهميتها في أسئلة الحاضر وقضاياه.
وقد اختار مؤلَّف " القضاء المتعدد: اليهود والمسلمون في المغرب المعاصر" الصادر في لغته الإنجليزية سنة 2017 ضمن منشورات جامعة يال الأمريكية لمؤلفته جسيكا مارجلين، الأستاذة والباحثة في تاريخ الأديان والقانون والتاريخ المعاصر بأمريكا. كتاب يتحدث عن موضوع جديد "لم تسبق معالجته إلا بطرق عرضية في بعض الدراسات الكولونيالية، ويتعلق الأمر بالقضاء والعدالة في المغرب المعاصر؛ وذلك من زاوية العلاقات بين المغاربة واليهود وجيرانهم المسلمين منذ أواسط القرن التاسع عشر، إلى حدود الحقبة المعاصرة".